لقد مرت الجزائر ومنذ الاستقلال والي يومنا هذا بعدة مراحل هامة ، ونقاط تغيير مختلفة وكانت كل هذه الازمات تنم عن خروج الجزائر من دائرة التخلف والاستعمار إلي مصاف الدول المتطورة والغنية ، فمنذ عهد الاستقلال والسيادة الترابية والجزائر تعاني من ويلات الدنس السياسي ، والمراوغات السلطوية ، ويعود كل ذلك إلي فقه الرجل السياسي الجزائري المحدود ، ودغمائه في مداواة الجرح ، فقد مرت الجزائر بأزمات سياسية حادة ، دفع خلالها الشعب الجزائري ثمن تهور السياسين في الجزائر ، فمن تأميم المحروقات الي صعود احزاب كانت تنادي بسياسة دينية دون مشروع ، أي نابعة عن العنتريات والايديولوجيات الفارغة والرنانة ، إلي ان جاءت إنتخابات 1999، والتي حولت الجزائر من نطاق التسلط ،الي الدخول في ديمقراطية من بابها الضيق ( مرغم اخاك لا بطل).
وخرجت الجزائر من السلطة والسيطرة العسكرية ، إلي السلطة والسيطرة المدنية ، رغم أن المرشح او الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة يعد من القيادات العسكرية ، والتي جيئ بيه من طرف المؤسسة العسكرية الجزائرية.
غير أن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة حاول التغيير في نمط السياسة في الجزائر ، إجتهد ، وثابر وكانت له ايجابياته بقدر ما كانت له سلبياته الكثيرة والمتنوعة والتي ظهرت إلا بعد تنحيه عن السلطة، وذلك لسببين اثنين هما خنوع كل الاحزاب تحت رايته او جناحه ، والسبب الآخر لم تكن هناك شخصية مهيئة غيره في النظام او في العلبة السوداء للنظام.
الاحزاب السياسية في عهد بوتفليقة : لقد كانت الاحزاب السياسية في الجزائر ورغم الضعف الديمقراطي ، ولكن كانت بدايات النمو الديمقراطي بادية عليها من خلال الممارسات والبرامج والنخب التي تتخلل هته الاحزاب ، فالرئيس السابق بوتفليقة، وبذكائه السياسي حاول افراغ هذه الاحزاب التي كانت ستشكل أمامه عائقا استراتيجيا في المستقبل ، فبدأ بإفراغ هذه الاحزاب من كل قياداتها ومفكريها ، من خلال اغرائهم واعطائهم حقائب وزارية ، والتغافل علي ما يقومون به من عمليات فساد سياسي واداري ، وذالك لسببين ، الاول لكي لا تكون المراقبة والنقد من طرف هته الاحزاب ، والثاني لإضعاف المعارضة التي تعتمد علي اشراك كل الاطراف في الحكم ، وما يحقق الديمقراطية التشاركية بمعناها الصحيح، فتحقق الرئيس السابق ما أراده من خلال اخلاء كل الاحزاب الصاعدة من قياداتها ونخبها ، وتركها كأنها جذر مسندة .
الشخصيات الثورية : لقد ساعف الحظ الرئيس السابق في حكمه ، أو في فرصته لحكم الجزائر لان الجزائر في ذلك الوقت كانت تعتمد علي أيديولوجية الشخصيات الثورية ، وكان الحكم الا لهذه الشخصيات ، بحكم التضحيات التي قدمتها في ثورة التحرير المباركة، فكان الرهان علي بوتفليقة ، لانه من بين القلائل الذين بثوا في واجهة السياسة في الجزائر ، وهذا كان من بين المبررات التي جعلت بوتفليقة يفوز بكرسي المورادية ، كذلك الوقت ، فالجزائر كانت في ذلك الوقت نحتاج الي رئيس ذو خبرة وحنكة ، وإستشراف .
ومع وصول الرئيس السابق بدا في ترتيبات جديدة وخرجات مكثفة الي دول الجوار ، والقوي المهيمنة آنذاك ، من أجل اولا التزكية وثانيا من أجل اعادتة بناء التحالفات ، والاستثمارات مع الدول الصديقة والحليفة في الخارج، اما في الداخل فقد ساعد الرئيس بوتفليقة علي حكمه شيئين اولهما هو دكاترة الغزل وثانيهما هم مقاتلوا المعرفة.
دكاترة الغزل : وهم ثلة او قلة من المثقفين او المحسوبين علي النخبة والذين لا هم لهم إلا التبجح بالوطنية والقومية وإجلال الآخر بالعصبية ، والترنم والإنبطاح للقوي بالسجع ، وذكر بطولاته الوهمية ، من خلال إيجاد حوافز له تحول بينه وبين القيود التي وضعها كفخاخ ، فكان هؤلاء المثقفون بما يعرف بعلماء السلطان ، والذين يجيدون الركوب المجاني وخاصة في وقت الازمات.
مقاتلوا المعرفة : وهم الجنود او العسكر الذين يعتمد عليهم السلطان في فرض الولاء والطاعة بأي ثمن ، فالجندي او العسكري في زمننا هذا تغير فأصبح الجندي الان ليس الجندي في الزمن الماضي الذي يحمل الرشاش في يده والمؤونة فوق ظهره ، فالجندي الان اصبح كذلك يخضع لسلطة العولمة ،فهو الان يحمل الكومبيوتر بدل الرصاص ، ويحمل العلومة بدل المؤونة ، فمقاتلو المعرفة هنا ليسوا الجنود الذين يدافعون عن الوطن ، إنه الاعلام الذي دافع عن بوتفليقة لمدة عشرون سنة ، استطاع فيها هذا الاعلام أن يغير موازين السياسة في الجزائر ، ويجعل الفجوة بعيدة بين المواطن والحاكم ،إنه الاعلام الذي كان يخفي الحقائق ، ولذلك اصبح الام يعرف بإسم مقاتل المعرفة ، فهو أخطر من الجندي الذي يحمل الرصاص ، إنه هو من زور الحقائق للشعب ، وجعله يري في بوتفليقة ما يري الان .
فالإعلام الذي دنس الحقيقة لقرابة عقدين من الزمن لن يستطيع الان ارجاع الشعب عن نفس العقد الاجتماعي السابق ، لان الشعب خسر ويظن نفسه الان سيخسر مرتا اخري بسبب إعلام فاشل ، وطبقة مثقفة منبطحة ، لا تتكلم بالحقيقة والموضوعية ، بقدر ما تتكلم بالعنتريات ، والشواهد الميتة ، وما اهلك الذين من قبلنا إلا هذا .
فالوسائل الاعلام ، هي الوحيدة التي كان لها الدور المحوري في انعاش عهدات الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ، لذي وجب علي الاعلام التحرر من قبضة الهيمنة والولاء الغير طبيعي ، فما أخفاه هذا الاعلام لمدة عقدين من الزمن ، كان كفيلا ، ببناء الجزائر وازدهارها.
فالإعلام في الجزائر كان نابعا من طينة المصلحة ، والبرغماتية ، فالحقائق كانت مستورة ، والشعب كان يموت في صمت ، ومع ذلك ستقف الجزائر مرتا اخري ، انها الجزائر بلاد المعجزات ، إنها منبع الثورات الطاهرة فما اخمد الثورة الا الثروة ، ولا تجتمع الثورة والثروة الا افشلت احداهما الاخري فالثروة تخمد الثورة وتجعلها مترهلة ورخوة ، لذلك فشل الاعلام في الجزائر امام الثروة التي كان يتنعم فيها.
وخرجت الجزائر من السلطة والسيطرة العسكرية ، إلي السلطة والسيطرة المدنية ، رغم أن المرشح او الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة يعد من القيادات العسكرية ، والتي جيئ بيه من طرف المؤسسة العسكرية الجزائرية.
غير أن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة حاول التغيير في نمط السياسة في الجزائر ، إجتهد ، وثابر وكانت له ايجابياته بقدر ما كانت له سلبياته الكثيرة والمتنوعة والتي ظهرت إلا بعد تنحيه عن السلطة، وذلك لسببين اثنين هما خنوع كل الاحزاب تحت رايته او جناحه ، والسبب الآخر لم تكن هناك شخصية مهيئة غيره في النظام او في العلبة السوداء للنظام.
الاحزاب السياسية في عهد بوتفليقة : لقد كانت الاحزاب السياسية في الجزائر ورغم الضعف الديمقراطي ، ولكن كانت بدايات النمو الديمقراطي بادية عليها من خلال الممارسات والبرامج والنخب التي تتخلل هته الاحزاب ، فالرئيس السابق بوتفليقة، وبذكائه السياسي حاول افراغ هذه الاحزاب التي كانت ستشكل أمامه عائقا استراتيجيا في المستقبل ، فبدأ بإفراغ هذه الاحزاب من كل قياداتها ومفكريها ، من خلال اغرائهم واعطائهم حقائب وزارية ، والتغافل علي ما يقومون به من عمليات فساد سياسي واداري ، وذالك لسببين ، الاول لكي لا تكون المراقبة والنقد من طرف هته الاحزاب ، والثاني لإضعاف المعارضة التي تعتمد علي اشراك كل الاطراف في الحكم ، وما يحقق الديمقراطية التشاركية بمعناها الصحيح، فتحقق الرئيس السابق ما أراده من خلال اخلاء كل الاحزاب الصاعدة من قياداتها ونخبها ، وتركها كأنها جذر مسندة .
