عبد الحميد الصائح - الكُتب

الكتب، وحدَها لاتشيخْ، لاتموتْ
تَخرجُ في جَنازة المؤلف.
تتفحّص وجوهَ المشيّعينْ.
ليلةَ الفَقد العظيمْ .
تفتحُ أغْلفتَها الحزينةْ
تَخلعُ سطورَها
تكشّفُ عما وراءَ السطورْ
تتحسّسُ أعضاءَها ،
وحروفَها التي لمِعتْ بين أصابِعه.
الأسرارَ والليالي، وأمواجَ البياضِ الذي هُدِرَ من صفحاتِها.
فحيحَ اللهاثْ ، والتوقفْ ، واصطياد اللحظة .
تَعرفُه جيداً ،
تعرف الكتبُ مؤلفَها جيداً
حين اندلَقتْ روحُه
وحينَ خُدِع وكيف خَدعَ،
وكيفَ خان،
وكيف نام ثُم هُرع اليها ثانيةً
يُكملُ شهوتَها الناقصةْ.
لتظلّ وحيدةً ، مستوحشةً بين مالمْ يكتملْ بعدْ .
بلا ليالِ صاخبةْ، ولامدادٍ يقذفُ الخلاصةَ على الورقَةْ .
ولا أحدْ
عند أولِ صباحٍ
بعد مراسم الدفن وانصراف السؤال،
لاأحد يطرقُ البابَ
سوى ساعي تاريخٍ عجوزْ ،
يحملُ رغبةً فارغةْ
يستلمُ آخرَ الرسائلْ
رسائلَ لاعناوينَ مدونةُ عليها.
يودُعها البريد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى