لماذا نحرق كل الرسائل التي كتبناها.. ذات يوم كانت فيه السماء صافية و الشمس ضاحكة و حيث كان نبض القلب مدادنا ، انخجل مما فعلناه سابقا أم إننا لا نريد ان نترك وراءنا أي أثر .
لماذا في كل بداية لنا نريد أن نمسح الماضي من ذاكرتنا و كأنه الكابوس الذي نخشى أن يفسد علينا احلامنا الجديدة .. فمن يدري ربما يكون ماضينا أجمل من حاضرنا و مستقبلنا .
من أسوأ الأشياء لدى الإنسان انه يحرق كل شئ حين يغادر المكان .. وطنا أو بيتا أو عملا أو حبا .
لماذا لا نترك المكان يبقى على جماله و البيت على اصالته و حتى الحب على عنفوانه .. و لا نصنع منه لحظات ألم للذين أحبونا ذات يوم . لماذا لا نترك قليلا من الأمل في نفوس الأخرين الذين منحونا مرات عديدة الدفء و الأمان والسعادة . لربما قد يطرق الحب باب قلبنا من جديد و يطلب العودة .
في منتصف اللَيل مِن كُل يَوم يصبَح سقُف غُرفَتِي المَيدان المُناسِب لتَلاطُم الذِكرَيات.
الحنين إلى الماضي هو بحث عن حلم يقظة تائه في تراكم العمر.. إنه حلم يشبه الضوء الهارب دائما إلى الوراء بعيدا في ماضينا الفردي والجماعي… هروب من اللحظة الراهنة باعتبارها لحظة مكاشفة صادمة، بل ومواجهة مع الواقع، كما هو لا كما تزيفه الذاكرة وزمنها الجميل المفترض.
نحن الجيل الذي اول ما عرف المرأة من اشعار نزار قباني واغاني عبدالحليم حافظ وفيروز وروايات نجيب محفوظ، زقاق المدق والقاهرة الجديدة والبداية والنهاية، وعبدالرحمن منيف «قصة حب مجوسية « وثلاثية شرق المتوسط.
نتحدث اليوم بشوق ولهفة يسيل فيعا اللعاب عن وجبتنا الشعبية البسيطة من خبز و دبس الطماطم ـــ خبزنا الحافي وكأس الشاي ـــ بلذة وشوق غريبين وعن الصندل البلاستيكي الممزق وعن وهم رغد العيش في زمن القلة مع فائض البركة السماوية، على الرغم من أننا اليوم لا يعاني السواد الأعظم من مجتمعنا من سوء التغذية ولا من بؤس التلفع في السراويل المرقعة ولا عن الصدور العليلة التي ينخرها مرض السل .
حسب دراسة نشرتها الـ"نيويورك تايمز" فالعيش على اطلال الماضي والزمن الجميل قد يكون علامة تدل على الحنين الى الوطن أو رفض التمتع بالحاضر خوفاً من المستقبل المجهول لانه من السهل ومن الاكثر أمناً بأن نقول "ليتنا كنا نعود الى أيام زمان" بدلاً من التطلع الى المستقبل، كما أن الدراسة تؤكد بأن الشخص يشعر بنوستالجيا الماضي ثلاث مرات في الاسبوع على الاقل. وبينت الدراسة التي قادها طبيب نفسي بأن النوستالجيا هي تماماً مثل الحزن أو السعادة وهي شعور عالمي.
والدتي كانت تقول دائماً: "اللي ما ربع العام نادم " بمعنى ان الذي لا يعيش ربيع عمره سوف يأتي اليوم الذي يندم فيه على ذلك الزمان .
النوستالجيا جميلة، الذكريات حلوة، سواء كانت ذكريات الطفولة أو العائلة.. حتى الرائحة هي ذكرى والموسيقى توقظ فينا نبض الماضي الجميل.
قديما قالوا : «كل وقت ما يستحي من وقته»
يجب أن لا نخجل من زماننا، بل علينا أن نفخر به بوقتٍ صعبٍ وشاقٍ وفقيرٍ في كل شيء، لكننا عشناه بمتعة وبإصرار على أن نحفر الصخر ونجتهد ونعمل حتى في الصيف الحار، لا نعرف عطلة الصيف أبداً بل ننتهزها فرصةً للعمل، وأي عمل، من حصاد العدس ألى جمع القش او حمل اكياس الطحين إلى الفرن ، نعمل في أي شيء نكسب من ورائه ما يساعدنا ويساعد الأهل في نفقات المدارس والأعياد والمناسبات، وكنا نشعر بمتعة وفرح وسعادة في زماننا، لذا أسميناه بالزمن الجميل، ويأخذنا الحنين إلى عمر مضى ومرحلة انقضت، ولم يعدْ لنا سوى ذكرياتها الجميلة .
نعود لنقول الزمن الجميل ليس كل ما كان قديماً، بل هو الزمن الذي نستطيع أن نصون فيه كرامة الإنسان وحريته، ونُقيم فيه العدالة، ونُعيد فيه بناء أوطاننا التي أصبحت على حافة الانهيار. حينها سيكون الزمن أجمل و أجمل .
