- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : الحرث والنسل !!
" عاد الغريب إلى وطنه وفي قلبه حنين، وفي عقله عزم وتصميم ، لم يكن ما طرأ عليه من التحولات هناك ، من طراز ينقل الكائن الحي من جنس إلى جنس آخر، كالتحول الذي تصوره "كافكا" حين تخيل إنسانا تعتمل في جوفه عوامل حولته إلى خنفساء ، بل كانت تحولاته هناك أشبه بشجرة لم تكن قبل انتقالها قد أزهرت، فأزهرت هناك زهرتها التي لم تنبثق من عدم، بل نقلت الشجرة إلى الأرض الغريبة ، وإرهاصات الأزهار كامنة في أصلابها . فإذا كان للتربة الغريبة فضل عليها، فهو فضل الإسراع نحو النضج لما كان قبل ذلك قد اختمرت خمائره " .
2- المحــارة :
- هذا الاستهلال من مقالة للعلاّمة الفيلسوف "زكي نجيب محمود" تحت عنوان "رؤية واضحة" !! وهي – بالطبع – واضحة له ، ولكن قد يدق إدراكها على غير المتفكرين.
- بعض أنواع الشجر والنبات لا تصح إلا بعد أن تنقل إلى تربة أخرى (أتذكر شتل الأرز) وتطعيم أشجار الفواكه ، ومن الناحية الإنسانية تكلم كثيرون عن الأثر الإيجابي للغربة (النقلة المكانية) – والاغتراب (العزلة النفسية) من أقدمهم الإمام الشافعي في أبياته الشهيرة : سافر تجد عوضا عمن تفارقه.....
- اقتربت من العلاّمة زكي نجيب محمود إبان عمله بجامعة الكويت، أستاذا للفلسفة، وفي عام (1972) – (وكان العام الدولي للكتاب) دعوته لأن يحاضر عن الكتاب في مكتبة (حولي العامة) وكنت ذلك العام مسئولا عن النشاط الثقافي لوزارة التربية في الكويت ، ولعلي تصورت ضيق المجال في الموضوع، غير أن زكي نجيب محمود ، وبين حضور في قاعة المكتبة يعد بالمئات، أفاض علمه عليه بما جعل من الكتاب أحد الهبات الإنسانية التي بنت ماض الإنسان وحاضره ، وتطلعه إلى مستقبله .
- استدعاء (كافكا) ورواية "المسخ" يؤكد معنى أن "الاغتراب" ليس وقفا على المكان، وإنما يمتد أثره (الإيجابي) إلى الزمان : من حيث الوعي بالتراث الإنساني ماضيا، والتفكر في توقعات الآتي مستقبلاً، فضلا عن التجذر في الراهن . وكذلك التوسع - ولا أقول الاغتراب- بين الفنون ، فها هو ذا أستاذ الفلسفة ومؤسس الواقعية الوضعية يقرأ لكافكا ، كما سبق له أن قرأ لسقراط، وأفلاطون، وأرسطو، فشجرة المعرفة الوارفة متصلة الجذور .
- آخر تلاميذ الدكتور زكي نجيب محمود، الذين عرفتهم : الدكتور عاطف العراقي، وقد حضرت له مناقشة لأطروحة دكتوراه في جامعة الزقازيق ، وكان حفياً بذكرى أستاذه، واستعادة أفكاره ، والبناء عليها ، والتفريع في نتائجها ، بما أكد أن بركة العلم في تداوله بين أصحاب العقول الشريفة !!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب : "حصاد السنين" – تأليف: زكي نجيب محمود – دار الشروق – الطبعة الخامسة - 2014 – ص123 .
1- اللؤلؤة : الحرث والنسل !!
" عاد الغريب إلى وطنه وفي قلبه حنين، وفي عقله عزم وتصميم ، لم يكن ما طرأ عليه من التحولات هناك ، من طراز ينقل الكائن الحي من جنس إلى جنس آخر، كالتحول الذي تصوره "كافكا" حين تخيل إنسانا تعتمل في جوفه عوامل حولته إلى خنفساء ، بل كانت تحولاته هناك أشبه بشجرة لم تكن قبل انتقالها قد أزهرت، فأزهرت هناك زهرتها التي لم تنبثق من عدم، بل نقلت الشجرة إلى الأرض الغريبة ، وإرهاصات الأزهار كامنة في أصلابها . فإذا كان للتربة الغريبة فضل عليها، فهو فضل الإسراع نحو النضج لما كان قبل ذلك قد اختمرت خمائره " .
2- المحــارة :
- هذا الاستهلال من مقالة للعلاّمة الفيلسوف "زكي نجيب محمود" تحت عنوان "رؤية واضحة" !! وهي – بالطبع – واضحة له ، ولكن قد يدق إدراكها على غير المتفكرين.
- بعض أنواع الشجر والنبات لا تصح إلا بعد أن تنقل إلى تربة أخرى (أتذكر شتل الأرز) وتطعيم أشجار الفواكه ، ومن الناحية الإنسانية تكلم كثيرون عن الأثر الإيجابي للغربة (النقلة المكانية) – والاغتراب (العزلة النفسية) من أقدمهم الإمام الشافعي في أبياته الشهيرة : سافر تجد عوضا عمن تفارقه.....
- اقتربت من العلاّمة زكي نجيب محمود إبان عمله بجامعة الكويت، أستاذا للفلسفة، وفي عام (1972) – (وكان العام الدولي للكتاب) دعوته لأن يحاضر عن الكتاب في مكتبة (حولي العامة) وكنت ذلك العام مسئولا عن النشاط الثقافي لوزارة التربية في الكويت ، ولعلي تصورت ضيق المجال في الموضوع، غير أن زكي نجيب محمود ، وبين حضور في قاعة المكتبة يعد بالمئات، أفاض علمه عليه بما جعل من الكتاب أحد الهبات الإنسانية التي بنت ماض الإنسان وحاضره ، وتطلعه إلى مستقبله .
- استدعاء (كافكا) ورواية "المسخ" يؤكد معنى أن "الاغتراب" ليس وقفا على المكان، وإنما يمتد أثره (الإيجابي) إلى الزمان : من حيث الوعي بالتراث الإنساني ماضيا، والتفكر في توقعات الآتي مستقبلاً، فضلا عن التجذر في الراهن . وكذلك التوسع - ولا أقول الاغتراب- بين الفنون ، فها هو ذا أستاذ الفلسفة ومؤسس الواقعية الوضعية يقرأ لكافكا ، كما سبق له أن قرأ لسقراط، وأفلاطون، وأرسطو، فشجرة المعرفة الوارفة متصلة الجذور .
- آخر تلاميذ الدكتور زكي نجيب محمود، الذين عرفتهم : الدكتور عاطف العراقي، وقد حضرت له مناقشة لأطروحة دكتوراه في جامعة الزقازيق ، وكان حفياً بذكرى أستاذه، واستعادة أفكاره ، والبناء عليها ، والتفريع في نتائجها ، بما أكد أن بركة العلم في تداوله بين أصحاب العقول الشريفة !!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب : "حصاد السنين" – تأليف: زكي نجيب محمود – دار الشروق – الطبعة الخامسة - 2014 – ص123 .
