محمد العرجوني - تحت الحجر الصحي..

- قيلولة الحجر الصحي.. (1)

أخذت قيلولة. كالعادة طبعا. آخذ قيلولتي من غير كورونا ولا حجر حفاظا على لياقتي... العقلية.... ههههه...قبل البدنية... لأن البدنية تتطلب رياضة بدنية.... وانا كسول... كنت دائما اتسلح بشهادة طبية حتى أعفى من التربية البدنية. لهذا أنا قليل التربية... البدنية هههههه..
اذن أخذت قيلولتي الحجرية... الكورونية...لكن قبل ذلك تذكرت شخصية ملأت الدنيا بأخبارها... لدرجة أنني تحدثت عنها في رواية "نرجس المياه العديمة"... تعرفون من هي؟
المكي. صاحب اللمسات الطبية. صاحب الذبذبات الكهرومغناطيسية كما يقول. كم من قنينات ماء لمسها.... وكان يظن حاملوها أنهم يتعافون عند شربها... وكم من رؤوس ونهود مسد عليها... تذكرته. ولا أحد تذكره. أين هو؟ هل في حَجر صحي ام في حِجر زوجته؟ أليس بإمكانه أن يعافي باللمس..؟ فله ان يختار ما يلمس... له الحرية ما دام الشفاء من لمسه... ابتسمت... وغفوت...
استفقت... استفقت... على إثر حلم. حلم واقعي. نسبيا. لأن نصف الحلم عشته واقعيا.
احكي لكم نصف الحلم. اي الواقع الذي رجع إلي عبر الحلم.
رايت نفسي طفلا. بجرادة. مدينتي المنجمية حيث ترعرعت. رايت أبي رحمه الله يمسد علي وأنا تحت رحمة الحمى. كنت كثير المرض. كجميع الأطفال حينها. مرض " لحلاقم" اللوزتين . أخذني من يدي وتوجه بي نحو " الطبيب" المختص في لحلاقم. كان إنسانا ورعا. شيخا مهابا. بائعا للأعشاب. الكل يعرفه باسم : السي لْمصْطْفى. عند وصولنا أمام دكانه الذي تفوح منه روائح الأعشاب، من حظنا وجدناه وحده. قدمني أبي إليه بدفعة من يديه على ظهري وكأن رجلي تعاكسان دفعته. بطريقته المهنية أخذني بيده اليسرى من يدي ليجذبني نحوه وفي نفس الوقت ضغط على عنقي، تحت ذقني، بيده اليمنى ثم طلب مني فتح فمي. فتحت فمي. سمعته يتمتم... ثم دفل داخل فمي. احسست ببزاقه داخل حلقي. فدفعني بلطف وحاله يقول : اخرج فانت معافى... مد له أبي يده كأنه يصافحه. فأخذ ما بها من نقود.

نصف الحلم غير الواقعي:
رجعت إلى المنزل. فأصبحت في منزلي الحالي. وأنا في الحجر. رايت نفسي واقفا بالبلكون والناس مصطفون امام مرآبي محافظين على سلامتهم بالتباعد. ينتظرونني كي التحق بهم لابزق على ما يمدون إلي. في الغالب كانوا يمدون نحو فمي مناديلا. لكن البعض كان يفضل أن ابزق مباشرة في فمه. هكذا اشتهرت. في بداية الأمر كنت أقوم بذلك مجانا. لكن بما أن الناس كانت تتعافى. كثر الطلب. فبدات ابزق في قنينات صغيرة. وأبيعها بثمن مناسب. لكن عرفت فيما بعد أن البعض كان يشتري مني عددا كبيرا. فأصبحت المضاربات قوية. سجلني بعض الشباب من غير علمي فنشروا التسجيل على وسائل الإعلام والتواصل فأصبحت طائرات الهيلوكبتر تنزل فوق سطحي. أصبحت مشهورا....
استفقت. وحمدت الله أنني استفقت. لانني كنت لاحظت ان المخابرات العالمية بدأت تتحرك حول منزلي. مخابرات صينية وأمريكية وروسية... لكن المخابرات الصينية كانت تبدو أقوى... فسمعت ابنتي تقول لي :
- " لا تترك الصينيين يسرقون منك بزاقك.. هم السبب... سوف يحتكرونه...

