عيد النسور - شراك الصقيع.. شعر

يا إلهي !!
حتى رؤانا..
تساق لتسبى .
جَنّ الليلْ..
لا قمرٌ يختالُ
ولا نجمٌ نهتَديهِ..
ولا شهبٌ
الرعاةُ بلا ثوبٍ
سقطوا في شِراكِ الصّقيعْ.
الشّياهُ..
تذائَبَها الجوعُ والخوفُ..
الذئبُ الجليديّ..
أطرَبَهُ الثغوُ شرقا ً
سيّدة ُالخِصْبِ ترقصُ للريح ِ
وابنة ُعمّي نازفَة ً
ترضِعُ النّهرين ِدَما.
جنّ الليلُ..
وجُنّ العالمُ ياشرقْ.
"أنكيدو" أغوتهُ لعوبٌ..
ثلجيّة ُالنّهدين ِ
وقيلَ..
لها ذ ُبـِحََ السّومريُّ
بُعيدَ لُهاث الخيولِْ.
وعلى بُعْدِ جرحين ِ
تمنطق "كنعانَ" وفاء الأرضِ ..
وعاد ليقرعَ أبواب َالمدينةِ
باباً..باباً..
مُنتَضياً حُلمَهُ العرَبيَّ
ولا رجعٌ للصّدى
"ميشعَ"..
أسرجَ خيلهُ للوجعِ المحفورِ..
على عَتباتِ البيتِ العتيقِ..
وفزّ ليشهدَ فجراً..
ينتظرُ العائدينَ من الجرحِِ..
خيلاً وصهيلا.
جَنّ الليلُ يا شرقْ
أيقظْ صهيلَكَ من خَدرِ الصّمتِ..
لملمْ رمادكَ..
طيّرهُ أجنحةً
العنقاءُ بكتها الأساطيرُ
ثاغيةُ الشرقِ تهجعُ فجراً
لتجترّ عشبَ دمي..
دَمُكَ المسفوكُ دمي..
حسبوهُ رُعافاً..
وما ارتعفتْ بيداؤك يوماً
إلاّ سيولا.


عيد النسور
أعلى