كتب – جعفر الديري
أمسك الأستاذ الجامعي بحجر من الطوب الأحمر، راح يقلِّبه في يده، لافتا انتباه الطلبة، حتَّى إذا وجدهم جميعا، يطالعون الحجر باهتمام، سألهم:
- أيِّ شيء يمكن صنعه من هذا الحجر؟
أجاب أحدهم مبتسما:
- أعتقد أنَّه سلاح ممتاز عند القتال.
وعلَّق آخر:
- ربَّما ساعدنا على قتل جرذ أو غيره من الحيوانات المؤذية.
ابتسم المدرِّس، وبدأ بعرض فيلم مٌصوِّر لبيوت وبنايات وعمارات، مبنية من أحجار حمراء صغيرة، بدت رائعة الأشكال، مدهشة في تنوّعها وهندستها، جعلت الطلبة يفتحون أعينهم وأفواههم، متسائلين، أكلُّ هذا الجمال من صنع هذا الحجر الصغير؟!
لقد كان هدف المدرِّس واضحا منذ البداية، لقد أراد أن يبين لهم أنَّ في قلب كلِّ منهم موهبة ثمينة، ترفع من قدره، فلا يوجد إنسان تافه وآخر عظيم، وإنما هناك من يعي أهمية ما أنعم الله عليه من مواهب، فهو في عمل دائم على تنميتها، بإزاء آخر، لا تعنيه في شيء.
في المعنى نفسه، ينظم الشاعر اللبناني إيليا أبوماضي قصيدته "الحجر الصغير"، يقول فيها: "سمع الليلُ ذو النجوم أنينا... وهو يغشى المدينة البيضاءَ/ كانَ ذاكَ الأِنينُ من حجر في السَدّ يشكو المقادِرَ العمياءَ/ أيّ شيء يكون في الكون شأني... لستُ شيئًا فيه ولستُ هَباء/ لا رخام أنا فأُنحَتَ تِمْثالاً ولا صخرةٌ تكونُ بناءَ/ لستُ دُرّاً تُنافسُ الغادةُ الحسْناء فيه المليحة الحَسناءَ/ لا أنَا دمعةٌ ولا أنا عَيْنٌ... لستٌ خالاً أو وجنة حمْراء/ حجرٌ أغبرٌ أنا وحقير... لا جمالاً لا حكمة لا مضاء/ فلأغادِرْ هذا الوُجودَ وأمضي... بسلام إني كرهْتُ الَبقاءَ/ وهوَى من مكانه وهو يَشْكو الأرْضَ والشُهْبَ والدُجَى والسماءَ/ فتَح الفجرُ جفْنَه فإذا الطُوفانُ يَغْشى المدينَة البيْضاء".
أمسك الأستاذ الجامعي بحجر من الطوب الأحمر، راح يقلِّبه في يده، لافتا انتباه الطلبة، حتَّى إذا وجدهم جميعا، يطالعون الحجر باهتمام، سألهم:
- أيِّ شيء يمكن صنعه من هذا الحجر؟
أجاب أحدهم مبتسما:
- أعتقد أنَّه سلاح ممتاز عند القتال.
وعلَّق آخر:
- ربَّما ساعدنا على قتل جرذ أو غيره من الحيوانات المؤذية.
ابتسم المدرِّس، وبدأ بعرض فيلم مٌصوِّر لبيوت وبنايات وعمارات، مبنية من أحجار حمراء صغيرة، بدت رائعة الأشكال، مدهشة في تنوّعها وهندستها، جعلت الطلبة يفتحون أعينهم وأفواههم، متسائلين، أكلُّ هذا الجمال من صنع هذا الحجر الصغير؟!
لقد كان هدف المدرِّس واضحا منذ البداية، لقد أراد أن يبين لهم أنَّ في قلب كلِّ منهم موهبة ثمينة، ترفع من قدره، فلا يوجد إنسان تافه وآخر عظيم، وإنما هناك من يعي أهمية ما أنعم الله عليه من مواهب، فهو في عمل دائم على تنميتها، بإزاء آخر، لا تعنيه في شيء.
في المعنى نفسه، ينظم الشاعر اللبناني إيليا أبوماضي قصيدته "الحجر الصغير"، يقول فيها: "سمع الليلُ ذو النجوم أنينا... وهو يغشى المدينة البيضاءَ/ كانَ ذاكَ الأِنينُ من حجر في السَدّ يشكو المقادِرَ العمياءَ/ أيّ شيء يكون في الكون شأني... لستُ شيئًا فيه ولستُ هَباء/ لا رخام أنا فأُنحَتَ تِمْثالاً ولا صخرةٌ تكونُ بناءَ/ لستُ دُرّاً تُنافسُ الغادةُ الحسْناء فيه المليحة الحَسناءَ/ لا أنَا دمعةٌ ولا أنا عَيْنٌ... لستٌ خالاً أو وجنة حمْراء/ حجرٌ أغبرٌ أنا وحقير... لا جمالاً لا حكمة لا مضاء/ فلأغادِرْ هذا الوُجودَ وأمضي... بسلام إني كرهْتُ الَبقاءَ/ وهوَى من مكانه وهو يَشْكو الأرْضَ والشُهْبَ والدُجَى والسماءَ/ فتَح الفجرُ جفْنَه فإذا الطُوفانُ يَغْشى المدينَة البيْضاء".