سؤال يطرحه مشهد لافت، مثّل ظاهرة عالمية برزت بقوة في ستينيات القرن الماضي، هو لماذا تطرز ملابس الكثير من الناس صورة جيفارا؟!، ربما كان الانفعال بالظاهرة نفسها واستثمارها تجارياً، غيب الجانب الاهم من الاجابة العميقة التي كان ينبغي ان ترد بها الناس او مرتدو الملابس المزينة بصورة جيفارا على السائلين!.
نجترح هذا المثال من دون اي تبني عقائدي لهذه الظاهرة لكي ندخل موضوعاً مهماً يتمثل برغبة الناس في الانتماء الى قيم الجمال في بعدها الجوهري، وليس مظاهر الجمال الحسية المتعارف عليها، اي الجمال الذي يدعو النفس الى الاطمئنان والتمسك بسبل الارتقاء بالبشر نحو حياة افضل، والحياة الافضل في خلاصتها، هي الجمال بعينه، لانها مصدر كل سعادة وانتماء حقيقي للذات، والمحيط الانساني بشكل عام.
لقد كان جيفارا، بخلاصة حمولته (العقائدية)، يعكس رغبة الملايين في الانعتاق ورفض الظلم، وبما ان الثقافة السائدة، انذاك، في الاقل، اذا ما دخلنا في تفصيل الوضع السياسي السائد قامت على ثنائية (رأسمالية واستلاب!) مقابل (اشتراكية وتقدم!) فان البعد الجمالي في حكاية جيفارا او صراعه في ادغال اميركا اللاتينية ضد الانظمة المرتبطة بالرأسمالية ونزوعه نحو العدالة الاجتماعية التي تمثلها الاشتراكية، كان يعكس في نظر الملايين صورة الجمال الذي تنشده الاعماق، وان لم تع تفصيلياً مجمل اللعبة السياسية ومجاهيلها التي لم يعرفها الجميع بالتأكيد!
ملخص الحكاية انني كنت قبل ايام بمعية صديقي المخرج المسرحي كاظم النصار واصدقاء في جلسة خاصة، تجاذبنا خلالها اطراف الهم العراقي، وموقف المثقف في هذه المرحلة، فقال الصديق النصار ان اهتمامنا كفنانين في الجانب الجمالي ينبغي ان لاينحصر في الصورة التقليدية للجمال في الفن، لان الجمال يكمن ايضاً في مقاومة القبح.
في الحقيقة وجدت هذه الكلمات صداها في نفسي، لاسيما، اني من الذين يقولون بهذا الرأي، ولم يكن بالنسبة لي اكتشافاً جديداً، فقررت ان اكتب هذه السطور لاعاضد صديقي المخرج المبدع كاظم النصار، في طرح بات يهمنا كعراقيين اكثر من غيرنا من خلال الدعوة الى ادب وفن يدخل في غمار المعمعة، على حد تعبير سارتر، لاننا معنيون اكثر من غيرنا، وننتهي من المقولة الجوفاء التي تقول الفن للفن، اي ان يعبر الفن عن جمال الحياة بشكل تجريدي، من دون الغوص في المسائل الحساسة والحيوية او لنقل السياسية فيها، ونقصد السياسة بمفهومها الرسالي وليس الاجرائي.
وعود على صورة جيفارا ودلالتها الرمزية نقول، ان جيفارا ومانديلا وغيرهما من الرموز الذين احتفت بهم الناس، انطلاقاً من قناعاتهم (العقائدية) او السياسية في اطار ما يعني الناس من السياسية وفهمهم لها، لم يكونوا يحملون من جمال الشكل ما ينافسون به بعض الفنانين او الفنانات، الا ان (جمال) المشروع هو الذي كانت الناس تحمله، بوعي او من دون وعي احياناً، اي ان قيمة الفعل ومحتواه الداخلي هو الذي يحدد الاستجابة الذاتية لكل انسان تجاهه.
ان هذا الفعل بحد ذاته يمثل عملاً (فنياً) جمالياً كانت الناس تقاوم به القبح ولو في اطار (التي شيرت) والقميص التي مثلت وسائل شعبية عفوية للدفاع عن (جمال) المستقبل وفق قناعاتها!.
نجترح هذا المثال من دون اي تبني عقائدي لهذه الظاهرة لكي ندخل موضوعاً مهماً يتمثل برغبة الناس في الانتماء الى قيم الجمال في بعدها الجوهري، وليس مظاهر الجمال الحسية المتعارف عليها، اي الجمال الذي يدعو النفس الى الاطمئنان والتمسك بسبل الارتقاء بالبشر نحو حياة افضل، والحياة الافضل في خلاصتها، هي الجمال بعينه، لانها مصدر كل سعادة وانتماء حقيقي للذات، والمحيط الانساني بشكل عام.
لقد كان جيفارا، بخلاصة حمولته (العقائدية)، يعكس رغبة الملايين في الانعتاق ورفض الظلم، وبما ان الثقافة السائدة، انذاك، في الاقل، اذا ما دخلنا في تفصيل الوضع السياسي السائد قامت على ثنائية (رأسمالية واستلاب!) مقابل (اشتراكية وتقدم!) فان البعد الجمالي في حكاية جيفارا او صراعه في ادغال اميركا اللاتينية ضد الانظمة المرتبطة بالرأسمالية ونزوعه نحو العدالة الاجتماعية التي تمثلها الاشتراكية، كان يعكس في نظر الملايين صورة الجمال الذي تنشده الاعماق، وان لم تع تفصيلياً مجمل اللعبة السياسية ومجاهيلها التي لم يعرفها الجميع بالتأكيد!
ملخص الحكاية انني كنت قبل ايام بمعية صديقي المخرج المسرحي كاظم النصار واصدقاء في جلسة خاصة، تجاذبنا خلالها اطراف الهم العراقي، وموقف المثقف في هذه المرحلة، فقال الصديق النصار ان اهتمامنا كفنانين في الجانب الجمالي ينبغي ان لاينحصر في الصورة التقليدية للجمال في الفن، لان الجمال يكمن ايضاً في مقاومة القبح.
في الحقيقة وجدت هذه الكلمات صداها في نفسي، لاسيما، اني من الذين يقولون بهذا الرأي، ولم يكن بالنسبة لي اكتشافاً جديداً، فقررت ان اكتب هذه السطور لاعاضد صديقي المخرج المبدع كاظم النصار، في طرح بات يهمنا كعراقيين اكثر من غيرنا من خلال الدعوة الى ادب وفن يدخل في غمار المعمعة، على حد تعبير سارتر، لاننا معنيون اكثر من غيرنا، وننتهي من المقولة الجوفاء التي تقول الفن للفن، اي ان يعبر الفن عن جمال الحياة بشكل تجريدي، من دون الغوص في المسائل الحساسة والحيوية او لنقل السياسية فيها، ونقصد السياسة بمفهومها الرسالي وليس الاجرائي.
وعود على صورة جيفارا ودلالتها الرمزية نقول، ان جيفارا ومانديلا وغيرهما من الرموز الذين احتفت بهم الناس، انطلاقاً من قناعاتهم (العقائدية) او السياسية في اطار ما يعني الناس من السياسية وفهمهم لها، لم يكونوا يحملون من جمال الشكل ما ينافسون به بعض الفنانين او الفنانات، الا ان (جمال) المشروع هو الذي كانت الناس تحمله، بوعي او من دون وعي احياناً، اي ان قيمة الفعل ومحتواه الداخلي هو الذي يحدد الاستجابة الذاتية لكل انسان تجاهه.
ان هذا الفعل بحد ذاته يمثل عملاً (فنياً) جمالياً كانت الناس تقاوم به القبح ولو في اطار (التي شيرت) والقميص التي مثلت وسائل شعبية عفوية للدفاع عن (جمال) المستقبل وفق قناعاتها!.