أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور .. قبطي في عصر إسلامي !!

- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : قبطي في عصر إسلامي !!
" .. إن الطبقات الوسطى والعلماء كان لهم موقف معتدل بخلاف العامة، والغريب الازدواجية في مواقف العامة، فهذه الجموع التي يحركها التعصب، والذي يغذيه بعض الفقهاء، والتي كانت سريعة الاشتعال والثورة، وممكن لشائعة أن تجعلها تتجه للمسيحيين وممتلكاتهم، كما حدث في عصر (الناصر محمد) . ونجد أن نفس هؤلاء العامة – كما ذكر القريزي، وابن الحاج – هم أكثر من شارك في الاحتفال بالأعياد المسيحية: فعيد النيروز كان يختار أميراً من العامة ، وتجري فيه مظاهر عديدة ، وغالبية من شارك كان من المسلمين، وخميس العهد يسمى أيضا خميس العدس ، كان المسيحيون يهدون المسلمين بالعدس والأطعمة، وكذلك في شم النسيم ، وعيد الغطاس، ففي عصر الإخشيد كانوا ينزلون إلى الماء ، ويغطسون فيه مع المسيحيين اعتقاداً بأنه شفاء من المرض ، فهذه الجموع التي تهاجم الآخر تحتفل بأعياده، وتتبع عدداً من تقاليده وعاداته، ولم يجدوا في هذا تناقضا"

2- المحــارة :
- من أهم ما توصل إليه (الدكتور جمال حَمدان) في كتابه التاصيلي :"شخصية مصر" أنه كشف عن وحدة الجسد المصري، مكاناً ، وبشراً ، على الرغم من اختلاف البيئات الجغرافية ، وتعدد الأديان ، واختلاط الأعراق !! فالمزيج المصري الموحد يصعب جداً فصل مكوناته ، وإذا حدث هذا في أمور طارئة أو جزئية، فإنما يحدث بواعز من طرف خارجي (حتى وإن كان يعيش بيننا، أو كان منا) له غرض خاص في تبديد وحدة الجماعة الوطنية.
- ذكرت الدراسات التاريخية أحداثا مختلفة تقع في محاور الكتلة السكانية الواحدة، غير أن هذا كان – إذا حدث – فلأن خللاً ما صنعته السلطة العليا (الحاكمة) عن قصد، أو عن غفلة ، أو بفعل عوامل خارجية . أما إذا تُركت الكتلة المصرية لطبيعتها وسجيتها ... فما أحلاها ، وما أبهاها، وما أروعها!!
- قرأت في بعض المصادر التاريخية، التي عنيت بالزمن الفرعوني (مصر القديمة) وما تبعه من العصر المسيحي في مصر ، أن الذين انتقلوا من عبادة ثالوث: إيزيس، وأوزوريس، وحورس، إلى العقيدة المسيحية كما نعرفها- كانوا يرسمون وجه مريم العذراء بملامح وجه إيزيس، وكان المسيح الطفل يتخذ وجه حورس، وكان (الأب) يأخذ سمت أوزوريس ، وأنهم ظلوا على ذلك زمنا ليس بالقصير، دون أن يشعروا بشيء من الغرابة ، أو التناقض، حتى ابتدعت صور أخرى، هي السائدة إلى اليوم، ولعلها مصنوعة في الغرب.
- وفي بعض مراحل التاريخ الإسلامي – زمن الفاطميين خاصة – تناقضت مواقف الخلفاء (الأمراء) من المصريين المسيحيين، ومن المصريين اليهود، فارتفع بهم البعض إلى موقع الوزارة والاستشارة ، والطبيب الخاص .. إلخ ، وحاصرهم بعض آخر في زيهم ، وفي ركوبهم ومسيرهم ، مما يسيء إلى معنى (المواطنة) بل يسيء إلى الكرامة الإنسانية.

3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب : " قبطي في عصر إسلامي" للدكتورة زبيدة محمد عطا – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 2017 – ص16 .



25

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى