جعل نجيب محفوظ بطل روايته ( اللص والكلاب) ضحية للثقافة المسطحة والمعارف المغلوطة، إنه شاب أمي فقير، يعمل مع أبيه في بيت للطلاب. أقنعه طالب متثاقف بمعادلة مغلوطة: مادام للفقراء حق في أموال الأغنياء، فيجب الحصول عليه بأي طريقة، لأن الغاية تبرر الوسيلة. هكذا تحول بطل الرواية إلى لص. أراد نجيب محفوظ أن يقول إن كثيرًا من الأفكار التي يحملها أنصاف المثقفين مهما بدت مقنعة ونبيلة، فهي شديدة الخطورة على المجتمعات الأمية ناقصة الوعي.
الأصل الحقيقي للرواية عن شخصية حقيقية عرفت في ستينيات مصر باسم (محمود سليمان السفاح) كان شابًا نال قدرًا من التعليم، لكن هذا لم يمنعه من احتراف السرقة، والقتل.
الطريف أنه تحول في -نظر الجماعة الشعبية – إلى بطل، ورمز للعدالة الاجتماعية الغائبة، يسرق الأغنياء، ويمنح الفقراء، وهبه الله قدرات خارقة كالقفز من المباني الشاهقة، وفتح كل الأبواب المغلقة، والإفلات من حصار الشرطة مهما كان محكمًا، والتنكر بأساليب يصعب فهمها، بل والتحدث بلغات شتى. لقد فُتِن كثير من المصريين بمحمود سليمان السفاح.
غير أن هذا التتويج البطولي من الجماعة الشعبية للص قاتل، ليس شيئًا جديدًا على المجتمعات البشرية. فعبر التاريخ، تطالعنا العديد من الصور لأبطال شعبيين، لا يخلو تاريخهم من انحراف ما، لكن المخيلة الجمعية في طورها البدائي، تحولهم إلى أبطال، عندما تنسج حولهم أسطورة المُخَلِّص التي سكنت كل ثقافات العالم بصور مختلفة، لتصل إلى مرتبة الإلوهية في بعض الأحيان، كما كان بوذا الذي خلص العالم من الشر.
أما (على الزيبق) البطل العربي، فكان زعيما لجماعة من الشطار والعيار الخارجين على القانون، لكنه أخذ على عاتقه مقاومة الفساد الذي مارسه القائمون على القانون أنفسهم. كما كان (روبين هود) البطل الشعبي الإنجليزي، يسرق الأغنياء من الإقطاعيين ليعطي الفقراء، فخلع عليه الناس لقب اللص الشريف. إنه احتجاج مضمر على القوانين البشرية.
لقد ظلت شخصية الخارج عن القانون، صاحب الهدف النبيل، جاذبة للمخيلة الشعبية حتى الآن، بل وملهمة للأدباء والسينمائيين، كونها تحظى برصيد تراثي لدى الناس، وهذا يفسر النجاح الكبير للفيلم الأمريكي (العظماء السبعة) عندما تفانى سبعة من القتلة المأجورين دفاعًا عن جماعة من الفلاحين البسطاء. كما يمكن ملاحظة أن شخصية ( زورو) التي ابتكرها (جنسون ماكولي) عن نبيل أسباني يعاقب الأغنياء جراء طغيانهم، تتشابه في سماتها، وسعة حيلتها وخفة حركتها مع روبين هود، وعلى الزيبق، ومحمود سليمان السفاح.
تلك الجاذبية التي اتسمت بها شخصية البطل الخارج على القانون، لم تأت من ضحالة الوعي الثقافي فقط، وإنما لكونها نموذجًا أنتج صورة البطل في مراحل الوعي البدائي، وهي مقترنة في دراسات الأنثربولوجيا بأمثولة الأرنب المخادع الذي أنقذ نفسه من مكر الثعلب وشراسته. إنه يتمكن من الهرب في اللحظة المناسبة، بعكس ما يوحي منظره من براءة الطفولة، لكنه لعوب، ومخادع، حتى أن مجلة (البلاي بوي) الإباحية جعلته شعارًا لها. فيما هنود ( الوينباغو) اتخذته رمزًا لبطلهم الشعبي، وعندما بدأت المسيحية في الانتشار بين أفراد القبيلة، بات ممتزجًا في ثقافتهم بشخص المسيح عليه السلام.
الأرنب المخادع أمثولة عالمية، لها صور عديدة بحسب الثقافات المختلفة، كأن يصبح رجلاً ناضجًا مثل (على الزيبق) وربما نبيلاً مثل (زرور) فيبدو الأمر وكأن الخيال الشعبي يعزي نفسه، عندما يرسم للأرنب صورًا عظيمة ليتمكن من هزيمة الثعلب في كل مرة، خلافًا للواقع، حيث كل الثعالب، قادرة على افتراس الأرانب.
مثل هذه الحكايات الشعبية، تُحدث لنا نوعًا من التطهير، التي يراها (أرسطو) وظيفة الدراما، وبها نغفر للأبطال خطاياهم، كما غفر الإغريق لأوديب الذي خلص المدينة من الهولة المتوحشة. لهذا يظل البطل المنقذ حيًا في مخيلتنا، حتى لو مات في حكاية، يولد من جديد في حكاية أخرى، فلا نندهش أن جعل المصريون من محمود سليمان السفاح بطلاً شعبيًا، بعد مئات السنين من على الزيبق المصري أيضًا.
المفارقة.. أن خطايا البطل تنشأ كلما بالغنا في انتصاراته، وآماننا بقدراته الخارقة، عندئذ يُصاب بالتضخم، ويسقط ضحية غروره. نحن نخلق البطل وندفعه للخطيئة، ونحن نقتله ونغفر له.
هذا النمط الدرامي الذي تمارسه المخيلة الشعبية، موجود بقوة في المجتمعات الأكثر بدائية: أنكا البيرو، هنود أمريكا الشمالية وبعض قبائل أفريقيا. يقول المحلل النفسي جوزيف هندرسون : “إن لهذا النمط معني سيكولوجيًا لدى الفرد الذي يسعى لاكتشاف شخصيته وتحقيقها، وكذلك لدى المجتمع الذي يشعر بحاجة مماثلة لتحقيق ذاته الجماعية” أي أنه مرحلة من مراحل تطور المجتمعات، فمراحل تطور البطل هي تمثيل لمراحل النمو النفسي للإنسان. بل أن مرحلة البطولة ذاتها داخل الشخصية الإنسانية، هي طور من أطوار نموها، وعلينا أن نمر بها، ثم نتجاوزها بقتل بطلنا الداخلي كي نصل إلى نضج أعلى، ولن نصل إليه إلا إذا غفرنا لأنفسنا. فصورة البطل التي نعيشها في وقت مبكر من حياتنا قد تزيف دوافع العيش إذا توقف نمو الإنسان عندها، وسواء توقف هذا النمو عند الصورة البدائية للبطل المخادع، أو ارتقى، ليصل إلى صورة البطل المنقذ الذي يضحي بنفسه من أجل جماعته، فإنه سينتهي إلى مصير مأساوي، ما لم ينتبه إلى اللحظة المناسبة لقتل البطل.
في تاريخنا الحديث زعماء توجتهم شعوبهم أبطالا منقذين أمثال (هتللر) ثم انتهوا إلى نهاية مأساوية لكن شعوبهم لم تغفر لهم ولا لأنفسهم، لأنهم عاشوا في الواقع لا الخيال. أي أن الشعوب قد تنخدع بالصور القبلية التي كونتها عن البطل، فتقع هي نفسها ضحية بطولته بدلا من أن يكون منقذا لها! ومع ذلك مازلنا نبحث عن البطل، حتى أن السينما الأمريكية تعمل بدأب علي صناعة البطل الأمريكي منقذ العالم.
لكن صورة البطل الأمريكي، لا تستهدف تطهير الوجدان الشعبي، بل ترسيخ صورة القطب الأوحد، القادر على قيادة البشرية، وتحقيق أحلامها بالعدالة والرفاهية.