الشخصيات الثورية : لقد ساعف الحظ الرئيس السابق في حكمه ، أو في فرصته لحكم الجزائر لان الجزائر في ذلك الوقت كانت تعتمد علي أيديولوجية الشخصيات الثورية ، وكان الحكم الا لهذه الشخصيات ، بحكم التضحيات التي قدمتها في ثورة التحرير المباركة، فكان الرهان علي بوتفليقة ، لانه من بين القلائل الذين بثوا في واجهة السياسة في الجزائر ، وهذا كان من بين المبررات التي جعلت بوتفليقة يفوز بكرسي المورادية ، كذلك الوقت ، فالجزائر كانت في ذلك الوقت نحتاج الي رئيس ذو خبرة وحنكة ، وإستشراف .
ومع وصول الرئيس السابق بدا في ترتيبات جديدة وخرجات مكثفة الي دول الجوار ، والقوي المهيمنة آنذاك ، من أجل اولا التزكية وثانيا من أجل اعادتة بناء التحالفات ، والاستثمارات مع الدول الصديقة والحليفة في الخارج، اما في الداخل فقد ساعد الرئيس بوتفليقة علي حكمه شيئين اولهما هو دكاترة الغزل وثانيهما هم مقاتلوا المعرفة.
دكاترة الغزل : وهم ثلة او قلة من المثقفين او المحسوبين علي النخبة والذين لا هم لهم إلا التبجح بالوطنية والقومية وإجلال الآخر بالعصبية ، والترنم والإنبطاح للقوي بالسجع ، وذكر بطولاته الوهمية ، من خلال إيجاد حوافز له تحول بينه وبين القيود التي وضعها كفخاخ ، فكان هؤلاء المثقفون بما يعرف بعلماء السلطان ، والذين يجيدون الركوب المجاني وخاصة في وقت الازمات.
مقاتلوا المعرفة : وهم الجنود او العسكر الذين يعتمد عليهم السلطان في فرض الولاء والطاعة بأي ثمن ، فالجندي او العسكري في زمننا هذا تغير فأصبح الجندي الان ليس الجندي في الزمن الماضي الذي يحمل الرشاش في يده والمؤونة فوق ظهره ، فالجندي الان اصبح كذلك يخضع لسلطة العولمة ،فهو الان يحمل الكومبيوتر بدل الرصاص ، ويحمل العلومة بدل المؤونة ، فمقاتلو المعرفة هنا ليسوا الجنود الذين يدافعون عن الوطن ، إنه الاعلام الذي دافع عن بوتفليقة لمدة عشرون سنة ، استطاع فيها هذا الاعلام أن يغير موازين السياسة في الجزائر ، ويجعل الفجوة بعيدة بين المواطن والحاكم ،إنه الاعلام الذي كان يخفي الحقائق ، ولذلك اصبح الام يعرف بإسم مقاتل المعرفة ، فهو أخطر من الجندي الذي يحمل الرصاص ، إنه هو من زور الحقائق للشعب ، وجعله يري في بوتفليقة ما يري الان .
فالإعلام الذي دنس الحقيقة لقرابة عقدين من الزمن لن يستطيع الان ارجاع الشعب عن نفس العقد الاجتماعي السابق ، لان الشعب خسر ويظن نفسه الان سيخسر مرتا اخري بسبب إعلام فاشل ، وطبقة مثقفة منبطحة ، لا تتكلم بالحقيقة والموضوعية ، بقدر ما تتكلم بالعنتريات ، والشواهد الميتة ، وما اهلك الذين من قبلنا إلا هذا .
فالوسائل الاعلام ، هي الوحيدة التي كان لها الدور المحوري في انعاش عهدات الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ، لذي وجب علي الاعلام التحرر من قبضة الهيمنة والولاء الغير طبيعي ، فما أخفاه هذا الاعلام لمدة عقدين من الزمن ، كان كفيلا ، ببناء الجزائر وازدهارها.
فالإعلام في الجزائر كان نابعا من طينة المصلحة ، والبرغماتية ، فالحقائق كانت مستورة ، والشعب كان يموت في صمت ، ومع ذلك ستقف الجزائر مرتا اخري ، انها الجزائر بلاد المعجزات ، إنها منبع الثورات الطاهرة فما اخمد الثورة الا الثروة ، ولا تجتمع الثورة والثروة الا افشلت احداهما الاخري فالثروة تخمد الثورة وتجعلها مترهلة ورخوة ، لذلك فشل الاعلام في الجزائر امام الثروة التي كان يتنعم فيها.