عبد الحميد الصائح

الكتب، وحدَها لاتشيخْ، لاتموتْ تَخرجُ في جَنازة المؤلف. تتفحّص وجوهَ المشيّعينْ. ليلةَ الفَقد العظيمْ . تفتحُ أغْلفتَها الحزينةْ تَخلعُ سطورَها تكشّفُ عما وراءَ السطورْ تتحسّسُ أعضاءَها ، وحروفَها التي لمِعتْ بين أصابِعه. الأسرارَ والليالي، وأمواجَ البياضِ الذي هُدِرَ من صفحاتِها. فحيحَ...
وداعاً لكِ. وداعاً لما لمْ أره. للأماكنِ التي افترضتُها ولمْ أزرْها. وداعاً لكتبٍ لم أقرأها، وقصائدَ ناقصةٍ لم أنهِها. لكلّ امرأةٍ لم تعرفِ اسمي ولكلِّ طفلٍ نعيدُ لهُ مفاتيحَ الحياة. لتاريخٍ يلدُ الفجائعَ، وشعوبٍ تنامُ قلقةً على وسادةٍ واحدة . عشتُ كي أكونَ (وداعاً) وتعلمتُ الكتابةَ كي أدونَ...
سألني أبي في صباي ذاتَ يوم ( هل الشاعر يحبُ الحياةَ أم يكرهها ؟) كان في حينها سؤالاً مبطّنا بالتذمر بعد أنْ إكتشف أنّ ابنه الطالبَ في المرحلة الإعدادية يكتبُ قصائد ويصطحبُ للبيت كتباً لاعلاقةَ لها بدراسته ، فقد كانَ رحمه الله لايُحبّ الشعرَ ولا الغناء بجميع أنواعهما ، لم يحتفظْ بسوى بيتين...
عنْدَ البِنايَةِ المَهجورَةِ التِي يَحْرِسُهَا الظَّلامُ، تأتيكمُ السَّماءُ خِلْسَةً لتَنامَ لَيْلَةً هُنَاكَ، رَاجِفَةً مِنَ الدِّفْء، حَالِمَةً بِالطُّيُورِ الندِيَّةِ، تُفْطِرُ معَ الُمتَظَاهِرِينَ عِنْدَ الصَّبَاحْ، تَرُشّ بالشَّمْسِ الطُّرُقْ، تَسْتَقْبِلُ الْقَادِميْنَ مِنَ الأحْلامِ الى...
يأتي بَريدُ القَلْبِ هذا اليَومْ ، بِلاقِتالٍ ولاقِطافٍ لِثمارٍ دامِية ٍ، ولابَراءاتٍ لأقْوامٍ عائِدَة ٍمِنَ الخَديعَةْ.. بَريدٌ مِنْ مَلايينِ السنينْ، يَصِلُني يَومِياً ، مِنْ حٌرّاسٍ يُبدلونَ حُرّاساً وَقَدْ أخْطأوني، تَركوُني خالِداً مُنْهَكاً بِلا عَواطِفَ أمُرُّ على العُصورْ، حارَبْتُ...
الشاعر يحاول دائما خلق عالم شعري متحرر بالمعني الحرفي للكلمة، فالشعر استمرار للفلسفة الشعرية الباحثة عن الجمال في اللغة ، فالشعر في تصور الشاعر نشيد الجمال وفرصة للتأمل والرؤية والدهشة ما يشبه لوحات فنية، تحمل كل ألوان الحلم والحياة العمل «الشِعريّ» كما يستخدمها الشاعر، وهو يحاول تجاوز مفهوم...
بين مراسم توقيع السادات أول خائن في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، الخيانة التي شجعت صغار الدجاج على اللجوء الى قنان الأعداء حفاظا على حياتها، بين تلك المراسم وهذه فرق كبير جدا ، فرق بين فخامة حفلة الرئيس كارتر لعقد قران بين رئيس مصر العظيمة ، الدولة الجبارة التي يعرف قيمتها جميع شعوب العالم...
ماذا يُريدُ قاتلُ رِهام يعقوب؟ وقتلة من سبقها من شهداء التعبير والكلمة الحرة بذات الطريقة الخسيسة التي لارجولةَ فيها،لاشرف ولاهدف.لا الوسيلة فيها بطولة ولا الهدف يتحقق . فماذا يُريدُ القتلة ومَنْ هم وراءَهم بالضبط ؟ هل يريدونَ إنهاء التظاهرات ؟ على العَكْس لأنّ كلَّ عملية اغتيال ترسّخ الإحتجاج،...
