هل تعرف حارة بوهيبه؟.
حينا مشهور رغم أن تاريخه لا ملامح له ولا ملاحم فيه وأهله ليسوا من العظماء ولا الأولياء ولا السفلة المرموقين.
حينا معروف على الصعيد العالمي !
إحداهن بعثت برسالة من هولندا ونسيت أن تكتب اسم المدينة ومع ذلك وصل الظرف المختوم أوروبيا إلى العنوان بدرب بوهيبه بالمغرب.
لن تتعب كي تصل إلى بيتنا، إسأل عن زنقة بّادريس مول البومبا أو اكتف بالسؤال عن زنقة بَّادريس، وستجدك بسرعة في مدخل "الدرب" مبتسما وأنت تقرأ اللوحة المكتوب عليها إسم الزُّقاق "زنقة باتريس لومومبا"
مرحبا بك
وأنت في الطريق لا تأبه لما قد تصادف من فوضى في السير ومن شدة في الزحام وكثرة في الأكتاف والأقدام ، الناس في هذا البلد تحترم الأم والأب والجدة والجد والأخوال والأعمام ولا تعطي لإشارات المرور الكثير من الاهتمام.
وانت في الطريق لا تأبه لما قد يصيبك من زكام ومن ركام، السادة المنتخبون يقولون أن الصندوق الحر، لم يبخل بصناديق القمامة الخضر، وأن فيض الأزبال حولها أثر من آثار النعمة لا غير.
وصلت إلى زقاقنا،
أهلا بك
هذه بيوتنا ضيقة متعددة العائلات والاختصاصات تلفظ أبناءها كل صباح، لتصير غرفة النوم غرفة للطبخ ثم غرفة للأكل ثم قبل الغروب، في غيبة الأولاد والبنات، غرفة لصناعة الأولاد والبنات.
هذه بيوتنا أبوابها مفتوحة دائما على سلّم ضيق حاد الدرجات أو على ستار حجاب ليس فيه تموجات.
هذه بيوتنا، شرفاتها الصغيرة دائما عقود غسيل تعرض للتجفيف كل اللباس، من الجورب للرداء، وتستثني حياء سراويل النساء.
هذه بيوتنا سكانها يجمعهم تنظيم قديم إسمه "نحن جيران" لا فرق فيه بين جار وجار، إلا بالتقدم في السن والالتزام بقواعد الجد ومظاهر الوقار.
هنا، زينة الحياة الدنيا أتى نصفها الثاني على نصفها الأول.
وأنت تسير نحو البيت، قد يضايقك الأطفال بتدافعهم حولك وركضهم خلف كرة تشبه الكرة وصراخهم وتنابزهم بالألقاب والصفات. لا تنزعج، أولادنا يلعبون كما يشاؤون لا يهمهم العابرون. أنت الآن مقتحم ملعبهم ومرتعهم ومسرحهم ومدرستهم وبيتهم الآخر الذي فيه يسكنون.
لم يكن الحال دائما هكذا، قبل سنين لعب الأطفال كان يتوقف حين يمر موكب بّابلعيد المكون من با بلعيد وكرسيه المحمول القصير وعكازه وجلبابه الجميل.
كان الأطفال، حين تتدحرج كرتهم وترسو قرب مقعده، ينتظرون مرور أحد الكبار ليطلبوا منه إعادتها لهم حشمة وخوفا واحتراما وقد ينتظرون الوقت الطويل.
كانت صوفيتا حين تلج مدخل الزقاق تسارع بحمل كلبها القزم الأشعث خشية أن يدنِّس الحيوان الأليف النّظيف عمود النور القريب من الشيخ الجليل.
لم يكن بّابلعيد حاجّا ولا كان ذو كرامات ولا من الأثرياء ولم تكن جثته ضخمة ولا لحيته بيضاء، كان رجلا وقورا لا يتسحّر مع الأطفال فقط.
ستسألني عن بّابلعيد...
قبل أعوام صباح يوم أحد، كان الأطفال يلعبون الكرة غير بعيد منه وكان واقفا، وكأنما أصابه مسٌّ من شباب، وفي حركة لاعب متمرس، قذف الكرة وأرجعها للأطفال اللاعبين الذين هتفوا، كأنما سجلوا هدف انتصار وووووي ي ي ي ي أو وّ وِّ ي ي ي ي ي.
منذ ذلك اليوم ارتطمت الكرة برأس بّابلعيد وبجلبابه عدة مرات ورفع كلارك كُلَيب صوفيتا رجله محتكا بالعمود المستباح وبدأ الشيخ يتوقف مرات قبل أن يجد له طريقا في الذهاب أو الرواح.
هو الآن في سجنه الاختياري داخل بيته منذ سنين، شيخ غير عاجز يرفض الخروج حتى لأداء الصلاة .
وصلتَ، على السلامة
أنت أمام بيت بّا بلعيد
تفضل.
حينا مشهور رغم أن تاريخه لا ملامح له ولا ملاحم فيه وأهله ليسوا من العظماء ولا الأولياء ولا السفلة المرموقين.
حينا معروف على الصعيد العالمي !
إحداهن بعثت برسالة من هولندا ونسيت أن تكتب اسم المدينة ومع ذلك وصل الظرف المختوم أوروبيا إلى العنوان بدرب بوهيبه بالمغرب.
لن تتعب كي تصل إلى بيتنا، إسأل عن زنقة بّادريس مول البومبا أو اكتف بالسؤال عن زنقة بَّادريس، وستجدك بسرعة في مدخل "الدرب" مبتسما وأنت تقرأ اللوحة المكتوب عليها إسم الزُّقاق "زنقة باتريس لومومبا"
مرحبا بك
وأنت في الطريق لا تأبه لما قد تصادف من فوضى في السير ومن شدة في الزحام وكثرة في الأكتاف والأقدام ، الناس في هذا البلد تحترم الأم والأب والجدة والجد والأخوال والأعمام ولا تعطي لإشارات المرور الكثير من الاهتمام.
وانت في الطريق لا تأبه لما قد يصيبك من زكام ومن ركام، السادة المنتخبون يقولون أن الصندوق الحر، لم يبخل بصناديق القمامة الخضر، وأن فيض الأزبال حولها أثر من آثار النعمة لا غير.
وصلت إلى زقاقنا،
أهلا بك
هذه بيوتنا ضيقة متعددة العائلات والاختصاصات تلفظ أبناءها كل صباح، لتصير غرفة النوم غرفة للطبخ ثم غرفة للأكل ثم قبل الغروب، في غيبة الأولاد والبنات، غرفة لصناعة الأولاد والبنات.
هذه بيوتنا أبوابها مفتوحة دائما على سلّم ضيق حاد الدرجات أو على ستار حجاب ليس فيه تموجات.
هذه بيوتنا، شرفاتها الصغيرة دائما عقود غسيل تعرض للتجفيف كل اللباس، من الجورب للرداء، وتستثني حياء سراويل النساء.
هذه بيوتنا سكانها يجمعهم تنظيم قديم إسمه "نحن جيران" لا فرق فيه بين جار وجار، إلا بالتقدم في السن والالتزام بقواعد الجد ومظاهر الوقار.
هنا، زينة الحياة الدنيا أتى نصفها الثاني على نصفها الأول.
وأنت تسير نحو البيت، قد يضايقك الأطفال بتدافعهم حولك وركضهم خلف كرة تشبه الكرة وصراخهم وتنابزهم بالألقاب والصفات. لا تنزعج، أولادنا يلعبون كما يشاؤون لا يهمهم العابرون. أنت الآن مقتحم ملعبهم ومرتعهم ومسرحهم ومدرستهم وبيتهم الآخر الذي فيه يسكنون.
لم يكن الحال دائما هكذا، قبل سنين لعب الأطفال كان يتوقف حين يمر موكب بّابلعيد المكون من با بلعيد وكرسيه المحمول القصير وعكازه وجلبابه الجميل.
كان الأطفال، حين تتدحرج كرتهم وترسو قرب مقعده، ينتظرون مرور أحد الكبار ليطلبوا منه إعادتها لهم حشمة وخوفا واحتراما وقد ينتظرون الوقت الطويل.
كانت صوفيتا حين تلج مدخل الزقاق تسارع بحمل كلبها القزم الأشعث خشية أن يدنِّس الحيوان الأليف النّظيف عمود النور القريب من الشيخ الجليل.
لم يكن بّابلعيد حاجّا ولا كان ذو كرامات ولا من الأثرياء ولم تكن جثته ضخمة ولا لحيته بيضاء، كان رجلا وقورا لا يتسحّر مع الأطفال فقط.
ستسألني عن بّابلعيد...
قبل أعوام صباح يوم أحد، كان الأطفال يلعبون الكرة غير بعيد منه وكان واقفا، وكأنما أصابه مسٌّ من شباب، وفي حركة لاعب متمرس، قذف الكرة وأرجعها للأطفال اللاعبين الذين هتفوا، كأنما سجلوا هدف انتصار وووووي ي ي ي ي أو وّ وِّ ي ي ي ي ي.
منذ ذلك اليوم ارتطمت الكرة برأس بّابلعيد وبجلبابه عدة مرات ورفع كلارك كُلَيب صوفيتا رجله محتكا بالعمود المستباح وبدأ الشيخ يتوقف مرات قبل أن يجد له طريقا في الذهاب أو الرواح.
هو الآن في سجنه الاختياري داخل بيته منذ سنين، شيخ غير عاجز يرفض الخروج حتى لأداء الصلاة .
وصلتَ، على السلامة
أنت أمام بيت بّا بلعيد
تفضل.