الشعر في أبهى صوره هو موقف من الحياة ، ومن البيئة ، ومن المجتمع ، وهو موقف من السياسة ودروبها المتعرجة وتقلباتها ، وهو موقف من الدين والاخلاق والنفس ورغباتها وجبروتها ، أو خضوعها . فالشاعر في قصائده مواقف ، ولكل موقف منها انطلاقة أبداعية تمليه عليه طبيعة الظروف ، أو بعض ما اكتنزه من تجارب جعلته يدوّن حروفه على مقتضاها ، أو على ما حمله وجدانه من معطيات نابعة من تأثراته في مشهد ما ، وللخيال نصيب في ذلك أيضاً ،أو تكون رؤى الشاعر منبعها تعليمي لها تأثيرات في مواقفه وصوره الشعرية وفي قصائده المدوّنة على جدران العمر بمحطاته المختلفة .
في هذه القراءة الشعرية للشاعر (ماجد الحسن) التي قد تجتمع في قصائده الكثير مما ذكرناه من عوامل في دواوينه الشعرية (خيول مشاكسة ، أول الرأس الفجيعة ،أين سيهبط هذا الدخان؟، كيف أصدّق غيابكما؟) ، وغيرها من الدواوين الاخرى ، ولكن هنا في هذه القراءة سنركز فقط على التأثيرات الفكرية والفلسفية في قصائده وما هي صورة الإنسان لديه التي عكستها في هذه الرؤى الشعرية دراسته الفلسفية، كون الشاعر درس الفلسفة في جامعة بغداد ، مما اعطته هذه الدراسة الفلسفية مساحة فكرية واسعة من حيث التواصل الفكري الفلسفي مع القصيدة من جهة ، وكيفية انعكاس هذه القراءات الفلسفية في مواقفه من الحياة التي تأخذ في بعض جوانبها هذه النظرة المتأملة من جهة أخرى.
إذ يرى (الفيلسوف الألماني هيغل ) في هذا الجهد الفكري الفلسفي التأملي جهداً مهماً في دعم المنجز الابداعي، بعد الخيال الذي يعده الجهد الأول في العمل الابداعي ، فهو يقول عن الفكر الفلسفي الآتي :" أن الفكر الفلسفي الهادئ قادر من جهة ثانية ، على أن يبعث الحياة والحركة في أفكاره المنهجية ، عن طريق تلوينها بالعواطف والمشاعر، وبتعبيره عنها في صورة عينية ، محسوسة وفي متناول الأدراك الحسي "(1) الذي يعبر عن الموضوعات والمواقف منها حسب مقتضيات الجانب الوجداني لدى الشاعر .
من هذه الفكرة التأملية في شعر (ماجد الحسن) رأيت أن أناقش اشعاره على وفق المنطلق الفلسفي التأملي لصورة الإنسان لديه ، وطبيعة الإشارات في الصور الـتأملية في موقفه الفلسفي، وهنا لا أقول أن اشعار (ماجد الحسن) هي ترجع الى فلسفة بعينها بصورة متطابقة ، لكن فيها بعض ما يتوافق مع بعض الرؤى التأملية التي سنطرحها في هذه القراءة ، لذا سأختار قصائد من الشاعر ، وأحاول أن أقرأها على وفق مختارات فلسفية في قراءة نبحث فيها عن صورة الإنسان في شعر (ماجد الحسن) .
