الشيخ عبدالله محمد الطوالة - مناظرة الحيدة: المناظرة الكبرى (1)

(1)
الحمد لله الذي يسبحه المُلْكُ والملكُوتُ والمَلَك، والفُلك والأفْلَاك والفَلَك، كذلك السَّمَاواتُ الْحُبُكِ، والنور والظلماء والحلَك، والأرض ذات المُنْسلَك، وسالِكٌ وما سَلَك: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾ [غافر: 55]، سبحانه وبحمده: ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ﴾ [فاطر: 13]، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وحدهُ لا شريك له، ولا رب سواه.

إِلهَنَا، مَا أعْدَلَكْ ما أكرمك، ما أعظمك، مليكُ كُلِّ مَنْ مَلَكْ، الخَلقُ والإنعَامُ لك وحدكَ لا شريك لك، وكلُّ شيءٍ سبَّحَ لك، والفَضلُ مِنكَ ثم عنكَ ثم لك: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَ ﴾ [الزمر: 65]، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، امتنَّ الله عليه بقوله: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 1 - 4]، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8].

إِلهَنَا، ما أرأفك، ما أحلمك، ما أرحمك، مَا خَابَ عَبْدٌ سَأَلَكْ، أَنْتَ لَهُ حَيْثُ سَلَكْ، لَوْلاَكَ يَا رَبِّ هَلَكْ، يَا مُخْطِئًا مَا أَغْفَلَكْ، ما أَجْرَأك، ما أَجْهَلَك، عَجِّلْ وَبَادِرْ أَجَلَكْ، وَلا تُضيع فُرَصَك، هَيا وأحْسِن عَمَلَكْ، لعلهُ أن يقبلك: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴾ [الأنعام: 158].

أحبتي في الله، اقتضت حكمة الله تعالى أن يتباين الناس في مستويات إدراكهـم وتفكيرهم، وهذا أفـضى إلى الخـلاف والتنازع وظهور الآراء والمذاهب؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [هود: 118، 119]، وهذا ما سبب ظهور مجموعة من وسائل تبيين الحق والدعوة إليه، ومن أشهر وأقوى تلك الأساليب والوسائل، أسلوب الحوار والمناظرات والمناظرة هي نقاش وجدال يُعقَد بين متحدثين أو أكثر، حول قضية خلافية معينة، في جلسة عامة يديرها حكم أو لجنةٌ خاصة، تُقدَّم فيها حجج مُتَعارضة؛ ليَنصُرَ كلُّ طرفٍ رأيه وما يذهب إليه، وتنتهي غالبًا بترجيح كِفَّة أحد الأطراف، والمناظرة وسيلة فعالة للتعلم والفهم وتبادل المعارف والمعلومات بأسلوب مقنع وجذاب، ومن أروع فوائدها إظهار الحق بدليه، وكشف الباطل وفضْح عَواره، وتبيين زيفه وفساده وتناقضه، ومن أروع فوائدها أيضًا أنها تكشف مدَّعِي العلم على حقيقتهم، وتجلِّيهم للجميع خصوصًا لمن اغتر بهم وخُدع بزخرف كلامهم، وبَهرجِ قولهم، ومن أروع فوائدها أيضًا أنها تبين قوة هذا الدين ومتانته، وأنه ما شادَّ الدين أحدٌ إلا غلبه، وتبين كذلك مدى قوةِ وروعةِ ما في القرآن والسنة من أدلةٍ دامغةٍ، وحججٍ قاطعةٍ، وبراهين حاسمةٍ، تجعلُ الحقَ يعلو ولا يعلى عليه، كما أن من فوائد المناظرة توضيحَ أن الحق بحاجةٍ ماسةٍ إلى القوي الأمين، والذكي الفطين الذي يعرف كيف يُجلِّي الحق ويظهره حتى يرجِعَ إليه من يطلبهُ بصدق، ويعرف من أين تُؤتى كَتِفُ الباطلِ، فيحمِل عليه حتى يُزهِقهُ ويبينَ بطلانهُ؛ ليهلك من هلك عن بيِّنة، ويحيا مَن حيَّ عن بيِّنة، وقد أشاد القرآنُ بهذا الأسلوب في كثير من الآيات والمواطن ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [العنكبوت: 46]، وقوله تعالى: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، وقوله تعالى: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ﴾ [المجادلة: 1]، وكذلك كل ما ذكره الله تبارك وتعالى عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من حوارات ومناظرات مع أقوامهم، وما ذكره الله تبارك من حججٍ وأدلة وبراهينَ عقلية في الرد على المشركين واليهود والنصارى، وكذا ما حصل مع إبليس.

ومن أدلة السنة: ما حدث من مناظرة بين النبي صلى الله عليه وسلم ونصارى نجران كما في سورة آل عمران، وقد وقعت للصحابة وغيرهم من السلف مناظرات كثيرة على مر العصور، اشتَهر منها مناظرة ابن عباس رضي الله عنهما للخوارج، التي رجع بسببها أكثر من ثلثهم للحق، ومن أشهر المناظرات وأكبرها وأعظمها مناظرة العلامة عبدالعزيز بن يحيى بن مسلم الكناني، وهو من تلاميذ الإمام الشافعي رحمه الله وتوفي سنة 240 للهجرة، ولُقِّب بالغول لدَمامته وقُبحه، فقد جرت هذه المناظرة القوية بينه وبين زعيم القول بخلق القرآن بشر المريسي وذلك في دار الخلافة بين يدي الخليفة العباسي المأمون، وبحضور خلق كثير جدًّا، واستمرت من صلاة الفجر إلى قرابة العصر، وكانت في إبطال القول بخلق القرآن، وقد انتصر فيها الحق انتصارًا عجيبًا مدويًا، وقد ألف العلامة عبدالعزيز الكناني بعدها كتابًا قيمًا سرد فيه معظم ما جرى في هذه المناظرة الكبرى من حوارات ونقاشات، أسماه كتاب الحيدة والاعتذار، ولقوَّةِ هذا المناظرة وروعتها، ولقوة ذكاء الإمام المناظر، وحسن استنباطه للأدلة القرآنية، وتوظيفها بشكل رائع ومتقن؛ مما جعل الباطل المنتفش يزهق ويتهاوى أمامه نهائيًّا، لهذا فسأستعين بالله وأنقل لكم تفاصيل هذه المناظرة الكبرى، ومع أنني سأختصر بما لا يخل بأصل المناظرة، فإن الأمر سيستغرق عدة خطب بإذن الله، فأسأل الله بمنه وكرمه أن يجعل في هذا الجهد المتواضع، العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعله خالصًا لوجهه تبارك وتعالى، إنه أكرم مسؤول، وخير مأمول؛ قال الإمام عبدالعزيز بن يحيى الكناني: بلغني وأنا بمكة ما قد أظهره بشرٌ بن غياث المريسي ببغداد من القول بخلق القرآن، ودعوته الناس إلى هذا المذهب الباطل، وخوف الناس وفزعهم من مناظرته، وإحجامهم عن الرد عليه بما يكسر قوله، ويدحض حجته، فأزعجني ذلك وأقلقني، وأطال همي وغمي، فخرجت من بلدي حتى قدمت بغداد، فشاهدت من شناعة الأمر وفظاعته أضعاف ما كان يصل إلي وأنا بمكة، ففزعت إلى ربي أدعوه وأسأله إرشادي وتسديدي، وتوفيقي وإعانتي، والأخذ بيدي، وأن يفتح لفهم كتابه قلبي، وأن يُطلق لشرح بيانه لساني، واستقر رأي على أن أُظهر نفسي وأصدع بقولي على رؤوس الخلائق، وأن يكون ذلك في المسجد الجامع الكبير بالرصافة، وفي يوم الجمعة، وأيقنت أنهم لن يقدموا على قتلي أو عقوبتي إلا بعد مناظرتي والسماع مني، ولم ألجأ لمشاورة أحدٍ، بل جعلت أستر أمري، وأخفي خبري عن الناس جمعيًا خوفًا من أن يشيع خبري، فاُقْتَل قبل أن يُسمع كلامي وكان الناس قد مُنعوا من الحديث والفتوى والتدريس في المساجد وسائر الأماكن، إلا جماعة المريسي، ومن كان موافقًا لهم على مذهبهم الباطل بالقول بخلق القرآن، فقد كانوا يقعدون للناس فيعلمونهم هذا الكفر والضلال وكانوا يحاربون كل من أظهر مخالفتهم وذم مذهبهم، فيأتون به بقوة السلطان، فإن وافقهم ودخل في كفرهم، وأجابهم إلى ما يدعونه إليه، وإلا سجنوه وعذبوه، ونكلوا به وعرَضوه على السيف، وكم من قتيل لهم لم يُعلم به، وكم ممن خاف فأجابهم، واتبعهم على قولهم الباطل، إيثارًا للسلامة؛ قال الشيخ عبدالعزيز: فلما كانت الجمعة التي عزمت فيها على إظهار نفسي، دخلت مسجد الرصافة، وصليت بأول صف من صفوف العامة، فلما سلَّم الإمام من صلاة الجمعة، وثبت واقفًا وناديت بأعلى صوتي يا بني، وكنت قد أوقفته عند الأسطوانة الأخرى، فقلت له: يا بني، ما تقول في القرآن؟ فقال: كلام الله غيرُ مخلوق، قال عبدالعزيز: فلما سمع الناس كلامنا، هربوا على وجوههم يستبقون الأبواب، وأتي أصحاب السلطان، فاحتملوني وابني حتى أوقفوني بين يدي وزير المأمون: عمرو بن مسعدة، وكان قد حضر الجمعة، فلما نظر إلى وجهي، قال: أمجنون أنت؟ قلت: لا، قال: أفمظلوم أنت؟ قلت: لا، فقال لرجاله: مروا بهما إلى منزلي قال الشيخ: فحُملنا على أيدي الرجال يتعادون بنا سحبًا شديدًا، يَمنة ويَسرة، حتى وصلنا إلى دار الوزير، فلما صرنا بين يديه، أقبل علي فقال: من أين أنت؟ قلت: من أهل مكة، فقال: ما حملك على ما فعلت بنفسك؟ قلت: طلب القربة إلى الله عز وجل، والمناظرة لأجله، قال: فهلا فعلت ذلك سرًّا، ومن غير إظهار مخالفة أمير المؤمنين، فما أظنك إلا طالبًا للشهرة، أو متكسبًا للمال، قلت: إنما أردت الوصول لأمير المؤمنين والمناظرة بين يديه ليس إلا، فقال: أو تفعل ذلك؟ قلت: نعم، ولذلك غامرت بنفسي، فقال الوزير: وإن كان غير ذلك، فقلت له: إن تكلمت في شيءٍ غير هذا، فدمي حلال لأمير المؤمنين، فوثب الوزير حتى دخل على أمير المؤمنين، ثم رجع بعد ساعة، فلما أدخلت عليه، قال لي: قد أخبرت أمير المؤمنين بخبرك وما تريد، وقد أمر أطال الله بقاءه، بإجابتك إلى ما سألت في يوم الاثنين الآتي، وستكون المناظرة في مجلسه بدار الخلافة، فأكثرت حمد الله على ذلك وشكرته، ودعوت لأمير المؤمنين وللوزير، قال الشيخ عبدالعزيز: فلما كان يوم الاثنين، وحين فرغت من صلاة الفجر؛ إذ برسول الوزير قد جاء ومعه خلقٌ كثير من الفرسان والرجال، فحملوني مكرمًا على دابة حتى صاروا بي على باب قصر أمير المؤمنين، فأوقفوني حتى جاء الوزير، فلما أُدخلت عليه أجلسني، ثم قال لي: أما زلت مقيمًا على رأيك أم أنك قد رجعت عنه، فقلت: بل والله لقد ازددت بتوفيق الله بصيرة في أمري، فقال لي: أيها الرجل: لقد حملت نفسك على أمرٍ عظيم، ولئن قامت عليك الحجة فما جزاؤك إلا السيف، فبادر أمرك قبل ألا تنفعك الندامة، ولا يُقبل منك عذرٌ، وسأشفع لك عند أمير المؤمنين؛ ليصفح عن جُرمك إن أظهرت الرجوع والندم على ما كان منك، فقلت له: أعزك الله ما ندمت ولا تراجعت، وإني لأرجو الله أن يوفقني ويعينني على إظهار الحق ونصره، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وهو حسبي ونعم الوكيل، فقام الوزير وهو يقول: قد حرصت على إنقاذك جهدي، ولكنك تأبي إلا سفك دمك، قوموا فأدخلوه.

