لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : هل يمكن أن يموت المؤلف ؟!
" إنه على الرغم من أن إمبراطورية المؤلف لا تزال عظيمة السطوة... فمن البدهي أن بعض الكتاب، قد حاول، من أمد بعيد، أن يزلزلها.
ولقد كان "مالارميه" هو أول من رأى في فرنسا، وتنبأ بضرورة وضع اللغة نفسها مكان ذاك الذي اُعتبر، إلى هذا الوقت، مالكاً لها . فاللغة، بالنسبة إليه كما هي الحال بالنسبة إلينا، هي التي تتكلم وليس المؤلف . وبهذا يصبح معنى الكتابة هو بلوغ نقطة تتحرك اللغة فيها وحدها، وليس "الأنا" ، وفيها "ننجز الكلام" وسيكون ذلك عبر موضوعية أولية لا تختلط في أي لحظة من اللحظات مع موضوعية الروائي الخاصية : فشعرية مالارميه جميعاً، إنما تقوم على حذف المؤلف لمصلحة الكتابة، وسيكون هذا بإعطاء القارئ مكان المؤلف " .
2- المحــارة :
- نشطت الدعوة إلى "موت المؤلف" في ظل الاهتمام بتشريح الإبداع الفني، من منظور لغوي، وكأن اللغة كيان قائم بذاته ، يفرض حضوره (المستقل أو المؤثر بقوة) على ذاكرة المؤلف ، الذي (كنا) نفترض أنه المنبع الوحيد والمستقل لكل ما يسطره قلمه .
- وجاءت نظرية (التناص) لتدفع في اتجاه القول بموت المؤلف ، فما دام الأديب المبدع يستمد مخزون ذاكرته المكونة من معارف ومعلومات سابقة، فإنه لا شيء يوجد من لا شيء !! فهذا الإبداع الجديد إعادة تشكيل، وتنسيق علاقات من معارف وأشكال ، وعلاقات سابقة .
- ثم نشطت اتجاهات ما بعد البنيوية ، تلك الاتجاهات النقدية التي نظرت إلى البنيوية على أنها – كما زعم دعاتها – نوع من المركزية الحاكمة المتحكمة ، وهذا – فيما نرى – سلاح ذو حدين ، ينتهي إلى أن توصف هذه البنيوية بأنها غير متوائمة مع العصر .
- أما اتجاهات ما بعد البنيوية فقد عمقت مفهوم "موت المؤلف" ولكن ليس لصالح اللغة، بل لتفعيل دور (المتلقي) الذي اكتسب بعد "النظرية" وتفعيل مبادئ النقد الثقافي التي دأبت على معارضة البنيوية رديف السلطوية الفكرية .
- فيما أتصور أن القول بموت المؤلف يسيء إلى صناعة الأدب ، ويعطي مشروعية لمن لا يستحقها من ضعاف الشراح والنقاد ، وربما يكون البديل المناسب هو تحليل/تفسير النص الإبداعي على أسس : سيكولوجية + اجتماعية + لغوية ، وهذه في جملتها لا تلغي اعتبار المؤلف ، ولكن تقلل من درجة صناعته لما أبدع.
- الزعم بموت المؤلف يلغي الفروق بين النصوص الإبداعية، ويتجاهل أن الإناء (المؤلف) له مشاركة حقيقية في تشكيل ما بداخله .
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب " نقد وحقيقة" – رولان بارت – ترجمة : منذر عياشي – مركز النماء الحضاري – بيروت والدار البيضاء – 1994 – ص17 .
1- اللؤلؤة : هل يمكن أن يموت المؤلف ؟!
" إنه على الرغم من أن إمبراطورية المؤلف لا تزال عظيمة السطوة... فمن البدهي أن بعض الكتاب، قد حاول، من أمد بعيد، أن يزلزلها.
ولقد كان "مالارميه" هو أول من رأى في فرنسا، وتنبأ بضرورة وضع اللغة نفسها مكان ذاك الذي اُعتبر، إلى هذا الوقت، مالكاً لها . فاللغة، بالنسبة إليه كما هي الحال بالنسبة إلينا، هي التي تتكلم وليس المؤلف . وبهذا يصبح معنى الكتابة هو بلوغ نقطة تتحرك اللغة فيها وحدها، وليس "الأنا" ، وفيها "ننجز الكلام" وسيكون ذلك عبر موضوعية أولية لا تختلط في أي لحظة من اللحظات مع موضوعية الروائي الخاصية : فشعرية مالارميه جميعاً، إنما تقوم على حذف المؤلف لمصلحة الكتابة، وسيكون هذا بإعطاء القارئ مكان المؤلف " .
2- المحــارة :
- نشطت الدعوة إلى "موت المؤلف" في ظل الاهتمام بتشريح الإبداع الفني، من منظور لغوي، وكأن اللغة كيان قائم بذاته ، يفرض حضوره (المستقل أو المؤثر بقوة) على ذاكرة المؤلف ، الذي (كنا) نفترض أنه المنبع الوحيد والمستقل لكل ما يسطره قلمه .
- وجاءت نظرية (التناص) لتدفع في اتجاه القول بموت المؤلف ، فما دام الأديب المبدع يستمد مخزون ذاكرته المكونة من معارف ومعلومات سابقة، فإنه لا شيء يوجد من لا شيء !! فهذا الإبداع الجديد إعادة تشكيل، وتنسيق علاقات من معارف وأشكال ، وعلاقات سابقة .
- ثم نشطت اتجاهات ما بعد البنيوية ، تلك الاتجاهات النقدية التي نظرت إلى البنيوية على أنها – كما زعم دعاتها – نوع من المركزية الحاكمة المتحكمة ، وهذا – فيما نرى – سلاح ذو حدين ، ينتهي إلى أن توصف هذه البنيوية بأنها غير متوائمة مع العصر .
- أما اتجاهات ما بعد البنيوية فقد عمقت مفهوم "موت المؤلف" ولكن ليس لصالح اللغة، بل لتفعيل دور (المتلقي) الذي اكتسب بعد "النظرية" وتفعيل مبادئ النقد الثقافي التي دأبت على معارضة البنيوية رديف السلطوية الفكرية .
- فيما أتصور أن القول بموت المؤلف يسيء إلى صناعة الأدب ، ويعطي مشروعية لمن لا يستحقها من ضعاف الشراح والنقاد ، وربما يكون البديل المناسب هو تحليل/تفسير النص الإبداعي على أسس : سيكولوجية + اجتماعية + لغوية ، وهذه في جملتها لا تلغي اعتبار المؤلف ، ولكن تقلل من درجة صناعته لما أبدع.
- الزعم بموت المؤلف يلغي الفروق بين النصوص الإبداعية، ويتجاهل أن الإناء (المؤلف) له مشاركة حقيقية في تشكيل ما بداخله .
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب " نقد وحقيقة" – رولان بارت – ترجمة : منذر عياشي – مركز النماء الحضاري – بيروت والدار البيضاء – 1994 – ص17 .
