هذا ما قاله عمار بن عودة قبل مجيء عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم
المنقب في "الأرشيف" يقف على الكثير من الشهادات التي أدلى بها قادة تاريخيون قبل رحيلهم عن الحياة، و لعل تصريحات عمار بن عودة عضو مجموعة الـ: 22 قبل مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم يقف على كثير من الحقائق المسكوت عنها و التي لا يريد البعض كشفها للأجيال يئست من استلامها المشعل ، وماتزال مواقف الرجل حية و ستظل حية في أذهان هذا الجيل و الذي ياتي بعده لأنها منقوشة في صفحات التاريخ، و لا أحد يمكنه أن يطويها
جاء اسم عمار بن عودة في سياق أحداث التغيير التي نادت بها قيادة حزب جبهة التحرير الوطني قبل مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى الحكم، ثم توقف المسار التاريخي للأفلان الذي أضحى فضاء للصراعات و المناوشات، و تلفيق التهم سواء داخل البرلمان و المكتب السياسي و اللجنة المركزية، لاسيما ما تعلق بقضية تنسيقية الرئيس بوتفليقة و دعوته إلى عهدة خامسة، في خضم التحديات التي تنتظر الحكومة الجزائرية أن تواجهها، و يخطئ من يقول أن الماضي لا يعود، لأنه لا يمكن بناء المستقبل بدون العودة إلى الماضي، و الأخذ بالتجارب التي خاضها من سبقونا، و لعل التجربة الجزائرية في محاربة الاستعمار و في مواجهة الإرهاب خلال العشرية السوداء كانت بلا شك في مستوى عظمة الرجال، لكن من يسمونهم بالمراهقين السياسيين، أو أذيال فرنسا ( الطابور الخامس) ما زالوا يطمحون في تدمير ما حققته الحركة الوطنية و طي صفحة كبيرة من تاريخ الجزائر.
و ها نحن نقف على شهادة مصطفى بن عودة المدعو عمار واحد من مجموعة الـ: 22 التاريخية التي حضّرت مشروع تفجير الثورة التحريرية، قالها و كان في كامل قواه العقلية و الجسدية، و بكل بسالة مجاهد واجه الجيش الفرنسي و آمن بفكرة التحرر و تقرير المصير، ففي شهادة أدلى بها في حوار له مع صحيفة "الأصيل" مؤرخة في 16 جانفي 1996 ، قال عمار بن عودة ما لم يجرأ أحد على قوله، حيث تحدث عن الانحراف الذي وقعت فيه قيادة جبهة التحرير الوطني التي سارت كما قال هو في طريق الإليزي غير طريق الجزائر، و أرادت أن تدفن الجبهة لا أن تضعها في المتحف، عندما تحدث عن وثيقة تتعلق بنقطة نظامية كان هو قد وقّع عليها، و لعلها الوثيقة التي راهن أصحابها على انتخاب اليامين زروال رئيسا للجمهورية، كان بن عودة قد ثمن الخطاب السياسي الذي ألقاه زروال و قال أن خطاب زروال كان خطاب قائد جبهوي و اعتبره الخط الوطني، و أضاف أن كلامه كان كلام من القلب إلى القلب، و أول قلب أحس به هو قلب مناضل الجبهة و قلب الوطنيين، و لما لا و هو واحد من مجموعة الـ: 22، و كل جبهوي يؤمن بالحرية و استقلال بلاده يريد أن يكون على رأس بلاده رجالا شرفاء، هم الذين يصنعون القرار، و قال: إن الوطنيين يسيرون مع من يعمل لصالح البلاد، و أن برنامج الرئيس زروال و مشروعه الوطني يقوم على ثورة نوفمبر 54، في وقت أصبحت فيه قيادة تتلقى الأوامر، و أصبح أمينها العام يجتمع في الكنيسة بسانت إيجيديو في غشارة منه إلى عبد الحميد مهري.
و قد انتقد عمار بن عودة عبد الحميد مهري الذي قال عنه : رغم أنه ترعرع في وسط علماء و عرف الحركة الوطنية و هو شاب لكن موقفه من لقاء روما أعطى لفرنسا ما كانت تريده للحط من شرف جبهة التحرير الوطني التي حققت الانتصار الثاني للمسلمين بعد انتصار صلاح الدين الأيوبي، و حتى لو أن موقف عبد الحميد مهري يصب في جانب احتواء معارضة فاعلة ( أي الجيش الإسلامي للإنقاذ) و التقليص من حدّة حركيتها ، فموقف بن عودة كان من منطلق تصريح هنري إيمانويل الأمين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي الذي قال: لابد من تدعيم الأحزاب بما فيها جبهة التحرير الإصلاحية بقيادة حمروش، مقابل قيام هذا الأخير بتصفية كل من نشتم فيه العداء لفرنسا، و أوضح عمار بن عودة أن عملية إسناد إعادة بناء الحزب لحمروش الغرض منها تصفية جبهة التحرير الوطني من كل الوطنيين، حيث جزء كبير منهم تمت تصفيته تحت شعار تنظيم و تحديث الحزب، و لتقارب بين اللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الرابع و اللجنة المنبثقة عن المؤتمر السادس.
كما انتقد موقف مهري لما قال أن الانتخابات شعبوية عندما انتُخِبَ زروال و أنها انتخابات إدارة، رغم أن العالم يشهد أن الانتخابات تمت في أجزاء ديمقراطية، فقد كانت للرئيس زروال قوة كبيرة داخل البلاد، و تكمن في العمال و الفلاحين و الشبيبة و النساء و المجاهدين و أبناء الشهداء و أبناء المجاهدين، هذه الفئات أيدت الرئيس زروال، حتى المعارضة تكلمت بكل حرية، بينما الأفلان سار في طريق مسدود، كما أن رابح كبير و جاب الله لم يشاوروا المجموعة في الحوار، و في تصريحاته كان عمار بن عودة على استعداد لتطهير القيادة الحزبية و إعادة الجبهة إلى السكة الحقيقية الأصلية و حتى لا تتكرر تجربة قوائم انتخابات 1991، و التي تضمنت بعض أسماء الحركى و القومية و أصحاب جواز سفر مزدوج و فيهم من هم فرنسيون، كانوا أغلبهم من حزب فرنسا و قد رشحهم آنذاك حمروش و محمدي و مهري، و لم يسمحوا بالكلام للمناضلين الأعضاء في لجنة الانتخابات.
السؤال الذي طرحه عمار بن عودة هو: لماذا عملت فرنسا على عدم مرور زروال إلى الحكم؟ و يجيب بالقول: لأنها تدرك أن زروال يعارض مصالحها في الجزائر، و أنه سيعيد الشعب إلى ما كان عليه في عهد الثورة و في السنوات الأولى من الاستقلال، و يقول في شهادته أن حزب فرنسا حقيقة موجود، و ليس خيال ، هم أناس منظمون و يتلقون التعليمات، و هم مصدر كل الإشاعات الهدامة، ففي ربع ساعة يحركون الإشاعة عبر الهواتف من الشرق إلى الغرب و من الشمال إلى الجنوب، و أضاف بالقول، توجد أحزابا اليوم تتلقى تعليمات و توجيهات من فرنسا، بدليل أن الشاذلي بن جديد لما ذهب إلى أمريكا صرح بيجار قائلا: أين هم الرجال الذين تركناهم في الجزائر و الوثائق بحوزتنا؟، و صرح ميتيران قائلا: " لدينا في الجزائر 100 ألف رجل في صفنا"، و صرح باسكوا بخصوص الجزائريين الهاربين إلى فرنسا: نحن لسنا في حاجة إليكم هنا، نحن نريدكم هناك"، لكن الخطأ الذي ارْتُكِبَ يقول بن عودة أننا عشنا على انتصار ثورة نوفمبر و نسينا أن العدو يتحين الفرصة المناسبة لتكسيرنا.
علجية عيش
المنقب في "الأرشيف" يقف على الكثير من الشهادات التي أدلى بها قادة تاريخيون قبل رحيلهم عن الحياة، و لعل تصريحات عمار بن عودة عضو مجموعة الـ: 22 قبل مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم يقف على كثير من الحقائق المسكوت عنها و التي لا يريد البعض كشفها للأجيال يئست من استلامها المشعل ، وماتزال مواقف الرجل حية و ستظل حية في أذهان هذا الجيل و الذي ياتي بعده لأنها منقوشة في صفحات التاريخ، و لا أحد يمكنه أن يطويها
جاء اسم عمار بن عودة في سياق أحداث التغيير التي نادت بها قيادة حزب جبهة التحرير الوطني قبل مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى الحكم، ثم توقف المسار التاريخي للأفلان الذي أضحى فضاء للصراعات و المناوشات، و تلفيق التهم سواء داخل البرلمان و المكتب السياسي و اللجنة المركزية، لاسيما ما تعلق بقضية تنسيقية الرئيس بوتفليقة و دعوته إلى عهدة خامسة، في خضم التحديات التي تنتظر الحكومة الجزائرية أن تواجهها، و يخطئ من يقول أن الماضي لا يعود، لأنه لا يمكن بناء المستقبل بدون العودة إلى الماضي، و الأخذ بالتجارب التي خاضها من سبقونا، و لعل التجربة الجزائرية في محاربة الاستعمار و في مواجهة الإرهاب خلال العشرية السوداء كانت بلا شك في مستوى عظمة الرجال، لكن من يسمونهم بالمراهقين السياسيين، أو أذيال فرنسا ( الطابور الخامس) ما زالوا يطمحون في تدمير ما حققته الحركة الوطنية و طي صفحة كبيرة من تاريخ الجزائر.
و ها نحن نقف على شهادة مصطفى بن عودة المدعو عمار واحد من مجموعة الـ: 22 التاريخية التي حضّرت مشروع تفجير الثورة التحريرية، قالها و كان في كامل قواه العقلية و الجسدية، و بكل بسالة مجاهد واجه الجيش الفرنسي و آمن بفكرة التحرر و تقرير المصير، ففي شهادة أدلى بها في حوار له مع صحيفة "الأصيل" مؤرخة في 16 جانفي 1996 ، قال عمار بن عودة ما لم يجرأ أحد على قوله، حيث تحدث عن الانحراف الذي وقعت فيه قيادة جبهة التحرير الوطني التي سارت كما قال هو في طريق الإليزي غير طريق الجزائر، و أرادت أن تدفن الجبهة لا أن تضعها في المتحف، عندما تحدث عن وثيقة تتعلق بنقطة نظامية كان هو قد وقّع عليها، و لعلها الوثيقة التي راهن أصحابها على انتخاب اليامين زروال رئيسا للجمهورية، كان بن عودة قد ثمن الخطاب السياسي الذي ألقاه زروال و قال أن خطاب زروال كان خطاب قائد جبهوي و اعتبره الخط الوطني، و أضاف أن كلامه كان كلام من القلب إلى القلب، و أول قلب أحس به هو قلب مناضل الجبهة و قلب الوطنيين، و لما لا و هو واحد من مجموعة الـ: 22، و كل جبهوي يؤمن بالحرية و استقلال بلاده يريد أن يكون على رأس بلاده رجالا شرفاء، هم الذين يصنعون القرار، و قال: إن الوطنيين يسيرون مع من يعمل لصالح البلاد، و أن برنامج الرئيس زروال و مشروعه الوطني يقوم على ثورة نوفمبر 54، في وقت أصبحت فيه قيادة تتلقى الأوامر، و أصبح أمينها العام يجتمع في الكنيسة بسانت إيجيديو في غشارة منه إلى عبد الحميد مهري.
و قد انتقد عمار بن عودة عبد الحميد مهري الذي قال عنه : رغم أنه ترعرع في وسط علماء و عرف الحركة الوطنية و هو شاب لكن موقفه من لقاء روما أعطى لفرنسا ما كانت تريده للحط من شرف جبهة التحرير الوطني التي حققت الانتصار الثاني للمسلمين بعد انتصار صلاح الدين الأيوبي، و حتى لو أن موقف عبد الحميد مهري يصب في جانب احتواء معارضة فاعلة ( أي الجيش الإسلامي للإنقاذ) و التقليص من حدّة حركيتها ، فموقف بن عودة كان من منطلق تصريح هنري إيمانويل الأمين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي الذي قال: لابد من تدعيم الأحزاب بما فيها جبهة التحرير الإصلاحية بقيادة حمروش، مقابل قيام هذا الأخير بتصفية كل من نشتم فيه العداء لفرنسا، و أوضح عمار بن عودة أن عملية إسناد إعادة بناء الحزب لحمروش الغرض منها تصفية جبهة التحرير الوطني من كل الوطنيين، حيث جزء كبير منهم تمت تصفيته تحت شعار تنظيم و تحديث الحزب، و لتقارب بين اللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الرابع و اللجنة المنبثقة عن المؤتمر السادس.
كما انتقد موقف مهري لما قال أن الانتخابات شعبوية عندما انتُخِبَ زروال و أنها انتخابات إدارة، رغم أن العالم يشهد أن الانتخابات تمت في أجزاء ديمقراطية، فقد كانت للرئيس زروال قوة كبيرة داخل البلاد، و تكمن في العمال و الفلاحين و الشبيبة و النساء و المجاهدين و أبناء الشهداء و أبناء المجاهدين، هذه الفئات أيدت الرئيس زروال، حتى المعارضة تكلمت بكل حرية، بينما الأفلان سار في طريق مسدود، كما أن رابح كبير و جاب الله لم يشاوروا المجموعة في الحوار، و في تصريحاته كان عمار بن عودة على استعداد لتطهير القيادة الحزبية و إعادة الجبهة إلى السكة الحقيقية الأصلية و حتى لا تتكرر تجربة قوائم انتخابات 1991، و التي تضمنت بعض أسماء الحركى و القومية و أصحاب جواز سفر مزدوج و فيهم من هم فرنسيون، كانوا أغلبهم من حزب فرنسا و قد رشحهم آنذاك حمروش و محمدي و مهري، و لم يسمحوا بالكلام للمناضلين الأعضاء في لجنة الانتخابات.
السؤال الذي طرحه عمار بن عودة هو: لماذا عملت فرنسا على عدم مرور زروال إلى الحكم؟ و يجيب بالقول: لأنها تدرك أن زروال يعارض مصالحها في الجزائر، و أنه سيعيد الشعب إلى ما كان عليه في عهد الثورة و في السنوات الأولى من الاستقلال، و يقول في شهادته أن حزب فرنسا حقيقة موجود، و ليس خيال ، هم أناس منظمون و يتلقون التعليمات، و هم مصدر كل الإشاعات الهدامة، ففي ربع ساعة يحركون الإشاعة عبر الهواتف من الشرق إلى الغرب و من الشمال إلى الجنوب، و أضاف بالقول، توجد أحزابا اليوم تتلقى تعليمات و توجيهات من فرنسا، بدليل أن الشاذلي بن جديد لما ذهب إلى أمريكا صرح بيجار قائلا: أين هم الرجال الذين تركناهم في الجزائر و الوثائق بحوزتنا؟، و صرح ميتيران قائلا: " لدينا في الجزائر 100 ألف رجل في صفنا"، و صرح باسكوا بخصوص الجزائريين الهاربين إلى فرنسا: نحن لسنا في حاجة إليكم هنا، نحن نريدكم هناك"، لكن الخطأ الذي ارْتُكِبَ يقول بن عودة أننا عشنا على انتصار ثورة نوفمبر و نسينا أن العدو يتحين الفرصة المناسبة لتكسيرنا.
علجية عيش