يرى (فريدريش نتشه) في تأملاته للإنسان وصوره في الجميل والقبيح الذي يرى في نفسه هو العلة لهذه الصور وليس ما دونه علة أخرى يقاس من خلالها ، إذ يقول: " يعتقد الإنسان أن العالم نفسه يفيض جمالاً ، وينسى نفسه كعلة لذلك الجمال ، فهو وحده الذي منح العالم جمالاً ، جمالاً إنسانياً فحسب ، جمالاً إنسانياً مفرط في الإنسانية ... وفي الحقيقة يعكس الإنسان نفسه في الأشياء ، ويجد جميلاً كل ما يعيد اليه صورته الخاصة "(2) . وهذه طبيعة النسيان التي يتمثل بها الإنسان لنفسه في اشعار(ماجد الحسن ) يتوافق مع الصيغ الإنسانية على وفق المعطى الفلسفي للجمال والقبح في رسم ملامحه الذي يبحث عن علته في الأشياء من حوله ، على الرغم من صور الأشياء ذات المنظر المتناسق في اعطاء تصورات عن مفهوم الانسان لدى الشاعر وصوره المفجوعة في قصائده ، وهي الأكثر حضوراً ، مثل : (الارصفة الخادعة ، البحر المزهو بالرحيل ، حكايات العزاء ، ملكوت الضياع ، والمقابر المبتكرة ، أجساد ذابلة) وغيرها ، وهذه الصور التي تمثل القبح وتعكسه في المدن الشاحبة التي تسكنها (قامات يلعق الضيم ظلالها) . وهنا يأتي السؤال ، هل أن صورة الإنسان الخاصة في عالم (ماجد الحسن) قاتمة ؟ وهل هي نفسها صورة الإنسان الذي نسى نفسه كعلة للجمال، وأصبح يظهر في ثلاثة صور هي: (صورة حزينة ، وأخرى مفجعة ، وثالثة فيها فلسفة متعالية قد يصعب فك رموزها )؟ ، لكن الشاعر يحاول أن لا ينسى التخفيف من حدة القلق في صورة الإنسان لديه وإعطاء صورة رابعة يرسم ملامح صورة (الإنسان الممكن) على الرغم من أنها تتمثل في أحلامه المباحة في ثنايا قصائده .
هذه المستويات المتباينة في مفهوم الإنسان لديه تبقى هي من تميز طابعه الوجداني الشعري الذي يدرك النهارات على الرغم من سياقات النص التي تحمل انساق عالية في المحاكاة للصور الذهنية التي رسم لها الشاعر خرائط مفاهيمية في ذهنيته ،على الرغم من غموض بعض مفاهيمها ، لكنها تبقى ممكنة للفهم للمتذوق الواع بقصائد (ماجد الحسن).
ومن هذه السياقات الفكرية التي يقدمها للإنسان في أشعاره ، هي ما حفلت بـ( الممكن ، والمدرك ، والتكرار) ، كما في ديوانه الشعري (أين سيهبط بنا هذا الدخان) إذ يقول :
وفي صورة ثانية للإنسان لديه، يرى الشاعر فيه ذلك الكائن الذي يستدعي ما يهدمه وما يحيله الى أزمات التراجعات ، على رؤوس جماهيره المحتشدة في رأسه ليعلن عن موته بطريقة الإعلان عن موت الإنسان ، وهذا السؤال الذي يكمن في داخل فكر الشاعر ويتكرر عن طرائق الموت ؟ ووجوديته في ظل كل هذه العذابات ، فهل يصبح الشعر هو وسيلة للبحث في المساحات الفكرية في ذهنية الشاعر الممتلئة بصور الدماء التي تتكرر في قصائده؟ ، باحثاً عن إنسانه المفقود في وجوه أصحابه، ونسائه ، والحشود الأخرى، وفي أثار الطرقات الحزينة التي فقد فيها ما يحيه فأعلن موته :
