كتب هذا النص سنة 2004 أي قبل ظهور الهواتف الذكية وقبل وجود مواقع التواصل الاجتماعية..
يعود ترددي في الإدلاء برأيي في هذا لموضوع إلى غرابة ما سأقوله ، لكن الذي يشفع لي في القول هو طرافته.
في منتدى الحجاج الذي هو مدرسة بكل معنى الكلمة (2004)، قام المشرفون عليه بتحديد ساعات الدردشة ، لإفراط بعض المتفاعلين فيها إلى حد السخافة والتفاهة. فهل أساءوا التصرف أم أنهم فعلوا صنيعا بالمنخرطين ؟ للإجابة عن هذا السؤال ، وما دمنا في فضاء افتراضي ، سأفترض صورة لكائن دردشي ولع بصندوق الدردشة إلى حد الإدمان. فكيف سيكون حاله ؟
يخرج يوميا من عمله ، مرهقا منهوك القوة ، لا يقوى على حراك ، فلا يجد أمامه سوى صندوق الدردشة ، تعوّد على لقاء ثلة من الألقاب ، بل شغلت باله حتى أثناء العمل ، فيستعجل الوقت للقائهم .. يلقى التحية على هذا .. يضحك من كلام الثاني لمجرد الضحك ههههه .. يعلق على فكرة دون تفكير .. يسأل عن عنوان الثالث أو عن بلدته أو عن سنه .. هل ما يقوم به هذا الكائن نوعا من التنفيس ؟.. ربما. المهم أنه ينشغل الساعات الطوال مع جماعة المدردشين ، وحتى أيام العطل... في حين أن الزمن ينساب من بين يديه كانسياب الماء من بين أصابعه دون وعي منه ..
في أحد الأيام ، ألقى صاحبنا نظرة على المرآة . فماذا رأى ؟ صورة تختلف عن صورته. هل هو نفسه أم هو غيره ؟
اشتعل الرأس شيبا، وخط محراث الزمن أخاديد على الوجه .. عينان تضيقان وتنفتحان من شدة الذهول ودهشة المفاجأة .. وعن الدهشة يتولد السؤال : أهذا أنا ؟ إذا كان هذا لا أنا ، فمن أكون أنا ؟ لابد أنه أنا.. نعم أنا .. كيف انفلت الزمن اللعين من قبضتي ؟ وكيف كنت غافلا عن هروبه وأنا متصلب في مكاني ؟ أين هي أحلامي وطموحاتي وكانت حيثما سرت تسير ؟.
طأطأ رأسه ، وقال بصوت خافت أشبه بالهمسات ، تفوح منها رائحة الحسرة والأسى : كلها ضاعت ، لقد سرقها مني صندوق الدردشة .. فالصندوق هذه المرة هو السارق وليس المسروق كما كان في الانتخابات أيام زمان ..
هل صنع المشرفون جميلا ؟ أكيد .. أرى أنهم ردوا بعضا من الزمن للبعض منا حتى يتأمله ويستمتع به ، ويستفيد منه ، قبل فوات الأوان.
هذه خاطرة افتراضية أرجو مخلصا ألا تكون حقيقية .
يعود ترددي في الإدلاء برأيي في هذا لموضوع إلى غرابة ما سأقوله ، لكن الذي يشفع لي في القول هو طرافته.
في منتدى الحجاج الذي هو مدرسة بكل معنى الكلمة (2004)، قام المشرفون عليه بتحديد ساعات الدردشة ، لإفراط بعض المتفاعلين فيها إلى حد السخافة والتفاهة. فهل أساءوا التصرف أم أنهم فعلوا صنيعا بالمنخرطين ؟ للإجابة عن هذا السؤال ، وما دمنا في فضاء افتراضي ، سأفترض صورة لكائن دردشي ولع بصندوق الدردشة إلى حد الإدمان. فكيف سيكون حاله ؟
يخرج يوميا من عمله ، مرهقا منهوك القوة ، لا يقوى على حراك ، فلا يجد أمامه سوى صندوق الدردشة ، تعوّد على لقاء ثلة من الألقاب ، بل شغلت باله حتى أثناء العمل ، فيستعجل الوقت للقائهم .. يلقى التحية على هذا .. يضحك من كلام الثاني لمجرد الضحك ههههه .. يعلق على فكرة دون تفكير .. يسأل عن عنوان الثالث أو عن بلدته أو عن سنه .. هل ما يقوم به هذا الكائن نوعا من التنفيس ؟.. ربما. المهم أنه ينشغل الساعات الطوال مع جماعة المدردشين ، وحتى أيام العطل... في حين أن الزمن ينساب من بين يديه كانسياب الماء من بين أصابعه دون وعي منه ..
في أحد الأيام ، ألقى صاحبنا نظرة على المرآة . فماذا رأى ؟ صورة تختلف عن صورته. هل هو نفسه أم هو غيره ؟
اشتعل الرأس شيبا، وخط محراث الزمن أخاديد على الوجه .. عينان تضيقان وتنفتحان من شدة الذهول ودهشة المفاجأة .. وعن الدهشة يتولد السؤال : أهذا أنا ؟ إذا كان هذا لا أنا ، فمن أكون أنا ؟ لابد أنه أنا.. نعم أنا .. كيف انفلت الزمن اللعين من قبضتي ؟ وكيف كنت غافلا عن هروبه وأنا متصلب في مكاني ؟ أين هي أحلامي وطموحاتي وكانت حيثما سرت تسير ؟.
طأطأ رأسه ، وقال بصوت خافت أشبه بالهمسات ، تفوح منها رائحة الحسرة والأسى : كلها ضاعت ، لقد سرقها مني صندوق الدردشة .. فالصندوق هذه المرة هو السارق وليس المسروق كما كان في الانتخابات أيام زمان ..
هل صنع المشرفون جميلا ؟ أكيد .. أرى أنهم ردوا بعضا من الزمن للبعض منا حتى يتأمله ويستمتع به ، ويستفيد منه ، قبل فوات الأوان.
هذه خاطرة افتراضية أرجو مخلصا ألا تكون حقيقية .