أحمد سلامة الرشيدي - أنا حزين هكذا بكل بساطة..

أنا حزين
هكذا بكل بساطة
و دون تعقيد لفظيّ
الحزن الذي تخلّفه بنايةٌ قديمة
في طريق جانبيّ .
أو حفرة في الأرض
أو شجرةٌ يابسة في حديقة خضراء .
إنقطاع رباط الحذاء القديم
رضّة الأصابع في حجرٍ ناتيء
السلام البارد على الذين مروا بجسدك
إقتسام اللقمة مع عابرٍ لم يسأل
السيجارة الأخيرة مع مُسنّ يدفيء يديه بولّاعةٍ فارغة
زجاجة خمرٍ رخيص مع الغرباء على الرصيف
هذه الأشياء البسيطة العابرة
المعتادة
المتكررة
المُلحِّة
كحنفيةٍ أكل محبسها الصدأ
لا تقل وقعاً عن أشياء
مثل انهيار الاقتصاد العالمي مثلا
أو ذوبان الجليد و انحسار اليابسة
أو فناء فصيلةٍ نادرة من أجل معاطف الشتاء
أو اختفاء مدينةٍ كاملة في جيب فيضانٍ مدمر
أو اقتراب نهاية العالم.
إنها بارعةٌ و منظَّمة
لا تترك بصمات من الخارج
ولا عناوين مُلفتة
و تحرص على أن يكون الانحدار تدريجياً
و الذبول بطيئاً
في صمت
مُخلِّفةً فجوةً في جدار القلب
بحجم قطارٍ أو باخرة.
أو تقود رجلاً في منتصف العمر
في رقة الحبيبة الصادقة
من يده
إلى الجنون


أحمد سلامة الرشيدي

تعليقات

الشاعر الرشيدي يرسم لوحة إنسانية، تتوزع أطياف الوانهاعلى مختاف الابعاد .يجمع تناقضاتها مؤشرا الحضور الإنساني المتناقض
اجاد الشاعر شكرا لإمتاعنا
ناصر الثعالبي
 
أعلى