اليوم التشكيل خاصة والفن عامة قد تحرر من كل مرجعية فكرية او فلسفية لأن مفهوم الجمال كمصطلح أصبح عاجزا على استعاب جل خصائص الجمال لدى الشعوب والاعراق الانسانية ; فما يشكل لك انت شيئا جميلا قد لا يحرك ساكنا لدى إنسان اخر. ولهذا فقد فتح باب الابداع والابتكار على مصراعيه واصبح العمل الذي يحقق اريحية نفسية وبصرية وتفاعلا مع المتلقي واحيانا استفزازا لافكاره هو الفن الحقيقي الذي يساير العصر ومستجداثه.
اقول وانا على وعي بما أقول لكي تكون فنانا تشكيليا بعدما تتقن الرسم بالمدارس الفنية المتعارف عليها ؛ احدث قطیعة مع المدارس التشكيلية المتعارف عليها كلها وابحث في عتادك وافكارك ووسائلك وارسم نهجا لك يميزك عن الاخرين... ستستفزهم وسيثورون على أفكارك المتمردة التي خرجت عن اطار وصايتهم الفكرية ... سيحاربونك بكل وسائلهم . لكن تأكد بانه قد تصبح أعمالك مدرسة في حد ذاتها. والتاريخ غني بمثل ما ذكرت ولكي نستدل على ذلك اليوم ندرج لكم نموذجا تشکيليا هو تجربة .Luigi Rosolo .
لويجي كارلو فيليبو روسولو (30 أبريل 1885 - 6 فبراير 1947) كان رسامًا للمستقبليين الإيطاليين وملحنًا ومنشئًا للآلات الموسيقية التجريبية ومؤلفًا لبيان البيان "فن الضوضاء" (1913). [1] غالبًا ما يُعتبر واحداً من أول ملحني الموسيقى الذين يتمتعون بالتجربة الصوتية مع أدائه لحفلات موسيقى الضجيج في 1913-1914 ثم مرة أخرى بعد الحرب العالمية الأولى ، خاصة في باريس في عام 1921. [2] قام بتصميم وبناء عدد من الأجهزة المولدة للضوضاء تسمى Intonarumori. وقد كان Luigi Rosolo من التشكيليين الايطاليين الذين وقعوا حركة فن الازعاج او فن الضجيج بمعنى ان انتظام الضجيج على نحو ما يولد موسقى يمكن التمتع بها. بحيث يتم التخلي على النوتات الموسقية المحضة وتعويضها بتكرار ضجيج متناغم . موسقاه عزفت بالات هو من صممها سماها Intonarumori . وبذلك كان Rosolo زعيم حركة فنية مستقبلية او سابقة لزمانها والتي اعطت مجموعة من الاسماء الفنية المهمة منها Filippo
Carlo Carra و Giacomo Balla و Gino Sevirini وMarinetti Umberto Boccioni
هذه الحركة التشكيلية التي كانت في حد ذاتها قطيعة مع ما تعرفه الساحة لفنية انذاك وكانت سابقة لزمانها. وقد ابدع روساريو لوحات باسم الثورة.. وسيدة الشرفة ... ومن هنا استطاع إحداث قطيعة مع المدارس التشكيلية المعروفة واسس لفن له نهج خاص لا من حيث البعد الفلسفي ولا من حيث مجموع الرزم اللونية والضوئية ولا من حيث توزيع الكتل وتناغمها وخلفيتها ... كما جاءت معظم اللوحات متطلعة لغذ مشرق. فابحث عن غذك المشرق ايها التشكيلي ولا تبدع لوحات بزمن والدك أو جدك لأنك حين ولدت ولدت لزمنك ولغير زمنهم ، فلا تكن مجترا لتجارب مثلت عصرها بامتياز لكنها الان اصبحت عاجزة على نقل قيم وافكار وتطلعات الفنان الذي اعاد رسمها. فان انزلقت في هذا المسار فاعلم أنك مجرد امتدد لماض لا تنتمي إليه . إن اكراهات عصرك وتطلعاتك ونظرتك لواقع تنتمي اليه هي التغذية الراجعة التي تشحن منها طاقتك الإبداعية ورٶيتك للأشياء و تنظيرك لمفهوم التشكيل الحديث وتأطيره في لوحات تختلف اسندتها أو قد تخرج عن اطار المألوف وتحدث قطيعة فعلية مع كل ما هو متعارف عليه بالساحة وقد تتجرأ لتتخذ جسدا بشريا سندا لها وتتحرك بين المتلقين بصالات العرض, ولماذا لا تخرج لتمشي بين المارة بالشوارع العامة وتكسر قدسية صالات العرض لتصبح مفتوحة على الهواء الطلق مع ربط العارض بكميرات بشاشات عرض كبرى بالاماكن العامة والاكثر اكتضاضا وترددا للناس .
إن الفن التشكيلي ليس مجرد الوان ولوحة ورسام يحاول نقل صورة بشكل يدوي وأحيانا يغش نفسه ويظن انه خدع المتلقي بأخذ الهيئة العامة للرسم بالجهاز العاكس وينزل عليها الالوان بدقة موهما المتلقي انه انجاز فعلي و هو لا يدرك ان الفن أعمق من ذلك و ان الرسم الذی يخرجه من بين يديه بشكل غير متقن وبألوان هو من اختارها بشكل مزاجي هو الفن الحقيقي الذي افرغ فيه الفنان طاقته الفكرية والجسدية الحركية لتعبر عن قضية تشغله او تمثل منظوره للجمال. ومن هنا اكرر دائما ليس هناك فن جميل وفن بشع؛ بل هناك فن عميق يعبر عن عمق فني جمالي فكري وفلسفي ولا تكون فيه اية حركة أو لطخة أو خط أو نقطة اعتباطية بل تكون نابعة من ذات الفنان لغاية معينة وليس هناك عمل بشع لان ما سماه النقاد بشعا ذات يوم؛ اكتشف مع الوقت أنه فن عميق ومجدد ويحدث قطیعة مع ما هو متداول بجالساحة الفنية انذاک ولم یدركوا قیمته عادة إلا بعد رحيل الفنان المبدع. اما الفن الفارغ الذي يستبلد المتلقي عادة ما يكون الهدف منه البهرجة والشهرة وغير نابع من بحث فكري تشكيلي بل يكون ممولا من جهة لا علاقة لها بالتشكيل او ثقافة الفن والجمال والابتكار. تكون فئة انتهازية تملك وسائل الانتاج والعرض والتسويق فقط مما يجعل حركتها كحملات الدعاية السياسية تنتهي صلاحية اعمالها بانتهاه المرحلة والوصول للهدف المنشود ولا تخلد نفسها بعمل فني يليق بالفن الانساني عامة بل يقتصر على فئة لها دوافعها...
عموما إن الفنان التشكيلي هو مطالب أكثر من غيره أن تكون له ثقافة موسوعاتية لعصره ؛ بمعنى أن يكون مثقفا جادا منفتحا على الكل و يتابع المستجداث بمجتمعه وبالكون بجميع المجالات؛ ويكون قارءا ممتازا للشعر والقصة والنثر والانتاجات الفلسفية والفكرية والمسرحية ... حتى يستطع الاعتكاف بنفسه داخل افكاره ليخرج بعمل ابداعي جديد يمثله هو ورٶيته للأشياء ومحيطه ولا يمثل أحدا غيره وتكون من بين أجمل نتاجاته الفنية أن لا أحدا يكون قادرا على استنساخ عمله الأصلي الشاهد على تجربته ......
خيرة جليل
اقول وانا على وعي بما أقول لكي تكون فنانا تشكيليا بعدما تتقن الرسم بالمدارس الفنية المتعارف عليها ؛ احدث قطیعة مع المدارس التشكيلية المتعارف عليها كلها وابحث في عتادك وافكارك ووسائلك وارسم نهجا لك يميزك عن الاخرين... ستستفزهم وسيثورون على أفكارك المتمردة التي خرجت عن اطار وصايتهم الفكرية ... سيحاربونك بكل وسائلهم . لكن تأكد بانه قد تصبح أعمالك مدرسة في حد ذاتها. والتاريخ غني بمثل ما ذكرت ولكي نستدل على ذلك اليوم ندرج لكم نموذجا تشکيليا هو تجربة .Luigi Rosolo .
لويجي كارلو فيليبو روسولو (30 أبريل 1885 - 6 فبراير 1947) كان رسامًا للمستقبليين الإيطاليين وملحنًا ومنشئًا للآلات الموسيقية التجريبية ومؤلفًا لبيان البيان "فن الضوضاء" (1913). [1] غالبًا ما يُعتبر واحداً من أول ملحني الموسيقى الذين يتمتعون بالتجربة الصوتية مع أدائه لحفلات موسيقى الضجيج في 1913-1914 ثم مرة أخرى بعد الحرب العالمية الأولى ، خاصة في باريس في عام 1921. [2] قام بتصميم وبناء عدد من الأجهزة المولدة للضوضاء تسمى Intonarumori. وقد كان Luigi Rosolo من التشكيليين الايطاليين الذين وقعوا حركة فن الازعاج او فن الضجيج بمعنى ان انتظام الضجيج على نحو ما يولد موسقى يمكن التمتع بها. بحيث يتم التخلي على النوتات الموسقية المحضة وتعويضها بتكرار ضجيج متناغم . موسقاه عزفت بالات هو من صممها سماها Intonarumori . وبذلك كان Rosolo زعيم حركة فنية مستقبلية او سابقة لزمانها والتي اعطت مجموعة من الاسماء الفنية المهمة منها Filippo
Carlo Carra و Giacomo Balla و Gino Sevirini وMarinetti Umberto Boccioni
هذه الحركة التشكيلية التي كانت في حد ذاتها قطيعة مع ما تعرفه الساحة لفنية انذاك وكانت سابقة لزمانها. وقد ابدع روساريو لوحات باسم الثورة.. وسيدة الشرفة ... ومن هنا استطاع إحداث قطيعة مع المدارس التشكيلية المعروفة واسس لفن له نهج خاص لا من حيث البعد الفلسفي ولا من حيث مجموع الرزم اللونية والضوئية ولا من حيث توزيع الكتل وتناغمها وخلفيتها ... كما جاءت معظم اللوحات متطلعة لغذ مشرق. فابحث عن غذك المشرق ايها التشكيلي ولا تبدع لوحات بزمن والدك أو جدك لأنك حين ولدت ولدت لزمنك ولغير زمنهم ، فلا تكن مجترا لتجارب مثلت عصرها بامتياز لكنها الان اصبحت عاجزة على نقل قيم وافكار وتطلعات الفنان الذي اعاد رسمها. فان انزلقت في هذا المسار فاعلم أنك مجرد امتدد لماض لا تنتمي إليه . إن اكراهات عصرك وتطلعاتك ونظرتك لواقع تنتمي اليه هي التغذية الراجعة التي تشحن منها طاقتك الإبداعية ورٶيتك للأشياء و تنظيرك لمفهوم التشكيل الحديث وتأطيره في لوحات تختلف اسندتها أو قد تخرج عن اطار المألوف وتحدث قطيعة فعلية مع كل ما هو متعارف عليه بالساحة وقد تتجرأ لتتخذ جسدا بشريا سندا لها وتتحرك بين المتلقين بصالات العرض, ولماذا لا تخرج لتمشي بين المارة بالشوارع العامة وتكسر قدسية صالات العرض لتصبح مفتوحة على الهواء الطلق مع ربط العارض بكميرات بشاشات عرض كبرى بالاماكن العامة والاكثر اكتضاضا وترددا للناس .
إن الفن التشكيلي ليس مجرد الوان ولوحة ورسام يحاول نقل صورة بشكل يدوي وأحيانا يغش نفسه ويظن انه خدع المتلقي بأخذ الهيئة العامة للرسم بالجهاز العاكس وينزل عليها الالوان بدقة موهما المتلقي انه انجاز فعلي و هو لا يدرك ان الفن أعمق من ذلك و ان الرسم الذی يخرجه من بين يديه بشكل غير متقن وبألوان هو من اختارها بشكل مزاجي هو الفن الحقيقي الذي افرغ فيه الفنان طاقته الفكرية والجسدية الحركية لتعبر عن قضية تشغله او تمثل منظوره للجمال. ومن هنا اكرر دائما ليس هناك فن جميل وفن بشع؛ بل هناك فن عميق يعبر عن عمق فني جمالي فكري وفلسفي ولا تكون فيه اية حركة أو لطخة أو خط أو نقطة اعتباطية بل تكون نابعة من ذات الفنان لغاية معينة وليس هناك عمل بشع لان ما سماه النقاد بشعا ذات يوم؛ اكتشف مع الوقت أنه فن عميق ومجدد ويحدث قطیعة مع ما هو متداول بجالساحة الفنية انذاک ولم یدركوا قیمته عادة إلا بعد رحيل الفنان المبدع. اما الفن الفارغ الذي يستبلد المتلقي عادة ما يكون الهدف منه البهرجة والشهرة وغير نابع من بحث فكري تشكيلي بل يكون ممولا من جهة لا علاقة لها بالتشكيل او ثقافة الفن والجمال والابتكار. تكون فئة انتهازية تملك وسائل الانتاج والعرض والتسويق فقط مما يجعل حركتها كحملات الدعاية السياسية تنتهي صلاحية اعمالها بانتهاه المرحلة والوصول للهدف المنشود ولا تخلد نفسها بعمل فني يليق بالفن الانساني عامة بل يقتصر على فئة لها دوافعها...
عموما إن الفنان التشكيلي هو مطالب أكثر من غيره أن تكون له ثقافة موسوعاتية لعصره ؛ بمعنى أن يكون مثقفا جادا منفتحا على الكل و يتابع المستجداث بمجتمعه وبالكون بجميع المجالات؛ ويكون قارءا ممتازا للشعر والقصة والنثر والانتاجات الفلسفية والفكرية والمسرحية ... حتى يستطع الاعتكاف بنفسه داخل افكاره ليخرج بعمل ابداعي جديد يمثله هو ورٶيته للأشياء ومحيطه ولا يمثل أحدا غيره وتكون من بين أجمل نتاجاته الفنية أن لا أحدا يكون قادرا على استنساخ عمله الأصلي الشاهد على تجربته ......
خيرة جليل