رسائل الأدباء رسالتان من ارنست هيمنغواي إلى أرشيبالد ماكليش

مزرعة نوردكويست، 26 سبتمبر 1936م

عزيزي أرشي:

أرشيبالد ماكليش

آسف لأنك لا تستطيع المجيء يا صغيري. آسف أيضًا لأنك تقضي مثل هذا الوقت البشع في الكتابة. ومع ذلك يجب أن يكون هناك ما يجعل الناس يعجبون بما تكتبه. لا أعرف الآن أحدًا ما زال معجبًا بما أكتب، لكنه على الأقل يساعدهم على الكتابة بالطريقة التي يكتبون بها؛ لذا آمل أن يعجبوا كثيرًا بما يكتبون.

عملْتُ بجدٍّ في هذا الكتاب. أوشكَ على الانتهاء تمامًا. كل ما تبقى الآن تحقيق المعجزة غير القابلة للتنفيذ التي ينبغي دائمًا تحقيقها في النهاية. أعتقد أحيانًا أن من الصعب كتابتها أيضًا. لكن بحق الجحيم كل شيء آخر بهذا الشكل.

ذهبْتُ في رحلة صيد مع الشاب توم شيفلين الذي يتمتع بيدي رجل كبير وقدميه وبنية رائعة، لكنه يتسم بنوع من الهشاشة الداخلية والرقة التي تتيح للحياة كسب عدد من الساحات حول نهايته في عدد قليل جدًّا من المسرحيات رغم أنه يستطيع السير بشكل جيد جدًّا، ولديه شعور جيد نحو الريف، ولا يمكنه إطلاق النار مثل كل الأولاد الأثرياء على أساس استغلال بعض الحظوظ الموفقة مرة، وبالتالي لم يمارسوا أي شيء، لكنه طفل جيد يعجبك. حصلنا على ثلاثة دببة رمادية وإيَّلَيْنِ جيدين، ركضت إلى الدببة الثلاثة في الغابة وقتلْتُ اثنين منها.

يجب أن أعمل، يا أرشي. بلغ حبي لميمي، ستبلغها؟ بلغها أن تتظاهر بأني أرسلت لها أجمل فراء دب رمادي فضي في العالم، ويمكن أن تسير به دائمًا، ولن تكون قدماها باردتين أبدًا بغض النظر عمن كان في السرير معها، لكنه انزلق.

أعدنا بومبي إلى المدرسة. بولين وباتريك بخير. الحب إلى كل من تعولهم وبخاصة مسز ماكليش.

بابا


***********


مزرعة فيجيا، 4 إبريل 1943م

عزيزي أرشي:

هل يمكن أن تعرف ذلك (أسألك لأني أتذكر ذلك الجهاز الرائع جدًّا الذي تتحدث إليه فقط وكل المعرفة تعود إليك مباشرة) متى، وما طول الموجة التي يبثها لنا الرفيق إزرا (باوند) العجوز؟ عاجلًا أو آجلًا لا بد من محاكمته، بالطبع، وأريد أن أسمعه لمعرفة ما يدور حوله حين يأتي مثل هذا الوقت. أعتقد أننا يجب أن نعرف الكثير عن هذا الموضوع؛ لأنها مهمة مَرَضية قد نُدعى للإدلاء بشهادتنا فيها. أتمنى أن أتحدث معك.

لماذا لا تأتي هنا في وقت ما؟ آتي وأخرج، لكن إذا كنت خارجًا يمكن أن آتي لأكون معك أو نلتقي في مكان ما. تنطلق مارتا إلى الحروب بعد أن تنتهي من كتاب تعمل فيه، ويمكنك أن تستريح بشكل جيد في هذا المكان الجميل جدًّا. لماذا لا تأتي هنا في يوليو؟ يمكن أن آخذك إلى بعض الأماكن الغريبة وقد تشعر بالتغيير. أعدك تمامًا ألَّا أكون معتدًّا بنفسي، وألَّا أكون سيئًا وأتصرف بنذالة كما في فترتي العظيمة 37-38 حين نفرْتُ من كل أصدقائي (الذين أفتقدهم بشدة) (ناهيك عن عهدي ابن العاهرة في عام 1934م حين كنْتُ أسوأ). كيف حال أدا الرائعة وميمي الجميلة؟ ماذا يفعل كيني؟ بومبي هو جون هيمنغواي الذي يذهب إلى مدرسة الضباط، كما يأمل، في الأسبوعين المقبلين. يسير بشكل جيد.

ماذا تعرف عن سارة وجيرالد؟ كنت سأكتب إلى سارة لو كان لديَّ عنوانها.

معذرة على هذه الرسالة المملة. عدت للتوّ إلى هنا وفي الرحلة الأخيرة فكرت في أعمال إزرا، وأنه شيء يجب أن أعرفه. أعرفُ أنه لم يعد هناك وقت ولكن إذا كان لديك أي وقت فهل تكتب؟

الحب إلى أدا وإلى ميمي، حتى لو كانت سعيدة في زواجها.

بابي

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
رسائل الأدباء (ملف)
المشاهدات
536
آخر تحديث
أعلى