07-4-2020

****

- بركة الوطواط (2)

اليوم كنت مع حلم آخر. حلم نصفه من واقع مضى والنصف الآخر من حلم حقيقي.
أخذت إذن قيلولتي الحجرية/الكورونية وأنا أفكر في الخفاش أو الوطواط، كما يحلو لي تسميته وكلي غضب على الصينيين الذين قيل إنهم السبب في تسريب عدوى الفيروس الذي نقلوه عن هذا الكائن الذي نسجت حوله قصص مأساوية في جميع الثقافات. وتذكرت نصا علميا كنت درسته لما سمي فيما بعد بالجذوع المشتركة والذي يحاول، من خلاله، رجل العلم تبرئة هذا الكائن من كل التهم التي ألصقت به في كل الثقافات ظلما وعدوانا. وبالمناسبة وأنا سارح في ذكرياتي تذكرت قصصي او قصص أطفال جرادة مع الخفاش. في الصيف مع الغسق. كان هذا الكائن يخرج في سرب وكنا نرميه بالتراب او بالحجر فيتفرق السرب، ثم يجتمع. ونسمع أمهاتنا تصرخ :
- ابتعدوا عن "طير الليل"... هنا غفوت... وحلمت....
أنا طفل. ممدد. بطني تؤلمني. أسرع في كل لحظة إلى المرحاض. المغص يؤلمني. وجهي شاحب. أمي تراقبني وتمدني بالماء. تطلب مني ان آكل. لكن شهيتي غائبة. يدخل أبي راجعا من الشغل. يتأسف وانا على هذه الحالة. تقول له أمي :
- لم يأكل شيئا..." كرشه جارية" الإسهال هدّه ... ربما ضربة طير الليل...
فينهض أبي من غير اكل. يقودني إلى حمام الحي : حمام علي بنعيشة. لم يكن بعيدا. كنا نسكن بالقرب منه. لماذا الحمام؟ ليس من أجل الاستحمام. هناك كان يوجد شخص إسمه السي مبارك. كان رحمه الله يشتغل بالحمام وفي نفس الوقت كان معروف عنه انه مختص في "إشفاء ضربة طير الليل". كيف؟ كان يأخذ نصف شفرة... من غير تعقيم... ثم يتمتم ويبدأ في فصد الطفل المريض. يفصده على مستوى الصدغين بضربات خفيفة ومسرعة مع تمتمات غير مفهومة... ينزف شيئا ما، الطفل الشاحب من صدغيه... فيطليه وراء الأذنين بقليل من القطران... تعرضت لنفس الطقوس.... بكيت في صمت من ألم الفصاد... ورجعنا إلى المنزل... معطرا برائحة القطران و أسرعت لأفرغ بطني... متألما أيضا من كثرة الإسهال...

الحلم غير الواقعي :
وانا في قيلولتي رأيت وطواطا حط على كتفي. فهمس في أذني : قم! أنت "مسقى" (أي أصبحت لمناعتي مضادات) ... منذ طفولتك من فصيلتنا... لن يؤذيك فيروس كورونا... قم فلك قوة الإشفاء... خذ نصف شفرة كالسي مبارك... وافصد كل عليل... يشفى... لك منا بركة الخفافيش بكل أنواعها... انت مختار ديمقراطيا...
قمت خائفا وفي نفس الوقت فرحا، فأخبرت من هم من حولي. اعتقدوا أنني فقدت صوابي من كثرة الحجر. ومن حسن حظي سمعنا دقات على الباب. فتحت الباب. فارتمت سيدة علي، وهي تبكي : أنا مصابة بكورونا... وانت الشافي... هذا ما رأيت في منامي...
إنبهرت... لم اصدق... لكن أدخلتها... والكل كان مذعورا... أخذت شفرة... فصدتها... فزغردت... وخرجت...
فلم تمر بضع لحظات حتى توالت الدقات على الباب... خرجت... إستغربت... كان هناك طابور أطول من قطار رواية أكاثا كريستي ... كلهم على علم بقوتي الخارقة.... وطبعا مع الأيام كنت في حاجة إلى نظام... فوظفت طواقم مختلفة التخصصات لمساعدتي...
وكالعادة رايت بعض جواسيس المخابرات العالمية... فكان خوفي ان يتم اختطافي... من قبل بعضها....
استفقت... حامدا الله... وفي نفس الوقت متألما... لانني لا أستطيع فعل أي شيء... في ظل الجائحة... سوى أن أبقى على الحجر... والنوم.... والحلم....

محمد العرجوني
خلال الحجر 08-4-2020

****

- نهاية التاريخ لفوكوياما (3)

اليوم لم اخضع للقيلولة... ربما بسبب كثرة النوم. فائض النوم... فقررت تصدير هذا الفائض إلى العقل كي يشتغل شيئاً ما... حسب قدراته... طبعا.... لهذا قررت مناقشة فكرة نهاية التاريخ لفوكوياما....

***

تحدث فوكوياما عن نهاية التاريخ، مباشرة بعد " انتصار" الرأسمالية المتوحشة. مباشرة بعد أن نخرت كالسوسة " عدوها" اللدود الذي يقف في وجه احتكارها. وذلك بمباركة " الكلاص نوت" ومن يدور في فلكها. صحيح إنها النهاية. نهاية التوازن. نهاية اقتصاد آدم سميث. اقتصاد يراعي قوة العمال ونسبيا إنسانية التعامل. اقتصاد ينتج من أجل الاستهلاك والقيمة المضافة من غير مضاربات افتراضية. هكذا تحدث عن نهاية التاريخ المبني في حقيقة الأمر على جدلية الحياة. جدلية تمشي على رجليها. فاوقفه. وأنهى مسيرته ليصبح مفتوحا على السوق الحرة وعلى المضاربات الافتراضية. اصبح تاريخا مبنيا على المال. تاريخ الربح بأية طريقة من غير مراعاة اليد المنتجة بمساعدة تطور تكنولوجي رهيب يسمح بالاستغناء عن الإنسان. اذن تم الاستغناء عن التوازن.
هكذا انتهى تاريخ حسب فوكوياما لصالح تاريخ يخدم مصالح الرأسمالية. فيذكرنا فوكوياما هنا بهيجل الذي انتهت به فلسفته التاريخية والتي بناها على الديالكتيك، إلى تناقضه حينما أوقف عجلة التاريخ عند الفكر الجرماني الذي اعتبره صلة وصل إلى الحرية المطلقة وهكذا أوقف بشعور أو من غير شعور منطق الديالكتيك.
لكن، هل فعلا انتهى التاريخ كما أراده ان ينتهي؟
في نظري حسب ما يجري منذ ان صرح أحد الرأسماليين بانه لم يعد للطبقة العاملة حق في المطالبة بحقوقها كما كان ذلك ممكنا سابقا، لم ينته التاريخ كما أراده فوكوياما. انتهى صحيح، لكن ليس بمفهومه. ليس بالمفهوم الغربي الذي يعتبر العالم الغربي بمثابة مركز العالم. ليس بمفهوم انطلاقا من تلك النظرة العرقية المركزية. اي التاريخ الذي تحدث عنه هيجل ولم يعط فيه أهمية للحضارات التي همشتها الحضارة الغربية. فوكوياما تنبأ اذن بنهاية تاريخ كان مبنيا على عالم ثنائي. اي عالم ما وراء حائط برلين أو الستار الحديدي وعالم دونه. لم يأخذ في الحسبان أن هناك عوالم أخرى. وخاصة عالم ينتمي إليه هو نفسه ثقافيا. وبالمناسبة، الا يمكن اعتباره كمثال حي للمستلب؟ كيف انتهى به الأمر بنسيان ثقافته الشرقية؟ نحن أمام بروز تاريخ آخر. بأحداث مختلفة وشعوب أخرى. تاريخ الشرق. بزعامة الصين. اذن ديالكتيك التاريخ والذي ينبني على الفكر يبرهن لنا مرة أخرى ان الفكرة هي الرأسمالية المتوحشة، و نقضيها الذي تحمله في جوهرها. اي لا يمكنها ان تكون متوحشة وتسحق الإنسان الذي لولاه ما كانت رأسمالية، لنجد أنفسنا أمام توليفة تجمع بين محاسن الرأسمالية ونقيضها. والتجربتان الأساسيتان اللتان مرت بالنقيضين، هما في نظري، التجربة الماوية (التي اعتمدت على الفلاح في البداية مرورا بالثورة الثقافية إلى مرحلة التأقلم مع العولمة)، ثم التجربة الروسية (التي اعتمدت على العامل في البداية مرورا بالستالينية إلى مرحلة العولمة او الكلاص نوت).
وهكذا يستمر منطق التاريخ المادي وليس المثالي كما اعتمده هيجل ثم بعده فوكوياما...

محمد العرجوني
تحت الحجر الصحي 09-4-2020

****

ضباب وصمت جاثمان على ليل كفيف.. (4)

ضباب
وصمت
جاثمان على ليل
كفيف...
هكذا كتبتني
تلك الحروف
التي على السطح
نشرتني
كغسيل شفيف...
ضباب
وصمت
وبعض النور
من كهرباء عفيف
يزرع بعض العيون
في هذا الليل
السكوت
حتى من نباح
كلب متشرد
ربما
اصطادته قطط
باعت مواءها
للصمت
عساها تزرع النسل
في كل ركن
من هذا الليل
المضيف...
************
تحت الحجر الصحي
10-4-2020

***

- سرد مختزل لنشأة المدارس الأدبية الفرنسية (5)

الجائحة التي نعيشها في عالمنا الذي أصبح قرية صغيرة مع وسائل الاتصال والإعلام التي قربت بين سكان الأرض، تعد فرصة تاريخية لنا في هذا الحجر الصحي كي نفكر ونراجع ونتذكر ما تعلمناه. كل فرد منا له ترسبات فكرية او ثقافية يمكن له أن يقف عندها. اخترت لكم ان اثير، بشكل مختزل طبعا، موضوع نشأة المدارس الفكرية والأدبية والفنية الغربية( الفرنسية) ، ثم أختمه بتساؤلات تهم مصير هذه المدارس مستقبلا وهل ما نعيشه يؤدي حتما إلى إبداعات كما حدث سابقا.
ما يجب التأكيد عليه أن هذه المدارس ظهرت نتيجة لتحولات إجتماعية تهم الإنسان وتمسه في علاقته بالظواهر الطبيعية والاكتشافات العلمية والتقلبات السياسية الخ...
فبعد أن استحوذت الكنيسة على كل مرافق الحياة، وبعد أن فرضت ثقافتها بفنها وآدابها و سياستها وضاق المجتمع من استبدادها، إلى عشية الانتفاضة الفكرية التي سميت بالنهضة، استفاق المجتمع ونهض بفضل مفكرين وعلماء وادباء. الشيء الذي ادى إلى ما سمي بالكلاسيكية نتيجة لتحكم العقل وتغلبه على "خرافات" كبلت المجتمع، "فانار" هذا العقل طريقه. هذه "الأنوار" التي سطعت على اثر "ظلمات" ، دامت لأكثر من ستة عشرة قرنا ميلادية، من غير الحديث عن فترة ما قبل هذا التاريخ.
الفكر النهضوي الذي استحضر فلاسفة الحضارتين الإغريقية و الرومانية (بفضل فلاسفة وعلماء الأندلس وعلى رأسهم إبن رشد الذي اهتم بأرسطو قراءة وتفسيرا وترجمة، والذي يمكن اعتباره رفقة علماء و فلاسفة وأطباء ووو... آخرين من بين المساهمين الأوائل في هذه الكلاسيكية ) ، غيّر المجتمع فأصبح خاضعا لمؤسسات أكثر عقلانية في جميع المجالات. بما فيها المجالات الفنية والشعرية. كلها "تعقلنت" بانبهار امام ما تحقق. نتيجة لذلك سوف يعرف القرن التاسع عشر ثورة صناعية أدت إلى تحولات في الحياة الجماعية و الفردية، بفضل ما حققته تلك الثورة من انجازات ملموسة عادت بالنفع على المجتمع.
لكن الإنسان الذي انبهر بهذه الاكتشافات سرعان ما سوف يجد نفسه امام تحولات سلبية على المجتمع والطبيعة بسبب هذه الثورة الصناعية، لهذا سوف يعيد التفكير في كل ما حدث ويدعو إلى الرجوع إلى الطبيعة الأم وإلى الفرد كذات مستقلة عن التنميط ورافضا اذابته في المجتمع، ومتأثرا جراء ما لحق المجتمع من آلام و نكسات، فظهرت الرومنسية كتعبير عن الذات المتألمة.
لكن سرعان ما تحرك الفكر الواقعي وانتبه إلى ان الإنسان بتبنيه ما سمي بالرومنسية، انما تبنى الانهزامية امام قوة العلم، وفضل الرجوع والنكوص عوض مواجهة الواقع. فنعتهم الواقعيون بالرجعيين، ورفعوا شعارا يحث الجميع على مواجهة الواقع كما هو عوض الهروب إلى الطبيعة وترك الحابل على النابل. دامت هذه الواقعية، مع ما عرفت من متغيرات، كالواقعية الطبيعية إلى حدود الحرب العالمية الأولى.
على إثرها سيقف الفكر مرة أخرى متشائما امام ما جاء به العقل منذ الكلاسيكية. الحرب إذن، بدت دليلا، بالمآسي التي ادت اليها، على أن الإنسان لن يجد سعادته كما ظل يتصور ذلك، بثقته في العقل المطلق. فظهرت الدادائية التي أ فرزت فنانين ومفكرين وصل الحد ببعضهم، من كثرة ما تأثروا بهذه الآلام الناتجة عن الحرب، بشكل مفاجئ وغير مفهوم وكأنهم فقدوا العقل، وصل بهم الحد إلى تمجيد الحرب. لكن البعض منهم لم يتقبلوا الفكرة واسسوا من خلال بيان لهم ما سمي بالسريالية. من خلاله عبروا عن انتقادهم للعقل ولنفاقه واعتبروه خاضعا لما يمليه عليه المجتمع الذي عبر عنه فرويد، والذي تأثروا بابحاثه، بالانا الأعلى. فأكدوا على أن الحقيقة لا توجد بالعقل على مستوى الأنا، ولكن على مستوى الهو. فعلى المفكر والمبدع أن يأخذا بعين الاعتبار ذلك. لهذا حبذت السريالية مثلا في الشعر ما سمي بالكتابة الأطوماتيكية وكذلك ما سمي بالصدفة الموضوعية، حيث يعبر "الهو" بشكل حر متحديا الدركي (العقل) على الحقيقة كما هي.
هكذا من خلال تاريخ الفكر والأدب الغربيين يتضح الصراع بين العقل من جهة وما يحس به الإنسان من جهة أخرى نتيجة لما ظل العقل ينتجه منذ أن تحررت نوروناته. ولازالت هذه المدارس قائمة مع بعض المتغيرات. كلها تشكل المحور الزمني وتعبره بشكل دياكروني، بعد أن ظهرت كل واحدة منها في لحظة ما، بشكل "سنكروني"، نتيجة لإفرازات إجتماعية وعلمية وطبيعية وفكرية، كردة فعل ضد سابقتها.
الآن، ونحن في أوج الجائحة، نتساءل عن الحياة الفكرية والأدبية والفنية الخ.... التي تنتظر وتؤطر الأجيال القادمة... اي درس او اية دروس يمكن ان تستخلصها جراء هذه التجربة المؤلمة؟ ما هي خصائص المدراس الفكرية والأدبية والفنية المقبلة؟ كيف يكون التعبير عن هذا الوضع وما ينتج عنه من مآس؟؟
**********
تحت الحجر الصحي
11-4-2020

تعليقات

اسعدت كثيرا بمتابعة وقراءة هذه اليوميات الشائقة بقلم كاتب راكم تجربة عميقة في الكتابة الادبية والروائية. عبر استعراض مواقف تراوح بين الخيال والحقيقة. بطريقة ساخرة وجذابة ، و طرقات فنية بديعة، استثمر من خلالها موهبته الكتابية لتبديد كابوس الوباء وابادة كآبة الأجواء، التي فرضتها ظروف الاقامة رهن المحبس القسري

طوبى للادباء لهم من الامكانيات والقدرات ما يمكنهم من التحايل على بؤس الحياة بالجمال، و خلق فرص اجمل للإمتاع والمؤانسة. ومراوغة بلية هذا الوباء الاثيم وشر البلية ما يضحك
 
محمد العرجوني

سعيد بقراءتك و متابعتك لنصوصي... وأسعد أنك توثقها بموقعكم الجميل... تحياتي صديقي
 
موضوعة الامراض والاوبئة والأدواء من المواضيع التي تناولها الأدباء وافاضوا فيها . ابتداء من زائرة ظلام المتنبي إلى دياكاميرون بوكاشيو وما بينهما من دواهي، وصولا إلى ما نزف عن الكورونا من حبر، سيغير وجه الادب العالمي، وربما مصير العالم ، خاصة أن الارهاب صمتت طاحونة دماره جراء ما دهى الامبريالية الامريكية راعية التقتيل والعنف والكراهية والدمار لانشغالها بشأنها المرضي المحلي. واستعداد الدول الفقيرة لمواجهة مستقبل مظلم وكالح سيرهن مصيرها بين يدي استعمار اقتصادي رهيب لا يشفق ولا يرحم...

محبات صديقي
 
التعديل الأخير:
أعلى