د. عادل الأسطة - الست كورونا : جنون البقر.. جنون البشر (٤٠)

الشريط اللافت الذي تدوول أمس هو شريط ذبح العجول في غزة ، وتحديدا في خان يونس.
هل أراد أهل خان يونس المدينة التي زرتها مرة وبت فيها في بيت الصديق المرحوم محمد أيوب أبو هدروس ابن يافا ، هل أراد أهل خان يونس أن يجتثوا الفايروس كوفيد ١٩ من جذوره ، فقد ينتقل من الحيوان ، كما حدث في أواسط ثمانينيات القرن العشرين حين أصيب البقر بلوثة جنون أخذت تنتقل إلى البشر؟
وماذا لو رأى الهندوس المشهد ؟ ماذا لو رأوا السكاكين تشهر والفرح باد على وجوه الشباب الراكضين وراء البقرة ، كما لو أنهم إسبان يهربون من أمام الثيران في حفل قد ينجم عنه صرعى ؟! البقرة مقدسة لدى الهندوس ، فهل سيعلنون حربا مقدسة على قطاع غزة الذين تنقصهم الحروب؟
نشر الشريط الصديق Fadel Ashour و أرسله إلي الدكتور Riyad Awad يسألني عن رأيي في المشهد ، وقمت بدوري بإعادة إدراجه على صفحتي لكي أقرأ آراء المشاهدين ، فالمشهد ظاهرة تستحق التفسير والتأويل والاجتهاد والنقاش.
هل يعبر الراكضون وراء البقرة لذبحها عن تعطش للدماء بسبب القهر والقمع والبطالة والفقر والهزيمة؟
هل ثمة رسالة يريدون إرسالها للإسرائيليين وللعالم بأننا ،لما تفعلونه بنا من حصار ، لن نرحمكم؟
هل تتذكرون قصيدة مظفر النواب " تل الزعتر " ومناداته الفقراء والمقموعين بأن يحمل كل منهم سفودين اثنين ليشووا لحم الحكام على نار جهنم؟
مرة شكا الشاعر ابراهيم طوقان من سوء أوضاع الفلسطينيين حيث اجتمع عليهم الاستيطان والانتداب وبؤس الزعامة ، فماذا كان سيقول لو عاش في غزة منذ العام ٢٠٠٧ حتى الآن؟
هل ثمة إصابات كورونا في غزة أم أن الفايروس يخشى سكاكين أهلها؟
لا بد من قراءة قصيدة مظفر النواب " تل الزعتر" ، وثمة حقد يزرع في قلوب الفلسطينيين لا ندري كيف ينفلت ولمن يوجه؟
صرنا ضحية اليهود والصهيونية ، فقد تراكم حقدهم عبر التاريخ وفجر فينا .
المشهد يحتاج إلى تفكير فقد كان مرعبا لدرجة أنه أنسانا العيد والكورونا والاحتلال ولو ليوم واحد!!
صباح الخير
خربشات
٢ آب ٢٠٢٠


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى