أنا كقارئ عليّ أن أرتب مشاهد هذا النص كل جملة هي مشهد ربما يكون غير مكتمل من الوهلة الأولى لكن النص يقول عكس ذلك وكل مشهد يزيح الآخر قبل تمام رؤيته بقليل وهذا سمة النص المتزاحمة أفكاره والمتجمع كلية داخل الذات قبل لحظة الكتابة وكثير من الشعراء لا يكتبون قصائدهم إلا بعد اكتمالها في دواخلهم لذا تجيء الجمل شبه مهشمة والصور شبه مجزأة وغالب الأحيان أن النص ينتج نفسه بهذه الطريقة دون جهد من الشاعر أليس النص أنتج نفسه قبل لحظة الكتابة تتجمع بعد ذلك كل تلك الصور في رؤية كلية لتنتج نصا فيه الصورة الكلية واضحة وغير مبهمة فأصوات الريح من دهشة في قاع كأس الذي هو ربما أنت القابع في هذا القاع والكأس جدار عازل يكرر الوردة تلملمها فتاة في حيضها الأول الله كامن في شجرة (ربما) كيف نشعل الشجرة الثنائية بين أنا وأنت بين ما أمام الجدار العاكس وما خلفه بين الوردة ووردة الفتاة تجعل العين بلهاء لاتعرف اليقين من الإيمان وكيفيته (كيف) الرسامة صغيرة السن تتلمس العالم وتستكشفه والثقب نفسه هو جدار عاكس تنظر لنفسها من خلاله البراءة والطهر في تداعي صور خوف الأنا الشاعرة من مشاهد لا تمت للوردة بصلة لا تمت للبراءة والطهر والجمال المفردة في هذا النص تستخدم على مستويين تتعاكسان مرة تلتقيان مرة فزهرة الفتاة ليست هي الزهرة الأولى والزهرة الأولى تلتقى مع زهرة الفتاة وربما الزهرة الأولى هي كناية عن الفتاة وهكذا صورة الريح في النص تتحول تسيطر على أجواء النص أصوات الريح / الريح كتلميذة / ريشة تبحث عن لون ريح / وردة على الفراش ذات ريح تلك المتواليات من الصور تزيح بعضها بعضا وتتغير دلالاتها وتتوازى بانكسار مرآة إلى شظايا والمشاهد كل شظية متناثرة بمشهد جزئي أو رؤية جزئية كأنما الصورة الكلية ما قبل النص يحاول الشاعر تجميعها بعد كسر المرآة وتشظيها فأنتج لنا هذا النص الفريد.
▪
(*) قصيدة: (ريح)
▪
أصوات الرّيح تأتي من دهشة عالقة في قعر كأس
لربّما هو اللّه الكامن في الشّجرة
خلف الأعين البلهاء
لربّما هو أنتَ القابع في الظّلّ تسبح في قعر الكأس
ثمّة مرآة تفصل بين فراشتين
جدار عاكس يكرّر الوردة
كيف يمكن لمن توضّأ بالشّمس أن يصلّي العتمةَ؟
كيف نُشعل الشجرة؟
الرّيح كتلميذة نزل الدّم منها أوّل مرّة
كتلميذة تمارس الألوان
ترسم حدائقا معلّقةً فوق الشّتاء
لربّما كانت تنتظر مطرَ الصّيف
لتنظر يوما من ثقب نافذة مغلقة
بين اللّحظة واللّحظة قد يسقط طائر من أعلى الشّجرة
كمطر لقيط
لا يمتّ للوردة بصلة
هذا المطر العاثر
المطر الهارب من الصّيادين
المطر الطّائر
كيف يمكن لمن لا يرى أن يغنّي؟
كيف تتكسّر المرآة ولا يتشظّى المشهد؟
تلك الرّيشة تبحث عن لونِ ريح لا يصلّي
والتّلميذة تلملم بتلات وردة حمراء تناثرت على فراشها
ذات ريح...
▪
(*) قصيدة: (ريح)
▪
أصوات الرّيح تأتي من دهشة عالقة في قعر كأس
لربّما هو اللّه الكامن في الشّجرة
خلف الأعين البلهاء
لربّما هو أنتَ القابع في الظّلّ تسبح في قعر الكأس
ثمّة مرآة تفصل بين فراشتين
جدار عاكس يكرّر الوردة
كيف يمكن لمن توضّأ بالشّمس أن يصلّي العتمةَ؟
كيف نُشعل الشجرة؟
الرّيح كتلميذة نزل الدّم منها أوّل مرّة
كتلميذة تمارس الألوان
ترسم حدائقا معلّقةً فوق الشّتاء
لربّما كانت تنتظر مطرَ الصّيف
لتنظر يوما من ثقب نافذة مغلقة
بين اللّحظة واللّحظة قد يسقط طائر من أعلى الشّجرة
كمطر لقيط
لا يمتّ للوردة بصلة
هذا المطر العاثر
المطر الهارب من الصّيادين
المطر الطّائر
كيف يمكن لمن لا يرى أن يغنّي؟
كيف تتكسّر المرآة ولا يتشظّى المشهد؟
تلك الرّيشة تبحث عن لونِ ريح لا يصلّي
والتّلميذة تلملم بتلات وردة حمراء تناثرت على فراشها
ذات ريح...