محمود الأبنودي - في مِحْراِبها..

منكِ الجمالُ ومني أقدَسُ السُّوَرِ
مُرتَّلاتٍ بتنغيمي على وَتَري
أنا وأنتِ كلانا بيننا رَحِمٌ
أنا وأنت كلانا عاشق الغُرَر
أنا أدينُ بدينِ الحبِّ تكْرمةً
لهُ وأسجدُ في الآصال والبُكَر
وأنت أغلى «هَيُولى» عشتُ أعشقُها
فلسفْتُ فيها حياتي في سِني عمُري
بلونِ خدَّيكِ قد لوَّنت مسجديَ الْـ
ـمفروشِ بالصدق والإيمان والطُّهر
هذا جمالكِ ملءُ الكونِ منتشرًا
هذا جمالكِ في سمعي وفي بصري
هذا جمالُك في قلبي وعاطفتي
هذا جمالك في حِسِّي وفي فِكَري
وفي حديثي لكلِّ الناس أذكرُه
أسبِّحُ الحسنَ في بِدْعِي ومُبْتكري
وفي غُدوِّي إلى أمرٍ أدبِّرُه
وفي رَواحي وفي نومي وفي سَهَري
وفي انفراديَ عمَّن لا يُشاكُلني
وفي اجتماعي وإصغائي وفي سَمَري
في مُقلةِ الظبيِ في شدْوِ البلابل في
لُطْف النسائم في طيِّ الشَّذا العَطِر
في النَّجْد في الوَهْد في الوادي الفسيح على
رملٍ يُلعلِعُ في الصحراء كالدُّرَر
في يقظةِ الفجر والأكوانُ راقدةٌ
في هجْعةِ الليل والعُشّاقُ في سَهَر
في بسمة الطفلِ في الوجه الصبوحِ وفي
نور الجبين وساجي الهُدْب والشَّعَر
وفي الخدود إذا صَفْحاتُها خجلَتْ
وفي الغدائر إذ تهفو وفي الطُّرَر
في الحُلْو من كلِّ شيءٍ جلَّ مُبدعُه
في كهربائيَّةِ الأنغامِ والنَّظر
أعلى