وفي صورة ثالثة يتضح فيها تأملات (ماجد الحسن) الفكرية وطبيعتها الفلسفية في صور البناءات الناتجة عن موقفه في تصور وأدراك الاشياء في مجالاتها الحسية والعقلية ،وفي النفس البشرية القابعة في هذه التصورات .لذا فإن الإنسان لديه يبحث عن الحياة في زحمة الأشياء المزدحمة بالسواد وهذه المرة من خلال التأمل في النفس ومدى تحملها ، والقوة الكامنة فيه ومدى محاولاتها الضيقة لأنتاج ما هو فاعل للأخرين ولكن تبقى اللاجدوى هي الحاكمة ،وتبقى هذه النفس معذبة قابعة في سجنها الأبدي المتمثل في أسطورة الشقاء لدى (سيزيف) ، وانفعالاته الباحثة عن اللاجدوى ، فمنذ " اللحظة التي يتم فيها أدراك اللاجدوى ، تصبح انفعالا ، أشد الانفعالات إزعاجاً . ولكن سواء كان المرء يستطيع أن يعيش مع انفعالاته أم لا ، سواء يستطيع أن يتقبل قانونها أم لا ، ذلك القانون الذي يحرق القلب الذي تسمو به تلك الانفعالات "(5)، التي تصوره في صورة العذابات المستمرة بسبب أدراك اللاجدوى في الحياة ، أو اللاجدوى في الاختبارات التي وضع فيها الإنسان . لذا فإن (ماجد الحسن) يقدم صورة (سيزيف) في أشعاره من أجل أن يستشهد به عن حقيقة العذابات التي يريدها أن تظهر كدالة على ما يتأمله الشاعر في الطبيعة بكافة أشكالها التي تحيط به في هذه الحياة ، لكن هذا الاستشهاد يقدمه في صورة العتب على ما هو عليه ، وكأنه يعاتب إنسانه الداخلي الذي تقمص دور (سيزيف) في قصائده المتعبة بالحزن :
إنَّ الإنسان في اشعار ماجد الحسن هو فلسفة يتأمل فيها الحزن القابع في نفسه وهو موقف من كل ما حوله على وفق تأملات فلسفية اعتادها في الدرس في مقعد الدراسة سابقاً وفي مقعد الحياة الآن ، إذ تعددت هذه الصور للإنسان لديه لكنها تبقى مرتبطة بهدف واحد يربط بين أغلب قصائده في دواوينه الشعرية.
الهوامش
في هذه القراءة الشعرية للشاعر (ماجد الحسن) التي قد تجتمع في قصائده الكثير مما ذكرناه من عوامل في دواوينه الشعرية (خيول مشاكسة ، أول الرأس الفجيعة ،أين سيهبط هذا الدخان؟، كيف أصدّق غيابكما؟) ، وغيرها من الدواوين الاخرى ، ولكن هنا في هذه القراءة سنركز فقط على التأثيرات الفكرية والفلسفية في قصائده وما هي صورة الإنسان لديه التي عكستها في هذه الرؤى الشعرية دراسته الفلسفية، كون الشاعر درس الفلسفة في جامعة بغداد ، مما اعطته هذه الدراسة الفلسفية مساحة فكرية واسعة من حيث التواصل الفكري الفلسفي مع القصيدة من جهة ، وكيفية انعكاس هذه القراءات الفلسفية في مواقفه من الحياة التي تأخذ في بعض جوانبها هذه النظرة المتأملة من جهة أخرى.
إذ يرى (الفيلسوف الألماني هيغل ) في هذا الجهد الفكري الفلسفي التأملي جهداً مهماً في دعم المنجز الابداعي، بعد الخيال الذي يعده الجهد الأول في العمل الابداعي ، فهو يقول عن الفكر الفلسفي الآتي :" أن الفكر الفلسفي الهادئ قادر من جهة ثانية ، على أن يبعث الحياة والحركة في أفكاره المنهجية ، عن طريق تلوينها بالعواطف والمشاعر، وبتعبيره عنها في صورة عينية ، محسوسة وفي متناول الأدراك الحسي "(1) الذي يعبر عن الموضوعات والمواقف منها حسب مقتضيات الجانب الوجداني لدى الشاعر .
من هذه الفكرة التأملية في شعر (ماجد الحسن) رأيت أن أناقش اشعاره على وفق المنطلق الفلسفي التأملي لصورة الإنسان لديه ، وطبيعة الإشارات في الصور الـتأملية في موقفه الفلسفي، وهنا لا أقول أن اشعار (ماجد الحسن) هي ترجع الى فلسفة بعينها بصورة متطابقة ، لكن فيها بعض ما يتوافق مع بعض الرؤى التأملية التي سنطرحها في هذه القراءة ، لذا سأختار قصائد من الشاعر ، وأحاول أن أقرأها على وفق مختارات فلسفية في قراءة نبحث فيها عن صورة الإنسان في شعر (ماجد الحسن) .
