الليلة باردة، أنظرُ إلى ما يُخيل لي بأنها نجوم... أعدها لو استطيع! تجفل عيني، الألم في عظام الرقبة يحول دون التحديق عالياً لمدة طويلة... أطرق! ينسل دبيب القلق إلى القلب، كيف عرف عنواني هذا القلق؟ حمولته من الحروف الناقصة والمعاني غير الكاملة، متجددة.
السماء في مدينة أخرى، تبدو أكثر اتساعا، لا جدران تحاصرها، ولا مباني شاهقة بشعة تعلو عليها، أمدُ يدي إليها، فأتناول كأس الشاي بالطعم الذي لم أعتد عليه: الشاي والبحر والزمان المُعدم! هذه المرة ينسل دبيب الرضا إلى قلبي، تختلج شفتاي وتتسارع الدموعي في عيني... هذه لحظة كاملة. لك الحمد!
الزقاق المعتم يستقبلني، أتوقف! هذه رهبة الظلام... الزُقاق المضيء تفترش نصف جداره أشجار متسلقة، انه الصباح! وطريق جديد.
أما السماء في الصحراء مازالت تراقبني حباً، تذكر صاحبها الذي غفل عنها وتعاتب باشتياق: أو تذكر أمرك معي؟ لقد كانت مرتنا الأولى!
في أول طريق الغياب كانت هذه السماء، ثم كانت بعد ذلك في كل الطرق:
في البلد الأخضر، لحظة التحليق والهبوط، تحت الغطاء، على مفترش الأرض... وعند زاوية كل مفترق.
سماواتنا واحدة، كأن الذي بيننا يمتد عصوراً، ألم ألتقي بكِ في لحظة اكتشاف الكهرباء أو اختراع الأبجدية؟ بل لو جاهدتُ ذاكرتي أكثر لتذكرتك محسنة تمرين بي، وقد ارتميتُ على الأرض مطولاً شاهراً استسلامي، كم كنتِ رقيقة، مسحتِ على جبيني وقلتِ " هذه الكف تعطيك بعض القوة" ومضيت.
أبتسمُ الآن وأنا أذكرك قديسة ترتجفين علي خوفاً أنا الغريب، لقد كانت رؤيتكِ: سُقيا حياة... ألا هل دثرتني؟.
تحت ذات الغطاء، تعلو الهتافات لفريق كرة قدم مشهور، ومن الرُكن المقابل يطلب أحدهم شايا وفنجان قهوة سادة، وبين الأركان والزقاق، يتجول أطفال وحيدون قد يقدمون الورد أو يعزفون على الأكورديون لوحة مثالية لتناول الطبق الجديد على أنغام الموسيقى، لولا هذا العَوز على الوجوه الصغيرة.
هنا الشارع الكبير وأضواؤه الساطعة طويلاً وبقوة، تنتشي الرأسمالية –مرة بعد مرة- بالمستهلكين الراكضين يجربون كل طُعمٍ جديد، وفي زاوية مظلمة، جسم مُمدد، قد تجمد برداً لم يلحظه إلا عمال البلدية، وآخر أطرافه مذابة يبيع مسابح يأنف الصدقة والشفقة.
أنزعُ الغطاء، تتهاوى الزوايا، تختفي الأصوات، أركض إلى داخلي، فأراك تنتظرني، تشجعني فأُشرّح نفسي بالِمشرط أمامك: هذه شراييني، وهذه روحي، وكل هذا الذي يُسكب أمامك دمي، ألا هل ضمدتَ جراحي؟
الزقاق مازال مظلماً، قد يسطع ضوء ما سرعان ما ينطفىء، أهاتفك: الخوف يفترسني. تخبرني قصة الشجاع الذي يتغلب دوماَ على الوحوش، أضحك، تطمئن. كم من المرات احتويتَ مخاوفي.
ابقَ، لو تبقى أكثر، على عدد أيام العمر وحركة جفون العين، لو تحدثني عن السماء التي أوجدتنا، ثم بعثرتنا، فطفقنا نلملم أجزاءنا حتى التقينا...
أسألك: أتنبأت السماء بهذا اللقاء؟
فتجيبني: بل أوجدته منذ الإبتداء.
السماء في مدينة أخرى، تبدو أكثر اتساعا، لا جدران تحاصرها، ولا مباني شاهقة بشعة تعلو عليها، أمدُ يدي إليها، فأتناول كأس الشاي بالطعم الذي لم أعتد عليه: الشاي والبحر والزمان المُعدم! هذه المرة ينسل دبيب الرضا إلى قلبي، تختلج شفتاي وتتسارع الدموعي في عيني... هذه لحظة كاملة. لك الحمد!
الزقاق المعتم يستقبلني، أتوقف! هذه رهبة الظلام... الزُقاق المضيء تفترش نصف جداره أشجار متسلقة، انه الصباح! وطريق جديد.
أما السماء في الصحراء مازالت تراقبني حباً، تذكر صاحبها الذي غفل عنها وتعاتب باشتياق: أو تذكر أمرك معي؟ لقد كانت مرتنا الأولى!
في أول طريق الغياب كانت هذه السماء، ثم كانت بعد ذلك في كل الطرق:
في البلد الأخضر، لحظة التحليق والهبوط، تحت الغطاء، على مفترش الأرض... وعند زاوية كل مفترق.
سماواتنا واحدة، كأن الذي بيننا يمتد عصوراً، ألم ألتقي بكِ في لحظة اكتشاف الكهرباء أو اختراع الأبجدية؟ بل لو جاهدتُ ذاكرتي أكثر لتذكرتك محسنة تمرين بي، وقد ارتميتُ على الأرض مطولاً شاهراً استسلامي، كم كنتِ رقيقة، مسحتِ على جبيني وقلتِ " هذه الكف تعطيك بعض القوة" ومضيت.
أبتسمُ الآن وأنا أذكرك قديسة ترتجفين علي خوفاً أنا الغريب، لقد كانت رؤيتكِ: سُقيا حياة... ألا هل دثرتني؟.
تحت ذات الغطاء، تعلو الهتافات لفريق كرة قدم مشهور، ومن الرُكن المقابل يطلب أحدهم شايا وفنجان قهوة سادة، وبين الأركان والزقاق، يتجول أطفال وحيدون قد يقدمون الورد أو يعزفون على الأكورديون لوحة مثالية لتناول الطبق الجديد على أنغام الموسيقى، لولا هذا العَوز على الوجوه الصغيرة.
هنا الشارع الكبير وأضواؤه الساطعة طويلاً وبقوة، تنتشي الرأسمالية –مرة بعد مرة- بالمستهلكين الراكضين يجربون كل طُعمٍ جديد، وفي زاوية مظلمة، جسم مُمدد، قد تجمد برداً لم يلحظه إلا عمال البلدية، وآخر أطرافه مذابة يبيع مسابح يأنف الصدقة والشفقة.
أنزعُ الغطاء، تتهاوى الزوايا، تختفي الأصوات، أركض إلى داخلي، فأراك تنتظرني، تشجعني فأُشرّح نفسي بالِمشرط أمامك: هذه شراييني، وهذه روحي، وكل هذا الذي يُسكب أمامك دمي، ألا هل ضمدتَ جراحي؟
الزقاق مازال مظلماً، قد يسطع ضوء ما سرعان ما ينطفىء، أهاتفك: الخوف يفترسني. تخبرني قصة الشجاع الذي يتغلب دوماَ على الوحوش، أضحك، تطمئن. كم من المرات احتويتَ مخاوفي.
ابقَ، لو تبقى أكثر، على عدد أيام العمر وحركة جفون العين، لو تحدثني عن السماء التي أوجدتنا، ثم بعثرتنا، فطفقنا نلملم أجزاءنا حتى التقينا...
أسألك: أتنبأت السماء بهذا اللقاء؟
فتجيبني: بل أوجدته منذ الإبتداء.