أ. د. عادل الأسطة - رنا قباني ومحمود درويش 2 / القسم الثالث الأخير :

ثمة إشكالية أخرى تثيرها كتابات رنا قباني فيما يخص قصائد درويش ، وهي ما أوردته عن قصيدة " يطير الحمام .. يحط الحمام " ، إذ كتبت عن إقامتهما في باريس:
- " من تلك الحارات ، التي بقيت على شكلها المتعرج والغامض منذ أزمنة ثورات البسطاء في القرون الوسطى ، كان العشاق يمشون ببطء ، تحت شجر الكستناء أو الصفصاف الذي ترك بعض أعضائه تمشط مياه نهر السين ، كان الحمام يطير أمامهم ، وكان يحط ويغرد ، كماكتب محمود في إحدى قصائدالوداع لي ، وهو يتذكر كيف تأملنا جمال الجسر ونحن نهيم على ضفاف النهر " ( القدس العربي ،30/ 8 / 2014 ) . هكذا تضيء لنا رنا فكرة قصيدة " يطير الحمام .. يحط الحمام " وأجواءها ، وتنبئنا عن انفصالهما في زواجهما الثاني ، ولكن الطريف في الأمر أن حياة الحيني - أحمد الشهاوي يخطيء من يقول الهيني ، ويذهب إلى أن من يردد الهيني يقرأ الاسم بحروفه الانجليزية - تقول إن الشاعر كتب القصيدة وأهداها لها ، و قرأها على مسامعها يوم كانا زوجين.
وهكذا نستطيع ، في ضوء كتابات رنا ، وفي ضوء المقابلات مع حياة ، أن نقرأ أشعارا معينة للشاعر ، لم يلق الضوء عليها ، من قبل ، بشكل واضح .
وأنا أتابع الموضوع كتبت على الفيس بوك ، في صفحتي الخاصة ، عن اختلاف الشاعر ، عن كثيرين من أبناء مجتمعنا ، حين يخوضون في الزواج والطلاق . الشاعر رأى المرأة حمامة . غادرت رنا ، فكتب :
- " يطير الحمام " .
وتزوج من حياة ، فكتب : " يحط الحمام " ، أما أمهاتنا وأباؤنا فكانوا يقولون :
" اشلح كندرة والبس كندرة " ؛
ولعلني سأقارب صورة الشاعر في مخيلة رنا مقارنة بصورته في رواية ممدوح عدوان " أعدائي " 2000 .

انتهى المقال
6 / 11/ 2014 تاريخ إنجاز المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى