- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : فروق ثقافية موروثة !!
يقول أحمد فارس الشدياق:
" كان بعضهم يسألني: هل اسم الباشا [الممدوح] سعاد ؟! وذلك لقولي في مطلعها (يعني قصيدة مدح بها أحمد باشا والي تونس): " زارت سعاد وثوب الليل مسدولُ" ، فكنت اقول : لا بل هو اسم امرأة، فيقول السائل: وما مدخل المرأة بينك وبين الباشا؟!! وهو في الحقيقة أسلوب غريب للعرب. قال العلاّمة الدسوقي: اعلم أنه قد جرت عادة الشعراء أنهم إذا أرادوا مدح إنسان أن يذكروا قبله الغزل، لأجل تهييج القريحة، وتحريك النفس للشعر، والمبالغة في الوصف، وترويح النفس ورياضتها . قلت : كما أن الإفرنج ينكرون علينا هذه العادة، كذلك ينكرون المبالغة في وصف الممدوح، وأما تشبيهه بالبحر، والسحاب، والأسد، والطود، والبدر، والسيف، فذلك عندهم من التشبيه المبتذل، ولا يعرضون له بالكرم، وبأن عطاياه تصل إلى البعيد، فضلا عن القريب، فهم إذا مدحوا ملوكهم، فإنما يمدحونهم للناس، لا لأن يصل مدحهم إليهم . ومع علمي بهذه الحال لم يمكنني مقاومة نزعة النهمة العربية".
2- المحــارة :
- هذا وصف أحمد فارس الشدياق، لما واجه من تعليق على ما مدح به من قصائد ملكة بريطانيا، وملك فرنسا، فاستدعى ذلك مديحاً سابقاً لبعض باشاوات الأتراك، وهنا يكشف عن الفروق الثقافية، والتقاليد الفنية المتوارثة، ويبين عجزه عن تجاوز هذه الوسائل التي ترتبت قريحته الشعرية في ضوئها .
- استشهد (الشدياق) بعبارة العلامة الدسوقي- وهو فقيه مالكي، من مدينة دسوق، وتوفي بالقاهرة1815م ، فهو معاصر للشدياق، ومن ثم أقرب لتكوينه الثقافي، والدسوقي في جملة مؤلفاته، يمثل أعلى مد بلغته ثقافة الحواشي، إذ توقف التأليف الإبتكاري، أو كاد، وتوقف جهد العلماء عند مدى قراءة ما أنتجت العصور السابقة، والعمل على اختصاره، فيما سمي (المتون= جمع متن) أو شرحه، فيما سمي الحاشية .. إلخ .
- سبق إلى طرح قضية مقدمة القصيدة المادحة : ابن قتيبة في صدر كتابه "الشعر والشعراء"، وكان موقفه من هذه المقدمة تبريرياً، يسوغ- بدوافع نفسية مخترعة ومركبة، هذه الحالة النادرة من التلفيق، التي جري عليها نمط القصيدة المادحة في التراث العربي .
- واذكر – مما علمني أستاذي الدكتور أحمد هيكل، وزير الثقافة الأسبق- في كلية دار العلوم، أنه حين عرض لمفهوم وحدة القصيدة (بصفة عامة) أضاف نوعاً ثالثاً من مستويات الوحدة، يخص القصيدة العربية القديمة، متعددة الأغراض (بصرف النظر عن موضوعها) فإذا كان النقد المعاصر يشير إلى:
1- الوحدة العضوية.
2- الوحدة الموضوعية، فقد أضاف هيكل :
3- الوحدة النفسية، وتحت هذا المصطلح وضع المطولات العربية القديمة.
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب " كشف المخبا عن فنون أوروبا" تأليف : أحمد فارس أفندي (صاحب الجوائب) – الطبعة الثانية – طبع في مطبعة الجوائب (قسطنطينية) سنة 1299هـ - ص 283 . وانظر عن ابن قتيبة – مقدمة في النقد الأدبي الحديث – محمد حسن عبدالله - دار البحوث العلمية – الكويت – ص550.
1- اللؤلؤة : فروق ثقافية موروثة !!
يقول أحمد فارس الشدياق:
" كان بعضهم يسألني: هل اسم الباشا [الممدوح] سعاد ؟! وذلك لقولي في مطلعها (يعني قصيدة مدح بها أحمد باشا والي تونس): " زارت سعاد وثوب الليل مسدولُ" ، فكنت اقول : لا بل هو اسم امرأة، فيقول السائل: وما مدخل المرأة بينك وبين الباشا؟!! وهو في الحقيقة أسلوب غريب للعرب. قال العلاّمة الدسوقي: اعلم أنه قد جرت عادة الشعراء أنهم إذا أرادوا مدح إنسان أن يذكروا قبله الغزل، لأجل تهييج القريحة، وتحريك النفس للشعر، والمبالغة في الوصف، وترويح النفس ورياضتها . قلت : كما أن الإفرنج ينكرون علينا هذه العادة، كذلك ينكرون المبالغة في وصف الممدوح، وأما تشبيهه بالبحر، والسحاب، والأسد، والطود، والبدر، والسيف، فذلك عندهم من التشبيه المبتذل، ولا يعرضون له بالكرم، وبأن عطاياه تصل إلى البعيد، فضلا عن القريب، فهم إذا مدحوا ملوكهم، فإنما يمدحونهم للناس، لا لأن يصل مدحهم إليهم . ومع علمي بهذه الحال لم يمكنني مقاومة نزعة النهمة العربية".
2- المحــارة :
- هذا وصف أحمد فارس الشدياق، لما واجه من تعليق على ما مدح به من قصائد ملكة بريطانيا، وملك فرنسا، فاستدعى ذلك مديحاً سابقاً لبعض باشاوات الأتراك، وهنا يكشف عن الفروق الثقافية، والتقاليد الفنية المتوارثة، ويبين عجزه عن تجاوز هذه الوسائل التي ترتبت قريحته الشعرية في ضوئها .
- استشهد (الشدياق) بعبارة العلامة الدسوقي- وهو فقيه مالكي، من مدينة دسوق، وتوفي بالقاهرة1815م ، فهو معاصر للشدياق، ومن ثم أقرب لتكوينه الثقافي، والدسوقي في جملة مؤلفاته، يمثل أعلى مد بلغته ثقافة الحواشي، إذ توقف التأليف الإبتكاري، أو كاد، وتوقف جهد العلماء عند مدى قراءة ما أنتجت العصور السابقة، والعمل على اختصاره، فيما سمي (المتون= جمع متن) أو شرحه، فيما سمي الحاشية .. إلخ .
- سبق إلى طرح قضية مقدمة القصيدة المادحة : ابن قتيبة في صدر كتابه "الشعر والشعراء"، وكان موقفه من هذه المقدمة تبريرياً، يسوغ- بدوافع نفسية مخترعة ومركبة، هذه الحالة النادرة من التلفيق، التي جري عليها نمط القصيدة المادحة في التراث العربي .
- واذكر – مما علمني أستاذي الدكتور أحمد هيكل، وزير الثقافة الأسبق- في كلية دار العلوم، أنه حين عرض لمفهوم وحدة القصيدة (بصفة عامة) أضاف نوعاً ثالثاً من مستويات الوحدة، يخص القصيدة العربية القديمة، متعددة الأغراض (بصرف النظر عن موضوعها) فإذا كان النقد المعاصر يشير إلى:
1- الوحدة العضوية.
2- الوحدة الموضوعية، فقد أضاف هيكل :
3- الوحدة النفسية، وتحت هذا المصطلح وضع المطولات العربية القديمة.
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب " كشف المخبا عن فنون أوروبا" تأليف : أحمد فارس أفندي (صاحب الجوائب) – الطبعة الثانية – طبع في مطبعة الجوائب (قسطنطينية) سنة 1299هـ - ص 283 . وانظر عن ابن قتيبة – مقدمة في النقد الأدبي الحديث – محمد حسن عبدالله - دار البحوث العلمية – الكويت – ص550.