حين بَهَتَ الثور المسمى أفريطون أمام منطق سقراط وهو يحاورُه حول علاقة الإنسان بالآلهة الأغريقية قبيلَ بدء محاكمة سقراط الشهيره ، تهاوى قناع الزيف الديني امام الفضيلة الحقيقية ،عبيد الروايات امام تلامذة العقل . محاورة رفيعة في التاريخ من محاورات أفلاطون التي كان سقراط طرفاً فريداً فيها ، معلّماً للبشرية وأستاذاً للجدل وإنتاج الحجة ، الحجة التي اعتبر سقراط توفرَها من عدمِه فاصلاً بين المشعوذين والحكماء المصلحين.
يتركز حوار سقراط مع افريطون عند معنى (التقوى) وافريطون كاهن يدعي معرفة كل شيء متفرد في ظاهره بحيث أقام دعوى ضد أبيه لقتله خادماً من رعيته ، يكبّله سقراط بمنطِقِه في الطاعة العمياء للآلهة الأغريقية . أفريطون يرى أنّ التقوى هي ما تحبّه الالهة من فعل ، وأنَ الناس عليها أن تضحّي وتخدمُ الآلهة ، فيسأله أفلاطون : هل إن الفعل يُعد تقوى لكونه محبوباً من الآلهة حائزاً على رضاها ؟ أم أنه فعلٌ محبوبٌ من الآلهة لأنه تقوى ، أي هل أنّ الفعل هو ماينتجُ المحبة؟ أم أنّ مجرد المحبة للفعل هو مايجعله خيراً وتقوى؟ ،
وكيف يمكن ثياس رضا الالهة التي تستعرض الدراما على الدوام خلافاتهم الصغيرة والكبيرة التي لاتتوقف؟، ثم ماحاجة الالهة لخدمة العباد التي تطرحها يا افريطون ؟، مالذي يقدمه العبد للالهة من خدمة ؟ كيف تقدّمُ خدمة لشخصٍ لايحتاجها؟ ، وكيف تعتني بشيءٍ لاتراه كما يعتني الطبيب بمرضاه أو مربيّ الخيول بخيوله؟ وهل العلاقةُ بينَ العبد والآلهة علاقةُ تبادل مصالح؟ ، أم أنها علاقة معيارية تجعلُ من فكرةِ الإله هي ( الجمال في ذاته والخير في ذاته)
حوار رفيع ، هو في حقيقته حوارٌ فاعل في التاريخ بعد أن تحولت العقائد الى عاهات مستديمة ، الجميع على صح والجميع على خطأ ، كلُ قوم بمالديهم فرِحونْ ، كلُ ( معتقد) يرى أنه الخلاص الالهي النهائي ، حتى دخلت عليه المصالح والسلطة والإقصاء، وأصبحت السلطة لاسيما في العصور الوسطى تحاوِرُ بالسيف وقطع الأعناق ، وابادةِ الشعوب ، بالتفسير المتوحش والإدانة الشريرة التي جعلت من ثنائية الموت والحياة مقابلِة للراي والراي الاخر !!.
فانتقل الإيمان من السكينة الروحية الى يقظة الغزائز ، غرائز الموت والدم، وكل ما لايقبل به عقل أو فطرة ، أي لايقبل به الله الواحد الخالص الذي لا يعنيه من توحش البشر وشراستهم ، سوى الخير ، الخير هو الايمان ، والخير هو الله، ورجلُ الخير لا يستطيعُ الشر أن يلحقة لافي حياته ولا في مماته، كما يقول سقراط .
في موضع آخر بعد الحكم باعدامه بتهمة ازدراء الآلهة الاغريقية ودعوته الى مبدا ( عمل الفضائل خير من عبادة الالهة) ، يرتب له صديقة اقريطون فرصة الهرب من السجن والنجاة من الاعدام فيرفض عرضه مشيرا الى انه هو نفسه من عمل على طاعة القوانين رغم نقده ديمقراطية أثينا الزائفة واتهامه لرموزها بالخيانة والفساد ، ليصبح اول رجل يقتل في التاريخ بسبب افكاره منهيا حياته وهو متجه الى المقصلة بالقول : أنا مدانٌ منهم وهم مدانون من الحقيقة.
يتركز حوار سقراط مع افريطون عند معنى (التقوى) وافريطون كاهن يدعي معرفة كل شيء متفرد في ظاهره بحيث أقام دعوى ضد أبيه لقتله خادماً من رعيته ، يكبّله سقراط بمنطِقِه في الطاعة العمياء للآلهة الأغريقية . أفريطون يرى أنّ التقوى هي ما تحبّه الالهة من فعل ، وأنَ الناس عليها أن تضحّي وتخدمُ الآلهة ، فيسأله أفلاطون : هل إن الفعل يُعد تقوى لكونه محبوباً من الآلهة حائزاً على رضاها ؟ أم أنه فعلٌ محبوبٌ من الآلهة لأنه تقوى ، أي هل أنّ الفعل هو ماينتجُ المحبة؟ أم أنّ مجرد المحبة للفعل هو مايجعله خيراً وتقوى؟ ،
وكيف يمكن ثياس رضا الالهة التي تستعرض الدراما على الدوام خلافاتهم الصغيرة والكبيرة التي لاتتوقف؟، ثم ماحاجة الالهة لخدمة العباد التي تطرحها يا افريطون ؟، مالذي يقدمه العبد للالهة من خدمة ؟ كيف تقدّمُ خدمة لشخصٍ لايحتاجها؟ ، وكيف تعتني بشيءٍ لاتراه كما يعتني الطبيب بمرضاه أو مربيّ الخيول بخيوله؟ وهل العلاقةُ بينَ العبد والآلهة علاقةُ تبادل مصالح؟ ، أم أنها علاقة معيارية تجعلُ من فكرةِ الإله هي ( الجمال في ذاته والخير في ذاته)
حوار رفيع ، هو في حقيقته حوارٌ فاعل في التاريخ بعد أن تحولت العقائد الى عاهات مستديمة ، الجميع على صح والجميع على خطأ ، كلُ قوم بمالديهم فرِحونْ ، كلُ ( معتقد) يرى أنه الخلاص الالهي النهائي ، حتى دخلت عليه المصالح والسلطة والإقصاء، وأصبحت السلطة لاسيما في العصور الوسطى تحاوِرُ بالسيف وقطع الأعناق ، وابادةِ الشعوب ، بالتفسير المتوحش والإدانة الشريرة التي جعلت من ثنائية الموت والحياة مقابلِة للراي والراي الاخر !!.
فانتقل الإيمان من السكينة الروحية الى يقظة الغزائز ، غرائز الموت والدم، وكل ما لايقبل به عقل أو فطرة ، أي لايقبل به الله الواحد الخالص الذي لا يعنيه من توحش البشر وشراستهم ، سوى الخير ، الخير هو الايمان ، والخير هو الله، ورجلُ الخير لا يستطيعُ الشر أن يلحقة لافي حياته ولا في مماته، كما يقول سقراط .
في موضع آخر بعد الحكم باعدامه بتهمة ازدراء الآلهة الاغريقية ودعوته الى مبدا ( عمل الفضائل خير من عبادة الالهة) ، يرتب له صديقة اقريطون فرصة الهرب من السجن والنجاة من الاعدام فيرفض عرضه مشيرا الى انه هو نفسه من عمل على طاعة القوانين رغم نقده ديمقراطية أثينا الزائفة واتهامه لرموزها بالخيانة والفساد ، ليصبح اول رجل يقتل في التاريخ بسبب افكاره منهيا حياته وهو متجه الى المقصلة بالقول : أنا مدانٌ منهم وهم مدانون من الحقيقة.