عبد الرحيم جيران - ضلال الإبرة.. شعر

أيّها الخيّاطُ..!
أناملُك الحيرى صدئتْ،
خانتها بصيرةُ الإبرهْ..
فكيف تحاول لَمَّ الفكرهْ،
ولمّا تنضجْ فيك الأسرارُ بعدُ
.......
أين الثوب حتى يتّسع
الرقعُ عليك؟
وأيّ ستار تخيطه
كيلا تُرى أسمالُ الحقيقهْ؟
.................
اليوم عهد الصِّغارْ
فمتى موعدُ الأنبياءْ؟
..............
خان المكان انتظاركْ،
فأعار الزمانُ حصانَه طوعًا
لغيركَ..
فكنْ ما يحتملُ الرمل
من انتحار أنفاس الماء
................
... تمهَّلْ قليلًا...!
لم تتثاءب بعد المهازل
حتّى تتوقّع صبحًا
يطلّ شبيها بملاك جديد
................
...لا تتعجّلْ زوال الغبشْ...!
ما زال الثوب على الفطرة،
لا يقبل فيض القياس،
فظلُّ المهرِّج
يكمن خلف جميع الأشكال
..................
بينما تُلبس الغدَ نظرتَك
يختار الفقيه له
جبّةً من صوف الإبلْ،
وعصا الرعي في يده
تُلهم الأشياءَ قوامَ الغياب
.................
... يا سيّدي...!
كلّ الخيوط مخاتلة،
والكبَّة مختلّةٌ،
والنول كفيفٌ،
فكيف تفكِّر في أن
تخيط العراء؟
............
عدمٌ يتلو عدمًا،
وعلى مدّ البصر
يتراءى الخراب
شبيها بلون الخراب،
فأيّ نهار ترتقبُ؟
أعلى