يتساءل البعض عند نوعية المراجع التي يعتمد عليها الباحث: هل يجب عليه الالتزام بمراجع تخص نقطة بحثه، ولا يجوز له الخروج عنها أو تجاوز دائرة التخصص؟. بمعنى أن الباحث في الرواية ألا يجوز له الاعتماد على مراجع في الشعر أو في البلاغة أو في النحو أو في علم اللغة أو التاريخ أو الفلسفة؟
يدرك المشتغلون بالبحث العلمي وظيفة المراجع وقيمتها ، في هذا السياق يهمنا منها وظيفتان:
- توثيقية: تؤكد وترسخ أطروحات الباحث.
- إثرائية: تكشف عن قدرات الباحث وحسن إدارته عملية البحث ومنها إثراء أطروحاته وقدرته على ربط بحثه بالنشاط الإنساني (قيمة كبرى ومستوى أرقى لا يصله إلا المتميزون في البحث العلمي).
وهو ما يحدد حركة الباحث في ثلاث دوائر أساسية (الصورة المرفقة):
الأولى: دائرة النقطة البحثية أو منطقة اشتغاله الخاص، وهي محدودة بالجنس الأدبي الذي يشتغل عليه (باحث يعمل في الشعر يحبس نفسه داخل دائرة الدراسات المعنية بالشعر فقط).
الثانية: دائرة الأجناس الأدبية الأخرى، وفيها يعتمد الباحث على الدراسات المنجزة في المنطقة الأوسع، منطقة الأجناس الأخرى أو دائرة الأدب بشكل عام (باحث يشتغل في الشعر يمكنه توظيف المراجع الخاصة بالرواية والسرد والمسرح) .
الثالثة: توسيع الباحث دائرة الإفادة من كل العلوم الإنسانية وغيرها (باحث يشتغل في الشعر يمكنه توظيف مراجع في التاريخ والجغرافيا والفلك والطب والهندسة وغيرها).
الحقيقة التي تغيب عن البعض (لا أبالغ إذا قلت الغالبية) أن الباحث يمكنه الاعتماد على كل المراجع في كل العلوم وليس هناك دستور أو قانون أو منطق يحرم ذلك أو يعده نقيصة في البحث العلمي ، فقط على الباحث أن:
- يبدأ اعتماده على المراجع من الأقرب للأبعد وليس العكس، يعني لا يكون اعتماده على مراجع الدائرة الأبعد على حساب الاعتماد على مراجع الدائرة الأقرب.
- يحسن إدارة المرجع مدركا كيفية توظيفه بشكل مناسب وفي موضعه المناسب، بحيث لا يكون زائدا عن الحاجة أو حشوا (يمكنك الاعتماد على مرجع في الطب لتحليل رواية، أو معلومة في الكيمياء لتحليل نص شعري).
أعرف أن هناك مشرفين ومناقشين يأخذون على الباحث اعتماده على مراجع خارج التخصص وهو تضييق على الباحث وإغلاق للعقل الإنساني وتقييده عن الانطلاق للاكتشاف وهو من الأمور السلبية التي يجب مراجعتها وإعادة النظر فيها ، تحريرا للبحث وإطلاقا لقدرات الباحثين ،وتوسيعا لمفهوم العلوم البينية وتنشيطا للدراسات المعنية بها ومنجزات البحث العلمي فيها ، فالكون كل متصل ، وإنما أفسد البحث العلمي في ثقافتنا العربية هذا الانغلاق وهذا التضييق غير المبرر الذي لا يتوافق مع طبيعة البحث العلمي غير المحدد بعلم أو فكرة أو مكان أو زمان أو حتى خيال .
يدرك المشتغلون بالبحث العلمي وظيفة المراجع وقيمتها ، في هذا السياق يهمنا منها وظيفتان:
- توثيقية: تؤكد وترسخ أطروحات الباحث.
- إثرائية: تكشف عن قدرات الباحث وحسن إدارته عملية البحث ومنها إثراء أطروحاته وقدرته على ربط بحثه بالنشاط الإنساني (قيمة كبرى ومستوى أرقى لا يصله إلا المتميزون في البحث العلمي).
وهو ما يحدد حركة الباحث في ثلاث دوائر أساسية (الصورة المرفقة):
الأولى: دائرة النقطة البحثية أو منطقة اشتغاله الخاص، وهي محدودة بالجنس الأدبي الذي يشتغل عليه (باحث يعمل في الشعر يحبس نفسه داخل دائرة الدراسات المعنية بالشعر فقط).
الثانية: دائرة الأجناس الأدبية الأخرى، وفيها يعتمد الباحث على الدراسات المنجزة في المنطقة الأوسع، منطقة الأجناس الأخرى أو دائرة الأدب بشكل عام (باحث يشتغل في الشعر يمكنه توظيف المراجع الخاصة بالرواية والسرد والمسرح) .
الثالثة: توسيع الباحث دائرة الإفادة من كل العلوم الإنسانية وغيرها (باحث يشتغل في الشعر يمكنه توظيف مراجع في التاريخ والجغرافيا والفلك والطب والهندسة وغيرها).
الحقيقة التي تغيب عن البعض (لا أبالغ إذا قلت الغالبية) أن الباحث يمكنه الاعتماد على كل المراجع في كل العلوم وليس هناك دستور أو قانون أو منطق يحرم ذلك أو يعده نقيصة في البحث العلمي ، فقط على الباحث أن:
- يبدأ اعتماده على المراجع من الأقرب للأبعد وليس العكس، يعني لا يكون اعتماده على مراجع الدائرة الأبعد على حساب الاعتماد على مراجع الدائرة الأقرب.
- يحسن إدارة المرجع مدركا كيفية توظيفه بشكل مناسب وفي موضعه المناسب، بحيث لا يكون زائدا عن الحاجة أو حشوا (يمكنك الاعتماد على مرجع في الطب لتحليل رواية، أو معلومة في الكيمياء لتحليل نص شعري).
أعرف أن هناك مشرفين ومناقشين يأخذون على الباحث اعتماده على مراجع خارج التخصص وهو تضييق على الباحث وإغلاق للعقل الإنساني وتقييده عن الانطلاق للاكتشاف وهو من الأمور السلبية التي يجب مراجعتها وإعادة النظر فيها ، تحريرا للبحث وإطلاقا لقدرات الباحثين ،وتوسيعا لمفهوم العلوم البينية وتنشيطا للدراسات المعنية بها ومنجزات البحث العلمي فيها ، فالكون كل متصل ، وإنما أفسد البحث العلمي في ثقافتنا العربية هذا الانغلاق وهذا التضييق غير المبرر الذي لا يتوافق مع طبيعة البحث العلمي غير المحدد بعلم أو فكرة أو مكان أو زمان أو حتى خيال .