أ. د. عادل الأسطة - سور المقبرة الغربية في نابلس

قبل عام كان معي ألف دينار احترت أين اخبئها . المنزل غير آمن ، فهناك أجهزة أمن وقائي ؛ من هذا الفصيل أو ذاك ، تفتش في غيابي ، حتى وراء رف المكتبة ، وقد تدفعها الحاجة لسرقة المال إن وجدته . ربما أنا سيء النية والطوية ، ولكن نسبة كبيرة من أبناء شعبي تسرق الماء والكهرباء وتصلي أيضا . أين أخبيء المبلغ ؟
في سور مقبرة المدينة الغربية فراغات بين الحجارة وهي كثيرة . قلت هذا مكان آمن ولا يخطر على بال أحد . والناس تضع في هذه الفراغات بقايا مشروباتها وأكياس البطاطا / الشيبس وكاسات الشاي والقهوة ومحارم الفاين و .. و ... ثم إن هناك بشرا موتى آمنين .
وضعت المبلغ في أحد الفراغات بعد أن علمته جيدا واحكمت إغلاق المغلف .
اليوم مر عام على الأمر وقررت أن أنظر في المكان ، وقد اشتقت إلى الألف دينار . والمثل يقول إن صاحب المال يشتاق إلى ماله حتى لو لم يكن بحاجة إليه .
مددت يدي إلى الفراغ حيث وضعت مالي قبل عام . واسترجعت المبلغ ، ثم وجدتني أدسه في أيدي محتاجين .
هناك في سور مقبرة المدينة فراغات عديدة وهي مكان آمن لإخفاء النقود والذهب ، إذ تغطي عليها علب الكوكا كولا الفارغة وكاسات الشاي والقهوة وأكياس بطاطا الشيبس . لقد حولها أهل المدينة إلى حاويات قمامة حقا ، وأما أنا فحولتها إلى مخبأ آمن لنقودي . هكذا أيضأ هي النقود أحيانا . ألا يقول الناس عنها إنها وسخ أيدي ؟ وإن قالوا :
- حرام أن نقول عنها هذا فهي نعمة .
خربشات 13/6/2016

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى