يعتمد فن المونودراما على قدرات ممثل واحد، فمن خلاله يتم عرض أحداث المسرحية، وتصوير أجوائها.
وأغلب الظن أن المسرح الإغريقي قد بدأ من خلال هذا الشكل، فقد عرفنا أن الممثل ثيسبيس كان يرتل بعض الأناشيد الخاصة بالإله الوثنى باخوس "أو ديونيسوس"، ومن خلال هذه الأناشيد ظهر المسرح عند الإغريق، وتطور بعد ذلك، فكان ذلك الممثل وغيره من الممثلين يتجاوبون مع الجوقة في أعياد هذا الإله الوثنى، وكان التطور الأكبر بعد ذلك في ظهور أكثر من ممثل مع هذه الجوقة وهم يعرضون أحداثًا دينية واجتماعية وسياسية.
وهناك ظاهرة واضحة في مسرحيات يوربيديس –على وجه الخصوص – وهي أنه يجعل في مقدمتها أحد شخصيات المسرحية يذكر الأحداث السابقة على الحدث الرئيس فيها ويمهد له، كما نرى في مسرحية "الفينيقيات" ومسرحية "ميديا"، وما أشبه ما يقوم به ذلك الشخص في تلك المسرحيات بالمونودراما!
ولم تعرف المونودراما كفن مسرحي بالشكل المتعارف عليه بكل خصائصه الفنية سوى في العصر الحديث، وكتب بعض كبار الكتاب
في العصر الحديث بعض مسرحياتهم بأسلوب المونودراما كمسرحية "الأقوى" لاسترندبرج، ومسرحية "قبل الإفطار" ليوجين أونيل، ومسرحية "الصوت البشري" لجان كوكتو.
وفي الآونة الأخيرة صارت المونودراما صيحة العصر في المسرح، وصار هناك مهرجانات في الجامعات وخارجها خاصة بالمونودراما؛ ولعل من أسباب ذلك، أن المونودراما لا تحتاج إلا لممثل واحد، وغالبًا ما يكون ديكور مسرحيات المونودراما ديكورًا بسيطًا، بل أحيانًا يتم عرضها في الخلاء أو في الشارع.
فقلة عدد الممثلين لممثل واحد، وقلة عدد الإمكانات المطلوبة في عرض المونودراما من العوامل التي أدت لانتشارها في العصر الحديث.
ومن خلال مسرحيات المونودراما تظهر قدرات الممثل في تقمصه لشخصية أو أكثر، وكلما كان موهوبًا بقدر كبير كان أقدر على جذب الجماهير للمسرحية التي يعرضها لا سيما إن كانت متقنة في بنائها.
وبعض مسرحيات المونودراما التي تقدم للكبار تعتمد على إمكانات الممثل أكثر منها على جودة النص الذي يقدمه، فنرى بعض مسرحيات المونودراما لا تقوم على نص مكتوب بقدر ما تقوم على فكرة يجسدها الممثل، ويستعين بالحركة والرقص والموسيقى لإيصال هذه الفكرة.
وينجذب الجمهور لهذه النوعية من المسرحيات؛ لأنه يرى ما يبهره فيها في حركة الجسد، والرقصات والإشارات والموسيقى المصاحبة لذلك، وكثيرًا ما تفوز هذه المسرحيات في المسابقات الجامعية عن المونودراما.
أما مسرحيات المونودراما التي تعتمد على نص مكتوب محبوك،وتعتمد على الكلمة بقدر كبير – فإنها تؤثر في الجمهور، ولكنها
لا تحظى من كثير من النقاد بالاهتمام؛ لأن المونودراما صارت ترتبط عندهم – أو عند أكثرهم – بالعرض المرتبط بحركة الجسد والرقص والموسيقى، وليس بالنص المكتوب المحبوك.
وأنا من أنصار العرض المسرحي الذي يقوم على نص جيد، وأرى أن الحركات والرقصات والإشارات والموسيقى هي وسائل لا تغني عن الكلمة، ولا يمكن أن نستعيض بها عن الكلمة في كل المسرحيات التي نقدمها في عالمنا العربي؛ ولذا يجب أن نشجع مسرحيات المونودراما التي تقوم على نص مكتوب محبوك، وأن ننظر لقدرات الممثل في أدائها، ونقيّمه بناء على حسن أدائه لها.
وبالطبع هذا لا يمنع من أن تكون هناك مسرحيات مونودراما تعتمد على عناصر أخرى مع الكلمة أو بدونها، كالحركات والإشارات والرقصات والأصوات والموسيقى وغير ذلك.
وأغلب الظن أن المسرح الإغريقي قد بدأ من خلال هذا الشكل، فقد عرفنا أن الممثل ثيسبيس كان يرتل بعض الأناشيد الخاصة بالإله الوثنى باخوس "أو ديونيسوس"، ومن خلال هذه الأناشيد ظهر المسرح عند الإغريق، وتطور بعد ذلك، فكان ذلك الممثل وغيره من الممثلين يتجاوبون مع الجوقة في أعياد هذا الإله الوثنى، وكان التطور الأكبر بعد ذلك في ظهور أكثر من ممثل مع هذه الجوقة وهم يعرضون أحداثًا دينية واجتماعية وسياسية.
وهناك ظاهرة واضحة في مسرحيات يوربيديس –على وجه الخصوص – وهي أنه يجعل في مقدمتها أحد شخصيات المسرحية يذكر الأحداث السابقة على الحدث الرئيس فيها ويمهد له، كما نرى في مسرحية "الفينيقيات" ومسرحية "ميديا"، وما أشبه ما يقوم به ذلك الشخص في تلك المسرحيات بالمونودراما!
ولم تعرف المونودراما كفن مسرحي بالشكل المتعارف عليه بكل خصائصه الفنية سوى في العصر الحديث، وكتب بعض كبار الكتاب
في العصر الحديث بعض مسرحياتهم بأسلوب المونودراما كمسرحية "الأقوى" لاسترندبرج، ومسرحية "قبل الإفطار" ليوجين أونيل، ومسرحية "الصوت البشري" لجان كوكتو.
وفي الآونة الأخيرة صارت المونودراما صيحة العصر في المسرح، وصار هناك مهرجانات في الجامعات وخارجها خاصة بالمونودراما؛ ولعل من أسباب ذلك، أن المونودراما لا تحتاج إلا لممثل واحد، وغالبًا ما يكون ديكور مسرحيات المونودراما ديكورًا بسيطًا، بل أحيانًا يتم عرضها في الخلاء أو في الشارع.
فقلة عدد الممثلين لممثل واحد، وقلة عدد الإمكانات المطلوبة في عرض المونودراما من العوامل التي أدت لانتشارها في العصر الحديث.
ومن خلال مسرحيات المونودراما تظهر قدرات الممثل في تقمصه لشخصية أو أكثر، وكلما كان موهوبًا بقدر كبير كان أقدر على جذب الجماهير للمسرحية التي يعرضها لا سيما إن كانت متقنة في بنائها.
وبعض مسرحيات المونودراما التي تقدم للكبار تعتمد على إمكانات الممثل أكثر منها على جودة النص الذي يقدمه، فنرى بعض مسرحيات المونودراما لا تقوم على نص مكتوب بقدر ما تقوم على فكرة يجسدها الممثل، ويستعين بالحركة والرقص والموسيقى لإيصال هذه الفكرة.
وينجذب الجمهور لهذه النوعية من المسرحيات؛ لأنه يرى ما يبهره فيها في حركة الجسد، والرقصات والإشارات والموسيقى المصاحبة لذلك، وكثيرًا ما تفوز هذه المسرحيات في المسابقات الجامعية عن المونودراما.
أما مسرحيات المونودراما التي تعتمد على نص مكتوب محبوك،وتعتمد على الكلمة بقدر كبير – فإنها تؤثر في الجمهور، ولكنها
لا تحظى من كثير من النقاد بالاهتمام؛ لأن المونودراما صارت ترتبط عندهم – أو عند أكثرهم – بالعرض المرتبط بحركة الجسد والرقص والموسيقى، وليس بالنص المكتوب المحبوك.
وأنا من أنصار العرض المسرحي الذي يقوم على نص جيد، وأرى أن الحركات والرقصات والإشارات والموسيقى هي وسائل لا تغني عن الكلمة، ولا يمكن أن نستعيض بها عن الكلمة في كل المسرحيات التي نقدمها في عالمنا العربي؛ ولذا يجب أن نشجع مسرحيات المونودراما التي تقوم على نص مكتوب محبوك، وأن ننظر لقدرات الممثل في أدائها، ونقيّمه بناء على حسن أدائه لها.
وبالطبع هذا لا يمنع من أن تكون هناك مسرحيات مونودراما تعتمد على عناصر أخرى مع الكلمة أو بدونها، كالحركات والإشارات والرقصات والأصوات والموسيقى وغير ذلك.