سامية ساسي - لم أكن مزارًا..

رأيتُ رجالاً يحملونَ نساء يتقاطرْنَ فوق ظهورهم.
رأيتُ نساء بظهور عاريةٍ ينفضْنَ شُعورهنَّ عند عتبتي.
رأيتُ صبايا يُخضّبْن أيديهنّ ويصفعْن بحنّاء أكفّهن جدران غرفتي الضيّقة.
رأيت أطفالا يتبوّلون عند رأسي ويرجمونني.
لم أكن مزارًا، لكنّني رأيتُ كلّ هذا.
رأيت ما يفعله الجنّ والإنسُ بالأجساد المسجّاة عند قدميّ.
ما تفعلهُ الشياطين الخبيثة بالرؤوس الحليقة التي تتمسّح بثوبي.
ما تفعله الأرامل والعوانس والعاقرات بشَعري وأظفاري .
ما يفعلُه تُقاةٌ يقبّلون رُكبتي.
رأيتُ وجوها وشفاها وعانات.
رأيت الأعمى ينظُرُ في عيْنيّ.
الأبكم والأصمّ والكسيحَ الذي يتسلّقُ جذعي.
لم أكن مَزارًا، لكنّني رأيتُ كلّ هذا.
ورأيتُه
يزورني كلّ ليلة
بعاهةِ الكتفيْن، يسحبُ عنّي الملاءة الخضراء،
يحذف وجوهَ المنامِ من حولي،
هلوسات الأدوية وخدر الأدعية
ويوقظني.
لا يقولُ: انْهضي!
يجمعُ أطرافي العاطلة، يحملني معه ويغادر.
ولم أكن مزارًا، لكنّني رأيتُ،
رأيتُ رجلا بعاهة الكتفيْن يحمل امرأة تتقاطرُ فوق ظهره ولا يراها.
رأيتُ امرأة تنفضُ عن كتفيْها، رجلاً يتقاطر كلّ ليلة فوق ظهرها
وتنهض.
أعلى