صورة بعيدة لطفلة مسجونة بين أيادي الأطفال، تحاول إزاحة الأيادي المتشابكة وترفع يديها بقوة نحوهم لتزيح سور الأيادى المحيطة بها، ولكن اليدين ترتدان مهزومتين أمام قوة الأيادي الطفولية المتشابكة ببعضها
تسمع صوتها الطفولي يصيح: نطلع من هنا؟
فيجيبها الأطفال رافعين أياديهم المتشابكة في وجهها: ساس حديد
وتعيد السؤال مرة أخرى: نطلع من هنا؟
ويرد عليها الأطفال رافعين أياديهم المتشابكة كسد في وجهها بصوت عال: ساس حديد.
مرّ الزمن ونفس السؤال يتردد في الأجواء والإجابة لا تتغير، جربت كل الطرق والوسائل لهدم الجدار الحديدي ولكنه لم يزدد إلا إصرارا على مناعته ، ولم تعد الأصوات التي تجيبها طفولية صغيرة، غدت أكثر خشونة وأكثر قوة، فيما صوتها اصبح أكثر ارتجافا وضعفا.
السؤال بداية المعرفة لما لا يجب معرفته، ولكنها كانت لا ترتوي من الإجابات الجاهزة وتصر على البحث عن إجابة خاصة بها، أشياؤها المبعثرة المتشكلة في صيرورة ايامها تشاركها أسئلتها العقيمة
ويتأرجح سؤال الموت في أيامها وهى تلهث باحثة عن جواب دون جدوى، رسمت كلمة الموت فوق صفحاتها البيضاء وجعلته أليف الروح الدائمة وعلقته كوسام فوق خارطة قلبها.
وتتدحرج الأسئلة لتسكن في قاع الروح التي تتأرجح ولا تدري أيهما يسكن الاخر، تتساقط الوجوه والزمن لا وجود له، الزمن كذبة أخترعها البشر ليضعوا فوق مشجبه أخطاءهم وفشلهم، ولكنها لاتعبأ به فهى رفيقة ذاكرة لا تصدأ وقلب طري والجدار الحديدي أمامها لا يردعها عن محاولة السؤال ، فيما أسئلتها كانت تلهث خلف أجوبة لم تجدها مطلقا، فكيف لها أن تبتكر ساحة للصمت، فيما الأسئلة لعنة المعرفة الأبدية تحاصرها للوصول الى يقين مؤجل، يقين يتكتل كل ما حولها لهدمه ويظل سؤالها عن مكان الخروج من الدائرة الضيقة التي تحصرها في زاوية ضيقة يصدح على مدى العمر ويتكرر: نطلع من هنا؟.
عند كل منعطف عند كل انحناءة تبحث عنه في وجوه الآخرين، وترسم صورة لآخر يعطيها الإجابة، وتطوي السنين وكأن الآخر لا وجود له، محض صورة للمطلق الذى لن يتحقق، الآخر لا وجود له الا في خيالها الجامح، وتنسج بطلها من وحي الحلم الذى لم ولن يتحقق، ويتردد السؤال عاليا:
نطلع من هنا؟
يصدح صوت جهوري اجش كصدى في المكان:
ساس حديد.
تسمع صوتها الطفولي يصيح: نطلع من هنا؟
فيجيبها الأطفال رافعين أياديهم المتشابكة في وجهها: ساس حديد
وتعيد السؤال مرة أخرى: نطلع من هنا؟
ويرد عليها الأطفال رافعين أياديهم المتشابكة كسد في وجهها بصوت عال: ساس حديد.
مرّ الزمن ونفس السؤال يتردد في الأجواء والإجابة لا تتغير، جربت كل الطرق والوسائل لهدم الجدار الحديدي ولكنه لم يزدد إلا إصرارا على مناعته ، ولم تعد الأصوات التي تجيبها طفولية صغيرة، غدت أكثر خشونة وأكثر قوة، فيما صوتها اصبح أكثر ارتجافا وضعفا.
السؤال بداية المعرفة لما لا يجب معرفته، ولكنها كانت لا ترتوي من الإجابات الجاهزة وتصر على البحث عن إجابة خاصة بها، أشياؤها المبعثرة المتشكلة في صيرورة ايامها تشاركها أسئلتها العقيمة
ويتأرجح سؤال الموت في أيامها وهى تلهث باحثة عن جواب دون جدوى، رسمت كلمة الموت فوق صفحاتها البيضاء وجعلته أليف الروح الدائمة وعلقته كوسام فوق خارطة قلبها.
وتتدحرج الأسئلة لتسكن في قاع الروح التي تتأرجح ولا تدري أيهما يسكن الاخر، تتساقط الوجوه والزمن لا وجود له، الزمن كذبة أخترعها البشر ليضعوا فوق مشجبه أخطاءهم وفشلهم، ولكنها لاتعبأ به فهى رفيقة ذاكرة لا تصدأ وقلب طري والجدار الحديدي أمامها لا يردعها عن محاولة السؤال ، فيما أسئلتها كانت تلهث خلف أجوبة لم تجدها مطلقا، فكيف لها أن تبتكر ساحة للصمت، فيما الأسئلة لعنة المعرفة الأبدية تحاصرها للوصول الى يقين مؤجل، يقين يتكتل كل ما حولها لهدمه ويظل سؤالها عن مكان الخروج من الدائرة الضيقة التي تحصرها في زاوية ضيقة يصدح على مدى العمر ويتكرر: نطلع من هنا؟.
عند كل منعطف عند كل انحناءة تبحث عنه في وجوه الآخرين، وترسم صورة لآخر يعطيها الإجابة، وتطوي السنين وكأن الآخر لا وجود له، محض صورة للمطلق الذى لن يتحقق، الآخر لا وجود له الا في خيالها الجامح، وتنسج بطلها من وحي الحلم الذى لم ولن يتحقق، ويتردد السؤال عاليا:
نطلع من هنا؟
يصدح صوت جهوري اجش كصدى في المكان:
ساس حديد.