تحيلنا مجموعة الشاعر ( أنمار مردان ) ومن خلال عنوانها ( متى يكون الموت هامشا ؟) إلى الدخول في السؤال الوجودي الكبير الذي يغير ماهية الموت بوصفه الحقيقية الكبرى التي نعيشها ولم نجد مذ أول العصور إلى ما شاء الكون جوابا ً مقنعا ً برغم أراء الديانات والأساطير في التعامل معه بوصفه انتقالا الى حالة أخرى , سؤال الشاعر بحث في محاولة قلب هذه الماهية من وصفها كحقيقية وجودية مركزية تتحكم في مصائر البشر الى التطلع ليكون هامشا ً , وهو ذات السؤال الأزلي الذي سأله البشر منذ انبثاق الأنسانية إلى اليوم ..
فمتى يكون الموت هامشا ً ؟ أفي المغامرة الوجودية التي خاضها كلكامش في بحثه عن عشبة الخلود لوضع الموت هامشا ً ملقى على طوف الوجود ؟ أو في مغامرات الفلاسفة والمغامرين والشعراء والأخباريين للوصول الى صيغة تحقق الهامشية للموت من خلال الكشف والإبداع الخالق لوجودات مستمرة وجديدة .
ربما تشكل لوحة الغلاف التي ابتدعتها الفنانة ( ام البنين سلاوي ) واحدة من مركزية الموت بشخوصها الشبحية التي تتعامل مع المفهوم نفسه بغموض يتسم بالسحرية والشعرية بتدرج ألوانه الغامقة وتضادها في رموز الأشخاص المكونة لها امام شبح الموت المحدد امامهم .
ربما لا يمنحنا الإهداء الذي يقول جملا تعاطفية مع الأم والأب بوصفهما مكونين لبعث الولادة إضافة إلى الصديق الأبدي الذي يضيف إلى دور الأمومة والأبوة بعدا ً تواصليا مع حياة الآخر .
لو حاولنا أن نستعرض عنوان المجموعة ال ( 23 ) لوجدنا ان صورة الموت والفناء والغربة والتوحد تسيطر على الكثير من نصوصها ويشكل النص الأول ( متى احمل صراطي المستقيم ؟ ) إيهاما ً أمام الشاعر وهو يحمل الصراط المستقيم بعد أن امتلكه بياء المتكلم ليكون محمولاً عوضا ً على حامل على حامل ويكون الشاعر هو حامل الصراط المستقيم الذي يوصل بين ضفة الحياة أو فيوضات التجدد بعد اجتيازه وفقا ً للتصور الديني ليوم الدينونة فهو أي الشاعر متجدد يحاول ان يخلد ذاته رغم محاولات ألغائه فيقول في أول جمل النص ( بعد حذفي / أخضر ُ / أرتشف أعين الرصيف / أحمل سجادة السماء وسادة / للطريق الملثم بنظرة آخر قطرة غيم )
هذا التجدد في الخلق ذات يحيل بعده التواصلي عبر ذات الشاعر حين ينقلب الى طريق جديد غير صراطه المستقيم الذي يتمنى ان يحمله ليكون صراطا آخر يقود ذاته إلى الاخضرار المتجدد والشباب الطالع من شيخوخة الزمن . فهذا النص واقع في أتون التصور الدائب للبحث عن مستوى حياتي جديد يهمش الموت ويجعل من صراطه المستقيم علامة للخلق بعد ان يكون الشاعر هو الحامل لا المحمول عند اجتيازه المحنة مع الموت .
ويتكرر المشهد بصورة أخرى في نص ( النهر الذي ودعني تواً ) فالنهر الرامز الى تدفق الحياة يصار الى مشهد داعٍ وربما الى نهر خاص بالشاعر فتبدو الحياة طوق انبعاث من صور شتى تدين الموت لتخلق حياة منبثقة من ذات الشاعر بل هي ذات الشاعر ( لم أعد أفهم / من يعزف بعدي / أفواه طريقك ِ / لحن شعركِ / قلبكِ المبتور / نبضكِ الأعرج / وأنتِ تلبسين الصمت طيشاً كافرا ) هنا نحن ازاء مشهد آخر ليوم الدينونة تكون فيها محاولة الفهم لتقلبات الامور في ذلك اليوم دعاة للاعجاب او الدهشة التي آلت إليها الأمور لكنه يصر دائما امام هذا المشهد فيقول بعدها بجملة ( أنا أدون أي اخضرار يمر بي ) فالتدوين للاخضرار محاولة للامساك به وفق المخيلة المكتوبة التي يحاول فيها وبحرفة رائعة ان يقلب مفهوم الموت مركزيا الى فعل هامشي وسط خداع الأشياء وتقلبات الأحداث .
هكذا نرى مشهد محاولة إذلال الموت من سطوة مركزيته في نصوص كثيرة ( الحرب عند رمق الثلج ) يقول ( بعد موت حرب قديمة / سأصطحب الخوف فهناك خدود سيتشوه لحمها / والارض غير المطمئنة بخطواتها / تعلن حدادها على فقرها لكم ) فهل الموت المتكرر في رؤيا الشاعر في مخيلته او رؤيته عبر ثقافته المكتسبة قرائيا وليس حياتيا هي الحل للوصول الى توقة المثبوت في اكثر النصوص في تعامله مع الموت بوصفه هامشا وليس مركزا ربما جواب ذلك يأتينا في نص لاحق ( تقاسيم الظل الموحش ) حين يقول ( الفحم يزحم هنا / يقرنص الوقت بالبياض / يحلق ذقن امياله / يشتت حركتها / يمشي على عينها / يمتهنها كنظارة شمسية وأنا الفحم ) فالفحم وهو خلاصه الفناء الواقعي يتحول الى ذات الشاعر ليتحول ليشكل تصورا شاعريا لعمق ذلك الانقلاب بين الفحم الموت والسواد الى الوقت الجديد المتخم بالبياض فيبدو الموت هامشا بقوة مخيلة الشاعر الذي ( يتصيد الخرافات التي رسبت في اول مزنة ) وهي مزنة الانبعاث الجديدة المنفلقة ..
فحين يقول الشاعر ( لا تبحثي / فأنا خارج هذا المرض / بفكرة تؤدي لاخرتي .... )
في نص ( حين يكون الياء شعورا ) فهو يدعي الآخر ويستدعي روحه الذائبة في خضم الملل الى فكرة الابتكار آخرة جديدة وفقا لاشتراطاته التي رسمها بقوة ارادته حين يقول ( انا خارج هذا المرض ) فلا علل في مستقبل ايامه وهو الحامل صراطه المستقيم بمعنى جمالي جديدة وانبعاثي وفي نص الذي حمل عنوان المجموعة ثمة رؤيا تخترق الواقع لتشكل رؤية جديدة لخلق مفهوم جديد للموت في سؤاله ( لماذا نضع اعلانات الموت في وجوهنا وبعدها نبتسم / ونمارس التيه عن كثب بعيد / من منكم يعرف طعم الطريق ) يختم هذا النص بقوله ( لماذا نتكىء على الطوفان / ونزور القبور بأبتسامة تنتظرها الديدان بعناق شديد )
فهل ادانة ظاهرة الموت في هذه النصوص محاوله منه لانبعاث آخر غير متواصل مع أهله القديم ؟ فيقول الشاعر ( فمازلنا نقدس الأرض كأنها الرب / وهي تسعى لتجهز لنا الحفر بنقاء ) هذا التعالي المنبثق من اتون الحزن الذاتي سيشكل في نصوص أخرى صورة الضيم الذي يعشيه شاعر شاب يحاول وفقا لتجارب ذهنية ان يقول الموت خطابا صارخا للإدانة بلا جدوى
الحياة بالفناء الخرافي لجعل الموت هامشا في حياة المبدع .
فمتى يكون الموت هامشا ً ؟ أفي المغامرة الوجودية التي خاضها كلكامش في بحثه عن عشبة الخلود لوضع الموت هامشا ً ملقى على طوف الوجود ؟ أو في مغامرات الفلاسفة والمغامرين والشعراء والأخباريين للوصول الى صيغة تحقق الهامشية للموت من خلال الكشف والإبداع الخالق لوجودات مستمرة وجديدة .
ربما تشكل لوحة الغلاف التي ابتدعتها الفنانة ( ام البنين سلاوي ) واحدة من مركزية الموت بشخوصها الشبحية التي تتعامل مع المفهوم نفسه بغموض يتسم بالسحرية والشعرية بتدرج ألوانه الغامقة وتضادها في رموز الأشخاص المكونة لها امام شبح الموت المحدد امامهم .
ربما لا يمنحنا الإهداء الذي يقول جملا تعاطفية مع الأم والأب بوصفهما مكونين لبعث الولادة إضافة إلى الصديق الأبدي الذي يضيف إلى دور الأمومة والأبوة بعدا ً تواصليا مع حياة الآخر .
لو حاولنا أن نستعرض عنوان المجموعة ال ( 23 ) لوجدنا ان صورة الموت والفناء والغربة والتوحد تسيطر على الكثير من نصوصها ويشكل النص الأول ( متى احمل صراطي المستقيم ؟ ) إيهاما ً أمام الشاعر وهو يحمل الصراط المستقيم بعد أن امتلكه بياء المتكلم ليكون محمولاً عوضا ً على حامل على حامل ويكون الشاعر هو حامل الصراط المستقيم الذي يوصل بين ضفة الحياة أو فيوضات التجدد بعد اجتيازه وفقا ً للتصور الديني ليوم الدينونة فهو أي الشاعر متجدد يحاول ان يخلد ذاته رغم محاولات ألغائه فيقول في أول جمل النص ( بعد حذفي / أخضر ُ / أرتشف أعين الرصيف / أحمل سجادة السماء وسادة / للطريق الملثم بنظرة آخر قطرة غيم )
هذا التجدد في الخلق ذات يحيل بعده التواصلي عبر ذات الشاعر حين ينقلب الى طريق جديد غير صراطه المستقيم الذي يتمنى ان يحمله ليكون صراطا آخر يقود ذاته إلى الاخضرار المتجدد والشباب الطالع من شيخوخة الزمن . فهذا النص واقع في أتون التصور الدائب للبحث عن مستوى حياتي جديد يهمش الموت ويجعل من صراطه المستقيم علامة للخلق بعد ان يكون الشاعر هو الحامل لا المحمول عند اجتيازه المحنة مع الموت .
ويتكرر المشهد بصورة أخرى في نص ( النهر الذي ودعني تواً ) فالنهر الرامز الى تدفق الحياة يصار الى مشهد داعٍ وربما الى نهر خاص بالشاعر فتبدو الحياة طوق انبعاث من صور شتى تدين الموت لتخلق حياة منبثقة من ذات الشاعر بل هي ذات الشاعر ( لم أعد أفهم / من يعزف بعدي / أفواه طريقك ِ / لحن شعركِ / قلبكِ المبتور / نبضكِ الأعرج / وأنتِ تلبسين الصمت طيشاً كافرا ) هنا نحن ازاء مشهد آخر ليوم الدينونة تكون فيها محاولة الفهم لتقلبات الامور في ذلك اليوم دعاة للاعجاب او الدهشة التي آلت إليها الأمور لكنه يصر دائما امام هذا المشهد فيقول بعدها بجملة ( أنا أدون أي اخضرار يمر بي ) فالتدوين للاخضرار محاولة للامساك به وفق المخيلة المكتوبة التي يحاول فيها وبحرفة رائعة ان يقلب مفهوم الموت مركزيا الى فعل هامشي وسط خداع الأشياء وتقلبات الأحداث .
هكذا نرى مشهد محاولة إذلال الموت من سطوة مركزيته في نصوص كثيرة ( الحرب عند رمق الثلج ) يقول ( بعد موت حرب قديمة / سأصطحب الخوف فهناك خدود سيتشوه لحمها / والارض غير المطمئنة بخطواتها / تعلن حدادها على فقرها لكم ) فهل الموت المتكرر في رؤيا الشاعر في مخيلته او رؤيته عبر ثقافته المكتسبة قرائيا وليس حياتيا هي الحل للوصول الى توقة المثبوت في اكثر النصوص في تعامله مع الموت بوصفه هامشا وليس مركزا ربما جواب ذلك يأتينا في نص لاحق ( تقاسيم الظل الموحش ) حين يقول ( الفحم يزحم هنا / يقرنص الوقت بالبياض / يحلق ذقن امياله / يشتت حركتها / يمشي على عينها / يمتهنها كنظارة شمسية وأنا الفحم ) فالفحم وهو خلاصه الفناء الواقعي يتحول الى ذات الشاعر ليتحول ليشكل تصورا شاعريا لعمق ذلك الانقلاب بين الفحم الموت والسواد الى الوقت الجديد المتخم بالبياض فيبدو الموت هامشا بقوة مخيلة الشاعر الذي ( يتصيد الخرافات التي رسبت في اول مزنة ) وهي مزنة الانبعاث الجديدة المنفلقة ..
فحين يقول الشاعر ( لا تبحثي / فأنا خارج هذا المرض / بفكرة تؤدي لاخرتي .... )
في نص ( حين يكون الياء شعورا ) فهو يدعي الآخر ويستدعي روحه الذائبة في خضم الملل الى فكرة الابتكار آخرة جديدة وفقا لاشتراطاته التي رسمها بقوة ارادته حين يقول ( انا خارج هذا المرض ) فلا علل في مستقبل ايامه وهو الحامل صراطه المستقيم بمعنى جمالي جديدة وانبعاثي وفي نص الذي حمل عنوان المجموعة ثمة رؤيا تخترق الواقع لتشكل رؤية جديدة لخلق مفهوم جديد للموت في سؤاله ( لماذا نضع اعلانات الموت في وجوهنا وبعدها نبتسم / ونمارس التيه عن كثب بعيد / من منكم يعرف طعم الطريق ) يختم هذا النص بقوله ( لماذا نتكىء على الطوفان / ونزور القبور بأبتسامة تنتظرها الديدان بعناق شديد )
فهل ادانة ظاهرة الموت في هذه النصوص محاوله منه لانبعاث آخر غير متواصل مع أهله القديم ؟ فيقول الشاعر ( فمازلنا نقدس الأرض كأنها الرب / وهي تسعى لتجهز لنا الحفر بنقاء ) هذا التعالي المنبثق من اتون الحزن الذاتي سيشكل في نصوص أخرى صورة الضيم الذي يعشيه شاعر شاب يحاول وفقا لتجارب ذهنية ان يقول الموت خطابا صارخا للإدانة بلا جدوى
الحياة بالفناء الخرافي لجعل الموت هامشا في حياة المبدع .