زهرة المدائن ..كتحفة موسيقية (مُهملة)..
....
إن الشام والعراق يدهشانك دائماً، هذه المنطقة التي تطاحنت بالحروب، هي التي انتجت أول الأديان المنظمة واعظم القوانين في العالم،، واقدم الترنيمات (أوغاريت ١٤٠٠ ق.م). لقد امدت هذه المنطقة بحضارتها العالم بالعمق الإنساني المكتمل (الدين+ الفن+النظام (قانون، إدارة)= حياة). ولا تقِل تلك المقطوعة الأوغاريتية عن أعظم المقطوعات الحالية، من حيث الروحانية العميقة التي تغذي كل حرف موسيقي فيها، وذلك التزامن المفضي إلى غاية مدركة وهي تحفيز الاستجابة العصبية نحو التأمل الميتافيزيقي..أي التأمل في منظومة كونية خاضعة لقانون أعلى، والعاطفة الإنسانية إذ هي محور الفن والدين، فإنها إذا ذلك القانون المُستجدى.
وليس ذلك غريباً، على هذه المنطقة ذات الحضارات الخضراء، فالحضارة المصرية ظلت حضارة الصحراء، اهتمت بالموت أكثر من الحياة، ونلاحظ كيف كان الاهتمام بالقبور فيها أهم من القصور.
بعد هزيمة ١٩٦٧، واثر زيارة فيروز للقدس، قام الأخوان رحباني، بتأليف إمتداد موسيقي حضاري للتاريخ.
انفجرت "زهرة المدائن"..كمجرة جديدة في خضم العماء..كانت بالفعل امتداداً حضاريا للتاريخ المنصرم..
والإمتداد الحضاري في رأيي هو حدث (من) الزمن (التاريخ)، يتجاوز الماضي كمجموعة أحداث (في) الزمن.. ويمكننا أن نقول بأن زهرة المدائن، حدث من الزمن، يُستقطع من مجراه، ليوضع على شاطئ الذاكرة الإنسانية.
غير أن المؤسف بالفعل، أنني لم أجد اكتراثاً موسيقياً لمعالجة هذه المعجزة بالتفكيك والتحليل على نحو فني أكاديمي. وفوق هذا، لم أجد سوى إعادة انتاج اوركسترالية واحد من مجموعة صغيرة تدعى اوركسترا اطوار. في الوقت الذي نالت فيه مقطوعات أقل شأنا إهتماماً أكبر.
وبما أنني لست موسيقياً، فقد ظل وعيي بهذه المعجزة الموسيقية الغنائية، وعياً ذائقياً فقط، أي وعياً شعورياً. فلا يمكنني فهم تلك التنقلات من الإيقاعات العسكرية القوية إلى ذلك العطف والرقة الموسيقية...تبدأ تلك الموسيقى بلحن جنائزي، وتمتزج فوراً بلحن كنائسي ثم تنتفض بطبول الحرب، ثم الحب، ثم السلام،..
ولا أتحدث هنا عن فيروز، لأن صوت فيروز والجوقة والموسيقى كانوا جميعا يلعبون دوراً واحدا، يتكاملون.
لم أجد كتباً موسيقية أو فلسفية أكاديمية، تهتم بتشريح ذلك المنتج الحضاري التاريخي. والأنكى، أنني لم أجد اهتماما سيمفونياً عالمياً يحاول إعادة تمثيل ذلك المشهد الموسيقي العظيم، كما قد فعل فيل هارموني ألمانيا بمقطوعات شرقية أخرى، كموشح (لما بدا يتثنى) وغيره..ربما كان السبب سياسياً. ولكن لماذا لم تحاول اوركسترا القاهرة السيمفوني ذلك حتى لو في عهد التمدد الثوري العروبي؟....
....
إن الشام والعراق يدهشانك دائماً، هذه المنطقة التي تطاحنت بالحروب، هي التي انتجت أول الأديان المنظمة واعظم القوانين في العالم،، واقدم الترنيمات (أوغاريت ١٤٠٠ ق.م). لقد امدت هذه المنطقة بحضارتها العالم بالعمق الإنساني المكتمل (الدين+ الفن+النظام (قانون، إدارة)= حياة). ولا تقِل تلك المقطوعة الأوغاريتية عن أعظم المقطوعات الحالية، من حيث الروحانية العميقة التي تغذي كل حرف موسيقي فيها، وذلك التزامن المفضي إلى غاية مدركة وهي تحفيز الاستجابة العصبية نحو التأمل الميتافيزيقي..أي التأمل في منظومة كونية خاضعة لقانون أعلى، والعاطفة الإنسانية إذ هي محور الفن والدين، فإنها إذا ذلك القانون المُستجدى.
وليس ذلك غريباً، على هذه المنطقة ذات الحضارات الخضراء، فالحضارة المصرية ظلت حضارة الصحراء، اهتمت بالموت أكثر من الحياة، ونلاحظ كيف كان الاهتمام بالقبور فيها أهم من القصور.
بعد هزيمة ١٩٦٧، واثر زيارة فيروز للقدس، قام الأخوان رحباني، بتأليف إمتداد موسيقي حضاري للتاريخ.
انفجرت "زهرة المدائن"..كمجرة جديدة في خضم العماء..كانت بالفعل امتداداً حضاريا للتاريخ المنصرم..
والإمتداد الحضاري في رأيي هو حدث (من) الزمن (التاريخ)، يتجاوز الماضي كمجموعة أحداث (في) الزمن.. ويمكننا أن نقول بأن زهرة المدائن، حدث من الزمن، يُستقطع من مجراه، ليوضع على شاطئ الذاكرة الإنسانية.
غير أن المؤسف بالفعل، أنني لم أجد اكتراثاً موسيقياً لمعالجة هذه المعجزة بالتفكيك والتحليل على نحو فني أكاديمي. وفوق هذا، لم أجد سوى إعادة انتاج اوركسترالية واحد من مجموعة صغيرة تدعى اوركسترا اطوار. في الوقت الذي نالت فيه مقطوعات أقل شأنا إهتماماً أكبر.
وبما أنني لست موسيقياً، فقد ظل وعيي بهذه المعجزة الموسيقية الغنائية، وعياً ذائقياً فقط، أي وعياً شعورياً. فلا يمكنني فهم تلك التنقلات من الإيقاعات العسكرية القوية إلى ذلك العطف والرقة الموسيقية...تبدأ تلك الموسيقى بلحن جنائزي، وتمتزج فوراً بلحن كنائسي ثم تنتفض بطبول الحرب، ثم الحب، ثم السلام،..
ولا أتحدث هنا عن فيروز، لأن صوت فيروز والجوقة والموسيقى كانوا جميعا يلعبون دوراً واحدا، يتكاملون.
لم أجد كتباً موسيقية أو فلسفية أكاديمية، تهتم بتشريح ذلك المنتج الحضاري التاريخي. والأنكى، أنني لم أجد اهتماما سيمفونياً عالمياً يحاول إعادة تمثيل ذلك المشهد الموسيقي العظيم، كما قد فعل فيل هارموني ألمانيا بمقطوعات شرقية أخرى، كموشح (لما بدا يتثنى) وغيره..ربما كان السبب سياسياً. ولكن لماذا لم تحاول اوركسترا القاهرة السيمفوني ذلك حتى لو في عهد التمدد الثوري العروبي؟....