يرى (فريدريش نتشه) في تأملاته للإنسان وصوره في الجميل والقبيح الذي يرى في نفسه هو العلة لهذه الصور وليس ما دونه علة أخرى يقاس من خلالها ، إذ يقول: " يعتقد الإنسان أن العالم نفسه يفيض جمالاً ، وينسى نفسه كعلة لذلك الجمال ، فهو وحده الذي منح العالم جمالاً ، جمالاً إنسانياً فحسب ، جمالاً إنسانياً مفرط في الإنسانية ... وفي الحقيقة يعكس الإنسان نفسه في الأشياء ، ويجد جميلاً كل ما يعيد اليه صورته الخاصة "(2) . وهذه طبيعة النسيان التي يتمثل بها الإنسان لنفسه في اشعار(ماجد الحسن ) يتوافق مع الصيغ الإنسانية على وفق المعطى الفلسفي للجمال والقبح في رسم ملامحه الذي يبحث عن علته في الأشياء من حوله ، على الرغم من صور الأشياء ذات المنظر المتناسق في اعطاء تصورات عن مفهوم الانسان لدى الشاعر وصوره المفجوعة في قصائده ، وهي الأكثر حضوراً ، مثل : (الارصفة الخادعة ، البحر المزهو بالرحيل ، حكايات العزاء ، ملكوت الضياع ، والمقابر المبتكرة ، أجساد ذابلة) وغيرها ، وهذه الصور التي تمثل القبح وتعكسه في المدن الشاحبة التي تسكنها (قامات يلعق الضيم ظلالها) . وهنا يأتي السؤال ، هل أن صورة الإنسان الخاصة في عالم (ماجد الحسن) قاتمة ؟ وهل هي نفسها صورة الإنسان الذي نسى نفسه كعلة للجمال، وأصبح يظهر في ثلاثة صور هي: (صورة حزينة ، وأخرى مفجعة ، وثالثة فيها فلسفة متعالية قد يصعب فك رموزها )؟ ، لكن الشاعر يحاول أن لا ينسى التخفيف من حدة القلق في صورة الإنسان لديه وإعطاء صورة رابعة يرسم ملامح صورة (الإنسان الممكن) على الرغم من أنها تتمثل في أحلامه المباحة في ثنايا قصائده .
هذه المستويات المتباينة في مفهوم الإنسان لديه تبقى هي من تميز طابعه الوجداني الشعري الذي يدرك النهارات على الرغم من سياقات النص التي تحمل انساق عالية في المحاكاة للصور الذهنية التي رسم لها الشاعر خرائط مفاهيمية في ذهنيته ،على الرغم من غموض بعض مفاهيمها ، لكنها تبقى ممكنة للفهم للمتذوق الواع بقصائد (ماجد الحسن).
ومن هذه السياقات الفكرية التي يقدمها للإنسان في أشعاره ، هي ما حفلت بـ( الممكن ، والمدرك ، والتكرار) ، كما في ديوانه الشعري (أين سيهبط بنا هذا الدخان) إذ يقول :
" في كل مرةٍ...
أجدني أمام الممكنِ
وفي كل مرةٍ...
أدرك هذا النهار
وأنا اتعثر بالنجومِ
وفي كل مرةٍ
تجرني هذه الأرض الى الفاجعة"(3)
أجدني أمام الممكنِ
وفي كل مرةٍ...
أدرك هذا النهار
وأنا اتعثر بالنجومِ
وفي كل مرةٍ
تجرني هذه الأرض الى الفاجعة"(3)
وفي صورة ثانية للإنسان لديه، يرى الشاعر فيه ذلك الكائن الذي يستدعي ما يهدمه وما يحيله الى أزمات التراجعات ، على رؤوس جماهيره المحتشدة في رأسه ليعلن عن موته بطريقة الإعلان عن موت الإنسان ، وهذا السؤال الذي يكمن في داخل فكر الشاعر ويتكرر عن طرائق الموت ؟ ووجوديته في ظل كل هذه العذابات ، فهل يصبح الشعر هو وسيلة للبحث في المساحات الفكرية في ذهنية الشاعر الممتلئة بصور الدماء التي تتكرر في قصائده؟ ، باحثاً عن إنسانه المفقود في وجوه أصحابه، ونسائه ، والحشود الأخرى، وفي أثار الطرقات الحزينة التي فقد فيها ما يحيه فأعلن موته :
" أستدعي المعاول .....
وأعد باقةً من كنوز التراجعات
فاستيقظ من نعاس طلقته،
فحشّدَ لها....
