فوزية العلوي - ذكرياتي..

1-
صغارا كنا وكان ابي رحمه الله والطاهر العدل والمؤذن احمد بالمكي والمدب المولدي الفقراوي والمدب سالم البناني والشيخ عبد الرحمان الغربي والناجي بن سلطان وبن زيد وثلة من الرجال والشيوخ اغلبهم قضي نحبه وبعضهم ينتظر ، يجتمعون بساحة البلدة اذا شحت السما وتواصل الجفاف ليخرجوا في صلاة الاستسقاء ، اذكر انهم يقلبون ثيابهم فمنهم من كان يرتدي جبة ومنهم من ارتدى برنسا وقشابية أو كدرونا ، هي عادة لا ادري مغزاها اليً اليوم ونفعل مثلهم فرحين ويسيرورن ونطير وراءهم كالفراش وعلى يمينهم وشمائلهم ولا نجرؤ ابدا ان نمشي أمامهم ...تطير قلوبنا من الغبطة ونحن نحلم بالمطر ونتصور المزاريب تثرثر والشجر يبكي من الفرحة بعد طول انتظار ...تتصاعد الأصوات متداخلة
. ياربي أعطينا النو يا ربي أعطينا النو...
. ويتقدم الركب ليصل مشارف البلدة أعلى "عين القايد "حيث كانت قفارا ويصلي الناس هناك دون خلع أحذيتهم ونحن نلعب ونضحك ونجمع الحصي ، وكان ابي علمنا نشيدا صرنا تهتف به في كل صلاة استسقاء
أباؤنا الكبار
قد ظلموا وجاروا
فارحمنا يالله
فإننا صغار
حتى إذا عدنا لففنا قايمة السداية وهي خشبة طويلة تستعمل في الة النسيج وحزمناها بالمحارم الخضراء والحمراء وخرجنا إلى الازقة صادحين
ام قطنبو يا صغار حن علينا يا ستار
ام قطنبو شهلولة
إن شاء الله تروح مبلولة وكانت
فتنفرج البيوت وتقذفنا النسوة بدلاء الماء تيمنا فنعود مبللين نحن وام قطنبو
... صدقوني ..... كان المطر ربما ينزل في نفس اليوم فان لم يكن ففي الليل....
كانت النفوس اصفى والضمائر اوفى والاكف نظيفة... كان دعاؤنا اقرب الي السما ....
وكان إذا نزل المطر واعشوشبت الارض خرجنا للفلاة في طمانينة وراحة بال نجمع ماجادت به الارض من تالمة وحميضة وتيفاف وكز وقيز وكراع دجاجة وقرين جدي وكنا نستل النبتة من عروقها وننفضها من التراب ونبدا في قضمها متمتعين بنكهة لم يعد لها وجود في أيامنا هذه حتى إذا شبعنا ولعبنا وتسابقنا عدنا وافواهنا مخضرة بالعشب كالجداء

***

2-
حانوت الأديب كان في الركنة بالضبط حذاه منا حانوت بن زيد وحانوت الناجي الساحلي الله يرحمهم الكل وم الجهة الاخري كانت قهوة القطاري ومكتبة كريشان الي تلفونها رقم 1 وكان في النهج الي فيه كوري كريشان حماص وحانوت علي اسبانيا وحانوت الميزوني العدل الله يرحمهم ويحسن ليهم الكل .. نحنا كنا نمشو نهار السوق لحانوت الأديب بش نشرو الشقاقات والمناديف والزرابيط المحزمة بالأخضر والوردي والأكحل والخيوط قواطن صفر من حزام ام عيشة وعمتي الكاهية ! في حانوت الأديب ثمة الشكاير العامرة بكل شي الطفل والحنة والفول والحمص والزيوان والفرماس وقلوب المشماش وكان عندو الغرابيل وامشاط الصوف والمغازل والحبال والسطول وكنا نخافو منو وكان يكش علينا كي نقولولو بدل لينا الشقاقة ع خاطر عينها واسعة كي نحطو فيها الفلوس ونقلبوها تطلع ونحنا هومة اليً في العادة نوسعوها بالسكينة هههه شكون وقتها كان يصبر ع النوقة والحلوة الحمصية وحلوة الزقوقو والزلابية و المخارق .في النهج الاوخر كانت شركة الاشغال العامة بمستودعها الى كان وقتها يظهر لينا كبير برشا مادام يهز النفلاز الاصفر والكميون الي عجاليه كبار وديمة في القايلة نمشو نفشوهم و كي كبرت ماعادش يظهر كبير ولى صغير مغموم حزين كيف زنقتنا وقتها الي كانت تظهر لينا واسعة كالدنيا وتحمل كل العابنا الكاري والغميضة والمويرات والبيس والركيض والهيجة والكلب وبعد ولا تظهرلي ضيقه ما تهزش زوز يمشو حذا بعضهم . كان حانوت عمي الشريف الفيلي الله يرحمو مقابل شركة الاشغال وكان يبيع الروبافيكا وكان بجيب جيوب دنتال محلاهم وجيليات بالجاكار وكولونات الشبكة وكان يخلينا نمشو نقيسو في الدار ونرجعولو ويزيد يكابرنا ينقص لينا في السوم. ساعات نلقو في اجياب الكبابط ولا السراول حاجات خاتم ولا العاب متاع بلاستيك ولا علكة قديمة ولا محرمة خشم. حذا حانوت عمي الشريف حانوت محمد الصالح الحجام الي هو برك بقى كيما هو كأنو يحرس في ذاكرة المدينة وحذا الحانوت مازالت الشجرة الكبيرةالي يفوح نوارها الازرق بريحة تهبل وتطلع كعب اخضر كيف البيس ننحوه ونصنعو بيه مع اعواد الوقيد كراسي وطواول واسرة وابناك وقداش نلعبو ونوسعو بالنا وبعد يصفار هاك الكعب ويطيح كيما شاب شعرنا وكبرنا وثقلت عظامنا يا حسرة وقت كنا نتشعبطو في الشجر ونتسابقو ونتخاصمو ونتصالحو لافرق بين طفلة وطفل....في شركة الاشغال ثمة بيت للتو قايمة يسكن فيها فيكو السبنيوري ببرطلتو الكحلة وسنيه الفضية وضحكتو الحزينة وكان يجي حذاه ولد بلادو بازيليو وواحد آخر نسيت اسمو قصير وخدودو حمر وكانو يتكيفو البيبا ولا السبسي وكنا نستعجبو من حديثهم الي ما نفهموشو ونتساءلو علاش ماعندهمش نسا وويني صغارهم وما نعرفوش علاش هومة عايشين معانا في القصرين. الحي صغير لكن معبي بالحكايات كل دار حكاية وكل حانوت حكاية وكل عبد حكاية. عمر الفطايري وحانوت احمد بن جنات وكوري فاطيمة وحانوت عمي الطاهر الفيلي والعربي الحجام...كان ثمة برشا حزن اكيد وبرشا اسرار لكن نحنا كنا نطيرو مع الطيور ونوكلو الفطاير السخونة والحلوى والنوقة الي نشروها من كروسة عمي عباس العيشاوي الله يرحمو وكانت قراطيسها ملونة حمرا وزرقا وصفرا وكنا نبلوها في السبالة ونعملوها على عينينا باش تظهر لينا الدنيا ملونة

****

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
البورتريهات والمذكرات واليوميات والسيرة
المشاهدات
1,227
آخر تحديث
أعلى