هذا تحول كبير في صورة البطل إلى صناعة ممنهجة قد تكون أكثر مأساوية، تنذر بنهاية العالم. هكذا خرجت صناعة البطل، من يد البسطاء والمهمشين إلى صناع القرار ليصبح هو البطل المضاد للضمير الجمعي. هذا ما التفتت إليه السينما الأمريكية نفسها لتقدم نمطًا معارضًا وساخرا للبطل الأمريكي.
في فيلم ( فورست جامب) يتحول شاب أمريكي معاق ذهنيًا إلى بطل قومي، فيمنحه الرئيس الأمريكي قلادة في حفل إعلامي كبير، ليداري به الفشل العسكري في فيتنام، فيما تستخدم المعارضة نفس الشاب، لتصنع منه البطل المضاد للنظام.
أما بطل فيلم (هيرو) فهو رجل تتعرض علاقته بأسرته للانهيار بسبب البطالة. يصادف طائرة منكوبة فيفتح بابها ليخرج الركاب، وأثناء ذلك يفقد فردة حذائه، ثم يمضي إلى بيته بلا اكتراث، وفي الطريق يصادف متسولاً (Homeless) فيمنحه فردة الحذاء الأخرى. تسعى كل أجهزة الإعلام والسلطة، للبحث عن صاحب فردة حذاء البطل المنقذ، كأنه حذاء سندريلا التي سوف ينقذها الأمير من زوجة أبيها، عندئذ يقدم لهم المتسول الفردة التي حصل عليها من المنقذ الحقيقي. هكذا يتحول إلى بطل وطني وفق صناعة إعلامية ضخمة. وعندما تنكشف الحقيقة، يتواطأ الجميع على طمسها حتى لا يفقد النظام مصداقيته.
الطريف أن المنقذ الحقيقي نفسه يلوذ بالصمت، في مقابل المال، ويكتفي بأن يحكي أسطورته لابنه، الذي يتلقاها بخيال طفل كبطولة عظمى، فيتطهر من سخطه على أبيه العاطل عن العمل. هكذا تظل البطولة الحقيقية في يد البسطاء، وتنمو في خيال طفلي بسيط، يطهرنا من خطايانا.
سيد الوكيل
الأصل الحقيقي للرواية عن شخصية حقيقية عرفت في ستينيات مصر باسم (محمود سليمان السفاح) كان شابًا نال قدرًا من التعليم، لكن هذا لم يمنعه من احتراف السرقة، والقتل.
الطريف أنه تحول في -نظر الجماعة الشعبية – إلى بطل، ورمز للعدالة الاجتماعية الغائبة، يسرق الأغنياء، ويمنح الفقراء، وهبه الله قدرات خارقة كالقفز من المباني الشاهقة، وفتح كل الأبواب المغلقة، والإفلات من حصار الشرطة مهما كان محكمًا، والتنكر بأساليب يصعب فهمها، بل والتحدث بلغات شتى. لقد فُتِن كثير من المصريين بمحمود سليمان السفاح.
غير أن هذا التتويج البطولي من الجماعة الشعبية للص قاتل، ليس شيئًا جديدًا على المجتمعات البشرية. فعبر التاريخ، تطالعنا العديد من الصور لأبطال شعبيين، لا يخلو تاريخهم من انحراف ما، لكن المخيلة الجمعية في طورها البدائي، تحولهم إلى أبطال، عندما تنسج حولهم أسطورة المُخَلِّص التي سكنت كل ثقافات العالم بصور مختلفة، لتصل إلى مرتبة الإلوهية في بعض الأحيان، كما كان بوذا الذي خلص العالم من الشر.
أما (على الزيبق) البطل العربي، فكان زعيما لجماعة من الشطار والعيار الخارجين على القانون، لكنه أخذ على عاتقه مقاومة الفساد الذي مارسه القائمون على القانون أنفسهم. كما كان (روبين هود) البطل الشعبي الإنجليزي، يسرق الأغنياء من الإقطاعيين ليعطي الفقراء، فخلع عليه الناس لقب اللص الشريف. إنه احتجاج مضمر على القوانين البشرية.
