محمود شاهين - الجهل بين الإنسان الأمي والإنسان المتعلم .

شاهينيات صادمة جدا 1448

سبق وأن تحدثت في شاهينيات 1436 عن الكاتب العربي غير المثقف بأن قلت " الكاتب العربي من القاص إلى الروائي إلى الباحث إلى الشاعرإلى المؤرخ إلى الفيلسوف ، والأستاذ العربي من المدرسة إلى الجامعة ، والإنسان العربي بشكل عام ، غير مثقف على الإطلاق ، طالما اعتقد أن دينه هو الصحيح ، وأن ديانات ومعتقدات البشرية خطأ ، وأن دينه جاءه بالحقائق المطلقة التي لا تقبل الجدل !"

في هذه الحال لن يكون الكاتب مثقفا ما لم يحسم موقفه من المسائل الدينية ، ويرى أنها اجتهادات للعقل البشري لمعرفة سر الوجود والغاية منه ، وأنها لم تتجاوز الاجتهادات التي لم تأت بحقائق مطلقة ، وأن الحقيقة المطلقة بدورها مسألة لم يعرفها العقل البشري بعد ، وقد لا يعرفها إطلاقا ، هذا إذا كان هناك حقيقة مطلقة .

وفي هذه الحال أيضا كيف نصنف مستوى الجهل . فهل الجاهل الأمي بنفس مستوى الجاهل المتعلم ،إذا كان الموقف السلبي من المعتقدات هو مقياس الثقافة للتخلص من الجهل؟

أكيد لا .. فالمسألة تخضع لمستويات مختلفة تبدأ بالانسان الأمي وتنتهي بأستاذ الجامعة المتعلم ، وإن اشترك الجميع برابط الإيمان الذي لا يقبل الجدل .

الخلاصة أن تكون مثقفا . يعني أن تحسم موقفك من المعتقدات كلها وتنظر إليها بمنظار علماني واحد .. وأن ترى أن للوجود غاية هي تحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والجمال وبناء حضارة انسانية .. وأن وجود ألوهة أو خالق أو قائم بالخلق ، مسائل لم تحسم حقائقها بعد وقد لا تحسم، وحتى اليوم ليس هناك إلا الوجود ! ولا شيء غيره ، رغم أن ما نعتقد أنه وجود حقيقي ، لا يستبعد أن يكون وجودا افتراضيا ..

تعليقات

أعلى