بارك الله، الحمد لله وكفى، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، وكونوا من أهل الحق وأنصاره؛ يقول الإمام العلامة: عبدالعزيز بن يحيى الكناني رحمه الله: ثم أُمر بي، فأُخرجت إلى الدهليز الأول، ومعي جماعة موكلون بي، وكان قد دُعي للحضور جموع الفقهاء والقضاة والعلماء، وسائر المتكلمين والمناظرين، كما أُمر كبار القادة والأمراء والأعيان أن يحضروا في السلاح؛ كل ذلك ليرهبوني بهم، فلما اجتمع الناس وملؤوا المكان عن آخرة، أُذن لي بالدخول، فلم أزل أُنقل من دهليز إلى دهليز، ومن ديوان إلى ديوان حتى صرت إلى حاجب الستر الذي على باب صحن الإيوان، إيوان الخليفة، فلما رآني الحاجب أمر بي، فأدخلت إلى حجرته، ودخل معي فقال لي: إن احتجت لأن تجدد طهورك، فقلت: لا حاجة لي بذلك، فقال: إذًا فصلِّ ركعتين قبل أن تدخل، فصليت أربع ركعات ودعوت الله وتضرَّعت إليه، فلما فرغت، أمر الحاجب من كان عنده فخرج، ثم دنا مني، فهامسني قائلًا: يا هذا، إن أمير المؤمنين بشرٌ مثلك، وكذلك كلُّ من يناظرك إنما هم بشرٌ مثلك، فلا تتهيَّبهم، واجمع فَهمك وعقلك لمناظرتهم، ولا تدعنَّ شيئًا مما تحسنه أو تحتاج أن تتكلم به خوفًا من أحد، وتوكَّل على الله واستعنْ به، وقمْ فادخل على بركة الله، فقلت له: جزاك الله خيرًا فقد أدَّيت النصيحة، وسكنت الروعة، فلما فُتح الستر، أخذ الرجال بيدي وعضدي وجعلوا يتعادون بي عدوًا عنيفًا، وأيديهم في ظهري وعنقي، فجعلت أسمع أمير المؤمنين وهو يصيح فيهم خَلُّوا عنه، خَلُّوا عنه، وكثُر الضجيج من الحجاب والقادة بمثل ذلك، فخُلِّيَ عني وقد كاد عقلي أن يتغير من شدَّة الجزع وعظيم ما رأيت من كثرة السلاح والرجال، فقد رأيت شيئًا ما رأيت مثله في حياتي، أممٌ كثيرة قد انبسطت الشمس عليهم، وملؤوا الصحن صفوفًا، وما زال الحاجب يقربني حتى انتهى بي إلى الموضع المعد لي، فسلمت على أمير المؤمنين، فردَّ علي السلام، وقال: اجلس فجلست، وهذا ما تيسر قوله اليوم، وسنكمل بإذن الله في الخطبة القادمة.

يا بن آدم، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبِب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مَجزي به، البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى