آچي مشعول - پاپوا نيو-غيني.. ترجمة: سلمان مصالحة

أُحبُّ أنْ أقول پاپوا نيو-غيني.
وإلاّ لَـمَا كُنتُ أَتيتُ إلى هُنا.
زَوْجي أنطونيو يَضُمّنِي من الوراء
ويهمس قَبلَ أنْ ينام:حِبِّيني أَكْثرَ ممّا أُحبُّكِ
وَأنا ألاطِفُ وجَهَهُ وأُحبُّهُ أكثرَ ممّا يُحبّني
وعلى كلّ حال لا يَهمّني لأُسبوع أَنْ أحبّه أكثر،
في نِهايةِ المطاف صَعْبَةٌ حَياةُ سفير الپُرتغال:
الدُّولُ العُظمى تُهَدِّد وَلَيْلُهُ أَرِقٌ بَحْثًا عن
العصر الذّهبي في المستعمرات،
كلمات مثل أنچولا، ماكاو، كوشين ونامپولا
تُبحر للوراء كسفنٍ خشبيّة عتيقة في دمِهِ
وتُحَوِّلُ شَخِيرَهُ نُواحًا وغَيْرَ مرّةٍ يَتَشَرْدَقُ قَلِقًا مَهْزُومًا.
وَلِمَ لا؟ يَسْتحِقُّ أَنْ أُحبّهُ أكْثرَ.
أَنا كريمةٌ وَأَمْلَؤُ الذّراعين الجديدتين اللّتين تَضمّانني
في حين قلبٌ غريبٌ يَحُثّني
على أنّ العصافيرَ في پاپوا نيو-غيني
غَنيّةٌ بالألوان وَصَوتَها جَميلٌ جدًّا ومُغْرٍ،
وعَبْرَ السّتارة هناك يُضيءُ القَمرُ أَيضًا حَياتِي السّابقَة.
يا لي مِنْ حِرباء ماهرَة. عندما أزْحَفُ على پاپوا نيو-غيني
أُبَدّلُ ألواني بألوانها،وعندما أزْحَفُ على جَسَدِ أنطونيو
أُبدّل ألواني بألوانهِ، إذ يجب أَخْذَ كلّ َما تمنحُهُ الحياةُ
وَأنا آخذُ يَعْنِي أَمْنَحُ. زوجي مُرَتّبٌ للغاية.
حتّى البابا المعلّق على حائطِ غُرفةِ نومِنا
يبتسمُ راضيًا عن التّرتيب الخالص:
نَعْلٌ حَذْوَ نَعْلٍ، القميصُ والبنطالُ مَطْوِيّان،
ساعةُ اليدِ على الـمنضدة.
زوجي لا يحبّ أن أنامَ مع السّاعة.
لكنّى أحبّ في اللّيل توزيعَ إيقاعاتِ نبضِ القلب
والصّلصلةَ الدّيجتاليّة إذْ هُوّةٌ ساخرةٌ ممتدّة بينهما.
الآن أنا أَطْمَئِنُّ في جَسَدِهِ اللّذيذ،
يَسُوعُ الذّهب المُتدلّي من عُنقِهِ بارتخاءٍ،
مَغْميٌّ عليهِ ويداعبُ جلدي.
أنا يهوديّة ونحنُ عاريان.
ماذا يُفَكّرُ عَنّا يوحنّا اللاّبسُ المُعْتَمِرُ قُبّعةً
وبيدِهِ العَصَا.
واحد- اثنان -ثلاثة
هُوَ أَحَشويروش
وأنا زوجةُ السّفير في پاپوا نيو-غيني.






ولدت آچي مشعول في هنغاريا في العام 1946. متزوّجة وتعيش مع عائلتها في قرية زراعية هي كفار مردخاي في جنوب إسرائيل.نشرت آچي مشعول حتّى الآن ثماني مجموعات شعريّة وحازت على جوائز أدبيّة متعدّدة بينها جائزة رئيس الحكومة وجائزة يهودا عميحاي.تُعدّ آچي مشعول من أبرز الأصوات الشّعرية العبرية النسائية المعاصرة. الحياة القروية، بنباتها، حيوانها وطيرها، إضافة إلى الألوان والرّوائح كثيرًا ما تنعكس في شعرها الّذي تصعب أحيانًا ترجمته إلى لغات أخرى بسبب الإشارات والتّلميحات التي تستند إلى لعبة لغوية هي من صميم اللغة العبرية. لا يخلو شعرها من أيضًا من نبرة الدعابة والسخرية الذاتية التي يحاول الشعراء عادة الابتعاد عنها.
الجسد والإيروطيقا لهما مكانة خاصّة في شعرها، ومن خلال لعبة الحبّ الجسدانية إنّما هي تريد الوصول ليس إلى المتعة في التعبير التجسيدي فحسب، بل أبعد من ذلك، إنّها تطمح إلى الوصول إلى متعة التعبير التجريدي في اللغة.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى