المراجع نوعان أساسيان:
- مراجع مباشرة تتعامل معها مباشرة دون وسيط.
- مراجع غير مباشرة تدلك على المراجع المباشرة وتهديك إلى المؤلفات الداخلة في موضوعك تماما، يعتمد التعامل معها على قدرات الباحث على الملاحظة والاكتشاف، ولا يفيد منها سوى الباحث واسع الأفق الذي يمتلك حسا نقديا ووعيا علميا يجعله يوسع دائرة البحث مستدلا على المراجع الخاصة بموضوعه ، والبحث يتوصل لمراجعه من عدة سبل تتدرج حسب أهميتها وتوفرها :
1- الببليوجرافيات: وهي قواعد البيانات الداخلة نصا في علم ما (ببليوجرافيا الرسائل العلمية في الرواية أو في الشعر مثلا) ، وهي شحيحة حد الندرة في مجال البحث العلمي العربي (سنعود لها لاحقا بمشيئة الله) وجودها يغني الباحث بنسبة تتجاوز 95 % من احتياجاته المرجعية ، و غيابها يجعل الباحث مضطرا لبذل جهد أكبر وصولا إلى مراجعه.
2- الرسائل والأبحاث العلمية والمؤلفات السابقة القريبة من التخصص أو الداخلة فيه: وهي التي يعتمد عليها الباحث في التعرف على المراجع، وتمثل قوائم المصادر والمراجع الملحقة بالرسائل العلمية والأبحاث مجالا شديد الأهمية للباحث.
3- قواعد البيانات المختلفة: وهي الدائرة الأوسع للتخصص، فالنقد الروائي تخصص دقيق داخل ضمن دائرة أوسع هي دائرة الأدب، والأدب المصري مثلا داخل ضمن دائرة أوسع، الأدب العربي وهكذا ، ولا يقتصر عمل الباحث على تخصصه الدقيق بحثا عن مراجعه وإنما عليه توسيع الدائرة وصولا إلى مستهدفاته.
4- قوائم دور النشر المتخصصة وغير المتخصصة: وتعد متابعتها مساحة لها أهميتها في متابعة الجديد وتحديث المراجع العلمية، واكتشاف الجديد منها.
5- الأستاذ المشرف بما يمتلكه من خبرات علمية تجعله قادرا على تقديم زاد معلوماتي لتلاميذه من الباحثين.
6- مجموعة الباحثين الأصدقاء من ذوي الاختصاص والداخلين في مجال التخصص الدقيق أو التخصص العام .
7- الأحاديث التلفزيونية وعروض الكتب في الدوريات، والندوات، حلقات النقاش وصفحات الأدباء والباحثين من صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها من الفعاليات التي يمكن للباحث أن يلتقط منها معلومات مرجعية أو إشارات للمراجع والأبحاث والمؤلفات.
وجميعها تمثل مساحة واسعة يكون على الباحث الجاد التحرك فيها للإحاطة بكامل المراجع المتاحة في موضوعه.
يفتقد بعض الباحثين أبسط قواعد التعامل مع المراجع والمصادر، قديما كانت المشكلة في الحصول على المعلومات الخاصة بالمراجع أو الحصول على المرجع نفسه ، اليوم ليس صعبا الحصول على المراجع ، وإنما الصعوبة في كيفية التعامل معها ، وهي مسألة نسبية تخضع لخبرات الباحث وجديته وطموحه العلمي الحقيقي.
للمرجع على الباحث حقوق مرعية وقواعد إلزامية، من أهمها:
- الأمانة العلمية في التعامل مع المرجع، ألا يستمد الباحث مادته من المرجع دون الإشارة إليه وهي القضية الأكثر تكرارا في البحث العلمي اليوم، وباتت السرقات العلمية ملمحا أساسيا في البحث العلمية مما جعلها قضية تكاد لا تنجو منها إلا جامعات قليلة في الوطن العربي كله.
- توثيق المرجع توثيقا كاملا دون نقصان إلا في حالة نقص معلومات التوثيق على المرجع نفسه، وألا يغير الباحث معلومات التوثيق (اسم المؤلف – عنوان الكتاب – الناشر – المدينة – السنة – رقم الطبعة – رقم الصفحة)، محققا الأمانة العلمية في إدراج هذه المعلومات ( من المظاهر غير المقبولة من الباحثين وضع اللقب العلمي على كتاب لا يحمل صاحبه لقبا علميا أو أن المؤلف نفسه لم يضع لقبه العلمي مثل طه حسين مثلا الذي يتطوع البعض بوضع لقبه على مؤلفاته ، وهي حالة مقبولة على حد ما مقارنة بالباحث الذي وضع لقبا علميا لسيبويه فكتب : الدكتور سيبويه ، وباحث آخر يعود لكتاب "التصوير الفني في القرآن " لسيد قطب فيكتب المرجع باسم سيد الشاذلي ( سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي ) هذا هو اسم سيد قطب الكامل كما تذكره المراجع التي كتبت عنه، ولكنه لم ينشر كتبه بهذا الاسم فلماذا نخترع ما ليس مسجلا على المرجع ؟ ( إدراج الاسم بهذه الصورة يوهم أن المؤلف شخص آخر غير المؤلف المعروف ) .
- الإشارة إلى المراجع غير المباشرة حال الإفادة منها.
- إثباتها في قائمة مراجع يعتمد ترتيبها على الترتيب الألفبائي (حسب اسم المؤلف أو عنوان الكتاب)، في ترتيب المصادر الخاصة بمؤلف ما لو كان مشروعه خاضعا للبحث يفضل ترتيب المصادر ترتيبا زمنيا.
- الاجتهاد في توثيق المرجع وتجنب عشوائية التوثيق أو التدليس في المعلومات الخاصة بالتوثيق ، في حالات خاصة يفقد الباحث معلومات التوثيق بأن يتعامل مع مرجع ما في مكتبة ما ، يسجل منه مايريد ثم ينسى أو يفقد بطاقة التوثيق، مما يضعه أمام عدة خيارات :
1- وضع جزء مما اقتبسه أو كله في أي محرك بحث فقد يصادف أن يكون باحث آخر قد اعتمد عليه كليا أو جزئيا ويجد عنده توثيقا لما فقده من توثيق(أصحاب نظرية الفبركة والفهلوة يبادرون لضرب التوثيق وفبركة معلوماته، و قد رصدت حالات لا حصر لها لباحثين كبار فعلوا ذلك ببساطة منتهكين حقوق المرجع ).
2- البحث عن الكتاب في نسخة الكترونية.
3- الاستعانة بصديق تتوفر لديه نسخة ورقية من المرجع.
4- إن لم يتحقق السابق فليس أمام الباحث سوى الاستغناء عن المرجع حفاظا على الأمانة العلمية (أعرف أن هذا لا يحدث كثيرا الآن وأن معظم الباحثين يعمدون إلى محاولة تشويه النص بتغيير ملامحه اعتقادا منهم أن ذلك يخفي جريمتهم النكراء وفعلتهم الشنعاء، باحثة مصرية وضعني القدر في سبيل تحكيم ترقيتها لدرجة علمية وجدتها تفعل ذلك ببراعة منقطعة النظير مع ثلاث مؤلفات منها كتابي " إستراتيجية المكان"، وهي ليست الحالة الوحيدة فيما عاينته من حالات ولن تكون الأخيرة).
إن الحقيقة الأهم التي تغيب عن الباحثين أن ما يقوله الباحث وما تتضمنه الأبحاث في العلوم الإنسانية آراء واجتهادات قابلة للتغيير، فقط الجانب المعلوماتي في البحث (المعلومات التوثيقية للمراجع خاصة) غير قابلة للتغيير، وهي من الجوانب ذات الأهمية القصوى للبحث العلمي الذي تمثل له العصب الأساسي لقيامه وتحقيقه أهدافه، فكم من بحث ضعيف، وكم من رسائل مهلهلة لا قيمة لها إلا بقدر ما حافظت على توثيق مصادرها وتقديم معلومات ببليوجرافية عن العلم التي تختص بها.
- مراجع مباشرة تتعامل معها مباشرة دون وسيط.
- مراجع غير مباشرة تدلك على المراجع المباشرة وتهديك إلى المؤلفات الداخلة في موضوعك تماما، يعتمد التعامل معها على قدرات الباحث على الملاحظة والاكتشاف، ولا يفيد منها سوى الباحث واسع الأفق الذي يمتلك حسا نقديا ووعيا علميا يجعله يوسع دائرة البحث مستدلا على المراجع الخاصة بموضوعه ، والبحث يتوصل لمراجعه من عدة سبل تتدرج حسب أهميتها وتوفرها :
1- الببليوجرافيات: وهي قواعد البيانات الداخلة نصا في علم ما (ببليوجرافيا الرسائل العلمية في الرواية أو في الشعر مثلا) ، وهي شحيحة حد الندرة في مجال البحث العلمي العربي (سنعود لها لاحقا بمشيئة الله) وجودها يغني الباحث بنسبة تتجاوز 95 % من احتياجاته المرجعية ، و غيابها يجعل الباحث مضطرا لبذل جهد أكبر وصولا إلى مراجعه.
2- الرسائل والأبحاث العلمية والمؤلفات السابقة القريبة من التخصص أو الداخلة فيه: وهي التي يعتمد عليها الباحث في التعرف على المراجع، وتمثل قوائم المصادر والمراجع الملحقة بالرسائل العلمية والأبحاث مجالا شديد الأهمية للباحث.
3- قواعد البيانات المختلفة: وهي الدائرة الأوسع للتخصص، فالنقد الروائي تخصص دقيق داخل ضمن دائرة أوسع هي دائرة الأدب، والأدب المصري مثلا داخل ضمن دائرة أوسع، الأدب العربي وهكذا ، ولا يقتصر عمل الباحث على تخصصه الدقيق بحثا عن مراجعه وإنما عليه توسيع الدائرة وصولا إلى مستهدفاته.
4- قوائم دور النشر المتخصصة وغير المتخصصة: وتعد متابعتها مساحة لها أهميتها في متابعة الجديد وتحديث المراجع العلمية، واكتشاف الجديد منها.
5- الأستاذ المشرف بما يمتلكه من خبرات علمية تجعله قادرا على تقديم زاد معلوماتي لتلاميذه من الباحثين.
6- مجموعة الباحثين الأصدقاء من ذوي الاختصاص والداخلين في مجال التخصص الدقيق أو التخصص العام .
7- الأحاديث التلفزيونية وعروض الكتب في الدوريات، والندوات، حلقات النقاش وصفحات الأدباء والباحثين من صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها من الفعاليات التي يمكن للباحث أن يلتقط منها معلومات مرجعية أو إشارات للمراجع والأبحاث والمؤلفات.
وجميعها تمثل مساحة واسعة يكون على الباحث الجاد التحرك فيها للإحاطة بكامل المراجع المتاحة في موضوعه.
يفتقد بعض الباحثين أبسط قواعد التعامل مع المراجع والمصادر، قديما كانت المشكلة في الحصول على المعلومات الخاصة بالمراجع أو الحصول على المرجع نفسه ، اليوم ليس صعبا الحصول على المراجع ، وإنما الصعوبة في كيفية التعامل معها ، وهي مسألة نسبية تخضع لخبرات الباحث وجديته وطموحه العلمي الحقيقي.
للمرجع على الباحث حقوق مرعية وقواعد إلزامية، من أهمها:
- الأمانة العلمية في التعامل مع المرجع، ألا يستمد الباحث مادته من المرجع دون الإشارة إليه وهي القضية الأكثر تكرارا في البحث العلمي اليوم، وباتت السرقات العلمية ملمحا أساسيا في البحث العلمية مما جعلها قضية تكاد لا تنجو منها إلا جامعات قليلة في الوطن العربي كله.
- توثيق المرجع توثيقا كاملا دون نقصان إلا في حالة نقص معلومات التوثيق على المرجع نفسه، وألا يغير الباحث معلومات التوثيق (اسم المؤلف – عنوان الكتاب – الناشر – المدينة – السنة – رقم الطبعة – رقم الصفحة)، محققا الأمانة العلمية في إدراج هذه المعلومات ( من المظاهر غير المقبولة من الباحثين وضع اللقب العلمي على كتاب لا يحمل صاحبه لقبا علميا أو أن المؤلف نفسه لم يضع لقبه العلمي مثل طه حسين مثلا الذي يتطوع البعض بوضع لقبه على مؤلفاته ، وهي حالة مقبولة على حد ما مقارنة بالباحث الذي وضع لقبا علميا لسيبويه فكتب : الدكتور سيبويه ، وباحث آخر يعود لكتاب "التصوير الفني في القرآن " لسيد قطب فيكتب المرجع باسم سيد الشاذلي ( سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي ) هذا هو اسم سيد قطب الكامل كما تذكره المراجع التي كتبت عنه، ولكنه لم ينشر كتبه بهذا الاسم فلماذا نخترع ما ليس مسجلا على المرجع ؟ ( إدراج الاسم بهذه الصورة يوهم أن المؤلف شخص آخر غير المؤلف المعروف ) .
- الإشارة إلى المراجع غير المباشرة حال الإفادة منها.
- إثباتها في قائمة مراجع يعتمد ترتيبها على الترتيب الألفبائي (حسب اسم المؤلف أو عنوان الكتاب)، في ترتيب المصادر الخاصة بمؤلف ما لو كان مشروعه خاضعا للبحث يفضل ترتيب المصادر ترتيبا زمنيا.
- الاجتهاد في توثيق المرجع وتجنب عشوائية التوثيق أو التدليس في المعلومات الخاصة بالتوثيق ، في حالات خاصة يفقد الباحث معلومات التوثيق بأن يتعامل مع مرجع ما في مكتبة ما ، يسجل منه مايريد ثم ينسى أو يفقد بطاقة التوثيق، مما يضعه أمام عدة خيارات :
1- وضع جزء مما اقتبسه أو كله في أي محرك بحث فقد يصادف أن يكون باحث آخر قد اعتمد عليه كليا أو جزئيا ويجد عنده توثيقا لما فقده من توثيق(أصحاب نظرية الفبركة والفهلوة يبادرون لضرب التوثيق وفبركة معلوماته، و قد رصدت حالات لا حصر لها لباحثين كبار فعلوا ذلك ببساطة منتهكين حقوق المرجع ).
2- البحث عن الكتاب في نسخة الكترونية.
3- الاستعانة بصديق تتوفر لديه نسخة ورقية من المرجع.
4- إن لم يتحقق السابق فليس أمام الباحث سوى الاستغناء عن المرجع حفاظا على الأمانة العلمية (أعرف أن هذا لا يحدث كثيرا الآن وأن معظم الباحثين يعمدون إلى محاولة تشويه النص بتغيير ملامحه اعتقادا منهم أن ذلك يخفي جريمتهم النكراء وفعلتهم الشنعاء، باحثة مصرية وضعني القدر في سبيل تحكيم ترقيتها لدرجة علمية وجدتها تفعل ذلك ببراعة منقطعة النظير مع ثلاث مؤلفات منها كتابي " إستراتيجية المكان"، وهي ليست الحالة الوحيدة فيما عاينته من حالات ولن تكون الأخيرة).
إن الحقيقة الأهم التي تغيب عن الباحثين أن ما يقوله الباحث وما تتضمنه الأبحاث في العلوم الإنسانية آراء واجتهادات قابلة للتغيير، فقط الجانب المعلوماتي في البحث (المعلومات التوثيقية للمراجع خاصة) غير قابلة للتغيير، وهي من الجوانب ذات الأهمية القصوى للبحث العلمي الذي تمثل له العصب الأساسي لقيامه وتحقيقه أهدافه، فكم من بحث ضعيف، وكم من رسائل مهلهلة لا قيمة لها إلا بقدر ما حافظت على توثيق مصادرها وتقديم معلومات ببليوجرافية عن العلم التي تختص بها.