لماذا في كل بداية لنا نريد أن نمسح الماضي من ذاكرتنا و كأنه الكابوس الذي نخشى أن يفسد علينا احلامنا الجديدة .. فمن يدري ربما يكون ماضينا أجمل من حاضرنا و مستقبلنا .
من أسوأ الأشياء لدى الإنسان انه يحرق كل شئ حين يغادر المكان .. وطنا أو بيتا أو عملا أو حبا .
لماذا لا نترك المكان يبقى على جماله و البيت على اصالته و حتى الحب على عنفوانه .. و لا نصنع منه لحظات ألم للذين أحبونا ذات يوم . لماذا لا نترك قليلا من الأمل في نفوس الأخرين الذين منحونا مرات عديدة الدفء و الأمان والسعادة . لربما قد يطرق الحب باب قلبنا من جديد و يطلب العودة .
في منتصف اللَيل مِن كُل يَوم يصبَح سقُف غُرفَتِي المَيدان المُناسِب لتَلاطُم الذِكرَيات.
الحنين إلى الماضي هو بحث عن حلم يقظة تائه في تراكم العمر.. إنه حلم يشبه الضوء الهارب دائما إلى الوراء بعيدا في ماضينا الفردي والجماعي… هروب من اللحظة الراهنة باعتبارها لحظة مكاشفة صادمة، بل ومواجهة مع الواقع، كما هو لا كما تزيفه الذاكرة وزمنها الجميل المفترض.
نحن الجيل الذي اول ما عرف المرأة من اشعار نزار قباني واغاني عبدالحليم حافظ وفيروز وروايات نجيب محفوظ، زقاق المدق والقاهرة الجديدة والبداية والنهاية، وعبدالرحمن منيف «قصة حب مجوسية « وثلاثية شرق المتوسط.
نتحدث اليوم بشوق ولهفة يسيل فيعا اللعاب عن وجبتنا الشعبية البسيطة من خبز و دبس الطماطم ـــ خبزنا الحافي وكأس الشاي ـــ بلذة وشوق غريبين وعن الصندل البلاستيكي الممزق وعن وهم رغد العيش في زمن القلة مع فائض البركة السماوية، على الرغم من أننا اليوم لا يعاني السواد الأعظم من مجتمعنا من سوء التغذية ولا من بؤس التلفع في السراويل المرقعة ولا عن الصدور العليلة التي ينخرها مرض السل .
حسب دراسة نشرتها الـ"نيويورك تايمز" فالعيش على اطلال الماضي والزمن الجميل قد يكون علامة تدل على الحنين الى الوطن أو رفض التمتع بالحاضر خوفاً من المستقبل المجهول لانه من السهل ومن الاكثر أمناً بأن نقول "ليتنا كنا نعود الى أيام زمان" بدلاً من التطلع الى المستقبل، كما أن الدراسة تؤكد بأن الشخص يشعر بنوستالجيا الماضي ثلاث مرات في الاسبوع على الاقل. وبينت الدراسة التي قادها طبيب نفسي بأن النوستالجيا هي تماماً مثل الحزن أو السعادة وهي شعور عالمي.
والدتي كانت تقول دائماً: "اللي ما ربع العام نادم " بمعنى ان الذي لا يعيش ربيع عمره سوف يأتي اليوم الذي يندم فيه على ذلك الزمان .
النوستالجيا جميلة، الذكريات حلوة، سواء كانت ذكريات الطفولة أو العائلة.. حتى الرائحة هي ذكرى والموسيقى توقظ فينا نبض الماضي الجميل.
قديما قالوا : «كل وقت ما يستحي من وقته»
يجب أن لا نخجل من زماننا، بل علينا أن نفخر به بوقتٍ صعبٍ وشاقٍ وفقيرٍ في كل شيء، لكننا عشناه بمتعة وبإصرار على أن نحفر الصخر ونجتهد ونعمل حتى في الصيف الحار، لا نعرف عطلة الصيف أبداً بل ننتهزها فرصةً للعمل، وأي عمل، من حصاد العدس ألى جمع القش او حمل اكياس الطحين إلى الفرن ، نعمل في أي شيء نكسب من ورائه ما يساعدنا ويساعد الأهل في نفقات المدارس والأعياد والمناسبات، وكنا نشعر بمتعة وفرح وسعادة في زماننا، لذا أسميناه بالزمن الجميل، ويأخذنا الحنين إلى عمر مضى ومرحلة انقضت، ولم يعدْ لنا سوى ذكرياتها الجميلة .
نعود لنقول الزمن الجميل ليس كل ما كان قديماً، بل هو الزمن الذي نستطيع أن نصون فيه كرامة الإنسان وحريته، ونُقيم فيه العدالة، ونُعيد فيه بناء أوطاننا التي أصبحت على حافة الانهيار. حينها سيكون الزمن أجمل و أجمل .