عبد الحميد الصائح - قتلة الناشطين.. ماذا يريدون؟

ماذا يُريدُ قاتلُ رِهام يعقوب؟ وقتلة من سبقها من شهداء التعبير والكلمة الحرة بذات الطريقة الخسيسة التي لارجولةَ فيها،لاشرف ولاهدف.لا الوسيلة فيها بطولة ولا الهدف يتحقق . فماذا يُريدُ القتلة ومَنْ هم وراءَهم بالضبط ؟ هل يريدونَ إنهاء التظاهرات ؟ على العَكْس لأنّ كلَّ عملية اغتيال ترسّخ الإحتجاج،
وعليه فإنّ جدوى القتل قد انتهت ،بل أصبحَ يبرهنُ على أنْ لاطريقَ للعراق الاّ بالخلاص مما هو فيه ، وتحوّلَ الشهداءُ المغدورون الى وَقودٍ لإدامتِها.
هل يريدون إخافة المتظاهرين ؟ على العكس لقد حوّلوا فكرة الاستشهاد الى رغبة واختيار للمباهاة ، في صورة أسطورية غير مسبوقة في تاريخ العراق ، فماذا يريد القتلة ومن هم وراءهم ؟ دخول الجنة ؟!!على العكس،بالفطرة وقليلٍ من العِلم وأبسطِ قواعدِ الدين، نعرفُ أنّ الله من المستحيل وحاشاه أنْ يباركَ قاتلَ الأبرياء العزّل دونَ ذنبٍ أو حتى مواجهة. ماذا يريدون اذاً بالضبط ؟، فعلا لغز، كيف يفكر هؤلاء ، حتى مجرمو الدواعش الإرهابيون كانوا يُذبَحون ضحاياهم وهم واقفون في مناطق يَرونَها آمنةً لهم ، أمّا قتلة الدراجات النارية هؤلاء صاروا علامة إجراميةً مسجلة ، علامةً خائبةً كافرةً وسخة لمرضى يقفونَ على رأسِ أعزَل، رجلٍ أو إمرأة ، يمطرونهم بكواتم الأسلحة السائبة ، أو يخطفونهم ويفعلون بهم الأعاجيبَ من التعذيب والإهانة ، ثم يغيبونهم أو يقتلونهم أو يطلقون سراحهم معاقين منقطعين عن الحياة ، وهؤلاء أبناء بلدهم وربما منطقتهم وربما دينهم وربما مذهبهم وقبل ذلك هم نظراؤهم في الخلق على أقل تقدير ، من هؤلاء ، من هم؟ كيف يأكلون وينامون وهم يرون أبناء ضحاياهم من الأطفال والعوائل المكلومة تئنّ وتدمعُ وتواجهُ حياة محطّمة!!؟ وأي انعدام غِيره هذا على حياة الناس وسمعة البلد وسمعة الجهات التي ينتمون اليها وهي حتى الآن تخمين والتخمين مردوده عكسي جدا لانه شَكٌّ بالجميع!!.
أمام هذه الاسئلة المرّة. هات مسؤولاً أوحركة أو حزباً أو حارساً أو قائد شرطة أو وزارة أمنية يستطيع تبرئة نفسِه منها .. البريء فقط هو مَنْ يُلقي القبضَ على القتلة . نعم الذي يُلقي القبضَ على قتلة الأبرياء ويحيلُهم الى المحاكم العراقية ويُعلِن أسماءَهم ، فقط هو البريء والبقية جميعهم شركاء في الجريمة بما في ذلك الحكومة وأجهزتها، طالما لم يتمكنوا من القاء القبض على القتلة.؟ ظاهرة اغتيال الناس بهذه الطريقة الغامضة يتحملُ مسؤوليتها الجميع دون استثناء .
اذا أرادت جهة عسكرية أو استخبارية أو حزبية أو أمنية أو إدارية في العراق بمدنه وقراه كافة تبرئة نفسِها وإعلانها أنّها جهة شرعية في الدولة عليها القاء القبض على القتلة. والاّ فإنهم جميعاً متهمون بارتكاب ذلك أو أنّهم عاجزون بكل طاقاتهم وامتيازاتهم ورواتبهم وأسلحتهم وكاميراتهم عن تتبع ضباع الدراجات النارية التي تفتك بأهل العراق على هذا النحو ، أضف الى ذلك رسالة مكررة لمن يهمه الأمر ، وهي أنّ الهدف لن يتحقق لأنّ القتل سيخدمُ مشروعَ التغيير الذي ينادي بِهِ العراقيون جميعاً لخروجِهم من زَمنِ السّلاحِ السائبِ والإرهاب الرخيص.وفي زمنٍ تدفعُ الدولُ والأحزابُ والجماعاتُ مبالغَ طائلة، وتقدمُ صوراً رفيعة المستوى (لشراء) سمعتِها وتقديم قضاياها العادلة، يَصلُ بلدُنا الى الحضيض هو ومؤسساتُه على يد مسلّحٍ عَفن وجماعة مجرمة طليقةُ اليد تُهدّد الناسَ جميعا.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى