- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : باختين في كشفه عن مفهوم التناص ..
" كل أنواع النطق تعتمد على استدعاء غيرها من العبارات، فالنطق نفسه ليس مفرداً، كل صور النطق تظهر معها أصوات أخرى متنافسة ومتصارعة ... الكلمة ليست شيئا مادياً، بل الوسيلة المحمولة المتقلبة إلى الأبد للتفاعل الحواري، وهي لا تنجذب نحو وعي واحد، أو صوت واحد، فحياة الكلمة تكمن في انتقالها من فم إلى آخر، ومن سياق إلى آخر، من جماعة اجتماعية إلى أخرى، ومن جيل إلى آخر. في هذه العملية لا تنسى الكلمة مسارها الخاص، ولا يمكن أن تحرر نفسها تماماً من قوة تلك السياقات الملموسة التي دخلت فيها عندما يجد عضوا في جماعة متحدثة كلمة واحدة. لا تكون كلمة محايدة في اللغة، أو كلمة خالية من تطلعات وتقييمات الآخرين ، أو غير مأهولة بأصوات الآخرين . لا . إنه يتلقى الكلمة من صوت آخر، وهي مليئة بذلك الصوت، تدخل كلمة سياقه من سياق آخر، وتتخللها تفسيرات الآخرين، وتجد فكرته الكلمة مأهولة بالفعل " .
2- المحــارة :
- يعد مصطلح "التناص" Intertextuality من إضافات ما بعد الحداثة في مجال النقد الأدبي، ولكن إذا كان المصطلح جديداً، بتحديداته وكشف روافده وتقلباته، فإنه تاريخي في مصادره وموارده . وربما يكون حصره في المفردة، وتركيزه على الدلالة والمقام هو الذي يضفي عليه صفة الاختراع . أما الكشف عن المكونات الثقافية، وتوظيف أفكار واستعارة اصطلاحات (وربما مسارات) لمبدعين سابقين ، فهذا يدخل في نطاق المألوف لدى الباحثين عبر الأزمنة .
- من المؤكد أن إعمال مصطلح التناص يقدم للباحث/الناقد متوالية من الاحتمالات تغني الفكر، وتتسع لها وبها آفاق التأويل . غير أن المؤسسين الأوائل في مبدأ التناص اتجهوا إلى اكتشاف المنابع، ولم يعطوا الأهمية ذاتها للكشف عن المصب، أو الثمرة العملية التي يمكن أن تكون هدفاً لتحديد آليات التناص وتحققاته، والكشف عن طبقاته ومساراته ! بعبارة أخرى : ما الثمرة التي نتوقعها حال التوسع في بحث التناص ، وهل يمكن عده "نظرية" نعمل على جلاء تطبيقاتها (التي نشك في إمكان إيقافها عند حد معين، فكل كلمة أو جملة أو تركيب يمكن أن يؤول إلى مسارات عكسية ضاربة في زمن لا نعرف بدايته) .
- هل يمكن أن نستعيد فكرنا البلاغي القديم، ومباحثه في مجال المقال، والمقام، وما سبق إليه عبد القاهر الجرجاني من ضرورة العناية بمعنى المعنى، وأن نجد في هذا نوعاً من التأسيس التاريخي لفكرة التناص أو نظرية التناص؟!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب "التناص" جراهام ألين – ترجمة : محمد الجندي – المركز القومي للترجمة – القاهرة – ص36 .
1- اللؤلؤة : باختين في كشفه عن مفهوم التناص ..
" كل أنواع النطق تعتمد على استدعاء غيرها من العبارات، فالنطق نفسه ليس مفرداً، كل صور النطق تظهر معها أصوات أخرى متنافسة ومتصارعة ... الكلمة ليست شيئا مادياً، بل الوسيلة المحمولة المتقلبة إلى الأبد للتفاعل الحواري، وهي لا تنجذب نحو وعي واحد، أو صوت واحد، فحياة الكلمة تكمن في انتقالها من فم إلى آخر، ومن سياق إلى آخر، من جماعة اجتماعية إلى أخرى، ومن جيل إلى آخر. في هذه العملية لا تنسى الكلمة مسارها الخاص، ولا يمكن أن تحرر نفسها تماماً من قوة تلك السياقات الملموسة التي دخلت فيها عندما يجد عضوا في جماعة متحدثة كلمة واحدة. لا تكون كلمة محايدة في اللغة، أو كلمة خالية من تطلعات وتقييمات الآخرين ، أو غير مأهولة بأصوات الآخرين . لا . إنه يتلقى الكلمة من صوت آخر، وهي مليئة بذلك الصوت، تدخل كلمة سياقه من سياق آخر، وتتخللها تفسيرات الآخرين، وتجد فكرته الكلمة مأهولة بالفعل " .
2- المحــارة :
- يعد مصطلح "التناص" Intertextuality من إضافات ما بعد الحداثة في مجال النقد الأدبي، ولكن إذا كان المصطلح جديداً، بتحديداته وكشف روافده وتقلباته، فإنه تاريخي في مصادره وموارده . وربما يكون حصره في المفردة، وتركيزه على الدلالة والمقام هو الذي يضفي عليه صفة الاختراع . أما الكشف عن المكونات الثقافية، وتوظيف أفكار واستعارة اصطلاحات (وربما مسارات) لمبدعين سابقين ، فهذا يدخل في نطاق المألوف لدى الباحثين عبر الأزمنة .
- من المؤكد أن إعمال مصطلح التناص يقدم للباحث/الناقد متوالية من الاحتمالات تغني الفكر، وتتسع لها وبها آفاق التأويل . غير أن المؤسسين الأوائل في مبدأ التناص اتجهوا إلى اكتشاف المنابع، ولم يعطوا الأهمية ذاتها للكشف عن المصب، أو الثمرة العملية التي يمكن أن تكون هدفاً لتحديد آليات التناص وتحققاته، والكشف عن طبقاته ومساراته ! بعبارة أخرى : ما الثمرة التي نتوقعها حال التوسع في بحث التناص ، وهل يمكن عده "نظرية" نعمل على جلاء تطبيقاتها (التي نشك في إمكان إيقافها عند حد معين، فكل كلمة أو جملة أو تركيب يمكن أن يؤول إلى مسارات عكسية ضاربة في زمن لا نعرف بدايته) .
- هل يمكن أن نستعيد فكرنا البلاغي القديم، ومباحثه في مجال المقال، والمقام، وما سبق إليه عبد القاهر الجرجاني من ضرورة العناية بمعنى المعنى، وأن نجد في هذا نوعاً من التأسيس التاريخي لفكرة التناص أو نظرية التناص؟!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب "التناص" جراهام ألين – ترجمة : محمد الجندي – المركز القومي للترجمة – القاهرة – ص36 .