النساءَ
الأصدقاءَ
المدن
الشعرٍ
فجأة تذكّر... فأعلن موته"(4)
وأعد باقةً من كنوز التراجعات
فاستيقظ من نعاس طلقته،
فحشّدَ لها....
النساءَ
الأصدقاءَ
المدن
الشعرٍ
فجأة تذكّر... فأعلن موته"(4)
وفي صورة ثالثة يتضح فيها تأملات (ماجد الحسن) الفكرية وطبيعتها الفلسفية في صور البناءات الناتجة عن موقفه في تصور وأدراك الاشياء في مجالاتها الحسية والعقلية ،وفي النفس البشرية القابعة في هذه التصورات .لذا فإن الإنسان لديه يبحث عن الحياة في زحمة الأشياء المزدحمة بالسواد وهذه المرة من خلال التأمل في النفس ومدى تحملها ، والقوة الكامنة فيه ومدى محاولاتها الضيقة لأنتاج ما هو فاعل للأخرين ولكن تبقى اللاجدوى هي الحاكمة ،وتبقى هذه النفس معذبة قابعة في سجنها الأبدي المتمثل في أسطورة الشقاء لدى (سيزيف) ، وانفعالاته الباحثة عن اللاجدوى ، فمنذ " اللحظة التي يتم فيها أدراك اللاجدوى ، تصبح انفعالا ، أشد الانفعالات إزعاجاً . ولكن سواء كان المرء يستطيع أن يعيش مع انفعالاته أم لا ، سواء يستطيع أن يتقبل قانونها أم لا ، ذلك القانون الذي يحرق القلب الذي تسمو به تلك الانفعالات "(5)، التي تصوره في صورة العذابات المستمرة بسبب أدراك اللاجدوى في الحياة ، أو اللاجدوى في الاختبارات التي وضع فيها الإنسان . لذا فإن (ماجد الحسن) يقدم صورة (سيزيف) في أشعاره من أجل أن يستشهد به عن حقيقة العذابات التي يريدها أن تظهر كدالة على ما يتأمله الشاعر في الطبيعة بكافة أشكالها التي تحيط به في هذه الحياة ، لكن هذا الاستشهاد يقدمه في صورة العتب على ما هو عليه ، وكأنه يعاتب إنسانه الداخلي الذي تقمص دور (سيزيف) في قصائده المتعبة بالحزن :
" يا سيزيف ....
لا تكن فضّاً
افرغ من هذا العبث
الذي تسمّيه اليقين
فالمنحدر مكتظ بالسوادِ
وأنتَ بلهاثك لا تدرك مرارة القلوب"(6)
لا تكن فضّاً
افرغ من هذا العبث
الذي تسمّيه اليقين
فالمنحدر مكتظ بالسوادِ
وأنتَ بلهاثك لا تدرك مرارة القلوب"(6)
إنَّ الإنسان في اشعار ماجد الحسن هو فلسفة يتأمل فيها الحزن القابع في نفسه وهو موقف من كل ما حوله على وفق تأملات فلسفية اعتادها في الدرس في مقعد الدراسة سابقاً وفي مقعد الحياة الآن ، إذ تعددت هذه الصور للإنسان لديه لكنها تبقى مرتبطة بهدف واحد يربط بين أغلب قصائده في دواوينه الشعرية.
الهوامش
- هيغل : فن الشعر ، ترجمة : جورج طرابيشي، بيروت : دار الطليعة ، 1981، ص 251.
- فريدريش نيتشه : غسق الأوثان ، أو كيف نتعاطى الفلسفة قرعاً بالمطرقة ، ترجمة : علي مصباح ، بيروت : منشورات الجمل ، 2010 ، ص119.
- ماجد الحسن : أين سيهبط بنا هذا الدخان ، بابل : المركز الثقافي للطباعة والنشر ،2016، ص26.
- ماجد الحسن : خيول مشاكسة ، بغداد : دار ضفاف للطباعة والنشر والتوزيع ، ب، ت ، ص 17 .
- البير كامو : أسطورة سيزيف ، ترجمة : أميس زكي حسن ، بيروت : منشورات دار مكتبة الحياة ، ب، ت ،ص31.
- ماجد الحسن :كيف أصدّق غيابكما ؟ ن ميسان : أتحاد الادباء والكتاب في ميسان، 2020 ، ص52 .