الفنطازيا نداء "الهوية" عبر العصور

الفانطازيا إرث فني وجب التأريخ له و حفظه حتى يبقى ذاكرة جماعية تتوارثها الأجيال بشغف، و هي لست عرض فني ينفرد به شخص واحد، بل مجموعة تشكل صرخة مجتمع ما غيور على قيمه و هويته ويسعى للمحافظة عليه و حمايته من الإندثار

و الفانطازيا كما تقول بعض الدراسات هي مجموعة فرسان مصطفين ، ينطلقون في صف واحد يحملون اسلحة ، و يطلقون البارود دفعة واحدة، فتسمع دويه، هي لغة خاصة بالفرسان، أرادوا أن يوصلوا صوت المجتمع المقهور، المغتصبة حقوقه، و اول ما يجلب الإنتباه هو لباس الفارس ، و بالخصوص البرنوس الذي يرمز للهوية و لمعان السروج و صرير النحاس الذي يطوق مأسورة البندقية، يتحول الفضاء إلى لون أسود بسبب الدخان المتطاير من البنادق، ينطلقون كالبرق و الرياح تداعب برانسهم ، و ببراعة يرقص الخيّالة فوق خيولهم، في جوّ يستحضر فيه سمات البطولة و السيّادة، هي قصة حبّ عريقة ربطت بين الفارس و فرسه، ما يتردد على ألسنة البعض أن الفارس بلا سلاح ناقص الرجولة.

و قد أجمع المؤرخون على أن الفانطازيا ممثلين فعّالين في مشهد ملحمي روحاني، يعبر عن الإحساس بالإنتماء إلى الهوية و بالتالي هم أهل للإجلال، فالفرس و السلاح حسب المؤرخين يضع الفانطازيا في زمرة تقاليد مرتبطة بالحروب المسلحة ، لكنها مع مرور الوقت تحولت إلى فن و ثقافة، تحتفل بها الشعوب في الأعراس و في التظاهرات الثقافية و المناسبات الوطنية، إلا أنها اتخذت لها طابعا منفردا ، حيث يتم إحضارهم في حفل توزيع السكنات كما نراه في الجزائر، و هي ظاهرة غريبة تعبر عن التباهي و التفاخر، بأن السلطات صنعت المعجزات، وقد ألهم هذا النوع من الفنون عقول الشباب لما يتميز به من حِسٍّ جماليٍّ يهز المشاعر، و الفرسان يؤدون استعراضات قتالية حيث أضحت الفانطازيا موضع تنافس بينهم في المسابقات من أجل تتويجهم بالمجد، و بالرغم من ذلك يبقى هذا الفن مهمش في الجزائر و يرتب في الدرجة الثانية في فنون الفروسية.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى