اللیلة لیلة لیست ککل لیالی الحجر الصحی بزمن جاٸحة الکورونا۔ کل الأشیاء أصبحت نسبیة ولا یمکن الإیمان المطلق بها فی زمن الفردانیة المطلقة۔ تجلس راویة الی حاسوبها باسترخاء فهی لا ترید أن تکتب عن هذه الکارثة التی تجتاح العالم بأسره۔ لا ترید أن تنصح أحدا فالعالم الأزرق طفحت به صفحات وقنوات النصح کما تطفح البثور الحمراء المتهیجة علی جلد المحموموالکل أصبح عالما وطبیبا ومرشدا وواعظا دینیا۔ هذه الجاٸحة التی لم توقفها الأسوار العالیة ولا العطور الغالیة ولا السیارات الفخمة والمنظفات المعطرة والمعقمات المتنوعة، کانت دیمقراطیة حتی النخاع فسوت بین الجمیع ولم تعفی جمیلا لجماله ولا بشعا لبشاعته ولا متدینا لدینه فالکل أمامها سواسیة بامتیاز ۔ حتی أن کثرة الحدیث عنها أصبحت متعبة للنفس وللأعصاب ومرهقا للافراد فی علاقتهم مع بعضهم البعض۔
لکن رغما عن رغبتها فی الکتابة عن الموضوع استسلمت لأزرار حاسوبها وشرعت تدوین ما استطاعت أن تستنتجه وأول الأشیاء أن من فضل الله بایام الکورونا علی البشر جمیعا، أن لا مکان یسعهم إلا بیوتهم والعبرة من ذلک أن البیوت أمان فی المصاب الجلل ۔۔۔وأن الله لا یسلط بلاء علی البشر إلا لعبرة؛ ولیث کل واحد یدرک سبب ابتلاٸه ۔۔۔۔
إن البعض ربما لأول مرة یدرک معنی التفرغ الکامل لبیته ماٸة ماٸةنساء ورجالا، ویکتشف الدفء الأسری به، فلأول مرة یکتشف علاقته بأفراد أسرته وینسج معهم علاقة تواصل فعال للحفاظ علی التعایش بین کاٸناته التی کانت إلی الوقت القریب لا تربطه معهم أی علاقة إلا دفع الفواتیر والمصاریف المتزایدة مع تزاید متطلبات الحیاة۔۔۔۔ حتی أن البعض نساء ورجالا أصبح یظن أن واجبه یقتصر علی تغطیة المصاریف وبکل الطرق المشروعة وغیر المشروعة فقط،و لا یهم مصدر المال إنما ما یهم هو أن یکون الأخر بما فیه الزوجة أو الأبناء أو الإخوة ۔ ۔ ۔ ینظرون إلیک بعین الرضی۔
إن بفضل هذه الجاٸحة ظهرت فٸة شابة تٶمن بدورها فی انقاذ الاخر ، وأن من الواجب علیها توعیته بأدواره فی الحیاة وبالواجب علیه إتجاه الاقربین إلیه بل اتجاه الإنسانیة جمعاء۔ انهم هم القلوب النقیة الحقیقیة المٶمنة بکونیة الأخلاق والقیم والحقوق، فالقلوب النقية لا تحتاج للأموال للتلميع ..... لقد برهنوا علی أن الکورونا علمتنا أن الحب هو الصبر والتسامح والرحمة والرأفة والتضحية وإلتماس العذر للاخر وبعد النظر وتدبیر الوضعیة بحکمة .وأن المواطن إن لم یکن کذلک فلیعلم أنه لم یحب یوما ولو حتی نفسه؛ وأنه كان یتسلى بعواطف الأخرین لبعض الوقت فقط..... وکأنهم یقولون للجمیع بلسان الفرد: أیها الإنسان الحب الان فی لحظة یأسک وتحطمک ان توقد قنادل وشموع الأمل والتفاٶل حتی تنیر دروب الأخرین لیطمٸنوا ویناضلوا من أجل البقاء سالمین، ولا تبحث عن شیء تحس أنک تفتقده وهو فی الحقیقة تحمله اصلا بداخلک۔۔۔۔ قد یتساءل البعض:
كيف يمكن لبذرة صغیرة أن تصدق أن هناك شجرة ضخمة مخبأة بداخلها! تلک هی الحقیقة المطلقة؛ یکفیها أن تٶمن بوجودها بتربة خصبة وقلیلا من الندی وحتی وإن انعدامت الرعایة الخاصة۔ هکذا هی الحیاة فغالبا ما نبحث عن شیء هو موجود بداخلنا ونحن لا ندرک ذلک۔غالبا ما نهاجر الی الجانب المظلم بنا لنبکی جروحا غاٸرة بأعماقنا ولا نستطیع رتقها وننسی ان بتلک الجروح قد نطل علی عالم راقی وجمیل؛ حیث بأزمة مرض أو انکسار أو موت أحبة یکشف لنا القدر الستار عن أحبة یأتون من أخر مکان یمکن أن یتوقعه الفرد لیساندونک ویقدمون لک الدعم۔
فعلا اننا نحمد الله علی جمیع النعم التی لا تعد ولا تحصی، ولکن یجب ان نمتحن فی قوة ایماننا وعزیمتنا بحدوث بعض التعثرات المفاجٸة فقد ینبثق نور أمل جدید یفتح لک عوالم سعادة ومٶازة لم نکن نتوقعها من أشخاص قد حسبناهم فی ظل ظروف أخری أنهم أعداءنا أو غیر مهتمین بنا أصلا۔ فی الحقیقة لن نجد الهدوء أبداً إذا کنا نعتبر أن أی بلاء مصیبة وجاٸحة وعقاب لنا علی أفعال ارتکبناها ، لکن إن تصالحنا مع ذواتنا ونظرنا الیها علی أنها امتحان لقیمنا وقدراتنا أکید سنخرج منها بأقل الخساٸر۔
إن كان مصدر الضجيج أعماقنا فالأکید أننا سنتعب ولن نستطیع تحمل ما قد تحمله الحیاة لنا من مفاجات۔ و أنت تقول لنفسک وکأنک تخاطب عشیقتک: ”ورثت أحساسك باليقين المطلق ..!! أحلمي بي حين تفیقين .. أنا قصتك حين تحکین قصتک للعابرین لدروب الخذلان . أنا النص المفقود بین ثنایا الروح التاٸهة؛ انا النص الذي يحتاج حلمك لیفسر تعویذة الحیاة وحلمك حين تفیقين من ثمالة الحب والأمل والهروب معا .! أحلمي دائماً بي حين تفیقين .! ولا تقل: إنی دائماً أخطو لكن لا طريقها بختي او كأني بختها هكذا احلامها. ينتابني شعور أن أفصح..! وينتابها الأفصاح ..!
لکن ابشر لنفسک فقد تکتشف جمالها وکثیرون قالوا: ”الجمال لايكمن .. إلا في أرواح عرفت، أن الحياة لوحة تستوجب لمسات محبة حب وأهتمام متبادل."
تری هل الکل کانوا یمشون بطوابر طویلةوهم أمواتا بلا أرواح ما داموا لم یراهنوا علی الجمال کحامل لأرواحهم لیشکلوا لوحة فنیة مقدسة؟
قال هانس کاروسا بأسرار النضج : إن الإنسان هو المخلوق الوحيد على الأرض الذي يمتلك إرادة النظر داخل مخلوق آخر. لکن تری لماذا کلنا نمشی کأننا عمیانا ؟ لا أحد یتطلع إلی النظر الی أقرب مخلوق یشاطره سحابة یومه؟
ها قد جاء الحجر الصحی۔ لماذا لا یقول کل فرد لنفسه: فی زمن الکرونا ، اكتبيني وشما على ساقك ايتها الحياة وارقصي كغازية، لعل صوت خلخالك يوقظ مارد الفرح بداخلي؟
فأحيانا السقوط المدو يعلمك كيف تحافظ على توازنك عندما تقف على رجليك من جديد ... ومع هذه الجاٸحة سیولد عالم جدید بقیم مغایرة لما کانت ساٸدة سابقا۔ وتحت کل معطف فقیر هناک قلب غنی ۔
سابقا کانت الملاهی والمقاهی وکل الأبواب مفتوحة علی مصارعها؛ وعلی مواٸد المقاهی اجتمع الذين يتكلمون كثيرا ولا يكتبون قليلا ولا يقرؤون كثيرا، بل يهدرون طاقتهم في اجثرار سيرة الاخرين فقط وما أکثرهم ... ها قد منحه الزمان فرصة لیقرأ ویکتب ویعبر عن أفکاره ومواقفه وخلجاته وأحاسیسه. مهما کانت الخساٸر المادیة والإقتصادیة وفی الأرواح والمال فإننا بمرحلة تاریخیة حاسمة بین زمن الفردانیة والأنانیة وزمن التازر والتضامن والقیم الکونیة۔ إننا الان جمیعنا نصلی من أجل نجاة البشریة باختلاف لغاتها وأعراقها وجنسیاتها ودیانتها ودولها وموقعها الاجتماعی والسیاسی والثقافی۔۔۔السلامة والرحمة مطلب لا دین له ۔۔۔۔۔ هذه هی الحقیقة التی بدأت تتجلی فی الکون عامة۔
الجاٸحة الغت الفوارق جمیعها وهی حقیقة یجب استعابها من طرف الکل۔ نحن الیوم نحتاج الی بعضنا أکثر من السابق ؛فوجودک هنا علی قید الحیاة یرتبط ببقاء الاخر هناک علی قید الحیاة۔ وبقاٶنا یرتبط ببقاء الجمیع ببیوتهم لحمایة بعضهم البعض من العدوی۔ اهناک معلم أو فیلسوف استطاع تدریس البشریة مثل هذه النظریة من قبل ؟ علی حد علمی أبدا ولا أظن۔ إن الله یلقننا دروس الحیاة بعبر لا یستطیع عالم أو سیاسی أو باحث أن یتجرأ لیفصح عنها خوفا من نفوذ أصحاب المال والشرکات والمقامرین بحیاة البشر ۔وها نحن نعیشها ونطلب من الخالق أن یمهلنا حتی نحدث الأجیال المقبلة عنها۔۔۔۔
راویة الإنسان لا تشبه أحدا وراویة الیوم لیست هی راویة الأمس القریب۔ راویة الأمس کانت تفکر فی سوق تذاکر الاسفار بالعالم وأثمنة الغرف بالفنادق وتعتبر أن کل خطوة تخطوها خارج بیتها فرصة لمعانقة الحیاة واکتشاف الاخر ومعرفة أسباب تشبته بالحیاة، کانت تعتبر أن لا شیء یثیر حماسها بالحیاة أکثر من زیارة والدتها ومداعبة دجاجاتها بمزرعتها الصغیر وهی ترسم وقیادة سیارتها بطریق سیار وطویل علی موسیقی هادٸة فی لحظات حالمةفی نفس الوقت۔ أما راویة الیوم فما ما یتیر حماسها هو أن تتسلل خلسة لاقتناص سویعات إلی جانب والدتها وتمضیة معظم أوقاتها بتحضیر وجبات لأطفالها وملاعبة طفلها وکأنها تنسج معه علاقة اکتشاف لأول مرة۔ أصبحت تطوف جمیع أرجاء بیتها وتعانق الدفء الذی لم تلاحظه من قبل۔ کم هو فسیح هذا البیت ومریح وهادیء ۔ ألهذا الحد یفتقدنی بیتی الذی کنت أعتبره فندق مبیت ومجلس إدارة شٶونی العادیة؟ هل کان لزاما علی أن تجربة الحجر الصحی لأکتشف ما یفتقده الیتیم والمتشرد ؟ هل کان لا بد من جاٸةحة تلزمنی بالبیت لأحس بضعف المریض والعجوز عن تدبیر شٶونهم لوحدهم؟ هل کان لا بد من کل هذا لأدرک أن کل نسان هو أضعف من بیت العنکبوت فی غیاب الاخر ؟ هل کان لابد من کل هذا لیزاح الستار عن ضعف من کنا ننبهر بهم کدول عظمی؟
تتوقف راویة عن الکتابة للحظة، الفجر ینبیء بیوم جدید ولیلة بیضاء کانت کفیلة بتضمید الجروح الغاٸرة بروحها أمام سیل من التساٶلات التی ترکتها مفتوحة۔ اللیلة لیلة میلاد عالم جدید داخل خلایا مخها الصغیر حتی ینمو ویزهر ورودا وریاحین تهدی عطرها للمارین بدروب الحیاة لأننا مهما نفکر؛ اننا لا نأخذ من الدنیا إلا نفس قدر العطاء الذی نقدمه لها .....خیرة جلیل
لکن رغما عن رغبتها فی الکتابة عن الموضوع استسلمت لأزرار حاسوبها وشرعت تدوین ما استطاعت أن تستنتجه وأول الأشیاء أن من فضل الله بایام الکورونا علی البشر جمیعا، أن لا مکان یسعهم إلا بیوتهم والعبرة من ذلک أن البیوت أمان فی المصاب الجلل ۔۔۔وأن الله لا یسلط بلاء علی البشر إلا لعبرة؛ ولیث کل واحد یدرک سبب ابتلاٸه ۔۔۔۔
إن البعض ربما لأول مرة یدرک معنی التفرغ الکامل لبیته ماٸة ماٸةنساء ورجالا، ویکتشف الدفء الأسری به، فلأول مرة یکتشف علاقته بأفراد أسرته وینسج معهم علاقة تواصل فعال للحفاظ علی التعایش بین کاٸناته التی کانت إلی الوقت القریب لا تربطه معهم أی علاقة إلا دفع الفواتیر والمصاریف المتزایدة مع تزاید متطلبات الحیاة۔۔۔۔ حتی أن البعض نساء ورجالا أصبح یظن أن واجبه یقتصر علی تغطیة المصاریف وبکل الطرق المشروعة وغیر المشروعة فقط،و لا یهم مصدر المال إنما ما یهم هو أن یکون الأخر بما فیه الزوجة أو الأبناء أو الإخوة ۔ ۔ ۔ ینظرون إلیک بعین الرضی۔
إن بفضل هذه الجاٸحة ظهرت فٸة شابة تٶمن بدورها فی انقاذ الاخر ، وأن من الواجب علیها توعیته بأدواره فی الحیاة وبالواجب علیه إتجاه الاقربین إلیه بل اتجاه الإنسانیة جمعاء۔ انهم هم القلوب النقیة الحقیقیة المٶمنة بکونیة الأخلاق والقیم والحقوق، فالقلوب النقية لا تحتاج للأموال للتلميع ..... لقد برهنوا علی أن الکورونا علمتنا أن الحب هو الصبر والتسامح والرحمة والرأفة والتضحية وإلتماس العذر للاخر وبعد النظر وتدبیر الوضعیة بحکمة .وأن المواطن إن لم یکن کذلک فلیعلم أنه لم یحب یوما ولو حتی نفسه؛ وأنه كان یتسلى بعواطف الأخرین لبعض الوقت فقط..... وکأنهم یقولون للجمیع بلسان الفرد: أیها الإنسان الحب الان فی لحظة یأسک وتحطمک ان توقد قنادل وشموع الأمل والتفاٶل حتی تنیر دروب الأخرین لیطمٸنوا ویناضلوا من أجل البقاء سالمین، ولا تبحث عن شیء تحس أنک تفتقده وهو فی الحقیقة تحمله اصلا بداخلک۔۔۔۔ قد یتساءل البعض:
كيف يمكن لبذرة صغیرة أن تصدق أن هناك شجرة ضخمة مخبأة بداخلها! تلک هی الحقیقة المطلقة؛ یکفیها أن تٶمن بوجودها بتربة خصبة وقلیلا من الندی وحتی وإن انعدامت الرعایة الخاصة۔ هکذا هی الحیاة فغالبا ما نبحث عن شیء هو موجود بداخلنا ونحن لا ندرک ذلک۔غالبا ما نهاجر الی الجانب المظلم بنا لنبکی جروحا غاٸرة بأعماقنا ولا نستطیع رتقها وننسی ان بتلک الجروح قد نطل علی عالم راقی وجمیل؛ حیث بأزمة مرض أو انکسار أو موت أحبة یکشف لنا القدر الستار عن أحبة یأتون من أخر مکان یمکن أن یتوقعه الفرد لیساندونک ویقدمون لک الدعم۔
فعلا اننا نحمد الله علی جمیع النعم التی لا تعد ولا تحصی، ولکن یجب ان نمتحن فی قوة ایماننا وعزیمتنا بحدوث بعض التعثرات المفاجٸة فقد ینبثق نور أمل جدید یفتح لک عوالم سعادة ومٶازة لم نکن نتوقعها من أشخاص قد حسبناهم فی ظل ظروف أخری أنهم أعداءنا أو غیر مهتمین بنا أصلا۔ فی الحقیقة لن نجد الهدوء أبداً إذا کنا نعتبر أن أی بلاء مصیبة وجاٸحة وعقاب لنا علی أفعال ارتکبناها ، لکن إن تصالحنا مع ذواتنا ونظرنا الیها علی أنها امتحان لقیمنا وقدراتنا أکید سنخرج منها بأقل الخساٸر۔
إن كان مصدر الضجيج أعماقنا فالأکید أننا سنتعب ولن نستطیع تحمل ما قد تحمله الحیاة لنا من مفاجات۔ و أنت تقول لنفسک وکأنک تخاطب عشیقتک: ”ورثت أحساسك باليقين المطلق ..!! أحلمي بي حين تفیقين .. أنا قصتك حين تحکین قصتک للعابرین لدروب الخذلان . أنا النص المفقود بین ثنایا الروح التاٸهة؛ انا النص الذي يحتاج حلمك لیفسر تعویذة الحیاة وحلمك حين تفیقين من ثمالة الحب والأمل والهروب معا .! أحلمي دائماً بي حين تفیقين .! ولا تقل: إنی دائماً أخطو لكن لا طريقها بختي او كأني بختها هكذا احلامها. ينتابني شعور أن أفصح..! وينتابها الأفصاح ..!
لکن ابشر لنفسک فقد تکتشف جمالها وکثیرون قالوا: ”الجمال لايكمن .. إلا في أرواح عرفت، أن الحياة لوحة تستوجب لمسات محبة حب وأهتمام متبادل."
تری هل الکل کانوا یمشون بطوابر طویلةوهم أمواتا بلا أرواح ما داموا لم یراهنوا علی الجمال کحامل لأرواحهم لیشکلوا لوحة فنیة مقدسة؟
قال هانس کاروسا بأسرار النضج : إن الإنسان هو المخلوق الوحيد على الأرض الذي يمتلك إرادة النظر داخل مخلوق آخر. لکن تری لماذا کلنا نمشی کأننا عمیانا ؟ لا أحد یتطلع إلی النظر الی أقرب مخلوق یشاطره سحابة یومه؟
ها قد جاء الحجر الصحی۔ لماذا لا یقول کل فرد لنفسه: فی زمن الکرونا ، اكتبيني وشما على ساقك ايتها الحياة وارقصي كغازية، لعل صوت خلخالك يوقظ مارد الفرح بداخلي؟
فأحيانا السقوط المدو يعلمك كيف تحافظ على توازنك عندما تقف على رجليك من جديد ... ومع هذه الجاٸحة سیولد عالم جدید بقیم مغایرة لما کانت ساٸدة سابقا۔ وتحت کل معطف فقیر هناک قلب غنی ۔
سابقا کانت الملاهی والمقاهی وکل الأبواب مفتوحة علی مصارعها؛ وعلی مواٸد المقاهی اجتمع الذين يتكلمون كثيرا ولا يكتبون قليلا ولا يقرؤون كثيرا، بل يهدرون طاقتهم في اجثرار سيرة الاخرين فقط وما أکثرهم ... ها قد منحه الزمان فرصة لیقرأ ویکتب ویعبر عن أفکاره ومواقفه وخلجاته وأحاسیسه. مهما کانت الخساٸر المادیة والإقتصادیة وفی الأرواح والمال فإننا بمرحلة تاریخیة حاسمة بین زمن الفردانیة والأنانیة وزمن التازر والتضامن والقیم الکونیة۔ إننا الان جمیعنا نصلی من أجل نجاة البشریة باختلاف لغاتها وأعراقها وجنسیاتها ودیانتها ودولها وموقعها الاجتماعی والسیاسی والثقافی۔۔۔السلامة والرحمة مطلب لا دین له ۔۔۔۔۔ هذه هی الحقیقة التی بدأت تتجلی فی الکون عامة۔
الجاٸحة الغت الفوارق جمیعها وهی حقیقة یجب استعابها من طرف الکل۔ نحن الیوم نحتاج الی بعضنا أکثر من السابق ؛فوجودک هنا علی قید الحیاة یرتبط ببقاء الاخر هناک علی قید الحیاة۔ وبقاٶنا یرتبط ببقاء الجمیع ببیوتهم لحمایة بعضهم البعض من العدوی۔ اهناک معلم أو فیلسوف استطاع تدریس البشریة مثل هذه النظریة من قبل ؟ علی حد علمی أبدا ولا أظن۔ إن الله یلقننا دروس الحیاة بعبر لا یستطیع عالم أو سیاسی أو باحث أن یتجرأ لیفصح عنها خوفا من نفوذ أصحاب المال والشرکات والمقامرین بحیاة البشر ۔وها نحن نعیشها ونطلب من الخالق أن یمهلنا حتی نحدث الأجیال المقبلة عنها۔۔۔۔
راویة الإنسان لا تشبه أحدا وراویة الیوم لیست هی راویة الأمس القریب۔ راویة الأمس کانت تفکر فی سوق تذاکر الاسفار بالعالم وأثمنة الغرف بالفنادق وتعتبر أن کل خطوة تخطوها خارج بیتها فرصة لمعانقة الحیاة واکتشاف الاخر ومعرفة أسباب تشبته بالحیاة، کانت تعتبر أن لا شیء یثیر حماسها بالحیاة أکثر من زیارة والدتها ومداعبة دجاجاتها بمزرعتها الصغیر وهی ترسم وقیادة سیارتها بطریق سیار وطویل علی موسیقی هادٸة فی لحظات حالمةفی نفس الوقت۔ أما راویة الیوم فما ما یتیر حماسها هو أن تتسلل خلسة لاقتناص سویعات إلی جانب والدتها وتمضیة معظم أوقاتها بتحضیر وجبات لأطفالها وملاعبة طفلها وکأنها تنسج معه علاقة اکتشاف لأول مرة۔ أصبحت تطوف جمیع أرجاء بیتها وتعانق الدفء الذی لم تلاحظه من قبل۔ کم هو فسیح هذا البیت ومریح وهادیء ۔ ألهذا الحد یفتقدنی بیتی الذی کنت أعتبره فندق مبیت ومجلس إدارة شٶونی العادیة؟ هل کان لزاما علی أن تجربة الحجر الصحی لأکتشف ما یفتقده الیتیم والمتشرد ؟ هل کان لا بد من جاٸةحة تلزمنی بالبیت لأحس بضعف المریض والعجوز عن تدبیر شٶونهم لوحدهم؟ هل کان لا بد من کل هذا لأدرک أن کل نسان هو أضعف من بیت العنکبوت فی غیاب الاخر ؟ هل کان لابد من کل هذا لیزاح الستار عن ضعف من کنا ننبهر بهم کدول عظمی؟
تتوقف راویة عن الکتابة للحظة، الفجر ینبیء بیوم جدید ولیلة بیضاء کانت کفیلة بتضمید الجروح الغاٸرة بروحها أمام سیل من التساٶلات التی ترکتها مفتوحة۔ اللیلة لیلة میلاد عالم جدید داخل خلایا مخها الصغیر حتی ینمو ویزهر ورودا وریاحین تهدی عطرها للمارین بدروب الحیاة لأننا مهما نفکر؛ اننا لا نأخذ من الدنیا إلا نفس قدر العطاء الذی نقدمه لها .....خیرة جلیل