سألتُ نفسي قبل تناول فطورالصيام ؛ لما ذا يانفسي لا تستكيني ؛ لنبضات الحروف الرشيقة والكلمات المائزة ؛ التي تفوح بين عطر أمهات الكتب ؛ وتستغيلين ما فرضه الوقت عليك من حجر صحي . حتى لاتصابي بفيروس طائش من هنا أو هنالك. عاودت السؤال بعد الإفطار؟ إفطار ذو نكهة باردة ؛ جافة من حلاوة الشهر، إنه الإستثناء : طيب لنقتنع بأنه شهر استثنائي؛ ولكن لماذا تترنحين يانفـْسي بين أنامل اليد ورعشة الأصابع على أزرارالحاسوب اللعين ؟ حاسوب يحاول أوحاول قتل القلم وايقاف حبره . حـبر يتعثرويتبختر بين سطور الأوراق ؛ وتضيع العبارة ؛ ليتم تمزيق الورقة؛ هنا نكهة الكتابة ؛ ليعود القلم بسيلان حبره من جديد ؛ ويبدأ من حيث بدأت العبارة ؛ في مفتاح قولها. قبل صياغة معناها ؛ ولكن شيطانك وقرينك لن يطاوعك ان تبلغ لتحقيقها؛ لأنه مسجون بين الحبر والقلم ؛ هكذا قالوا صناع الخرافة ؛ ودهاقنة الميتافيزيقيا؛ ولكن لماذا ياترى قريني ضغط على نفسي ؟ تلك النفس التي لا يَشملها اليوم الوطني للمسرح ؟ لآن صاحبها ليس محترفا؛ ويوم ((14 مايو)) خصص للمسرح (الإحترافي) ولا ينبغي له أن يكون محترفا: كقناعة إيمانية ؛ ثقافية ؛ إبداعية ؛ والحاسِـم في سفسطة الكلام ؛ الآية الكريمة [[ ولئنِ اتبعت أهواءهَـم ؛ بعْـد الذي جاءك من العِلمِ مالك من الله من ْوليٍّ ولانصير]] كشعار أسْمى؛ بعيدا ومجانبا عما سبق ذكره في الآية 120 من سورة البقرة.
ولكن ربَّ عالم في زيادة عِـلم "التحقيقات " و"التساؤلات" وصناعة "التأويلات " والتفنن في حياكة "النميمات" ستدفعه نـَفْسُه الآمارة بقول السُّوء؛ في هذاالشهر الفضيل؛ والإحتراز المكين من فيروس (( كورونا)) الرجيم. وما دخل هَـذاالكائن فيما ليس له؛ ربما يكون مأجورا ؟ مدفوعا ؟ عميلا؟ لإنه يحاول أن يشوش على احتفالنا وبيوم مسرحنا ؟
عجبي لذانِك أو تانِك أو لتلك أولهاته النفس التي أوحَتْ له بذلك ! وعن أي احتفال يتحدث ذاك المخلوق؟ وسماسرة الفن استوطنوا المشهد قـُوة وعلانية ! وعن أي احتفال يتكلمُ ذاك البشرُ ؟ وزمرة من الحربائيين طمسوا ماهيته ؛ هتكوا عِفَّتـه وسِـتْــره ! وبتوالي السنوات اغتلوا روحانيته ؛ عن سبق إصرار. ياذاك المخلوق الذي تتساءل ؟ لقد انمحت حقيقة نزوله ؛ نزول اليوم الوطني (كان) من أجل الفنان المحترف/ المتفرغ ؛ لكي يفكر بصوت جهوري عن حصيلة مساره ووضعه المهني؛ وجلد ذاته؛ ومحاورة نفسه ، والوقوف وقفة تأمل في حاله وحال ومآل المسرح المغربي.
وياذاك البشرُالذي تتساءل ؛ عن أي مسرح تتساءل؟ ومصاصو الأموال والدماء حولوه إلى زريبة ؛ تفوح منها روائح عفنَـة؛ أبعَـدت نُكهته وسحره وقيَّمه ونقاءه ؛ فنشروا روائح تخنق الأنفاس؛ أنفاس تحتاج لهواء اصطناعي ؛ أما الطبيعي: ملوث. كما لـَوَّث (كوفيد19) حياتنا ومزاجنا وبلادنا؛ ولم نعُـد نبحث إلا على الخلاص ؛ والعودة الطبيعية للطبيعة بأي ثمن. وكيف يمكن أن يعود المسرح لعُـذريته ؟ ياذاك الذي تتهمنا في الكواليس بالنوستالجية ؟ أو ياذاك الذي سولتْ لك نفـْسك ؛ بأن نفـْسي؛ التي لاتـُشبه نفسكَ :مأجورا ؟ مدفوعا ؟ عميلا؟ فمن لطَّـخ المسرح بالتفاهة والبلاهة ؟ أليس النـَّزقون، المُزقزقونَ نحو [الإحتراف ]؟ من سفـَك شرايين الإبداع المشاغب والفعال أليس المهَـرولون ، المتسللون نحو[ الدعْـم ] ؟ أين هو الدعم الآن في زمن ( كورونا )؟؟ من رسمَ هشاشته وخطَّ ألوان الفسَادِ وَ الإِفْـساد ؟ أليست تلك اللجن التي( كانت) تختار وتناور وتتبجح طبقا لمعيار؛مصنوع في صاغة محتسبها مجهول.
من فـَعـَّـل وأنتج المقايضات بين الملفات والدعْـم ؛ في عـُلب مظلمة ؛ أليس بعض أعضاء اللجن المدسوسين في المسرح خطأ ؟
فأي احتفال وأي يوم وقاعات المسرح شبه فارغة ؛ وحْدهم الممثلون فوق الركح يتحركون؛ والإنارة تتحرك يمينا وشمالا . فمن أنتج هاته الوضعية العجيبة الغريبة ؛ رغم مجانية الحضور؟ أليس المسرحييون أنفسهم ؟ ويوم قالها- الوزير- انهالت عليه الحجارة الزرقاء( الفايس بوك) من موسكو وبرلين وعطارد؛ ونسينا جميعا صنيعة الوزير السابق؛ في جماعة معينة ؛ منشقة عن جماعة من زمرته. ونسوا الذي قبله ؛ وتلك الإحتجاجات التي كانت باستمرار أمام مكتبه ! ونسوا الذي قبله الذي هجَّرأو هَـرب المهرجان من مكناس لتطوان ؟ وهكذا دواليك، فمن اغتال مسرح الإشراقات والتضحيات مسرح ( الهواة ) ربما هاته الصفة قدحية ؛ حاول الرفاق والزملاء استبدالها بالتجريبي؛ رفضت ( جامعة مسرح الهواة ) تم نطت كما نط أغلب المسرحيين ، نحو شق الإحتراف ؛ وانخرطوا في النقابة الوطنية للمسرح الإحترافي؛ ليحتفلوا باليوم الوطني للمسرح الإحترافي ؛ في مثـل هَـذااليوم السعيد ( 14 مايو( الموافق) 20 رمضان ) الملازم ل 60 يوما من الحجر الصحي ببلادنا ( تحـديدا) وما احتفلت قطُّ يوما؛ لأن الدعم طمس المباديء؛ والجري وراء المناصب النقابية أتلفتِ الخطوات . فانهار كل شيء من مهرجان الهواة / ملتقيات/ أيام/ مسرحية / علائق إنسانية/ حميمية الذكريات/ وأمسى الملح فاسدا ؛ رغم أن الملح لايفسد ؛ لطبيعة تكوينه وتاريخه المقدس.
معْـذورة تلك النفس الآمارة بالسوء ؛ والجهر به ؛ لأن الغشاوة بادية على فهْم ذاك الذي سوَّلت له نفسه أن صاحب هـذا المَكْتوب؛ كُـتِبَ عليه. أن يكون عميلا أو مأجورا أو مدفوعا ؟ لأنه لا يدرك أننا ندون ما يحز في النفس لما آلت إليه الأوضاع الفنية/ المسرحية ( تحديدا) في كل سنة ؛ وهذا ليس ادعاء بل ممارسة تاريخية ؛ تبرر بخطابها صدق الإختيار؛ ونزاهة المبدأ؛ بدل تعـذيب الذات والإقتتال الدينكيشوتي ؛ النتيجة الآن واضحة؛ تعـدد الجبهات والنقابات؛ وأغلبية الفنانين أضحوا عاطلين ومعوزين؛ أمام ((الجائحة الكورونيانية)) هنا فمادور النقابات ؟ الأمرأساسا يتجاوز ما هو مسطر في القانون الأساسي والداخلي؛ وتجاوز الإختلافات التي هي اصلا شكلية وليست جوهرية بين ( النقابات) بل لامناص أن يحضر( الآن) القانون الإنساني؛ والبحث عن صيغ عملية ؛ تتسم بالحكامة وقيم التآخي والتآزر والتضامن ونكران الذات ، لكي يتجاوزأغلب الأصدقاء والزملاء الفنانين هذه المحنة ؛ بهَـذا الإهتمام والـدفع نحو التآخي : يكمن الإحتفال الحقيقي –
أليس هناك فنانين أغنياء ؛ اغتنوا من المسرح / السينما ؟ فما دورهم ؛ وما أهميته غناهم ؛ إن لم يساعدوا زملاءهم ؛ طبعا كانت هنالك بعض البوادر من بعض الفنانين ولكن في شق الموسيقيين ؛ وليس المسرحيين !
فليكن المرء شفافا ؛ وصادقا مع نفسه ؛ بأن الوضع المسرحي ؛ أمسى كارثيا وكشفت هاته الجائحة الوبائية أن الأغلب الأعم من المسرحيين لا يمتلكون سلوكا سياسيا وأخلاقيا واستراتيجيا. وهاته ليست سُـبَّة أو نقيصة ؛ بل استنتاجا لما لوحظ من صمت مريب للفنانين ؛ أمام بعض التصريحات و الأقاويل والردود من بعض الفنانين/ الفنانات أحـداهن ( فنانة ) اتهمت الناس أو نعتتهم بالغباء ؛ على إثر( أن ) أحدهم نشر ( فيديو) يدين ( الفنانين) على إثر (الذين) طلبوا إعانة ومساعدة من ( صندوق تدبير كورونا ) (1) واشتد حبل التدوينات بين الساخطين والناقمين وبين المدافعين؛ وكل ( الفنانين) صامتين حتى ( النقابات) إلا واحدا يحلم أكثر من الحلم وليس فنانا متفرغا ! قـدم درسا لمواطني( الفايس بوك) يعرف بين الفنان والنجم ومعاناة الفنان وجنود الخفاء... إنه الهٌـراء ؛ فبدل أن تفكر ( النقابات) في البحث عن خطط جديدة واستراتيجيات فعالة في إطار ما ألم بنا فجأة من اكتساح الفيروس الوبائي على فضائنا؛ والذي فرض قوته وحضوره ؛ كما اتضحت معالم تموقعاته في عدة دول ومناطق؛ مما فرض وسيفرض هذا الوباء إعادة ترتيب الأولويات واستبدال أليات وتصورات وتفعيل مقاربات اجتماعية واقتصادية . فلامناص أن يعيد الفنان المسرحي؛ ترتيب أوراقه ؛ وإعادة الثقة لإبداعه وطاقته وجمهوره .إيمانا بأن الإبداع الحقيقي والخلاق؛ ينمـو في ظل الأزمات والأوضاع السيئة جـدا والكارثية لحـد ما؛ باعتبار أن الأزمات تفرض دينامية مختلفة عما اعتاده الإنسان في حياته الخاصة ؛ والمواطن في حياته العامة وعلائقه بالوضع العام . لكن المطب الخطير الذي سقطت في نقابة المسرحيين ؛ وربما ستكون له تبعات مستقبلية بين الفرقاء والفنانين: ما أقـدمت عليه الكونفدرالية المغربية للمنظمات الفنية والثقافية المحترفة من رفع شكاية حسب بلاغها الذي يقول: أن اعتقال الحزين جاء بعد شكاية تقدمت بها ضده بتاريخ 7 أبريل الجاري، مباشرة بعد نشره لفيديو بتاريخ 5 أبريل يهاجم من خلال عموم الفنانين المغاربة بمجموعة من الشتائم والألفاظ المهينة في حق المبدعين والفنانين(2) وانضافت إليها شكاية :النقابة المغربية لمهن الفنون الدرامية ؛ بحيث: وفي هذا الصدد كتب مسعود بوحسين رئيس النقابة المغربية لمهن الفنون الدرامية على حسابه بفيسبوك قائلا: “لأن الموضوع وصل إلى حـد السب والقذف والتكفير والتحريض على كراهية الفنانين…فقد ثم وضع شكاية إلكترونية في الموضوع لدى النيابة العامة بعْـد زوال اليوم بعد التشاور مع مجموعة من الهيئات الفنية” (3) بداهة أن القضاء قام بواجبه ؛ من زاوية ما رآه مساسا بحق الأشخاص؛ طبقا للمسطرة الجنائية. وحوكم المشتكي به.
ولكن ما لم تنتبه إليه النقابتين؛ أنها أعطت للمدعي عليه إشعاعا إضافيا؛ لأن السجن تعَـود عليه ؛ بشكل اعتيادي. بحيث شخصيا لم أكن أعرف ذاك الإسم ولم استمع قـَط لأي فيديو ينجزه . وثانيا : أثارت هذه القضية عددا من ردود الفعل وسط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بأولاد تايمة وعددا من الفعاليات الجمعوية والحقوقية بالمنطقة معتبرين أن هذا الأخير قد عبر عن موقفه الرافض لدعم الفنانين من صندوق كورونا، مؤكدين أنه وجَّـه خطابه للفن الساقط وليس للفن الراقي(4) وثالثا : مسألة حرية التعبير التي تدافع عنها النقابات .
وعموما أيها المسرحي في يومك الوطني هـذا؛ وفي ظرفية الحجر الصحي؛ احتفل في دواخلك؛ واترك نـَفـْسك تحاور نـَفـْسها ؛ واطلق لها تجليات البوح الصادق ؛ لتبوح ماذا قدمتْ لك أنـْت ذاتـُها؛ وذاتـُك لذاتِ النفس من إشراقات واحباطات ؛ وأين يكمن الإحباط وأين يتجلى الإشراق.
فــاس/ صبيحة 14/05/2020
ملحوظة:
1/ موجة انتقادات تنهال على منتجي الأفلام المغربية : في صحيفة / موقع هسبريس من الرباط بتاريخ 05/ أبريل/2020 على الساعة 04:27
2/ شكاية نقابات الفنانين ترسل الهواري " حمزة الحزين" للسجن – عن صحيفة نون بوست في 16/أبريل/2020
3/ نـــفســــه وفي العـديد من المواقع الكترونية
4/ اعتقال الناشط الفايسبوكي" حمزة الحزين " بقلم ادريس لكبيش في موقع حقائق 24 بتاريخ 16/04/2020
ولكن ربَّ عالم في زيادة عِـلم "التحقيقات " و"التساؤلات" وصناعة "التأويلات " والتفنن في حياكة "النميمات" ستدفعه نـَفْسُه الآمارة بقول السُّوء؛ في هذاالشهر الفضيل؛ والإحتراز المكين من فيروس (( كورونا)) الرجيم. وما دخل هَـذاالكائن فيما ليس له؛ ربما يكون مأجورا ؟ مدفوعا ؟ عميلا؟ لإنه يحاول أن يشوش على احتفالنا وبيوم مسرحنا ؟
عجبي لذانِك أو تانِك أو لتلك أولهاته النفس التي أوحَتْ له بذلك ! وعن أي احتفال يتحدث ذاك المخلوق؟ وسماسرة الفن استوطنوا المشهد قـُوة وعلانية ! وعن أي احتفال يتكلمُ ذاك البشرُ ؟ وزمرة من الحربائيين طمسوا ماهيته ؛ هتكوا عِفَّتـه وسِـتْــره ! وبتوالي السنوات اغتلوا روحانيته ؛ عن سبق إصرار. ياذاك المخلوق الذي تتساءل ؟ لقد انمحت حقيقة نزوله ؛ نزول اليوم الوطني (كان) من أجل الفنان المحترف/ المتفرغ ؛ لكي يفكر بصوت جهوري عن حصيلة مساره ووضعه المهني؛ وجلد ذاته؛ ومحاورة نفسه ، والوقوف وقفة تأمل في حاله وحال ومآل المسرح المغربي.
وياذاك البشرُالذي تتساءل ؛ عن أي مسرح تتساءل؟ ومصاصو الأموال والدماء حولوه إلى زريبة ؛ تفوح منها روائح عفنَـة؛ أبعَـدت نُكهته وسحره وقيَّمه ونقاءه ؛ فنشروا روائح تخنق الأنفاس؛ أنفاس تحتاج لهواء اصطناعي ؛ أما الطبيعي: ملوث. كما لـَوَّث (كوفيد19) حياتنا ومزاجنا وبلادنا؛ ولم نعُـد نبحث إلا على الخلاص ؛ والعودة الطبيعية للطبيعة بأي ثمن. وكيف يمكن أن يعود المسرح لعُـذريته ؟ ياذاك الذي تتهمنا في الكواليس بالنوستالجية ؟ أو ياذاك الذي سولتْ لك نفـْسك ؛ بأن نفـْسي؛ التي لاتـُشبه نفسكَ :مأجورا ؟ مدفوعا ؟ عميلا؟ فمن لطَّـخ المسرح بالتفاهة والبلاهة ؟ أليس النـَّزقون، المُزقزقونَ نحو [الإحتراف ]؟ من سفـَك شرايين الإبداع المشاغب والفعال أليس المهَـرولون ، المتسللون نحو[ الدعْـم ] ؟ أين هو الدعم الآن في زمن ( كورونا )؟؟ من رسمَ هشاشته وخطَّ ألوان الفسَادِ وَ الإِفْـساد ؟ أليست تلك اللجن التي( كانت) تختار وتناور وتتبجح طبقا لمعيار؛مصنوع في صاغة محتسبها مجهول.
من فـَعـَّـل وأنتج المقايضات بين الملفات والدعْـم ؛ في عـُلب مظلمة ؛ أليس بعض أعضاء اللجن المدسوسين في المسرح خطأ ؟
فأي احتفال وأي يوم وقاعات المسرح شبه فارغة ؛ وحْدهم الممثلون فوق الركح يتحركون؛ والإنارة تتحرك يمينا وشمالا . فمن أنتج هاته الوضعية العجيبة الغريبة ؛ رغم مجانية الحضور؟ أليس المسرحييون أنفسهم ؟ ويوم قالها- الوزير- انهالت عليه الحجارة الزرقاء( الفايس بوك) من موسكو وبرلين وعطارد؛ ونسينا جميعا صنيعة الوزير السابق؛ في جماعة معينة ؛ منشقة عن جماعة من زمرته. ونسوا الذي قبله ؛ وتلك الإحتجاجات التي كانت باستمرار أمام مكتبه ! ونسوا الذي قبله الذي هجَّرأو هَـرب المهرجان من مكناس لتطوان ؟ وهكذا دواليك، فمن اغتال مسرح الإشراقات والتضحيات مسرح ( الهواة ) ربما هاته الصفة قدحية ؛ حاول الرفاق والزملاء استبدالها بالتجريبي؛ رفضت ( جامعة مسرح الهواة ) تم نطت كما نط أغلب المسرحيين ، نحو شق الإحتراف ؛ وانخرطوا في النقابة الوطنية للمسرح الإحترافي؛ ليحتفلوا باليوم الوطني للمسرح الإحترافي ؛ في مثـل هَـذااليوم السعيد ( 14 مايو( الموافق) 20 رمضان ) الملازم ل 60 يوما من الحجر الصحي ببلادنا ( تحـديدا) وما احتفلت قطُّ يوما؛ لأن الدعم طمس المباديء؛ والجري وراء المناصب النقابية أتلفتِ الخطوات . فانهار كل شيء من مهرجان الهواة / ملتقيات/ أيام/ مسرحية / علائق إنسانية/ حميمية الذكريات/ وأمسى الملح فاسدا ؛ رغم أن الملح لايفسد ؛ لطبيعة تكوينه وتاريخه المقدس.
معْـذورة تلك النفس الآمارة بالسوء ؛ والجهر به ؛ لأن الغشاوة بادية على فهْم ذاك الذي سوَّلت له نفسه أن صاحب هـذا المَكْتوب؛ كُـتِبَ عليه. أن يكون عميلا أو مأجورا أو مدفوعا ؟ لأنه لا يدرك أننا ندون ما يحز في النفس لما آلت إليه الأوضاع الفنية/ المسرحية ( تحديدا) في كل سنة ؛ وهذا ليس ادعاء بل ممارسة تاريخية ؛ تبرر بخطابها صدق الإختيار؛ ونزاهة المبدأ؛ بدل تعـذيب الذات والإقتتال الدينكيشوتي ؛ النتيجة الآن واضحة؛ تعـدد الجبهات والنقابات؛ وأغلبية الفنانين أضحوا عاطلين ومعوزين؛ أمام ((الجائحة الكورونيانية)) هنا فمادور النقابات ؟ الأمرأساسا يتجاوز ما هو مسطر في القانون الأساسي والداخلي؛ وتجاوز الإختلافات التي هي اصلا شكلية وليست جوهرية بين ( النقابات) بل لامناص أن يحضر( الآن) القانون الإنساني؛ والبحث عن صيغ عملية ؛ تتسم بالحكامة وقيم التآخي والتآزر والتضامن ونكران الذات ، لكي يتجاوزأغلب الأصدقاء والزملاء الفنانين هذه المحنة ؛ بهَـذا الإهتمام والـدفع نحو التآخي : يكمن الإحتفال الحقيقي –
أليس هناك فنانين أغنياء ؛ اغتنوا من المسرح / السينما ؟ فما دورهم ؛ وما أهميته غناهم ؛ إن لم يساعدوا زملاءهم ؛ طبعا كانت هنالك بعض البوادر من بعض الفنانين ولكن في شق الموسيقيين ؛ وليس المسرحيين !
فليكن المرء شفافا ؛ وصادقا مع نفسه ؛ بأن الوضع المسرحي ؛ أمسى كارثيا وكشفت هاته الجائحة الوبائية أن الأغلب الأعم من المسرحيين لا يمتلكون سلوكا سياسيا وأخلاقيا واستراتيجيا. وهاته ليست سُـبَّة أو نقيصة ؛ بل استنتاجا لما لوحظ من صمت مريب للفنانين ؛ أمام بعض التصريحات و الأقاويل والردود من بعض الفنانين/ الفنانات أحـداهن ( فنانة ) اتهمت الناس أو نعتتهم بالغباء ؛ على إثر( أن ) أحدهم نشر ( فيديو) يدين ( الفنانين) على إثر (الذين) طلبوا إعانة ومساعدة من ( صندوق تدبير كورونا ) (1) واشتد حبل التدوينات بين الساخطين والناقمين وبين المدافعين؛ وكل ( الفنانين) صامتين حتى ( النقابات) إلا واحدا يحلم أكثر من الحلم وليس فنانا متفرغا ! قـدم درسا لمواطني( الفايس بوك) يعرف بين الفنان والنجم ومعاناة الفنان وجنود الخفاء... إنه الهٌـراء ؛ فبدل أن تفكر ( النقابات) في البحث عن خطط جديدة واستراتيجيات فعالة في إطار ما ألم بنا فجأة من اكتساح الفيروس الوبائي على فضائنا؛ والذي فرض قوته وحضوره ؛ كما اتضحت معالم تموقعاته في عدة دول ومناطق؛ مما فرض وسيفرض هذا الوباء إعادة ترتيب الأولويات واستبدال أليات وتصورات وتفعيل مقاربات اجتماعية واقتصادية . فلامناص أن يعيد الفنان المسرحي؛ ترتيب أوراقه ؛ وإعادة الثقة لإبداعه وطاقته وجمهوره .إيمانا بأن الإبداع الحقيقي والخلاق؛ ينمـو في ظل الأزمات والأوضاع السيئة جـدا والكارثية لحـد ما؛ باعتبار أن الأزمات تفرض دينامية مختلفة عما اعتاده الإنسان في حياته الخاصة ؛ والمواطن في حياته العامة وعلائقه بالوضع العام . لكن المطب الخطير الذي سقطت في نقابة المسرحيين ؛ وربما ستكون له تبعات مستقبلية بين الفرقاء والفنانين: ما أقـدمت عليه الكونفدرالية المغربية للمنظمات الفنية والثقافية المحترفة من رفع شكاية حسب بلاغها الذي يقول: أن اعتقال الحزين جاء بعد شكاية تقدمت بها ضده بتاريخ 7 أبريل الجاري، مباشرة بعد نشره لفيديو بتاريخ 5 أبريل يهاجم من خلال عموم الفنانين المغاربة بمجموعة من الشتائم والألفاظ المهينة في حق المبدعين والفنانين(2) وانضافت إليها شكاية :النقابة المغربية لمهن الفنون الدرامية ؛ بحيث: وفي هذا الصدد كتب مسعود بوحسين رئيس النقابة المغربية لمهن الفنون الدرامية على حسابه بفيسبوك قائلا: “لأن الموضوع وصل إلى حـد السب والقذف والتكفير والتحريض على كراهية الفنانين…فقد ثم وضع شكاية إلكترونية في الموضوع لدى النيابة العامة بعْـد زوال اليوم بعد التشاور مع مجموعة من الهيئات الفنية” (3) بداهة أن القضاء قام بواجبه ؛ من زاوية ما رآه مساسا بحق الأشخاص؛ طبقا للمسطرة الجنائية. وحوكم المشتكي به.
ولكن ما لم تنتبه إليه النقابتين؛ أنها أعطت للمدعي عليه إشعاعا إضافيا؛ لأن السجن تعَـود عليه ؛ بشكل اعتيادي. بحيث شخصيا لم أكن أعرف ذاك الإسم ولم استمع قـَط لأي فيديو ينجزه . وثانيا : أثارت هذه القضية عددا من ردود الفعل وسط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بأولاد تايمة وعددا من الفعاليات الجمعوية والحقوقية بالمنطقة معتبرين أن هذا الأخير قد عبر عن موقفه الرافض لدعم الفنانين من صندوق كورونا، مؤكدين أنه وجَّـه خطابه للفن الساقط وليس للفن الراقي(4) وثالثا : مسألة حرية التعبير التي تدافع عنها النقابات .
وعموما أيها المسرحي في يومك الوطني هـذا؛ وفي ظرفية الحجر الصحي؛ احتفل في دواخلك؛ واترك نـَفـْسك تحاور نـَفـْسها ؛ واطلق لها تجليات البوح الصادق ؛ لتبوح ماذا قدمتْ لك أنـْت ذاتـُها؛ وذاتـُك لذاتِ النفس من إشراقات واحباطات ؛ وأين يكمن الإحباط وأين يتجلى الإشراق.
فــاس/ صبيحة 14/05/2020
ملحوظة:
1/ موجة انتقادات تنهال على منتجي الأفلام المغربية : في صحيفة / موقع هسبريس من الرباط بتاريخ 05/ أبريل/2020 على الساعة 04:27
2/ شكاية نقابات الفنانين ترسل الهواري " حمزة الحزين" للسجن – عن صحيفة نون بوست في 16/أبريل/2020
3/ نـــفســــه وفي العـديد من المواقع الكترونية
4/ اعتقال الناشط الفايسبوكي" حمزة الحزين " بقلم ادريس لكبيش في موقع حقائق 24 بتاريخ 16/04/2020