أنا الوحش
مازلت أمشي حافيا
ولا أرى بالنّهار
أحب حياة ما بعد منتصف الليل
لأطلق شرارات عواء في الغابة
شرارات عواء في الهواء
شرارات عواء من النافذة
وحش طوله متر وثمانية وثمانون سنتمتر
وداخل جمجمته يعيش وحش آخر كبير
وحش كبقية الوحوش
له ماض أليم
يجمع عظامه
ويخفض رأسه داخلي
فأضع رأسه على ركبتي
كما كنت أضع رأس حبيبتي في وهن
وأسأله :
هل أهلك الزلزال منزلك؟
أهرب من منزلك الحزين
ولا تلتهم بيوت الطين
تخيل جدرانه نوافذ
وسكانه يضعون أيديهم الطرية
ليقلموا أظافرك
ولا يجتمعون حولك كما يجتمع الصيادون حول الوحوش
تخيلهم لا يقتلونك
أو لا يسألونك
لماذا لا تجرؤ على البكاء أمامنا ؟
أأنت وحش ؟
قل لهم
نعم ..أنا وحش
وقبل أن تواصلوا مطاردتي كما تطاردون الغزلان
ستأتي تلك المرأة المجنونة الآن
وتقول :
كف عن هذا الغناء الحزين
سأقبلك من شفتيك الناريتين
نجيب فتّاحي
مازلت أمشي حافيا
ولا أرى بالنّهار
أحب حياة ما بعد منتصف الليل
لأطلق شرارات عواء في الغابة
شرارات عواء في الهواء
شرارات عواء من النافذة
وحش طوله متر وثمانية وثمانون سنتمتر
وداخل جمجمته يعيش وحش آخر كبير
وحش كبقية الوحوش
له ماض أليم
يجمع عظامه
ويخفض رأسه داخلي
فأضع رأسه على ركبتي
كما كنت أضع رأس حبيبتي في وهن
وأسأله :
هل أهلك الزلزال منزلك؟
أهرب من منزلك الحزين
ولا تلتهم بيوت الطين
تخيل جدرانه نوافذ
وسكانه يضعون أيديهم الطرية
ليقلموا أظافرك
ولا يجتمعون حولك كما يجتمع الصيادون حول الوحوش
تخيلهم لا يقتلونك
أو لا يسألونك
لماذا لا تجرؤ على البكاء أمامنا ؟
أأنت وحش ؟
قل لهم
نعم ..أنا وحش
وقبل أن تواصلوا مطاردتي كما تطاردون الغزلان
ستأتي تلك المرأة المجنونة الآن
وتقول :
كف عن هذا الغناء الحزين
سأقبلك من شفتيك الناريتين
نجيب فتّاحي