مِنْ جِهَاتٍ أرْبَعْ ، ورُبّما أكثَرْ أراكَ الطَّرِيقَ لِمَنْ لَا يَرَاكْ، بَيْنَ الدَّوْلَةِ الذَّبيحَةِ وَالرِّوَايَةِ أفْتَرَضُ قِيَامَةً أنْتَ حَارِسُهَا الْقَدِيمْ، الْقُرَى الْمُدَمَّرَةَ وَالْمُجْتَمَعَ الذَّليلْ وأسمالَ الْمُحَارِبِينَ الَّتِي اِسْتَعْمَلُوهَا رَايَاتٍ لِلْهَزِيمَةْ،...
حين بَهَتَ الثور المسمى أفريطون أمام منطق سقراط وهو يحاورُه حول علاقة الإنسان بالآلهة الأغريقية قبيلَ بدء محاكمة سقراط الشهيره ، تهاوى قناع الزيف الديني امام الفضيلة الحقيقية ،عبيد الروايات امام تلامذة العقل . محاورة رفيعة في التاريخ من محاورات أفلاطون التي كان سقراط طرفاً فريداً فيها ، معلّماً...
سألني أبي ذاتَ يوم ( هل الشاعر يحبُ الحياةَ أم يكرهها ؟) كان في حينها سؤالاً مبطّنا بالتذمر بعد أنْ إكتشف أنّ ابنه الطالبَ في المرحلة الإعدادية يكتبُ قصائد ويصطحبُ للبيت كتباً لاعلاقةَ لها بدراسته ، فقد كانَ رحمه الله لايُحبّ الشعرَ ولا الغناء بجميع أنواعهما ، لم يحتفظْ بسوى بيتين لشاعرين ،...
أقبلّكِ .... طيرا تنازعه ملجآن، وأذيبُ تيجاني السرية َعلى خارطتك، فتسيلُ زهوري اليكِ، تنظفُ ذاكرتي من الحربْ، وتشيرُ الى جناحي. *** أنا المطلقُ في اللحظة، المموّهُ كملامح ِ آبائي، آتيكِ منتكسا ببحارٍ عمياء تفتحُ أناشيدَها على شفاهِك، أقصّ ُعليكِ المنافي التي لم أزرْها، والمدنَ التي طاردتني،...
هذهِ البلادُ تسكنُها الأرواحْ ، انّها اقدمُ بلادٍ في الوجودْ ، قبلَ الملحِ والماء، قبلَ العقلْ، قبلَ الأسطورةِ والتدخينْ، قبلَ البيضةْ. ولانّ الارواحَ خالدةٌ؛ ظلّت في الفضاءِ والرمال ، تتقلّبُ مع الطقسِ بعدَ فناءِ الناسْ. أرواحٌ مختلفة، لكائناتٍ انقرضتْ واخرى لمْ يُتَحْ لها التجسّد ، أرواحُ مدنٍ...
الى خضير ميري ايضا يُحصيكَ حُرّاس ُالبلادِ أو(الارضُ ومن عليها) غَرَقا ًغَرَقا ،ًوالشواطيءُ آخرةٌ لم تصَلهْا. فليتكَ من اوّل التكوين ِاصغيت الى ناي الفراغ ليتكَ تركْتَ جِمالَك باثقالها تتيه في المقابر ودعَوت َابناءَك َالى خطبة ِالوداعْ. لتدخلَ البحرَ فاتحا طاهرا مطهرا من الخدَيعةِوالكتُبِ...
لأجلِ بلادي ، لأجلِ رعشتي الأولى وأنا أمسك القلم في مدينةِ الناصرية ، لأجلِ المدرسةِ التي بُنيَتْ على المزرعة ، فتسرّبتِ الحقولُ إلى الدفاتر ، لأجلِ الخوفِ منَ ألنهار، ورهبةِ ألمعلّمين ، والطفولةِ التي يأتيها المخاضُ مع كلّ درسْ ، لأجلِ البيت ومزبلةِ الجدران ، رائحةِ الأب, سوطهِ وسجائرِه ، لأجلِ...

هذا الملف

نصوص
24
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى