هل من منطلق جديد لصورة صراع الحضارات وما يدور في العالم الآن بين غرب العالم وشرقه ؟ وهل الفايروس المعروف بأسم (كورونا المستجد – كوفيد 19) ، هو مرحلة جديدة من الصراع بين أثنين من الحضارات الثلاثة التي أوحى بها كتاب (صدام الحضارات) لمحاولة صنع النظام العالمي؟.
هذا الكتاب للمؤلف والعالم والسياسي الأمريكي (صامويل فيليبس هنتنجتون 1927 والمتوفى سنة 2008) ، الذي حدد من خلاله الصراع بين الحضارتين الغربية والإسلامية في ضوء مفهوم الإرهاب ، ومن ثم بين الحضارتين الغربية والصينية على ضوء الحرب الأقتصادية الدائرة الآن بينهما ،التي يعتقد البعض من الخبراء أنها تطورت الى حرب بايلوجية وغيرها من سبل الايقاع بالخصم بغض النظر عن الخسائر العالمية ، والسبب الوحيد في هذا الأمر هو السيطرة العالمية على العالم والتبعية التامة للقوة المسيطرة ، وهنا سنأخذ مقتطفات من هذا الكتاب من أجل أن نفهم حقيقة الصراع الحضاري ، وهل من الممكن أن يخضع الى مختلف الوسائل من أجل إخضاع الآخر عالمياً ، حتى وأن كانت النتيجة موت عدد كبير من البشر ؟ .
في صفحة (133) من هذا الكتاب يرى (هنتنجتون) أن " الغرب هو الحضارة الوحيدة التي لها مصالح أساسية في كل حضارة أو منطقة أخرى ، لها القدرة على التأثير على سياسة وأمن واقتصاد كل حضارة أو منطقة أخرى. المجتمعات التي تنتمي الى حضارات أخرى محتاجة دائماً الى مساعدة غربية لتحقيق أهدافها وحماية مصالحها" (1) . وهذه المصالح التي يعمد الغرب من خلال دوله وعلى رأسهم أمريكا لوضع مجموعة من النقاط التي تمارس من خلالها عمليات السيطرة على العالم والتي تمنع أن تشاركها أي دولة أخرى خارج حدودها الحضارية والثقافية بعد سقوط الأتحاد السوفيتي السابق ، والنقاط حسب رؤية (هنتنجتون) التي تمتلكها الدول الغربية باعتبارها ميزات تستطيع أن تتحكم بالعالم من خلالها هي كالآتي :"
إذن ، فهل تستطيع امريكا أن تستمر بتنافس خاسر في اغلب جولاته على مستوى الصراع الاقتصادي ، الذي هو المرحلة الاخيرة من الصراع الحضاري العالمي بعد معركة الارهاب مع الحضارة الإسلامية ، حسب وجهة نظر صاحب الكتاب . هنا يشير (هنتنجون) في كتابه الى فكرة أخرى متقدمة تشابه الذي يحدث اليوم ،على الرغم من أنها ، أي الفكرة ، تؤشر الى الجانب الثقافي وليس البيولوجي على الرغم من أن المصطلح يشير الى البايولوجية في الجزء الأول من عنوانه الفرعي في صفحة (252) ،ويؤشر في الجزء الثاني الى مصطلح نفسي أو مرض نفسي نتيجة المصطلح الأول ، وفي هذه الصفحة يعطينا (هنتنجون) عنوان هو (الفيروس الغربي والشيزوفرانيا الآسيوية) ، التي يؤكد من خلالها على أفشال القيادات الآسيوية في نواحي مختلفة حتى لا يكونوا قادرين على قيادة بلدانهم بالطريقة النموذجية التي يتقدمون بها عالمياً على كافة المستويات ومن ضمنها الأقتصادية ، وخصوصاً إذا ذكّرنا بأن (هنتنجون) جعل الصراع الأخير مع الصين القوة الاقتصادية الأسيوية هو صراع حضاري في صورة اقتصادية ، وهنا يعطينا الفكرة الأتية ،إذ يقول :" القادة السياسيون الذين تسيطر عليهم فكرة الغطرسة بأن بإمكانهم إعادة تشكيل مجتمعاتهم من الأساس لابد أن يفشلوا . بينما يمكنهم إدخال عناصر من الثقافة الغربية ، فإنهم لا يستطيعون دائماً كبح أو إزالة العناصر الجوهرية في ثقافتهم الأصلية . وعلى عكس من ذلك ، فإن الفايروس الغربي بمجرد أن يسكن مجتمعاً أخر ، يصبح من الصعب استئصاله ، الفيروس يبقى ، ولكنه غير قاتل ، يظل المريض على قيد الحياة ، ولكنه يبقى مريضاً "(3) .
وهنا تشبيه كبير بين علاج (الخطر الصيني الأحمر)، الذي يكون بفايروس يجعل من الصين تمرض ولا تموت، كما هي الآن بعد خروجها نوعاً ما من طاولة (فايروس كورونا المستجد) ، فموت الصين يعني فقدان العديد من الميزات لأمريكا ، فالصين الضعيفة والخاضعة ثقافياً واقتصادياً أفضل من فقدانها كلياً، والسياسة الصينية يجب أن تقع تحت المطرقة الغربية حتى يستطيع الرجل الغربي من السيطرة على العالم بقطع الذراع الأقتصادية جديدة وهي الصين ، التي من الممكن أن تدفع من أجل بقائها ضمن الخارطة الاقتصادية العالمية مثلها مثل اليابان وكوريا الجنوبية ، وبعض الدول في الشرق الأوسط وغيرها من الاقتصاديات الأسيوية الأخرى . هنا الفايروس في كتاب (هنتنجون) ثقافي واقتصادي ، ومن الممكن أن يكون بيولوجي مساعد للوصول الى حالة المرض التي من خلالها يمكن عزل الصين عن العالم ، وبالتالي عزل العالم والاسواق الأخرى التي تغذي الدخل الصيني بالفائض .
في هذا الكتاب العديد من التصورات الأخرى لمستويات الصراع مع الصين والحضارة الإسلامية التي من الممكن أن تطبق مستقبلاً ، فهو كتاب لم يؤلف بطريقة ساذجة لقراءة السياسات السابقة الأمريكية أو الحالية ، بل هو وضع من أجل سيناريوهات مستقبلية من الممكن أن نجدها في المستقبل .
الهوامش
هذا الكتاب للمؤلف والعالم والسياسي الأمريكي (صامويل فيليبس هنتنجتون 1927 والمتوفى سنة 2008) ، الذي حدد من خلاله الصراع بين الحضارتين الغربية والإسلامية في ضوء مفهوم الإرهاب ، ومن ثم بين الحضارتين الغربية والصينية على ضوء الحرب الأقتصادية الدائرة الآن بينهما ،التي يعتقد البعض من الخبراء أنها تطورت الى حرب بايلوجية وغيرها من سبل الايقاع بالخصم بغض النظر عن الخسائر العالمية ، والسبب الوحيد في هذا الأمر هو السيطرة العالمية على العالم والتبعية التامة للقوة المسيطرة ، وهنا سنأخذ مقتطفات من هذا الكتاب من أجل أن نفهم حقيقة الصراع الحضاري ، وهل من الممكن أن يخضع الى مختلف الوسائل من أجل إخضاع الآخر عالمياً ، حتى وأن كانت النتيجة موت عدد كبير من البشر ؟ .
في صفحة (133) من هذا الكتاب يرى (هنتنجتون) أن " الغرب هو الحضارة الوحيدة التي لها مصالح أساسية في كل حضارة أو منطقة أخرى ، لها القدرة على التأثير على سياسة وأمن واقتصاد كل حضارة أو منطقة أخرى. المجتمعات التي تنتمي الى حضارات أخرى محتاجة دائماً الى مساعدة غربية لتحقيق أهدافها وحماية مصالحها" (1) . وهذه المصالح التي يعمد الغرب من خلال دوله وعلى رأسهم أمريكا لوضع مجموعة من النقاط التي تمارس من خلالها عمليات السيطرة على العالم والتي تمنع أن تشاركها أي دولة أخرى خارج حدودها الحضارية والثقافية بعد سقوط الأتحاد السوفيتي السابق ، والنقاط حسب رؤية (هنتنجتون) التي تمتلكها الدول الغربية باعتبارها ميزات تستطيع أن تتحكم بالعالم من خلالها هي كالآتي :"
- تمتلك وتدير النظام المصرفي العالمي .
- تتحكم في كل العملات الصعبة .
- الزبون الرئيسي في العالم .
- تقدم غالبية سلع العالم الرئيسية .
- تسيطر على أسواق العالم الرئيسية .
- تمارس قيادة معنوية كبيرة داخل مجتمعات كثيرة.
- قادرة على التدخل العسكري الواسع.
- تتحكم في الطرق البحرية .
- تقود معظم البحث العلمي والتطور التقني .
- تسيطر على وسائل الدخول الى الفضاء .
- تسيطر على الصناعة الخاصة بالفضاء.
- تسيطر على وسائل الاتصال العالمية .
- تسيطر على صناعة الأسلحة ذات التقنية العالية."(2)
إذن ، فهل تستطيع امريكا أن تستمر بتنافس خاسر في اغلب جولاته على مستوى الصراع الاقتصادي ، الذي هو المرحلة الاخيرة من الصراع الحضاري العالمي بعد معركة الارهاب مع الحضارة الإسلامية ، حسب وجهة نظر صاحب الكتاب . هنا يشير (هنتنجون) في كتابه الى فكرة أخرى متقدمة تشابه الذي يحدث اليوم ،على الرغم من أنها ، أي الفكرة ، تؤشر الى الجانب الثقافي وليس البيولوجي على الرغم من أن المصطلح يشير الى البايولوجية في الجزء الأول من عنوانه الفرعي في صفحة (252) ،ويؤشر في الجزء الثاني الى مصطلح نفسي أو مرض نفسي نتيجة المصطلح الأول ، وفي هذه الصفحة يعطينا (هنتنجون) عنوان هو (الفيروس الغربي والشيزوفرانيا الآسيوية) ، التي يؤكد من خلالها على أفشال القيادات الآسيوية في نواحي مختلفة حتى لا يكونوا قادرين على قيادة بلدانهم بالطريقة النموذجية التي يتقدمون بها عالمياً على كافة المستويات ومن ضمنها الأقتصادية ، وخصوصاً إذا ذكّرنا بأن (هنتنجون) جعل الصراع الأخير مع الصين القوة الاقتصادية الأسيوية هو صراع حضاري في صورة اقتصادية ، وهنا يعطينا الفكرة الأتية ،إذ يقول :" القادة السياسيون الذين تسيطر عليهم فكرة الغطرسة بأن بإمكانهم إعادة تشكيل مجتمعاتهم من الأساس لابد أن يفشلوا . بينما يمكنهم إدخال عناصر من الثقافة الغربية ، فإنهم لا يستطيعون دائماً كبح أو إزالة العناصر الجوهرية في ثقافتهم الأصلية . وعلى عكس من ذلك ، فإن الفايروس الغربي بمجرد أن يسكن مجتمعاً أخر ، يصبح من الصعب استئصاله ، الفيروس يبقى ، ولكنه غير قاتل ، يظل المريض على قيد الحياة ، ولكنه يبقى مريضاً "(3) .
وهنا تشبيه كبير بين علاج (الخطر الصيني الأحمر)، الذي يكون بفايروس يجعل من الصين تمرض ولا تموت، كما هي الآن بعد خروجها نوعاً ما من طاولة (فايروس كورونا المستجد) ، فموت الصين يعني فقدان العديد من الميزات لأمريكا ، فالصين الضعيفة والخاضعة ثقافياً واقتصادياً أفضل من فقدانها كلياً، والسياسة الصينية يجب أن تقع تحت المطرقة الغربية حتى يستطيع الرجل الغربي من السيطرة على العالم بقطع الذراع الأقتصادية جديدة وهي الصين ، التي من الممكن أن تدفع من أجل بقائها ضمن الخارطة الاقتصادية العالمية مثلها مثل اليابان وكوريا الجنوبية ، وبعض الدول في الشرق الأوسط وغيرها من الاقتصاديات الأسيوية الأخرى . هنا الفايروس في كتاب (هنتنجون) ثقافي واقتصادي ، ومن الممكن أن يكون بيولوجي مساعد للوصول الى حالة المرض التي من خلالها يمكن عزل الصين عن العالم ، وبالتالي عزل العالم والاسواق الأخرى التي تغذي الدخل الصيني بالفائض .
في هذا الكتاب العديد من التصورات الأخرى لمستويات الصراع مع الصين والحضارة الإسلامية التي من الممكن أن تطبق مستقبلاً ، فهو كتاب لم يؤلف بطريقة ساذجة لقراءة السياسات السابقة الأمريكية أو الحالية ، بل هو وضع من أجل سيناريوهات مستقبلية من الممكن أن نجدها في المستقبل .
الهوامش
- صامويل هنتنجتون : صدام الحضارات ،ترجمة : طلعت الشايب، نيويورك: مركز سيمو وشوشتر روكتلر، ط2، 1999، ص133.
- نفسه ، ص133ـ 134.
- نفسه ،ص252.