الام : قلت لك ، ملهاي أفضل من ملهى أبيك .البنت : كلكم تلقون باللوم علي .
الام : أنت لا تعرفين مصلحتك ، فتاة جميلة وشهية مثلك ، تدفنين نفسك في ملهى من الدرجة الثالثة ، لماذا ؟
البنت : امي أرجوك ، رواد ملهى أبي ، أفضل بكثير من رواد ملهاك ، القضية ليست قضية درجات .
الام : وهل تفضلين العُقد التي ترتاد ملهى ابيك ، إنهم حفنة من التراث الشعبي ، كومة كبيرة من المثاليات المتآكلة .
البنت : هو النوع الذي يجتذبني بشدة .
الام : يعني أنت تتركين الشباب والعنفوان في ملهاي الفاخر ، وتقصدين أصدقاء الحبة الزرقاء ، ماذا دهاك ؟
البنت : أفضل الرؤوس المليئة بالحكايات ، على تلك الفارغة .
الام : ولكنني أمك وحبيبتك ، وأريدك الى جنبي في ملهاي .
البنت : نعم أعرف . وأنا أحبك أيضا يا أمي .
الام : ملهاي بحاجة اليك .
البنت : لم أذهب لملهى غريب ، انه ملهى ابي .
الام : سأدفع لك ضعف ما يدفع لك ابيك .
البنت : أنت تعرفين موقفي تجاه المكاسب المادية ، أمي ، القلب وما يهوى .
الام : تبقين مثل ابيك ، تشبهينه في كل شيء .
البنت : في النهاية ، كلها ملاهي يا أمي .
الام : إسمعي ، ملهى الام لك ، أكثر حنان وحب .
البنت : لكن قد يكون ملهى الاب ، لي ، أكثر حكمة وفائدة .
الام : وما نفع الحكمة مع أصدقاء الحبة الزرقاء ؟
البنت : انت لا تعرفين كيف هو طعم نظراتهم وآهاتهم وحسراتهم ، حين أرقص أمامهم ، بعضهم ينتشي ليغني بصوته المتعب ، وبعضهم يحاول أن ينهض ليستقبلني ، والباقين يحاولون أن يؤلفوا عن جسدي ، بيتين من الشعر ، كأنني أبعث فيهم حب الحياة ، ونشوة الشباب ، من جديد ، كأنني اعيدهم من المقابر الى وسط المدينة .
الام. : اعرف ذلك جيدا ، فأنت ساحرة كبيرة .
البنت. : اشعر بأني اقدم لهم منحة من التمتع بحفنة من فرح ، وكأني أسحبهم من داخلهم العجوز ، باتجاه قليل من الشباب والحب ، ارى عيونهم تبرق من شدة التأثر ، وكيف أن ايديهم تتحرك كما الاجنحة ، أشعر بأنهم كلهم يرغبون في الطيران .
الام : لماذا لا تسمعين نصيحة أمك ، وتتركين هذه الرمم البالية ، لماذا لا تفكرين بمستقبلك ، أنت في ربيع العمر .
البنت : ولكن أنت تعرفين ، أنا لست سوى راقصة في ملاهيكم ، أبي ، أمي أنا صنيعتكم ، لم تتركوا لي الكثير من الخيارات .
الام : اذا كان ابوك قواد ، وامك عاهرة ، ماذا تنتظرين أن تصبح حياتك .
البنت. : مرير أن يحشرك الاخرين في زاوية ضيقة في هذه الحياة .
الام. : ربما قد تحصلين على زيجة فارهة من شاب ثري ، من شباب ملهاي .
البنت. : من قد يتزوج راقصة في الملاهي ، ابوها قواد ، وامها عاهرة !
الام. : لا يمكن ان تحزري هذه الاقدار . تعالي الى ملهاي ، حتما سيتغير قدرك .
البنت. : ملهى ابي فيه الاباء الاثرياء ، فلماذا اتركهم واذهب الى ابناءهم .
الام. : اصحاب الحبة الزرقاء لن تحصلي منهم ، سوى الكلام ليلا .
البنت. : قلت لك انا احب الاستمتاع بهذه الحكايات .
الام. : سينتهي بك الامر مثل قسمة امك ، زوج قواد .
البنت. : زوج قلبه ابيض ، ويحبك كثيرا .
الام. : قلبه ابيض ، ولكن ملهاه من الدرجة الثالثة .
البنت : لماذا تصرين دائما على تسمية المستشفى العام الذي يملكه ابي ، ومستشفى التجميل الحديث الذي تملكينه ، بالملاهى !
الام : لأنك تصرين على تسمية نفسك يا دكتورة ، بالراقصة !
- ستار –
- تركيا – سامسون
- 24/2/2019