في حوار مع الفيلسوف الألماني ريتشارد ديفيد بريشت حول جائحة كورونا
(موقع أمازون وعمالقة التجارة عبر الإنترنت هم الرابحون الأكبر في أزمة كورونا)
يرى الفيلسوف الألماني ريتشارد ديفيد بريشت أن أزمة كورونا كوةفيد 19 من الناحية النفسية عامل مساعد على التغيير، ليس من الناحية الاقتصادية فحسب بل من كل النواحي الإجتماعية و النفسية واتخاذ تدابير سياسية اقتصادية مسألة مختلفة تمامًا لأن رغبة الناس في اتباع طريق التغيير قد أخذت بالنمو، ليوضح أن نظام الرعاية الصحية أصبح أكثر تكلفة، و الحكومات الضعيفة لا يمكنها دفع أجور أفضل لموظفي الرعاية، و بالتالي لا يمكنها تجهيز النظام الصحي بشكل أفضل عكس المجتمعات الغربية، و الحل حسبه هو إعادة النظر في الضرائب
حاول ريتشارد أن يقارن أحداث لشبونة عندما هزها زلزال كبير عام 1755، لتقريب الفكرة بينها و بين مدينة ووهان التي انطلق منها فيروس كورونا ، و التي وصفها البعض بلشبونة القرن الحادي والعشرين، أصبحت فيها وجهات النظر العالمية على المحك في حوار له نشرته صحيفة Frankfurter Rundscha و ترجم إلى اللغة العربيية و أعيد نشره في صحيفة المثقف و قال ان ما يحدث هو لعبة عقل مثيرة! لأنه مع زلزال لشبونة، انهارت الفكرة الفلسفية واللاهوتية للإله الصالح الذي خلق أفضل العوالم، فاللعثور على نقطة للمقارنة مع الحاضر، فقد يقود فيروس كورونا إلى التفكير في إنسانيتنا من جديد، لقد نسينا إلى حد كبير في الحياة اليومية أننا كائنات بيولوجية، و استطرد بالقول: مخطئ الشباب لما اعتقد أنه أكثر ارتباطا بهواتفه الذكية من الحيوانات والنباتات، الآن فقط أدركنا أننا كجنس بشري، حساسون وضعفاء للغاية، ونعتمد بشكل كبير على بيئتنا البيولوجية، سيكون أمرًا جيدًا حقًا إذا نظرنا مجددًا إلى أنفسنا على أننا جزء من الطبيعة، و أضاف اننا ما زلنا لا نفهم وظيفة الفيروس و لا نعرف الكثير عنه، فعندما يتعلق الأمر بالمراقبة الإلكترونية، لايوجد دليل على وجود علاقة بين استخدام التطبيقات التي يطرحها الخبراء ومعدلات الإصابة المنخفض.
(موقع أمازون وعمالقة التجارة عبر الإنترنت هم الرابحون الأكبر في أزمة كورونا)
يرى الفيلسوف الألماني ريتشارد ديفيد بريشت أن أزمة كورونا كوةفيد 19 من الناحية النفسية عامل مساعد على التغيير، ليس من الناحية الاقتصادية فحسب بل من كل النواحي الإجتماعية و النفسية واتخاذ تدابير سياسية اقتصادية مسألة مختلفة تمامًا لأن رغبة الناس في اتباع طريق التغيير قد أخذت بالنمو، ليوضح أن نظام الرعاية الصحية أصبح أكثر تكلفة، و الحكومات الضعيفة لا يمكنها دفع أجور أفضل لموظفي الرعاية، و بالتالي لا يمكنها تجهيز النظام الصحي بشكل أفضل عكس المجتمعات الغربية، و الحل حسبه هو إعادة النظر في الضرائب
و حسب رأيه لا يمكن حل المشاكل عن بُعْد أي باتصال عن طريق اتصال ، وبالتالي كيف يفترض -إن تم ذلك- أن يعمل برنامج التتبع؟ وكيف يجب أن تتم إجراءات الحجر الصحي العملية؟ فهذه الإجراءات لا يمكنهم تحقيقها، في ظل الإنتهاكات التي تحدث في الحدود و تقييد الحريات و حظر الإتصالات كونها مناسبة لحالة الطوارئ إلى حين العودة إلى الحياة الطبيعية من دون إعادة ارتكاب الأخطاء السابقة، المجتمع الآن يضع نفسه تحت الإختبار و يقترب بعض الشيء من ذاته ولديه الفرصة للتفكير في أشياء يفترض أنها تفتقر إلى الوقت أو الطاقة أو المال، و ينتقد ريتشارد ديفيد بريشت بعض الشركات او البنوك العالمية بما فيها الألمانية التي وصفها بالمقامِرة، و قال وجب فرض عليها الضرائب، كما يمكن فرض ضريبة على تجار الإنترنت الكبار لدعم البيع بالتجزئة ، و قدم على سبيل المثال موقع أمازون وعمالقة التجارة الآخرين عبر الإنترنت و قال إنهم الرابحون الأكبر في أزمة كورونا، إذا تم فرض ضريبة على مبيعاتهم بنسبة 25 في المائة، فهذا كفيل بإنشاء صندوقًا ماليًا ضخمًا، حيث يمكن من خلاله دعم تجارة التجزئة المستقرة المؤهلة، و هذا من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي للسوق ومنع التصحر الكامل للمدن الصغيرة والمتوسطة الحجم.
كما يرى الفيلسوف ريتشارد ديفيد بريشت أن بعض المفردات كمفهوم قابلة للسيطرة بالألمانية behrrschbar لها تأثير مُهدئ و يراد بها طمأنة الناس بشأن قضايا نهاية العالم، إلا أنه أشار أن خُطب ترامب وماكرون تثير الرعب في قلوب الناس ،فإذا كان هناك شيء لا يصح في الأزمة، فهو استعارات الحرب، و يرى الفيلسوف الألماني ريتشارد ديفيد بريشت أن النظر إلى الوباء كخصم وجب مواجهته كما لو أننا في معركة بطولية فكرة حمقاء طالما الخصم لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، و أوضح أن هناك مفاهيم لم تعد صالحة للإستعمال كمفهوم طفيليات و كائنات ضارة، فهي مفاهيم عرفية تم استخدامها في نهاية القرن التاسع عشر عند ظهور الأوبئة، ولكن تم تطبيقها على البشر بعد أقل من جيلين في وقت لاحق: طفيليات وكائنات ضارة،هذه اللغة التصويرية الوحشية هي نموذج سابق، إن مثل هذه القضايا يضيف هذا الفيسوف تجعل الباحث و حتى الإنسان العادي مشككا مقدما أزمة السوق المالية التي حدثت بين 2008 و 2009 و التي اثارتها المضاربات المفتعلة التي كان أصحابها يبحثون عن فرص في الأزمات، ما تزال آثارها إلى الآن ، لأن النظام الفاسد كله في حالة دهور، و من الصعوبة بمكان اليوم و بعد الأزمة التفكير في كيفية بناء النظام من جديد.
ويرى الفيلسوف الألماني ريتشارد ديفيد بريشت أن هذه الأفكار لم تعد قابلة للتخيل، والمكافآت الرمزية لا تغير النظام على المدى الطويل، فمشكلة القرن الواحد و العشريين هي ان هناك وظائف لا حصر لها تعتمد على حركة المجتمع، فإذا تخلت الحكومات عن تنظيم النمو، فالنتيجة تكون إنتاج أشخاصًا عاطلين عن العمل مع كل العواقب الاجتماعية والسياسية، و إذا لم يتم الخروج من هذا القيد الاقتصادي، فالموارد الطبيعية لهذا الكوكب سيكون نهايتها الدمار الكلي، و الخروج منها في نهاية المطاف لا يكون إلا من خلال تحول الاقتصاد الاجتماعي إلى اقتصاد السوق المستدام، قد تكون عملية صعبة ومعقدة، لكن ما تزال الآن كما أضاف فرصة لإحداث تغييرات يراها مثلا باحثو المناخ على أنها ضرورية للبقاء، للإشارة أن و ريتشارد ديفيد بريشت هو فيلسوف وكاتب ألماني مولود في مدينة سولينغن عام 1964، يعمل الآن كأستاذ محاضر في جامعة لونبورغ، حاز على شهرة عالية بعد أصداره كتاب "من أنا - وإذا كان الأمر كذلك، فكم ؟".
قراءة علجية عيش