آلية توظيف الموسيقى في مسرح فاختانكوف ( الواقعية الخيالية) .... تصورات وافتراض
الواقعية الخالية كما يعرفها فاختانكوف هي إيجاد الانسجام بين الشكل والمضمون، ووسائل التعبير .. وإذا ما وجدت هذه الوسائل بشكل صحيح فإنها "ستمنح العرض حياة أخرى على الخشبة، وهي التي يجب ان توجد في كل فن" ( )والواقعية الخيالية تعمل على خلق عالم خالص من الخيال لا تختبر فيه منطقية الواقع التجريبي، بل ينكشف فيه جوهر الواقع نفسه وتقريب الأسطورة كموضوعات عاملة على كشف بنية الواقع الآني العميقة من ارتباطات وعلاقات، او الصدق في الحلم الذي يعرض ذلك الجوهر للواقع خارج أبعاد الزمان والمكان ومحددات مظهر الواقع او الموضوع، لذلك ما يريده فاختانكوف هو معالجة فنية تنبع من نشاط تخيلي يحتمل الذاتية الى الحد الذي تتحول فيه الرؤية الى رؤية بالغة الذاتية لان "هدف الفنان المسرحي النهائي، ليس تركيب نسخة مصغرة من للعالم الخارجي على خشبة المسرح، ولكن ان يجد الحافز الذي يدفع بالجمهور لخلق سلسلة من الصور الخيالية المرتبطة مع تصوراته وخلقه الخيالي على الخشبة، وان يترابط تأويل الجمهور بتأويله، نحو فهم يتجاوز مفردات المسرحية ذاتها، نحو فهم الواقع شكله ومضمونه"( ) فهو يعيد صياغة الواقع عندما يعمل على رؤيته، وفي الحصيلة ينتج منطق المخيلة، مركبا من المعرفة ينتمي الى أصول وقواعد المسرح والظاهرة المسرحية، وهو بدوره يرتبط بشمولية فن المسرح، لذلك تتكرس الواقعية الخيالية في أنظمة الرؤية الخيالية والموقف من العالم ذاتياً وموضوعياً بأطر شعرية بفعل ودور المعالجة الإخراجية في تشكيل أنظمة العرض المسرحي.
كما يعد فاختانكوف أول من كرّس مفهوم الواقعية الخيالية في المسرح، وبشكل تنظيري وتطبيقي في تجاربه المسرحية وعبر استمرار تنظيراته في الواقعية الخيالية، فكانت عروضه رفضاً للطبيعة وفي استخدامه للطقوس والرموز وفي تصميم خطواته في أسلوبه الموسيقي ونجدد دقة ورسوخاً وتقدماً واقتصاداً من اي عمل اخر حيث كان الممثلون يتنافسون في تقديم أداء مفاجئ وحيوي وتلقائي مرتجلاً، فهو يؤكد على فاعلية الخيال المؤدي الى المتعة القائمة على الوعي والقصدية الفنية في توجيه الجهد الإبداعي نحو غاياته، فيرى في الموسيقى دورا بارعا وعنصرا مهماً في إنتاج العرض اذ تشكل الموسيقى جزءاً مهماً في المعالجة الرئيسية للعرض، لانها تمتاز بطبيعة وجدانية، فلها القدرة المطلقة في تحقيق التداعي الإبداعي والحسي للخيال، كما انها تقنية أساسية في إنشاء الوحدة المشهدية في الواقعية الخيالية لدى فاختانكوف، فهي تنظم حركية الجسد من خلال إيقاعها الزمني المنتظم ووحداته المتكررة التي تنحت الجسد في انسيابية ومرونة، كما تخلق الموسيقى في مسرح فاختانكوف عبر وحداتها الزمنية مقابلات مساحية تكون عنصرا حاضرا في الفضاء اي ان الموسيقى في الواقعية الخيالية تثبت حضورها ماديا في الفضاء من خلال تلك الحركة، والتي تسمو فوق فيزيائية الجسد فتتحول الحركة في الفضاء الى إشارة بفعل الرقص، كما وصفها مايرهولد لان البعض لا يهتم في طبيعة الإشارة في حين ان هذه الإشارة تقوم بدور عظيم الأهمية في حالة المصاحبة الموسيقية. وبالتالي فالموسيقى تسهم في تغذية الخيال وتنظيم الارتجال عند الممثلين فهي عامل منظم لوحدة الارتجال الذي يتأسس من خلاله المشهد المسرحي ويتحدد به المكان الدرامي والفضاء اللعبي وبناء الصورة المعبرة عن جوهر الواقع وبنيته العميقة وشبكة ارتباطاته الداخلية حيث تبقى الموسيقى أكثر أنواع المؤثرات الصوتية فعلاً تأثيرياً على خشبة المسرح بما تحققه من متعة جمالية حقيقية، تساعد المخرج في تحقيق خيالاته كما تحيل مخيلة المتلقي الى إنتاج صور سياقية او نسقية من الموقف الممثل أمامهم في فضاء الحدث الدرامي، لانها تعمل على تصعيد فعالية الحدث الدرامي والمحافظة على الزخم فيه أثناء تحولاته وتطوره وبناءه، كما تعمل أيضا على ربط الوحدات الزمكانية المتعاقبة التي تنبني أفقياً في حالة تجاوز المشهد الخيالي مع المشهد الواقعي، بينما تكون الموسيقى دالة على تصعيد الحدث الدرامي في بناء عمودي ذروي حينما يندمج المشهد الخيالي مع المشهد الواقعي تصاعدياً نحو الذروة.
وختاماً فان الموسيقى في مسرح فاختانكوف تتمتع بأهمية استثنائية فهي تتعلق بالطاقة التعبيرية والزخم الدلالي الذي يفسر الفضاء المسرحي ويكشف نوعه، وهي تتجاوز القدرة السيكولوجية من رغبة وعاطفة وشعور طبيعي لأنها "تحرك المشاعر وتنشط الخيال وتقدم المشهد المحتمل الأكثر اتساعاً للخيال"( )، وذلك لأنها أكثر الفنون حرية وأكثرها تجريداً واقلها تقيداً
الواقعية الخالية كما يعرفها فاختانكوف هي إيجاد الانسجام بين الشكل والمضمون، ووسائل التعبير .. وإذا ما وجدت هذه الوسائل بشكل صحيح فإنها "ستمنح العرض حياة أخرى على الخشبة، وهي التي يجب ان توجد في كل فن" ( )والواقعية الخيالية تعمل على خلق عالم خالص من الخيال لا تختبر فيه منطقية الواقع التجريبي، بل ينكشف فيه جوهر الواقع نفسه وتقريب الأسطورة كموضوعات عاملة على كشف بنية الواقع الآني العميقة من ارتباطات وعلاقات، او الصدق في الحلم الذي يعرض ذلك الجوهر للواقع خارج أبعاد الزمان والمكان ومحددات مظهر الواقع او الموضوع، لذلك ما يريده فاختانكوف هو معالجة فنية تنبع من نشاط تخيلي يحتمل الذاتية الى الحد الذي تتحول فيه الرؤية الى رؤية بالغة الذاتية لان "هدف الفنان المسرحي النهائي، ليس تركيب نسخة مصغرة من للعالم الخارجي على خشبة المسرح، ولكن ان يجد الحافز الذي يدفع بالجمهور لخلق سلسلة من الصور الخيالية المرتبطة مع تصوراته وخلقه الخيالي على الخشبة، وان يترابط تأويل الجمهور بتأويله، نحو فهم يتجاوز مفردات المسرحية ذاتها، نحو فهم الواقع شكله ومضمونه"( ) فهو يعيد صياغة الواقع عندما يعمل على رؤيته، وفي الحصيلة ينتج منطق المخيلة، مركبا من المعرفة ينتمي الى أصول وقواعد المسرح والظاهرة المسرحية، وهو بدوره يرتبط بشمولية فن المسرح، لذلك تتكرس الواقعية الخيالية في أنظمة الرؤية الخيالية والموقف من العالم ذاتياً وموضوعياً بأطر شعرية بفعل ودور المعالجة الإخراجية في تشكيل أنظمة العرض المسرحي.
كما يعد فاختانكوف أول من كرّس مفهوم الواقعية الخيالية في المسرح، وبشكل تنظيري وتطبيقي في تجاربه المسرحية وعبر استمرار تنظيراته في الواقعية الخيالية، فكانت عروضه رفضاً للطبيعة وفي استخدامه للطقوس والرموز وفي تصميم خطواته في أسلوبه الموسيقي ونجدد دقة ورسوخاً وتقدماً واقتصاداً من اي عمل اخر حيث كان الممثلون يتنافسون في تقديم أداء مفاجئ وحيوي وتلقائي مرتجلاً، فهو يؤكد على فاعلية الخيال المؤدي الى المتعة القائمة على الوعي والقصدية الفنية في توجيه الجهد الإبداعي نحو غاياته، فيرى في الموسيقى دورا بارعا وعنصرا مهماً في إنتاج العرض اذ تشكل الموسيقى جزءاً مهماً في المعالجة الرئيسية للعرض، لانها تمتاز بطبيعة وجدانية، فلها القدرة المطلقة في تحقيق التداعي الإبداعي والحسي للخيال، كما انها تقنية أساسية في إنشاء الوحدة المشهدية في الواقعية الخيالية لدى فاختانكوف، فهي تنظم حركية الجسد من خلال إيقاعها الزمني المنتظم ووحداته المتكررة التي تنحت الجسد في انسيابية ومرونة، كما تخلق الموسيقى في مسرح فاختانكوف عبر وحداتها الزمنية مقابلات مساحية تكون عنصرا حاضرا في الفضاء اي ان الموسيقى في الواقعية الخيالية تثبت حضورها ماديا في الفضاء من خلال تلك الحركة، والتي تسمو فوق فيزيائية الجسد فتتحول الحركة في الفضاء الى إشارة بفعل الرقص، كما وصفها مايرهولد لان البعض لا يهتم في طبيعة الإشارة في حين ان هذه الإشارة تقوم بدور عظيم الأهمية في حالة المصاحبة الموسيقية. وبالتالي فالموسيقى تسهم في تغذية الخيال وتنظيم الارتجال عند الممثلين فهي عامل منظم لوحدة الارتجال الذي يتأسس من خلاله المشهد المسرحي ويتحدد به المكان الدرامي والفضاء اللعبي وبناء الصورة المعبرة عن جوهر الواقع وبنيته العميقة وشبكة ارتباطاته الداخلية حيث تبقى الموسيقى أكثر أنواع المؤثرات الصوتية فعلاً تأثيرياً على خشبة المسرح بما تحققه من متعة جمالية حقيقية، تساعد المخرج في تحقيق خيالاته كما تحيل مخيلة المتلقي الى إنتاج صور سياقية او نسقية من الموقف الممثل أمامهم في فضاء الحدث الدرامي، لانها تعمل على تصعيد فعالية الحدث الدرامي والمحافظة على الزخم فيه أثناء تحولاته وتطوره وبناءه، كما تعمل أيضا على ربط الوحدات الزمكانية المتعاقبة التي تنبني أفقياً في حالة تجاوز المشهد الخيالي مع المشهد الواقعي، بينما تكون الموسيقى دالة على تصعيد الحدث الدرامي في بناء عمودي ذروي حينما يندمج المشهد الخيالي مع المشهد الواقعي تصاعدياً نحو الذروة.
وختاماً فان الموسيقى في مسرح فاختانكوف تتمتع بأهمية استثنائية فهي تتعلق بالطاقة التعبيرية والزخم الدلالي الذي يفسر الفضاء المسرحي ويكشف نوعه، وهي تتجاوز القدرة السيكولوجية من رغبة وعاطفة وشعور طبيعي لأنها "تحرك المشاعر وتنشط الخيال وتقدم المشهد المحتمل الأكثر اتساعاً للخيال"( )، وذلك لأنها أكثر الفنون حرية وأكثرها تجريداً واقلها تقيداً