لقد ظلت شخصية الخارج عن القانون، صاحب الهدف النبيل، جاذبة للمخيلة الشعبية حتى الآن، بل وملهمة للأدباء والسينمائيين، كونها تحظى برصيد تراثي لدى الناس، وهذا يفسر النجاح الكبير للفيلم الأمريكي (العظماء السبعة) عندما تفانى سبعة من القتلة المأجورين دفاعًا عن جماعة من الفلاحين البسطاء. كما يمكن ملاحظة أن شخصية ( زورو) التي ابتكرها (جنسون ماكولي) عن نبيل أسباني يعاقب الأغنياء جراء طغيانهم، تتشابه في سماتها، وسعة حيلتها وخفة حركتها مع روبين هود، وعلى الزيبق، ومحمود سليمان السفاح.
تلك الجاذبية التي اتسمت بها شخصية البطل الخارج على القانون، لم تأت من ضحالة الوعي الثقافي فقط، وإنما لكونها نموذجًا أنتج صورة البطل في مراحل الوعي البدائي، وهي مقترنة في دراسات الأنثربولوجيا بأمثولة الأرنب المخادع الذي أنقذ نفسه من مكر الثعلب وشراسته. إنه يتمكن من الهرب في اللحظة المناسبة، بعكس ما يوحي منظره من براءة الطفولة، لكنه لعوب، ومخادع، حتى أن مجلة (البلاي بوي) الإباحية جعلته شعارًا لها. فيما هنود ( الوينباغو) اتخذته رمزًا لبطلهم الشعبي، وعندما بدأت المسيحية في الانتشار بين أفراد القبيلة، بات ممتزجًا في ثقافتهم بشخص المسيح عليه السلام.
الأرنب المخادع أمثولة عالمية، لها صور عديدة بحسب الثقافات المختلفة، كأن يصبح رجلاً ناضجًا مثل (على الزيبق) وربما نبيلاً مثل (زرور) فيبدو الأمر وكأن الخيال الشعبي يعزي نفسه، عندما يرسم للأرنب صورًا عظيمة ليتمكن من هزيمة الثعلب في كل مرة، خلافًا للواقع، حيث كل الثعالب، قادرة على افتراس الأرانب.
مثل هذه الحكايات الشعبية، تُحدث لنا نوعًا من التطهير، التي يراها (أرسطو) وظيفة الدراما، وبها نغفر للأبطال خطاياهم، كما غفر الإغريق لأوديب الذي خلص المدينة من الهولة المتوحشة. لهذا يظل البطل المنقذ حيًا في مخيلتنا، حتى لو مات في حكاية، يولد من جديد في حكاية أخرى، فلا نندهش أن جعل المصريون من محمود سليمان السفاح بطلاً شعبيًا، بعد مئات السنين من على الزيبق المصري أيضًا.
المفارقة.. أن خطايا البطل تنشأ كلما بالغنا في انتصاراته، وآماننا بقدراته الخارقة، عندئذ يُصاب بالتضخم، ويسقط ضحية غروره. نحن نخلق البطل وندفعه للخطيئة، ونحن نقتله ونغفر له.
هذا النمط الدرامي الذي تمارسه المخيلة الشعبية، موجود بقوة في المجتمعات الأكثر بدائية: أنكا البيرو، هنود أمريكا الشمالية وبعض قبائل أفريقيا. يقول المحلل النفسي جوزيف هندرسون : “إن لهذا النمط معني سيكولوجيًا لدى الفرد الذي يسعى لاكتشاف شخصيته وتحقيقها، وكذلك لدى المجتمع الذي يشعر بحاجة مماثلة لتحقيق ذاته الجماعية” أي أنه مرحلة من مراحل تطور المجتمعات، فمراحل تطور البطل هي تمثيل لمراحل النمو النفسي للإنسان. بل أن مرحلة البطولة ذاتها داخل الشخصية الإنسانية، هي طور من أطوار نموها، وعلينا أن نمر بها، ثم نتجاوزها بقتل بطلنا الداخلي كي نصل إلى نضج أعلى، ولن نصل إليه إلا إذا غفرنا لأنفسنا. فصورة البطل التي نعيشها في وقت مبكر من حياتنا قد تزيف دوافع العيش إذا توقف نمو الإنسان عندها، وسواء توقف هذا النمو عند الصورة البدائية للبطل المخادع، أو ارتقى، ليصل إلى صورة البطل المنقذ الذي يضحي بنفسه من أجل جماعته، فإنه سينتهي إلى مصير مأساوي، ما لم ينتبه إلى اللحظة المناسبة لقتل البطل.
في تاريخنا الحديث زعماء توجتهم شعوبهم أبطالا منقذين أمثال (هتللر) ثم انتهوا إلى نهاية مأساوية لكن شعوبهم لم تغفر لهم ولا لأنفسهم، لأنهم عاشوا في الواقع لا الخيال. أي أن الشعوب قد تنخدع بالصور القبلية التي كونتها عن البطل، فتقع هي نفسها ضحية بطولته بدلا من أن يكون منقذا لها! ومع ذلك مازلنا نبحث عن البطل، حتى أن السينما الأمريكية تعمل بدأب علي صناعة البطل الأمريكي منقذ العالم.
لكن صورة البطل الأمريكي، لا تستهدف تطهير الوجدان الشعبي، بل ترسيخ صورة القطب الأوحد، القادر على قيادة البشرية، وتحقيق أحلامها بالعدالة والرفاهية.
هذا تحول كبير في صورة البطل إلى صناعة ممنهجة قد تكون أكثر مأساوية، تنذر بنهاية العالم. هكذا خرجت صناعة البطل، من يد البسطاء والمهمشين إلى صناع القرار ليصبح هو البطل المضاد للضمير الجمعي. هذا ما التفتت إليه السينما الأمريكية نفسها لتقدم نمطًا معارضًا وساخرا للبطل الأمريكي.
في فيلم ( فورست جامب) يتحول شاب أمريكي معاق ذهنيًا إلى بطل قومي، فيمنحه الرئيس الأمريكي قلادة في حفل إعلامي كبير، ليداري به الفشل العسكري في فيتنام، فيما تستخدم المعارضة نفس الشاب، لتصنع منه البطل المضاد للنظام.
أما بطل فيلم (هيرو) فهو رجل تتعرض علاقته بأسرته للانهيار بسبب البطالة. يصادف طائرة منكوبة فيفتح بابها ليخرج الركاب، وأثناء ذلك يفقد فردة حذائه، ثم يمضي إلى بيته بلا اكتراث، وفي الطريق يصادف متسولاً (Homeless) فيمنحه فردة الحذاء الأخرى. تسعى كل أجهزة الإعلام والسلطة، للبحث عن صاحب فردة حذاء البطل المنقذ، كأنه حذاء سندريلا التي سوف ينقذها الأمير من زوجة أبيها، عندئذ يقدم لهم المتسول الفردة التي حصل عليها من المنقذ الحقيقي. هكذا يتحول إلى بطل وطني وفق صناعة إعلامية ضخمة. وعندما تنكشف الحقيقة، يتواطأ الجميع على طمسها حتى لا يفقد النظام مصداقيته.
الطريف أن المنقذ الحقيقي نفسه يلوذ بالصمت، في مقابل المال، ويكتفي بأن يحكي أسطورته لابنه، الذي يتلقاها بخيال طفل كبطولة عظمى، فيتطهر من سخطه على أبيه العاطل عن العمل. هكذا تظل البطولة الحقيقية في يد البسطاء، وتنمو في خيال طفلي بسيط، يطهرنا من خطايانا.
سيد الوكيل
خدعة البطل. بقلم: سيد الوكيل
جعل نجيب محفوظ بطل روايته ( اللص والكلاب) ضحية للثقافة المسطحة والمعارف المغلوطة، إنه شاب أمي فقير، يعمل مع أبيه في بيت للطلاب. أقنعه طالب متثاقف بمعادلة مغلوطة: مادام للفقراء حق في أموال الأغنياء،…
sadazakera.wordpress.com