رسائل الأدباء ثلاث رسائل من ارنست هيمنغواي إلى إزرا باوند،

باريس، 10 فبراير 1924م

عزيزي بروميثيوس:

وجدنا شقة في 113 شارع نوتردام دي شامب نصف مفروشة على منشرة خشب لمدة 3 شهور، ثم 3 شهور، ثم 3 شهور… إلخ.

ذهبت إلى رقم 70 مرة أخرى حين وصلنا وعرَّفني البواب بأني شقيقك الوسيم لكن نتيجة فقدان تام للمفتاح، لم يكتمل المدخل. وهكذا أهملت تقرير فورد بأنك كنت تتوقع أن نشغلها حتى عودتك.

ليس ممتعًا أن نعيش في شارعك في غيابك، وبالتالي تعال إلى البيت أحيانًا. الجو خليط من الثلج والمطر اليوم. أودُّ أن آتي إلى رابالو لأرى الرجال لكنني لا أستطيع مواجهة المزيد من السفر. كنا لمدة عشرة أيام في أوشون.

تبدو محقًّا تمامًا بشأن الموسيقا عبر الأطلنطي. آسف لأننا لم نحضر الحفلة الموسيقية. إذا كان لك أن تقيم حفلة أخرى في أي وقت فسوف أدخل كل مهور أناستيازي في الجمهور، وأجعلها يقذف بعضها بعضًا في اللحظة المناسبة.

الحوت الذهبي في كاليفورنيا ما زال في انتظارك؟

هذه رسالة فاسدة لكننا كنا نتحرك ونفرغ الحقائب، لم تكتمل بعد.

هنري يعمل بجدٍّ في كانتوس.

كانت هادلي مريضة وما زالت. لا تستطيع النوم وأعماقها مضطربة.

(وكنت أيضًا مريضًا في السرير)

سأحاول أن أكتب شيئًا لترانس.

في أميركا الآن رد فعل هائل ضد أندرسون، وصبية «بروم»، إلخ. أنت عائد.

أنا سعيد لأنك لم تفتح أمعاءك. طوال الطريق على المركب كنت أفكر في إزرا الكبير المسكين في ذلك المستشفى الأميركي اللعين وأمعاؤه يفتحها أحد البيطريين الجهلة الملعونين وكأنهم انتزعوا تقريبًا تفاحة آدم مني بطريق الخطأ بدلًا من كيس.

أنا سعيد لأنك لم تفعلها. سوف أحصل على كتاب طبي جيد وأدرسه وأنتزع زائدتك الدودية في وقت ما إذا أصيبت بسوء.

من فضلك أبلغ حبي وحب هادلي لدوروثي.

هذه المدينة ليست جيدة على الإطلاق من غيرك.

المخلص دائمًا


********

إلى إزرا باوند، مزرعة فيجيا، 19 يوليو 1956م

عزيزي إ:

غدًا أتم السابعة والخمسين. وآمل أن تقبل مني ميدالية جائزة نوبل التي تتتبعها عبر القنوات. أرسلها وفقًا للمبدأ الصيني القديم، وأنت على دراية به، وهو أنه لا أحد يملك شيئًا حتى يعطيه لآخر.

وأبعثها أيضًا لأنك أعظم شعرائنا الأحياء، وهو تمييز بسيط لكنه يخصك.

تذهب أيضًا إلى خصمي القديم في التنس، وإلى الرجل الذي أسس الروح الجميلة، والرجل الذي علمني، بلطف، أن أكون رحيمًا وحاول أن يعلمني أن أكون طيبًا حين كان كل ما لديَّ قانون الصمت.

قد يكون من الممكن الاستشهاد باستفاضة هائلة، لكني أفضل أن أتخطى هذه النقطة وأرسل حبي إليك وإلى «د». لا أستطيع تحمل حبسك وقد أطلق سراح الآخرين الذين عملوا ضد بلدهم في إنجلترا. أما أنت فما فعلْتَه لم يكن خطيئة لأنك آمنت به. أما أنا فقد كان خطيئة خطيرة. لكنك دفعت ثمنها آلاف المرات.

في الحرب كان لدي البث الإذاعي المراقب وأحيانًا حين أكلف بمهمة الاستماع وكنت أسمعك. لم يعجبني عمومًا وأعجبني بعضه إلى حد ما. لكني كتبْتُ إلى ألين تيت حين اتضح أننا فزنا بأن علينا جميعًا أن نقرر ما يجب فعله حين يقبض عليك. كتبْتُ إلى تيت أنك إذا شنقْتَ أعلق نفسي في المشنقة وأُشنَق أيضًا. قال تيت: إنه سيفعل الشيء نفسه.

حسنًا تخطَّ كل ذلك وتخطَّ السياسة، وإذا استطعت اقبل الميدالية وهذا الشيك وهو نهاية أموال نوبل تقريبًا، وقد قلت: إنني سأستخدمها بذكاء قدر استطاعتي.

سأكتب رسالة أقل رسمية حول مناسبة (خطأ إملائي) أقل رسمية.

إذا فزت بالجائزة السويدية، كما ينبغي لك، احتفظ بميداليتي وتخلص من ميداليتك بالشكل الذي تراه مناسبًا.

المخلص لك دائمًا،

هيم.


*****


إلى إزرا باوند، مزرعة فيجيا، 26 يونيو 1958م

عزيزي السيد نزيل المصحة سابقًا:

يوم نقلت أو انتقلت كانت سعادتنا عظيمة وأرسلت برقية إليك على مستشفى سانت إليزابيث في محاولة لنقل ذلك وطلب عنوان بحيث يمكن أن أرسل الشيك المرفق الذي تكفلْتُ به في رسالة عن طريق ر. فروست إلى النائب العام لتغطية نفقات سفرك إلى إيطاليا. وهي رسالة مكتوبة في 28 يونيو 1957م.

انتظرت تسلُّم أي ردّ ولم أتلقَّ ردًّا، وأرسلْتُ أمس برقية إلى ماكليش لمعرفة العنوان واسم السفينة التي تبحر عليها منذ سمعت في الراديو أنك تغادر في أول يوليو. أعطاني ماكليش للتو هذا العنوان الذي أرسل هذه الرسالة إليه ويقول: إنه يعتقد أنك تبحر في منتصف يوليو.

منذ ذلك الوقت وقعنا أنا والمبجل إليوت، والمندفع فروست رسالة إلى النائب العام آنذاك، اعتقدْتُ أن من الحكمة وقف الاتصال؛ لذلك لا يمكن تفسير مشاعري التي أعربت عنها بعناية بشأن إطلاق سراحك على أنها صداقة لكنها بالأحرى سياسة وطنية. قد لا يكون ذلك مفيدًا لكني حافظت على المشاعر على أساس قوي وعلى أي حال خرجْتَ وأرسلْتُ إليك عناقًا في برقية في اليوم الذي تأكد فيه الأمر.

أرسل آخر مع هذه الرسالة ومن أجل المسيح اصرف الشيك. خلال الحرب من ب. هاربور إلى أ. بومب التي شاركت فيها بفاعلية كتبْتُ إلى أ. تيت الشاعر أنه إذا كان ينبغي وصول أي أمر يتعلق بشنقك، أذهب إلى المشنقة وأوضح أنه يجب شنقي معك. قال: إنه سيفعل الشيء نفسه، وبعد ذلك لم أتلقَّ أي شيء منه مطلقًا، وربما لم يكن مشروعًا عمليًّا على أي حال بسبب الخدمات اللوجستية، لكني بقيت معك في حدود قدرتي وذكائي بقدر استطاعتي.

أرجو الاعتماد عليَّ في أي شيء يمكنني القيام به. أشعر بالخزي الشديد من الطريقة التي أُبقيتَ بها بهذه الطريقة، وأفتخر بالتماسك والروعة التي ظهرتَ بها في الصور التي شاهدناها يوم مغادرتك للمكان. آمل أن تقوم برحلة طيبة، وأن يكون كل شيء على ما يرام. حبي لدوروثي.

صديقك،

هيم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
رسائل الأدباء (ملف)
المشاهدات
442
آخر تحديث
أعلى